أزياء الممتلئات... بين آخر الصيحات وخطوط الجسم

عندما تتبنى الموضة الاختلاف وتحتضن كل المفاهيم

رنين في فستان أبيض تقول إنه اللون الوحيد الذي تتعامل معه بحذر - الحقيبة التي تلتف حول الخصر تموه على بروز البطن - العارضة العالمية آشلي غراهام
رنين في فستان أبيض تقول إنه اللون الوحيد الذي تتعامل معه بحذر - الحقيبة التي تلتف حول الخصر تموه على بروز البطن - العارضة العالمية آشلي غراهام
TT

أزياء الممتلئات... بين آخر الصيحات وخطوط الجسم

رنين في فستان أبيض تقول إنه اللون الوحيد الذي تتعامل معه بحذر - الحقيبة التي تلتف حول الخصر تموه على بروز البطن - العارضة العالمية آشلي غراهام
رنين في فستان أبيض تقول إنه اللون الوحيد الذي تتعامل معه بحذر - الحقيبة التي تلتف حول الخصر تموه على بروز البطن - العارضة العالمية آشلي غراهام

الموضة تعبير مباشر عن الذات، وتعطي المرأة القوة لتواجه العالم، وتعكس مفاهيم الحداثة وتقبل الآخر، لذا عليها أن تكون للجميع... تكسر الصورة التقليدية للقوام المثالي وتؤسس لقاعدة أن «كل امرأة جميلة»، حتى وإن تخطى مقاسها الرقم «12».
منذ سنوات قريبة بدأ بعض الأصوات يتساءل: لمن تتوجه الموضة؟ هل كل النساء صاحبات خصر نحيف وقوام ممشوق؟ صورة واقعية من المجتمع ترصد حقيقة أن كثيرا من نساء العالم ممتلئات أو على الأقل لسن بمقاييس العارضات. ولأنهن المستهلك للموضة والجمهور الحقيقي لعروض الأزياء، فمن ذكاء التسويق أن يتم التوجه إليهن بتصميمات خاصة، أو على الأقل وضعهن ضمن استراتيجياته.
والحقيقة أنه لا يمكن إنكار أن الصورة بدأت تتغير، كذلك مفاهيم الجمال. فالموضة الآن تتبنى التنوع وتحتضن كل النساء. بدأ بعض هذه المحاولات منذ عام 2006، بظهور عارضات أزياء ممتلئات على خشبات عروض الأزياء، مثل آشلي غراهام وبيتسي تيسكي... وغيرهما. وفي العام الماضي أولت دور الأزياء العالمية خلال «أسبوع الموضة» في نيويورك، اهتماما غير مسبوق للأزياء ذات المقاسات الكبيرة، فظهرت آشلي غراهام ضمن عروض «مايكل كورس»، كما قدمت دار «برابالغورونغ» فساتين خاصة للممتلئات.
صحيح أن دور الأزياء الكبرى تحاول الاندماج ولكن على استحياء، فتغازل الفكر الجديد بصيحة، ثم تتراجع، إلا أن لعبة الموضة بدأت تخرج عن الإطار التقليدي، ولم تعد دور الأزياء هي المتحكم الأوحد، فهناك شريك جديد يدخل عالم الموضة وأصبحت له كلمة، وهن مدونات الموضة اللاتي أكدن على أن المرأة الممتلئة لها جمالها وشخصيتها.
صيحات صيف 2018 اكتملت تحت شعار التنوع واحتضان أذواق متباينة، ولكنها تعلي فكرة الحرية والعملية، وحتى إن لم تقدم اختيارات مباشرة للمرأة الممتلئة، فيمكنها بحس فني وفهم جيد لتفاصيل جسدها أن تنتقي الصيحات المناسبة لها. تقول مدونة الموضة المصرية الروسية رنين جابي لـ«الشرق الأوسط» إن «المرأة الممتلئة نموذج للجمال، وتتمتع أحيانا بجاذبية قد تفتقدها النحيفات». وبشأن الصيحات التي وقع اختيارها عليها بوصفها نموذجا يناسب للمرأة الممتلئة، تقول رنين: «أغلب الصيحات تناسب الممتلئات، ولكن الأهم هو الاختيار والتنسيق».
أول صيحة صيفية اعتمدتها رنين هي البدلة الكلاسيكية بألوان صارخة مثل الأحمر أو البرتقالي أو الأخضر، وتعلق بأن «البدلة موحدة اللون تمنح المرأة الممتلئة إيحاء بالطول وتخفي بروز الجسم، لا سيما أن السترة تأتي طويلة تغطي الأرداف». وتضيف: «إذا كانت الفتاة تتميز بخصر نحيف مقارنة ببقية الجسم، فيمكن تنسيق حزام بحجم متوسط فوق البدلة».
