الجزائر: حزب بوتفليقة يشن هجوماً على مؤسس «حركة مجتمع السلم»

ولد عباس اتهم نحناح بـ«ابتزاز الرئيس للحصول على وزارات»

الجزائر: حزب بوتفليقة يشن هجوماً على مؤسس «حركة مجتمع السلم»
TT

الجزائر: حزب بوتفليقة يشن هجوماً على مؤسس «حركة مجتمع السلم»

الجزائر: حزب بوتفليقة يشن هجوماً على مؤسس «حركة مجتمع السلم»

أبدى قادة الحزب الإسلامي الجزائري «حركة مجتمع السلم»، استياء بالغا من تصريحات أمين عام حزب الرئيس بوتفليقة، التي هاجم فيها مؤسس «الحركة» الراحل محفوظ نحناح بشدة، واتهمه بـ«ابتزاز بوتفليقة عام 1999 للحصول على مناصب وزارية»، في إشارة إلى مساع أجراها الرئيس عندما تسلم الحكم، بغرض عقد تحالفات مع قادة مختلف التيارات الإسلامية، خصوصا الإسلاميين.
وقال جمال ولد عباس، أمين عام «جبهة التحرير الوطني»، أول من أمس في مؤتمر صحافي بالعاصمة إن «الشيخ نحناح (توفي عام 2003) كان همّه الوحيد البحث عن مكاسب شخصية». وكان حينها بصدد انتقاد عبد الرزاق مقري، رئيس «مجتمع السلم»، بسبب دعوته المؤسسة العسكرية إلى «المشاركة في انتقال ديمقراطي بعنوان التوافق بين السلطة والمعارضة». وقال ولد عباس عن مقري إن «الذين يناشدون الجيش أداء أدوار في السياسة مخطئون. فقد أعلن منذ نحو 30 سنة طلاقه مع السياسة (دخول الجزائر عهد التعددية السياسية والحزبية عام 1989. وخروج قادة الجيش من الهيئات القيادية للحزب الواحد). وعلى هؤلاء أن يتركوا الجيش لمهامه الدستورية، وهي حماية الحدود من التهديدات والمخاطر ومحاربة الإرهاب».
وردا عليه، قال عبد الرحمن سعيدي، رئيس «مجلس شورى» الحزب الإسلامي سابقا: «في سنة 1999 أقصي الشيخ نحناح رحمه الله من الترشح للانتخابات الرئاسية ظلما، وذلك بقرار من المجلس الدستوري، ما سبب أذى معنويا له»، في إشارة إلى مانع دستوري يتعلق بإثبات المشاركة في ثورة التحرير من الاستعمار (1954 - 1962)، للمولودين قبل 1942 كشرط للترشح للرئاسة. ولم يقدم نحناح حينها لـ«المجلس الدستوري» وثائق تؤكد عضويته في «جيش التحرير»، بحكم أنه ولد قبل هذا التاريخ، وقد أثارت هذه القضية جدلا كبيرا في البلاد، خاصة في أوساط «الإسلاميين»، لأن الشائع وقتها كان أن نحناح من الرعيل الأول لثوار الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي.
وذكر سعيدي أن نحناح «ساند بوتفليقة كمرشح مستقل عام 1999 في إطار ائتلاف حزبي (4 أحزاب)، وبعد أن توافدت على بيته شخصيات وطنية ألحت عليه من أجل دعم بوتفليقة». يشار إلى أن الجيش هو من جاء ببوتفليقة إلى الحكم، بعد فترة جفاء بينهما، بسبب غضبه من اختيار العسكر الشاذلي بن جديد رئيسا، بعد وفاة هواري بومدين عام 1978. وقد كان بوتفليقة وزير خارجية بومدين، وكانت قناعته وقتها أنه «الوريث الشرعي» للحكم.
وأضاف سعيدي «هل تعلم يا سيد ولد عباس أن حزبنا كان يملك سبعة وزراء قبل وصول بوتفليقة إلى الرئاسة، وأن نصيبه في الحكومة خلال فترة حكمه لم يتجاوز أبدا أربع حقائب وزارية؟ فأين هي المساومة؟!».
من جهته، قال فاتح قرد، قيادي الحزب الإسلامي: «من يعرف شيئا عن السياسة ومطّلع على أصول التحالفات في العمل السياسي، يعرف أنّ التحالف يتم بالتفاوض حول مكاسب سياسية للمتحالفين ونوعها وحجمها، وهذا الأمر مشهود ومعروف إلى اليوم في كل الدول، وفي مختلف الأنظمة السياسية على تنوعها. لكن من يعرف الشيخ محفوظ نحناح معرفة حقيقية يعرف عنه أنه لم يطلب شيئا لنفسه خلال كل مراحل مساره السياسي، ومحطاتها التي ناله في بعضها الغرم، وكان قريبا في أخرى من الغنم. وخلال كل ذلك كان حريصا، بل وشديد الحرص على مصلحة حركته وحمايتها لأنه كان يرى في ذلك حماية للمشروع، الذي يؤمن به ويناضل لتحقيقه».
وأضاف فاتح موضحا «كان الشيخ نحناح رحمه الله أكثر حرصا على وطنه الجزائر، وعلى وحدة هذا الوطن وحمايته من كل ما يضعفه، ولذلك كان يحذّر من بلقنة الجزائر (نسبة إلى أزمة البلقان) أو لبننتها (الحرب الطائفية اللبنانية)، أو أفغنتها (حرب أفغانستان)، أو فرنستها (بمعنى جعلها تابعة إلى فرنسا)».
وبحسب رجل الأعمال الشهير جعفر شلي، القيادي السابق في «مجتمع السلم»، فإن المؤسسة العسكرية «كأي مؤسسة أخرى في البلاد تؤدي دورها الوظيفي للحفاظ على أمن واستقرار الجزائر. والفساد المالي الإداري والسياسي، الذي أسقط هيبة الدولة، سيكون سببا في زعزعة استقرار الوطن. لذلك من الحكمة أن نتجه إلى حوار شامل مع كل الخيّرين في البلاد، لأن ذلك هو السبيل الوحيد لإخراج الجزائر من تخلفها، والحفاظ على مكتسباتها».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.