النقل الجوي يقف حائلاً أمام تأثر قطاع الطيران العالمي بالحرب التجارية

TT

النقل الجوي يقف حائلاً أمام تأثر قطاع الطيران العالمي بالحرب التجارية

توقع خبراء تضاعف معدل نمو المبيعات في قطاع الطيران والدفاع، رغم زيادة وتيرة حدة الحرب التجارية بين كبرى الدول حاليا، وذلك لأنه يأتي على رأس القطاعات الدفاعية التي تقل انعكاسات الأزمات المالية العالمية عليها.
وحدد الخبراء «النقل الجوي» لتحقيق مبيعات مضاعفة خلال الفترة المقبلة، رغم التقلبات السياسية والتجارية في العالم، والمخاطر المنوطة بالتداعيات الضبابية التي ستنتج عن انفصال بريطانيا عن دول الاتحاد الأوروبي. ورغم توقعات بإمكانية نقل شركات عملاقة في القطاع مثل «إيرباص» إنتاجها من الطائرات إلى خارج بريطانيا، الأمر الذي قد يبطئ الإنتاج، فإن بعض الخبراء الألمان لا يرصدون أي تشقق أو وهن داخل قطاعي الطيران والدفاع.
وبرأي بيتر هوفر الخبير في التسويق ببرلين، فإن قطاع الطيران يستمد قوة نموه من الانتعاش المتواصل للنقل الجوي، انطلاقا من أميركا اللاتينية إلى آسيا، وصولا إلى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية.
وعلى صعيد قطاع النقل الجوي التجاري، يتوقع هوفر نموا في المبيعات بنسبة 4.8 في المائة. وفيما يتعلق بشركتي «إير باص» و«بوينغ»، فهي تركز على إنتاج طائرات من نوع «ناروبودي»، مثل «إير باص نيو» و«بوينغ 737» على الرغم من التأخر الحاصل بسبب الصعوبات الجمة التي تواجه شركة «برات آند ويتني»، في تسليم محركات الطائرات في الموعد المحدد.
ويضيف هوفر أن معدل التراكم في القطاع وصل إلى مستوى قياسي، بلغ 14 ألف طائرة قيد الإنتاج. ما يعني نحو عشرة أعوام من الإنتاج المتواصل والمضمون للطائرات، إضافة إلى تسلم طلبات شراء لنحو 36 ألف طائرة جديدة في الأعوام العشرين القادمة.
ويختم بالقول: «نتوقع نمو طلبات شراء الطائرات الخاصة بنقل الركاب بمعدل 4.7 في المائة في الأعوام العشرين القادمة. وفي العام الفائت وصل إجمالي قيمة الطائرات المبيعة إلى 4 مليارات يورو. ويعوّل قطاع النقل الجوي على نمو مستمر بفضل أسعار بطاقات السفر المقبولة للجميع. فمنذ عام 1996 تراجع سعر بطاقة السفر بمعدل 64 في المائة».
من جانبها تقول فيكتوريا كاوفمان، خبيرة قطاع صناعة الطيران، إن عمليات الاندماج والاستحواذ في قطاع الطيران والدفاع تعيش مرحلتها الذهبية. «في العام الماضي وصل إجمالي قيمة هذه العمليات إلى 52 مليار دولار، مقارنة مع 20 مليار دولار في عام 2016. وهذه زيادة بنسبة 152.4 في المائة». وتعتبر عملية شراء «يونايتد تكنولوجيز» لشركة «روكويل كولينز» المتخصصة في مجالات الطيران والدفاع والأنظمة المعلوماتية الأبرز عالميا منذ مطلع العام المنصرم، وقدرت قيمة الشراء بنحو 30 مليار دولار.
وتضيف كاوفمان، يكفي تحليل مؤشرات بورصة الأسواق المالية، لرصد مدى الأحوال الممتازة التي يعيشها قطاع الطيران والدفاع. ونجد من أبرزها مؤشرات «يوروستوكس 50» و«إس آند بي 500» و«ستاندرد آند بورز» الخاص بقطاع الطيران.
وفي الأعوام الـ12 الأخيرة، قفز مؤشر «ستاندرد آند بورز»، بمعدل 402 في المائة، مقارنة بنمو لدى «إس آند بي» بلغ 115 في المائة. وفي عام 2017 نجحت أبرز 20 شركة عالمية عاملة في قطاع الطيران والدفاع، في بيع ما قيمته 507 مليارات دولار، مسجلة نموا بمعدل 2.1 في المائة، مقارنة مع عام 2016، أما الأرباح التشغيلية فزادت 14.6 في المائة، ليصل إجماليها إلى 55.7 مليار دولار.
وتختم الخبيرة الألمانية بالقول: «على الصعيد الألماني تبقى (لوفتهانزا) المشغّل الأول، مع نمو سنوي في حركة نقل المسافرين يصل إلى 6 في المائة، لا سيما على خطوط النقل نحو آسيا وأميركا الشمالية. واللافت تحركات شركة (جيرمانيا) المنافسة التي تمتلك حاليا أسطولا مؤلفا من 29 طائرة حديثة الطراز، ولديها أكثر من 55 وجهة تصل إلى أفريقيا الشمالية والشرق الأوسط. وبفضل شراكة (كوندور) و(سكاي إكسبرس) للنقل الجوي من المتوقع زيادة مبيعات شركة (جيرمانيا) لبطاقات السفر بمعدل 11.2 في المائة حتى نهاية العام الحالي».


