التجارة الدولية محور نقاش بين البرلمان الأوروبي والكونغرس الأميركي

زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي أثناء المؤتمر الصحافي في كابيتول هيل (أ.ف.ب)
زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي أثناء المؤتمر الصحافي في كابيتول هيل (أ.ف.ب)
TT

التجارة الدولية محور نقاش بين البرلمان الأوروبي والكونغرس الأميركي

زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي أثناء المؤتمر الصحافي في كابيتول هيل (أ.ف.ب)
زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي أثناء المؤتمر الصحافي في كابيتول هيل (أ.ف.ب)

اختتم وفد مكون من أعضاء «البرلمان الأوروبي» زيارة إلى العاصمة الأميركية (واشنطن) استغرقت 4 أيام، حيث التقى الوفد أعضاء في «الكونغرس» من الحزبين الجمهوري والديمقراطي وممثلين عن مراكز أبحاث ونقابات عمال وشركات، بالإضافة إلى أكاديميين وعدد من المسؤولين في الإدارة الأميركية.
وكان محور المحادثات هو التجارة الدولية والتغير المناخي والأمن والدفاع والأوضاع في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وقال فيكتور بوتينارو، من كتلة الأحزاب الاشتراكية والديمقراطية وعضو الوفد: «لقد كانت محادثات ناجحة حيث وفرت الزيارة منصة للسياسيين وأصحاب المصلحة لمناقشة صريحة للتحديات الكثيرة الحالية التي تهم المواطنين على جانبي الأطلسي». وجاء في تصريحات «البرلماني الأوروبي» عن الزيارة، كما جاء في بيان رسمي: «نشعر بالقلق البالغ إزاء أحدث الاتجاهات في السياسة الأميركية، وشاركنا في هذه المخاوف أيضا عدد من محاورينا في واشنطن».
وأضاف البرلمان أنه بالرغم من الأفعال التي يقوم بها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، فمن المهم جدا أكثر من أي وقت مضى الحفاظ على حوار قوي عبر الأطلسي مع القوى التقدمية في «الكونغرس» والمجتمع الأميركي، وإعادة التأكيد على القيم والمبادئ المشتركة ودعم الديمقراطية وتعددية الأطراف والتجارة الحرة النزيهة والمستدامة. واختتم بالقول إنه «في ظل قناعة مشتركة بأن العلاقات عبر الأطلسي مهمة لكلا الجانبين، ويجب الحفاظ عليها، جرى الاتفاق على تعزيز الاتصالات مع الشركاء التقدميين وتشجيع مزيد من التفاعل وعقد (أسبوع عبر الأطلسي) مطلع العام القادم، بمشاركة القوى التقدمية الأميركية لتفادي الضرر الذي يمكن أن يلحق بهذه الشراكة طويلة الأمد عبر الأطلسي».
وقال أعضاء في الوفد من كتلة الأحزاب الاشتراكية والديمقراطية من خلال بيان، إن الزيارة شكلت فرصة لمناقشة أفضل السبل لمواجهة التحديات والفرص في البيئة الرقمية الجديدة، كما جرت مناقشة ملفات تتعلق بالخصوصية الرقمية والضرائب الرقمية.
وقال الأعضاء في البيان: «لقد أوضحنا أنه في ظل غياب الحل الدولي تحت مظلة منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لا يمكن للاتحاد الأوروبي الانتظار أكثر من ذلك»، داعين إلى «ضمان فرض ضرائب رقمية عادلة، وأيضا هناك موضوع آخر مهم يتعلق بتشريعات حق المؤلف في العالم الرقمي». وكان مقر البرلمان الأوروبي في بروكسل قد أعلن قبل أيام قليلة عن أن وفدا من لجنة الشؤون المالية والاقتصادية في البرلمان سيقوم بزيارة إلى الولايات المتحدة الأميركية وسيلتقي خلال الفترة من 16 إلى 19 يوليو (تموز) ممثلي الخزانة الأميركية ومجلس الاحتياطي الفيدرالي.
وتركزت اللقاءات على مناقشة العلاقات عبر الأطلسي والتطورات في مجال أنظمة السوق المالية والضرائب، وأيضا ملف تأثير الإصلاح الضريبي في الولايات المتحدة الأميركية على المؤسسات المالية والتحديات التنظيمية للمصارف الأجنبية في الولايات المتحدة. وجاءت الزيارة في ظل التوترات التجارية بين الجانبين على خلفية فرض رسوم جمركية أميركية على واردات الصلب والألمونيوم الأوروبي ووجود مخاوف من أن يشمل الأمر أيضا السيارات الأوروبية.
وأعلنت المفوضية الأوروبية في بروكسل عن اتخاذ تدابير وقائية مؤقتة بشأن واردات عدد من منتجات الصلب، وقالت: إن هذه الإجراءات ستعالج تحويل الصلب من دول أخرى إلى سوق الاتحاد الأوروبي، نتيجة للتعريفات الجمركية الأخيرة من جانب الولايات المتحدة. ودخلت هذه الإجراءات حيز التنفيذ اعتبارا من الخميس 19 يوليو (تموز)، بعد أن حصلت المفوضية على دعم من الدول الأعضاء في الاتحاد بشأن هذه التدابير الجديدة والمؤقتة.
وقالت سيسليا مالمستروم، مفوضة شؤون التجارة، إن التعريفات الجمركية الأميركية على منتجات الصلب تتسبب في تحويل التجارة، ما قد يؤدي إلى إلحاق أضرار جسيمة لصانعي الحديد والعمال في هذه الصناعة بدول الاتحاد الأوروبي.
وأضافت أنه «نظرا لعدم وجود خيار آخر، قررنا إدخال إجراءات حماية مؤقتة لحماية الصناعة المحلية في الاتحاد الأوروبي لمواجهة زيادة الواردات، كما أن هذه التدابير تضمن أن تبقى سوق الاتحاد الأوروبي مفتوحة، وستحافظ على التدفقات التجارية التقليدية، مع العمل على تحقيق التوازن المطلوب والفائدة لمنتجي ومستخدمي الصلب في الاتحاد الأوروبي، ومنهم قطاع صناعة السيارات وقطاع البناء، اللذان يعتمدان على الواردات».
واختتمت تقول: «لكن المفوضية الأوروبية ستواصل مراقبة واردات الصلب من أجل اتخاذ قرار نهائي في وقت مبكر من العام المقبل على أقصى تقدير». وتتعلق التدابير الجديدة بـ23 فئة من منتجات الصلب.