فرنين تعدّ الحزام العريض، أو الكورسيه، قطعة أساسية بالنسبة للممتلئات. كما تتوقف عند الحزام المتوسط مثل ما قدمته دار «شانيل» وتألقت به عارضة الأزياء بيلا حديد في إطلالة قريبة. وتشرح بأن هذا الإكسسوار بمثابة العصا السحرية التي تخفي بروز البطن، كما أنه يمنح خطا وهميا تبدو مع المرأة أكثر جاذبية.
القاعدة تفترض أن النقوش اختيار لا يناسب المرأة الممتلئة، لكن قوانين الموضة العصرية تمردت على هذا القيد، بحسب رأيها... فهي تنصح بتنسيق الملابس ذات النقوش بعضها مع بعض حتى لا تحرم نفسها من موضة دارجة هذا الموسم. فكثير من العلامات الكبيرة قدمت مزيجاً من النقوش معاً في الإطلالة نفسها مثل «فرساتشي»، لهذا لا مانع من تنسيق هذه الصيحة بشكل يتلاءم مع طبيعة قوام المرأة... «يُفضل أن تختار الممتلئة النقوش الصغيرة والمزدحمة لأنها تشوش النظر لتخفي التفاصيل البارزة» حسب قولها، لتضيف أن «من أفضل النقوش هنا النقاط صغيرة الحجم، لأنها تموّه على العيوب. ولا مانع من تنسيق قطعة بزهور صغيرة مع أخرى بنقاط غير واضحة».
وإذا كانت صيحة الأكتاف المكشوفة لا تناسب صاحبة الكتف العريض لأنها تزيد من حجمه، اقترحت رنين الجابي القصات التي تميل إلى حرف «V» لأنها تقلل من حدة الأكتاف العريضة، وذهبت إلى صيحة أكثر جرأة وكانت بعيدة تماماً عن الممتلئات وهي «الكرانيش» أو الكشاكش. وتقول «اختيار الكرانيش القصيرة والمتتالية، بشرط أن تكون على مناطق مناسبة من الجسم، قد يمنح تأثيرا إيجابيا يُخفي بروزا وتفاصيل يفضل إخفاؤها، مثل الكرانيش على الأكمام التي تموّه الفرق بين حجم الذراع من أعلى وأسفل».
قطعة أخرى تقول رنين إنها تعتمد عليها وهي الـ«تي شيرت» الفضفاض، على ألا يزيد طوله على بداية الخصر ويسمى «crop top»، هذه الصيحة أيضاً تناسب الفتاة الممتلئة، لا سيما عند تنسيقها مع بنطلون بخصر عال أو تنورة ضيقة متوسطة الطول. وبشكل عام؛ فإن الملابس الفضفاضة مثل السترة والجاكيت الجينز تناسب الممتلئات بشرط ضمها بحزام عريض أو الكشف عن أحد الكتفين.
لكن لا تنصح رنين بأن تبقى المرأة الممتلئة أسيرة للألوان الداكنة، لا سيما أن الموسم يروج للألوان الصارخة؛ خصوصا الأصفر، الذي تراه رنين اختيارا مناسبا لها إلى جانب الأخضر والبرتقالي والأحمر ودرجات اللافندر. تقول: «قد يكون اللون الأبيض هو اللون الوحيد الذي أتعامل معه بحذر شديد».
أما الحقيبة الأقوى هذا العام فهي حقيبة الخصر «waist bag» التي تعد الاختيار الأمثل للفتاة الممتلئة؛ إذ يمكن لهذه القطعة الصغيرة أن تخفي منطقة البطن وتضفي أناقة وعصرية على الإطلالة. وتشير إلى أن الحقائب كبيرة الحجم خارج السباق هذا العام.


مقالات ذات صلة

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

لمسات الموضة حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق في عقدها الثامن اختار إريك جدّته «مانيكان» تعرض تصاميمه (حساب المُصمّم على إنستغرام)

إريك ماتيو ريتر وجدّته هدى زيادة... جيلان يلتقيان على أجنحة الموضة

معاً؛ زوّدا عالم الأزياء بلمسة سبّاقة لم يشهدها العالم العربي من قبل. التناغُم بينهما لوّن عالم الموضة في لبنان بنفحة الأصالة والشباب.