مقالات ذات صلة

المفوضية الأوروبية توافق على استحواذ «لوفتهانزا» على حصة في «إيتا»

الاقتصاد طائرات تابعة لشركة «لوفتهانزا» في أحد المطارات (رويترز)

المفوضية الأوروبية توافق على استحواذ «لوفتهانزا» على حصة في «إيتا»

وافقت المفوضية الأوروبية على استحواذ شركة «لوفتهانزا» الألمانية للطيران على حصة في شركة الطيران الحكومية الإيطالية «إيتا».

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم تظهر هذه الصورة التي التقطتها قوات الدفاع الجوي اليابانية قاذفة صينية من طراز «H  -6» تحلق فوق بحر الصين الشرقي في 24 مايو 2022 (رويترز)

الجيشان الروسي والصيني ينفّذان دورية جوية مشتركة فوق بحر اليابان

قال التلفزيون المركزي الصيني (سي سي تي في)، إن الجيشَين الصيني والروسي نفَّذا الدورية الجوية الاستراتيجية المشتركة التاسعة في المجال الجوي فوق بحر اليابان.

«الشرق الأوسط» (بكين - موسكو)
الاقتصاد شعار «طيران الإمارات» على طائرة ركاب بمطار دبي الدولي (رويترز)

«طيران الإمارات»: تأخير تسليم طائرات بوينغ عرقل قدرتنا على التوسع

قال رئيس «طيران الإمارات» إن الشركة «محبَطة» لأنها تحتاج إلى طائرات، مضيفاً أنه لو جرى تسليم طائرات بوينغ 777-9 إكس في الموعد المحدد لكُنا قد حصلنا على 85 طائرة

«الشرق الأوسط» (دبي)
يوميات الشرق طائرة تابعة لشركة «ساوث ويست» الأميركية (أ.ب)

إخلاء طارئ لطائرة بعد اشتعال النيران في هاتف أحد الركاب واحتراق مقعد

تمكن طاقم طائرة من إجلاء أكثر من 100 راكب بعد أن اشتعلت النيران في هاتف أحد المسافرين على متن طائرة تابعة لشركة «ساوث ويست» الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الشيخ الدكتور عبد الله بن أحمد آل خليفة خلال جولته في معرض البحرين الدولي للطيران (بنا)

وزير المواصلات لـ«الشرق الأوسط»: البحرين تتجه للاستثمار في الطائرات الكهربائية

تتخذ البحرين خطوات مستمرة للاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، والاعتماد على الحلول البيئية المستدامة؛ مثل الطائرات الكهربائية والطاقة المتجددة في تشغيل المطارات.

عبد الهادي حبتور (المنامة)

الجدعان: نسعى لتحقيق التوازن في السياسة الضريبية

وزير المالية السعودي محمد الجدعان (حساب الوزير على منصة إكس)
وزير المالية السعودي محمد الجدعان (حساب الوزير على منصة إكس)
TT

الجدعان: نسعى لتحقيق التوازن في السياسة الضريبية

وزير المالية السعودي محمد الجدعان (حساب الوزير على منصة إكس)
وزير المالية السعودي محمد الجدعان (حساب الوزير على منصة إكس)

تعمل الحكومة السعودية على تحسين النظام الضريبي وتسهيل الامتثال الضريبي، مع التركيز على أهمية زيادة كفاءة التحصيل الضريبي وتعزيز العدالة في تطبيقه، كما تسعى إلى تحقيق التوازن في السياسة الضريبية بحيث لا تؤثر سلباً على الاقتصاد أو على جذب الاستثمارات.

هذا ما أعلنه وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، في كلمة له خلال انعقاد مؤتمر الزكاة والضريبة والجمارك الذي جرى فيه توقيع اتفاقيات لتعزيز التعاون الضريبي والجمركي بين المملكة وكرواتيا وكوسوفو والكويت، من أجل تمكين التجارة والاستثمار، وتسهيل التحديات الضريبية وتبني التقنيات الجمركية الحديثة.

