ميغان ماركل... نجمة الساحة حالياً

سحر الطبقات المالكة يطغى على تأثير النجمات

فستان من دار «ديور» - في معطف من علامة «ماكاج» - فستان أصفر متوهج من براندون ماكسويل - فستان من تصميم رولان موريه - تايور بجاكيت قصير من «جيفنشي»
فستان من دار «ديور» - في معطف من علامة «ماكاج» - فستان أصفر متوهج من براندون ماكسويل - فستان من تصميم رولان موريه - تايور بجاكيت قصير من «جيفنشي»
TT

ميغان ماركل... نجمة الساحة حالياً

فستان من دار «ديور» - في معطف من علامة «ماكاج» - فستان أصفر متوهج من براندون ماكسويل - فستان من تصميم رولان موريه - تايور بجاكيت قصير من «جيفنشي»
فستان من دار «ديور» - في معطف من علامة «ماكاج» - فستان أصفر متوهج من براندون ماكسويل - فستان من تصميم رولان موريه - تايور بجاكيت قصير من «جيفنشي»

الدعاية المجانية التي يحصل عليها صناع الموضة من وراء المشاهير لا تقدَّر بثمن. أرقام المبيعات وتفاعل الناس مع بعض المنتجات التي يظهرون بها تؤكد أن شرائح كبيرة من الناس لا تُقبل على الموضة إلا إذا باركتها نجمة أو نجم مشهور. وفي عصر وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح الأمر عادياً ومن تحصيل حاصل إن صح القول. ومع ذلك لا يمكن أن نُرجع المسألة إلى وسائل التواصل الاجتماعي وحدها، لأن بيوت أزياء عريقة بنت شهرتها على أسماء نجمات ظهرن بمنتجاتها في القرن الماضي قبل ظهور «إنستغرام» و«تويتر» وغيرهما بعقود، وليس أدلّ على هذا من دارَي «بواريه» و«هيرميس».
هذه الأخيرة مثلاً تَدين بشهرة ونجاح حقيبتي «كيلي» و«ذي بيركين» اللتين لا تزالان تحققان لها مبيعات عالية، رغم مرور زمن على تصميمهما، إلى نجمتين: الأولى هي غريس كيلي التي ظهرت بحقيبة «كيلي» بهدف إخفاء حملها عن عدسات المصورين، والثانية هي الممثلة والمغنية البريطانية جاين بيركن التي طلبت من الرئيس التنفيذي للدار آنذاك تصميم حقيبة عملية تناسب المرأة العاملة التي تسافر كثيراً، وكانت ثمرة هذا اللقاء حقيبة «ذي بوركين».
قبل «هيرميس» وفي بداية القرن العشرين كان المصمم بول بواريه أول من انتبه إلى سحر النجمات وتأثيرهن واستعان بهن في الترويج لتصاميمه، أغلبهن كن صديقات لزوجته ومن زبونات داره، وهو ما يشير إلى الفرق الكبير بين العملية في ذلك العهد وبينها الآن.
فبعد أن كانت الظاهرة «عُضوية» مبنية على صداقات بعيداً عن الجانب التجاري، اكتشفت النجمات، وبعد تهافت المصممين عليهن منذ السبعينات، أنهن أصبحن منجم ذهب لصناع الموضة، وبالتالي عليهم أن يدفعوا الثمن حتى تعمّ الفائدة على الطرفين.
نجحت العملية وراجت بشكل كبير. في البداية اعتقد البعض أنها مثل كل الصراعات ستختفي سريعاً بعد أن تفقد مصداقيتها، لكن خاب ظنهم. فقد تبين أن هناك شرائح كبيرة من الناس يبحثون عن نجوم يقتدون بهم، خصوصاً ممن لا يتمتعون بالثقة بأسلوبهم وذوقهم أو مَن دخلوا لعبة الموضة قريباً. وهكذا لم تختفِ الظاهرة بل تطورت لتصبح تجارية بشكل علني، ما بين مبالغ طائلة تدخل حساباتهن الشخصية، وبين عقود لحملات ترويجية تتضمن شروطاً تنص على ارتداء أزياء وإكسسوارات في المناسبات الكبيرة. وسرعان ما ركب الموجة نجوم وسائل التواصل الاجتماعي، ممن أصبح بعضهم ينافس النجوم قوة وتأثيراً. فالمعيار حالياً ليس الموهبة أو الجمال بل عدد المتابعين.
لكن اللافت أن بعض المصممين بدأوا يوجهون أنظارهم إلى فئة أخرى من المشاهير، تعود عليهم بالنفع والربح الكثير من دون أن تُكلفهم شيئاً على الإطلاق. فئة قد تكون نخبوية لأنها تنتمي إلى الطبقات المالكة إلا أن مفعولها شعبي. هذه الفئة تتمثل في جيل جديد من الأميرات والدوقات الشابات، مثل شارلوت كاسيراغي، ابنة كارولين أوف موناكو، التي بدأت تتعاون منذ سنوات مع كل من دار «غوتشي» وشركة «مونبلان» للمجوهرات والساعات. وكيتي سبنسر، ابنة أخي الأميرة الراحلة دايانا التي تعمل في مجال عروض الأزياء، مع دار «دولتشي آند غابانا» تحديداً. بعد أن شدت الانتباه بجمالها وأناقتها في عُرس الأمير هاري وميغان ماركل، حصلت مباشرةً على عقد مع شركة «بولغاري» للمجوهرات.
لكن شارلوت كاسيراغي وكيتي سبنسر غير متوجتين، وتعتبران من الدرجة الثانية أو حتى العاشرة، وهذا يعني أن القوانين التي تسري عليهما لا تسري على غيرهما ممن يحتلون الدرجة الأولى أو الثانية. فهؤلاء يُمنع عليهن القيام بأي عمل يصب في المجال الإعلاني التجاري بأي شكل من الأشكال.