فيفيان حداد (بيروت)
لمسات الموضة كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع.

جميلة حلفيشي (لندن)
الاقتصاد صورة تُظهر واجهة متجر دار الأزياء الإيطالية «فالنتينو» في وسط روما (أ.ف.ب)

للمرة الأولى منذ الركود العظيم... توقعات بانخفاض مبيعات السلع الفاخرة عالمياً

من المتوقع أن تنخفض مبيعات السلع الفاخرة الشخصية عالمياً في عام 2025 لأول مرة منذ الركود العظيم، وفقاً لدراسة استشارية من شركة «بين».

«الشرق الأوسط» (روما)
لمسات الموضة في الدورة الأولى من رئاسة زوجها اعتمدت ميلانيا عدة إطلالات أنيقة كان لدار «دولتشي أند غابانا» نصيب كبير فيها (خاص)

هل حان الوقت ليصالح صناع الموضة ميلانيا ترمب؟

قامت ميلانيا بالخطوة الأولى بدبلوماسية ناعمة بإعلانها أنها امرأة مستقلة ولها آراء خاصة قد تتعارض مع سياسات زوجها مثل رأيها في حق المرأة في الإجهاض وغير ذلك

جميلة حلفيشي (لندن)

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)
اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)
TT

فؤاد سركيس يرسم لوحة ملونة بالالوان والتفاصيل في مجموعته لـ 2025

اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)
اعتمد المصمم على التفاصيل الجريئة حتى يمنح كل زي ديناميكية خاصة (خاص)

في أحدث مجموعاته لموسم خريف وشتاء 2025، يعيد المصمم فؤاد سركيس رسم هوية جديدة لمعنى الجرأة في الموضة. جرأة اعتمد فيها على تفاصيل الجسم وتضاريسه. تتبعها من دون كشفها. هدفه أن يُشكِلها بأسلوب يمنح المرأة الثقة من دون أن يحرمها من إحساسها بأنوثتها. صحيح أن بعضها يتسم ببعض الجرأة، إلا أن ما يشفع له فيها أنه نجح في ضخها بحقنات مناسبة من العصرية والديناميكية من خلال فنية تظهر حيناً في الأكمام وحيناً آخر في التنورات والجوانب وغيرها.

لعب المصمم على الأنوثة ليرسم لوحة مفعمة بالأنوثة الطاغية والراقية في الوقت ذاته (خاص)

اللافت فيها أيضاً أنها بالرغم من تفاصيلها وكشاكشها وطياتها، مريحة. يشرح المصمم أنه راعى فيها أن تمنح المرأة حرية الحركة «فمن دون حركة وراحة لا يمكن للمرأة أن تبدو ساحرة وواثقة من نفسها» حسب رأيه. ويُبرر أن الجرأة التي اعتمدها محسوبة، بدليل أنها قد تقتصر على الأكمام ولا تركز على إبراز مفاتن الجسد بشكل واضح.

اعتمد المصمم على الألوان الأحادية المتوهجة وكأنه يريد استعمالها بوصفها مضاداً لرمادية الشتاء (خاص)

اختارها ألا تكون صادمة، بل فنية لإضفاء مزيد من الأناقة الفنية على كل قطعة. فكل قطعة في التشكيلة لها شخصيتها الخاصة. أرداها أن تتكلم بلغة تفهمها المرأة التي ستختارها، معتمداً كلياً على التفاصيل، سواء كانت هذه التفاصيل على شكل طيات من لون القماش، أو ثنايا تتلوى على جانب معين، أو فتحات تغازل العين.

يكمن جمال الفساتين في تفاصيلها وأنوثتها من دون أن تكشف الكثير من مفاتن الجسد (خاص)

هذه الرؤية، ينفذها المصمم فؤاد سركيس بألوان متوهجة وواضحة، تكسر الصورة النمطية التي ارتبطت بألوان الخريف والشتاء. بالنسبة له، فإن الألوان الغنية تلعب دوراً محورياً في ضخ التصاميم بالديناميكية التي ينشدها. «فكل لون هنا يضفي قيمته على الزي، سواء تلوّن بالأخضر الزمردي أو الفوشيا النابض بالحياة أو الأحمر الناري أو الأزرق النيلي أو الأسود وغيرها من الألوان الطبيعية الأخرى».