مقالات ذات صلة

«الفيدرالي» بين خيارين صعبين في ظل اضطرابات سوق السندات

الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

«الفيدرالي» بين خيارين صعبين في ظل اضطرابات سوق السندات

وضعت الاضطرابات الهائلة في سوق السندات بنك الاحتياطي الفيدرالي في موقف صعب للغاية، حيث يواجه خيارين حاسمين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الولايات المتحدة​ سفينة شحن تَعبر قناة بنما في سبتمبر الماضي (أ.ب)

«قناة بنما»: ما تاريخها؟ وهل يستطيع ترمب استعادة السيطرة عليها؟

يستنكر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الرسوم المتزايدة التي فرضتها بنما على استخدام الممر المائي الذي يربط المحيطين الأطلسي والهادئ.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)

عائدات سندات الخزانة الأميركية تسجل أعلى مستوى منذ أبريل

سجلت عائدات سندات الخزانة قفزة كبيرة يوم الأربعاء، حيث سجلت عائدات السندات القياسية لمدة عشر سنوات أعلى مستوى لها منذ أبريل (نيسان) الماضي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر (أ.ب)

كبير مسؤولي «الفيدرالي» يواصل دعم خفض الفائدة رغم التضخم والتعريفات الجمركية

قال أحد كبار صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي إنه لا يزال يدعم خفض أسعار الفائدة هذا العام على الرغم من ارتفاع التضخم واحتمال فرض تعريفات جمركية

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يصطف الناس خارج مركز التوظيف في لويسفيل بكنتاكي (رويترز)

انخفاض غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية الأميركية

انخفض عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع في الأسبوع الماضي مما يشير إلى استقرار سوق العمل بداية العام

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

المغرب يحقق رقماً قياسياً في السياحة لعام 2024

يشاهد الناس غروب الشمس في كثبان إرغ شبي بالصحراء الكبرى خارج مرزوقة (رويترز)
يشاهد الناس غروب الشمس في كثبان إرغ شبي بالصحراء الكبرى خارج مرزوقة (رويترز)
TT

المغرب يحقق رقماً قياسياً في السياحة لعام 2024

يشاهد الناس غروب الشمس في كثبان إرغ شبي بالصحراء الكبرى خارج مرزوقة (رويترز)
يشاهد الناس غروب الشمس في كثبان إرغ شبي بالصحراء الكبرى خارج مرزوقة (رويترز)

أعلنت وزارة السياحة المغربية، يوم الخميس، أن البلاد استقبلت 17.4 مليون سائح في عام 2024، وهو رقم قياسي يُمثل زيادة بنسبة 20 في المائة مقارنةً بالعام السابق، حيث شكل المغاربة المقيمون في الخارج نحو نصف هذا العدد الإجمالي.

وتعد السياحة من القطاعات الأساسية في الاقتصاد المغربي، إذ تمثل نحو 7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي وتعد مصدراً رئيسياً للوظائف والعملات الأجنبية، وفق «رويترز».

وأوضحت الوزارة في بيان لها أن عدد الوافدين هذا العام تجاوز الهدف المحدد لعامين مسبقاً، مع توقعات بأن يستقبل المغرب 26 مليون سائح بحلول عام 2030، وهو العام الذي ستستضيف فيه البلاد كأس العالم لكرة القدم بالتعاون مع إسبانيا والبرتغال.

ولتعزيز هذا التوجه، قام المغرب بفتح خطوط جوية إضافية إلى الأسواق السياحية الرئيسية، فضلاً عن الترويج لوجهات سياحية جديدة داخل البلاد وتشجيع تجديد الفنادق.

كما سجلت عائدات السياحة بين يناير (كانون الثاني) ونوفمبر (تشرين الثاني) 2024 زيادة بنسبة 7.2 في المائة لتصل إلى مستوى قياسي بلغ 104 مليارات درهم، وفقاً للهيئة المنظمة للنقد الأجنبي في المغرب.