وهذا ما يجعل التفاعل معهن أكبر ويُؤكد أنهن أصبحن الدجاجة التي تبيض ذهباً لبيوت الأزياء والمجوهرات. من الراحلة دايانا وكايت ميدلتون، دوقة كامبريدج حالياً، إلى ميغان ماركل مؤخراً، فأرقام المبيعات تشير، حسب تقرير نشرته «براند فاينانس» في عام 2017، إلى أن ما تحققه الشركات البريطانية وحدها من وراء الأسرة المالكة، يقدّر بـ200 مليون جنيه إسترليني في العام.
فعندما ظهرت كايت ميدلتون بفستان أزرق من ماركة «إيسا» بمناسبة الإعلان عن خُطوبتها، مثلاً نفد من الأسواق مباشرةً وتم استنساخه من قبل شركات أخرى.
نفس الشيء حصل عندما ظهرت ميغان ماركل بمعطف من ماركة «ماكاج» الكندية التي لم يسمع بها العديد من متابعي الموضة من قبل. نفد المعطف من الموقع وحقق الثنائي المؤسس للماركة إيران الفاسي وإليسا داهان خبطة لا تقدَّر بثمن.
فرغم أن الماركة كانت موجودة منذ سنوات وظهرت بها كلٌّ من العارضة جيجي حديد والمغنية مادونا من قبل فإنها لم تُثر نفس الاهتمام والإقبال الذي أثارته عندما ظهرت بها ميغان، علماً بأنها كانت آنذاك مجرد مشروع أميرة. خلال 24 ساعة فقط، توافد على الموقع نحو 1.6 مليار زائر مدفوعين بالفضول لمعرفة المزيد عن العلامة. وإذا تُرجم هذا الرقم بما يمكن صرفه للحصول على نفس النتيجة من الناحية الإعلانية فهو لا يقل عن 20 مليون دولار.
غنيٌّ عن القول: إن ميغان ماركل لم تكن تثير كل هذا الاهتمام حين كانت نجمة تلفزيونية في السلسلة الناجحة «ذي سوتس» رغم أناقتها واهتمامها بالموضة. هذا الاهتمام كان واضحاً من خلال صداقتها بالثنائي المؤسس لعلامة «ماكاج». فقد سبق وحضرت أحد عروضهما كضيفة شرف وهي تلبس تصاميمهما. كان ذلك في عام 2015، أي قبل أن تقابل الأمير هاري. طبعاً لا يمكنها أن تقوم بذلك حالياً من دون أن يُفسَّر على أنها عملية ترويجية.
كل هذا يؤكد أن سحر الأميرات وأفراد العائلات المالكة أصبح يتعدى تأثير النجمات حتى وإن كنّ بحجم مادونا أو جيجي حديد. السبب واضح، فإلى جانب الصورة البراقة التي يعكسنها، فإنهن يتمتعن بمصداقية أكبر، بحكم أنه يُمنع عليهن قبول هدايا من الشركات أو رحلات مدفوعة، كما أن أغلبهن لا يمتلكن حسابات على «إنستغرام» أو «تويتر» تجعل بيوت الأزياء تطمع في الوصول إلى متابعيهن.
الآن كل الأنظار تنصبّ على ميغان ماركل على أساس أنها ستعيد إلى الأذهان ما حققته كايت ميدلتون للموضة من أرباح منذ زواجها من الأمير ويليام وربما أكثر. فرغم تأثير هذه الأخيرة الإيجابي على الموضة فإنها تتميز بأسلوب كلاسيكي مضمون، بينما تأمل أوساط الموضة أن تكون ماركل أكثر جرأة أو على الأقل أكثر أناقة، وهو ما أكدته صورها واختياراتها في الآونة الأخيرة مثل فستان «ديور» الأزرق الغامق المائل إلى الأسود، أو الفستان الأسود الذي ظهرت به خلال زيارتها الرسمية لآيرلندا. فالبرتوكول البريطاني ينص بوضوح على عدم ارتداء الأسود في المناسبات الرسمية لكنها كسرت هذه القاعدة. أيضاً يلاحظ أنها تختار غالباً مصممات مثل ستيلا ماكارتني، وبرادا، وإميليا ويكستيد، وهلمّ جرا، كأنها تدعم حركة نسوية ناعمة. والملاحظ أنها ارتاحت لتصاميم كلير وايت كيلر، التي صممت لها نسبة عالية من أزيائها مؤخراً تماماً مثل ما ارتاحت كايت ميدلتون لسارة بيرتون، مصممة دار «ألكسندر ماكوين».
المهم أن كل من تظهر ماركل بتصاميمها من هؤلاء يمسّها السحر وتحصل على دعاية مجانية. وليس أدل على هذا من الشهرة التي اكتسبتها كلير وايت كيلر، مصممة دار «جيفنشي» الحالية بعد أن صممت فستان زفافها. فرغم أنها عملت في بيوت أزياء مهمة مثل «كلوي» وغيرها لسنوات، كان الفستان خبطة العمر بالنسبة إليها. تشكيلتها الأخيرة في موسم الـ«هوت كوتير» بباريس أظهرت ثقة عالية وجرأة أكبر في التعامل مع الموضة وأرشيف هيبار جيفنشي. المصممة ستيلا ماكارتني أيضاً كسبت نقاطاً إضافية بعد أن ظهرت الدوقة بفستان من تصميمها في الحفل المسائي الخاص بعد حفل زفافها. الآن كلما ظهرت بفستان سواء من «جيفنشي» أو من «كارولينا هيريرا» أو «ماكاج»، فإن النتيجة تُترجم دائماً في زيادة أرباح هذه الشركات وبيوت الأزياء.