ويستمر المؤتمر حتى يوم الخميس، كما يضم عدداً من الجلسات الحوارية، بالإضافة إلى أكثر من 70 ورشة عمل، بمشاركة نحو 90 جهة محلية ودولية في المعرض المصاحب.

مواجهة التحديات

خلال المؤتمر، أكد الجدعان أن المملكة حققت تقدماً كبيراً في تحقيق مستهدفات «رؤية 2030»، مشيراً إلى دور هيئة الزكاة والضريبة والجمارك في التحول الرقمي، حيث سجلت 99.35 في المائة في مؤشر الأمم المتحدة للحكومة الرقمية. وأوضح أنها تسهم في تسهيل الأعمال وتعزيز التعاون الدولي، بهدف مواجهة التحديات الضريبية والجمركية ودعم النمو الاقتصادي.

كما شدد الجدعان على أهمية التعاون الدولي لمواجهة التحديات الاقتصادية، مع ضرورة تحسين النظام الضريبي لجذب الاستثمارات وتعزيز العدالة، مع تعزيز كفاءة الإنفاق الحكومي. مضيفاً أن السعودية تركز على الاستثمار في قطاعات جديدة مثل السياحة والصناعات لتعزيز النمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل.

وفيما يتعلق بالضرائب، أوضح الجدعان أن الحكومة السعودية تعمل على تحسين النظام الضريبي وتسهيل الامتثال الضريبي، مع التركيز على أهمية زيادة كفاءة التحصيل الضريبي وتعزيز العدالة في تطبيقه. إذ تسعى البلاد إلى تحقيق التوازن في السياسة الضريبية بحيث لا تؤثر سلباً على الاقتصاد أو على جذب الاستثمارات، مشدداً على ضرورة أن تتم زيادة الضرائب بحذر وتقييم تأثيرها بشكل دقيق.

وزير المالية السعودي محمد الجدعان (هيئة الزكاة والضريبة والجمارك)

تيسير التجارة

وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال المتحدث باسم هيئة الزكاة والضريبة والجمارك، حمود الحربي، إن الهيئة تواصل تركيزها على الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي والرقمنة في تنفيذ استراتيجياتها، بما في ذلك تعزيز الأمن وتيسير التجارة.

وأضاف الحربي أن الهيئة حققت عدداً من النجاحات في هذا المجال، حيث احتلت المركز الأول بين 226 جهة حكومية في الحوكمة الرقمية، وذلك من خلال التزامها بالمعايير الأساسية، كما نجحت في تنفيذ مشروعات كبيرة مثل الفوترة الإلكترونية.

وأوضح أن الهيئة تعمل على تمكين الأمن اللوجيستي، بالإضافة إلى تيسير التجارة من خلال تطوير مناطق إيداع خاصة ومناطق لتسهيل الإجراءات الجمركية، بما يسهم في تحقيق «رؤية 2030»، وجعل السعودية منصة لوجيستية رائدة.

وزير المالية البحريني سلمان آل خليفة (هيئة الزكاة والضريبة والجمارك)

الإطار المؤسسي

وفي جلسة حوارية خلال المؤتمر بعنوان «تعافي الاقتصاد ونموه في ظل التحديات العالمية»، تحدث وزير المالية البحريني، سلمان آل خليفة، عن ضرورة تحديث الإطار المؤسسي المتعدد الأطراف لمواجهة التحديات الاقتصادية الجديدة، مشيراً إلى أن مؤسسات «بريتون وودز» بحاجة للتكيف مع التغيرات في التجارة العالمية، مثل الرقمنة واستخدام الذكاء الاصطناعي.

وفيما يتعلق بالبحرين، تحدث آل خليفة عن نجاح برنامج التنوع الاقتصادي، حيث أصبحت القطاعات غير النفطية تمثل أكثر من 85 في المائة من الناتج المحلي، مع التركيز على الخدمات المالية، واللوجيستيات، والسياحة والتصنيع.

تحديات الرقمنة

من جانبها، أشارت وزيرة المالية الإندونيسية، سري مولياني إندراواتي، إلى التحديات التي تفرضها الرقمنة على جمع الضرائب، وضرورة تحديث الأنظمة الضريبية لضمان العدالة في توزيع الضرائب بين الدول. مشيدة بالتجربة السعودية في هذا المجال.

وقالت إن إندونيسيا بدأت في فرض ضرائب على المعاملات الرقمية والعملات المشفرة نتيجة للزيادة الكبيرة في هذه الأنشطة، وقالت إن الدول بحاجة إلى تطوير آليات لتحديد حق كل دولة في فرض الضرائب، خصوصاً في ظل الأنشطة الاقتصادية العابرة للحدود مثل منصات التجارة الإلكترونية.