مقالات ذات صلة

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

لمسات الموضة اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي (الشرق الأوسط)

علياء السالمي... تحمل تقاليد الماضي إلى الحاضر

من قلب المملكة العربية السعودية؛ حيث تتلاقى الأصالة والحداثة، تبرز مصممة الأزياء التراثية علياء السالمي واحدةً من ألمع الأسماء في عالم تصميم الأزياء.

أسماء الغابري (جدة)
لمسات الموضة كانت روح ماريا تحوم في قصر غارنييه بكل تجلياتها (ستيفان رولان)

من عاشقة موضة إلى مُلهمة

كل مصمم رآها بإحساس وعيون مختلفة، لكن أغلبهم افتُتنوا بالجانب الدرامي، وذلك التجاذب بين «الشخصية والشخص» الذي أثَّر على حياتها.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يرسم معالمها... لأن «نجمها الأول وعملتها الذهبية» هي أنسجتها (لورو بيانا)

«لورو بيانا»... تحتفل بمئويتها بفخامة تستهدف أصحاب الذوق الرفيع

لم تحتج الدار يوماً إلى مدير إبداعي يقودها ويحدد اتجاهاتها... فشخصيتها واضحة، كما أنها تمتلك نجماً ساطعاً يتمثل في أليافها وصوفها الملكي.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة النجمة المصرية نيللي كريم كما ظهرت في عرض هنيدة الصيرفي (هيئة الأزياء)

الرياض... لقاء الثقافة والأناقة

غالبية العروض في الدورة الثانية من أسبوع الرياض منحتنا درساً ممتعاً في كيف يمكن أن تتمازج الثقافة والهوية بروح الشباب التواقة للاختلاف وفرض الذات.

جميلة حلفيشي (لندن)

7 فائزين بجوائز «فاشن تراست آرابيا» ومراكش ثامنهم

الأميرة المغربية لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فاريس والفائزين بجوائز 2024 (خاص)
الأميرة المغربية لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فاريس والفائزين بجوائز 2024 (خاص)
TT

7 فائزين بجوائز «فاشن تراست آرابيا» ومراكش ثامنهم

الأميرة المغربية لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فاريس والفائزين بجوائز 2024 (خاص)
الأميرة المغربية لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فاريس والفائزين بجوائز 2024 (خاص)

منذ 6 سنوات، اختارت الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فارس، الشهر العاشر من السنة لكي يكون مناسبة متجددة للاحتفال بالمصممين الناشئين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وهي مبادرة باتت عالمية، اسمها «فاشن تراست آرابيا»، هدفها اكتشاف المصممين الصاعدين ودعمهم مادياً ومعنوياً ولوجيستياً. فإلى جانب مبالغ مالية مهمة تتراوح بين 100 ألف و200 ألف دولار، يتلقون تدريبات في بيوت أزياء عالمية، وتفتح لهم منصات ومحال عالمية مثل «هارودز» أبوابها لتستعرض إبداعاتهم أمام زبائنها.

من الفائزين بجوائز هذا العام (خاص)

هذا العام كانت الجوائز من نصيب 7 مشاركين، هم نادين مسلم من مصر في جانب الأزياء الجاهزة، وياسمين منصور، أيضاً من مصر عن جانب أزياء السهرة، في حين كانت جائزة المجوهرات من نصيب سارة نايف آل سعود ونورا عبد العزيز آل سعود ومشاعل خالد آل سعود، مؤسسات علامة «APOA) «A Piece of Art) من المملكة العربية السعودية.

أما جائزة الإكسسوارات، فكانت من نصيب ريم حامد من مصر، وجائزة فرانكا سوزاني، وتقدر بـ50 ألف دولار، للموهبة الصاعدة سيلويا نزال وهي فلسطينية - أردنية، بينما حصلت بتول الرشدان من الأردن على جائزة Fashion Tech، وكل من زافي غارسيا وفرانكس دي كريستال على جائزة البلد الضيف: إسبانيا.

شكَّل قصر البديع خلفية رائعة في ليلة من الأحلام والتاريخ (خاص)

لم يفز أي مغربي في هذه الدورة، باستثناء المصمم شرف تاجر مؤسس علامة «كازابلانكا» الذي حصل على جائزة شرفية بوصفه رجل أعمال. لكن فازت مراكش بالجائزة الكبرى بلا منازع. كانت المضيف والضيف القوي في الوقت ذاته. حضورها كان طاغياً وجمالها آسراً تجلى في مبانيها وقدرات حرفييها على تحويل الأحجار إلى لوحات فنية سواء في زخارف الجدران أو جص الأسقف أو فسيفساء الأرضيات، فضلاً عن فخامة الأبواب. ليست مبالغة إن قلنا إنها، أي مراكش، سرقت الأضواء وألهبت وسائل التواصل الاجتماعي. كانت خير تغيير للدوحة، البلد الأم. فالفعالية التي شهدت الدوحة ولادتها منذ 6 سنوات واحتفلت فيها لحد الآن بكل نسخها السابقة، بما فيها اثنتان؛ الأولى افتراضية بسبب جائحة «كورونا» وما ترتب عليها من منع السفر، والأخرى أُلغيت بسبب أحداث 7 أكتوبر (تشرين الأول) في العام الماضي، وما ترتب عليها من حالة نفسية لم تفتح النفس على الاحتفال. ومع ذلك فإن إلغاء السفر لم يحرم الفائزين من أخذ فرصهم. فقد تسلموا جوائزهم ونالوا نصيبهم من التدريب والتطوير بفضل التكنولوجيا.

صورة جماعية تظهر فيها الأميرة لالة حسناء والشيخة مياسة وتانيا فارس مع الفائزين لعام 2024 (خاص)

هذا العام، ولأول مرة، تخرج الفعالية من مسقط رأسها. جاء اختيار مراكش، تزامناً مع العام الثقافي «قطر - المغرب 2024»، وهي مبادرة تقود التبادل الثقافي وتشجع الحوار القائم على الخبرات المشتركة في شتى الفنون. وبما أن «الموضة لغة فنية» كما قال النجم المصري أحمد حلمي، منشط الحفل لهذا العام، كان من الطبيعي أن تُفكر «فاشن تراست آرابيا» في المشاركة في هذه الفعالية بكل قوتها، وهكذا على مدى 3 أيام و3 ليالٍ، شهدت المدينة حركة ربما تعوّدت عليها منذ سنوات طويلة، إلا أنها اكتسبت جمالية أكبر هذه المرة نظراً لنوعية الضيوف. فقد نجحت «فاشن تراست آرابيا» في أن تجمع في نفس المكان والزمان نجوم السينما ووسائل التواصل الاجتماعي والعارضات العالميات بصناع الموضة، لتكتمل الخلطة.

كارلا بروني والرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي حضرا الحفل (خاص)

فليس جديداً أن تجذب مراكش النجوم وصناع الموضة. تشدهم للاستقرار فيها أو لقضاء إجازاتهم أو إقامة مناسباتهم المهمة فيها، بدليل أن إيف سان لوران كان من عشاقها كذلك المصمم المخضرم روميو جيلي وغيره ممن استقروا فيها. الجديد أن «فاشن تراست آرابيا» كشفت لمَن سمعوا عنها ولم يُسعفهم الحظ بزيارتها من قبل خباياها وأسرارها الكامنة في معمارها الفريد وديكورات بيوتها العريقة وقصورها التاريخية وألوان صحاريها.

ماي ماسك والدة إيلون ماسك في الحفل (خاص)

يوم توزيع الجوائز، كان قصر البديع واحداً من هذه الأماكن. فيه تم استقبال الضيوف وتسليم الجوائز. كل ركن فيه كان يعبق بالتاريخ والحرفية، من أبوابه الخشبية إلى مياهه وهيبة أسواره التي تحكي كل طوبة بُنيت بها قصة وإنجازات بطولية. كل هذه التفاصيل شكلت خلفية رائعة لم يستطع الحضور المتميز، بدءاً من كارلا بروني إلى إيشا أمباني، ابنة الملياردير موكيش أمباني، رئيس شركة ريليانس أو ماي ماسك، والدة إيلون ماسك وغيرهن، منافستها بريقاً.

الأميرة لالة حسناء تتوسط الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني وتانيا فارس (خاص)

حضور الأميرة المغربية لالة حسناء الحفل وتقديمها جائزة «فاشن تراست آرابيا» للفائزة في فئة أزياء السهرة، ياسمين منصور، كان له مفعول السحر، لأنه وبكل بساطة وضع المكان في إطاره التاريخي المهيب، باستحضاره جلسات الملوك والأمراء وهم يحتفلون بالنجاحات والإنجازات بعد كل انتصار. كان واضحاً أن علاقتها بالشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني قوية وفخرهما بكل ما هو عربي ومغربي واضح. اختارت الأميرة قفطاناً عصرياً طُرِّز بالأصالة الممزوجة بالمعاصرة. بفخامة هادئة أبدعتها أنامل «معلم» محترف، لم يحتج إلى أي تطريزات براقة ومبالغ فيها. الشيخة المياسة بدورها استعملت لغة دبلوماسية راقية؛ حيث ارتدت فستاناً بتفاصيل مبتكرة من تصميم المغربي محمد بن شلال، الذي فاز بجائزة «فاشن تراست آرابيا» عام 2021 عن فئة أزياء المساء والسهرة. منذ ذلك الحين، وهو ينتقل من نجاح إلى آخر إلى حد أن أميرات أوروبا وملكة هولندا، ماكسيما، يعتمدن تصاميمه في المناسبات الرسمية والخاصة.

إنجازاته بعد حصوله على الجائزة لا تترك أدنى شك بأن الفعالية ليست مجرد حفل كبير يلتقي فيه النجوم بقدر ما هي جادة في أهدافها وتحمسها للمصممين العرب. وهذا ما تؤكده تانيا فارس، مؤسسة «فاشن تراست» التي بعد مسيرة طويلة في العمل مع مجلس الموضة البريطاني وغيره، تدعم مصمميها الشباب، رأت أن الوقت حان لتصوب أنظارها نحو المنطقة العربية. تقول: «انتبهت أننا لا نفتقر إلى المواهب، كل ما نفتقر إليه هو منصات وجهات تدعمها وتُخرج ما لديها من إمكانات ومهارات». وهكذا شكَّلت مع الشيخة المياسة ثنائياً ناجحاً، لا سيما أن وجهات النظر واحدة كذلك الأهداف.