متحف إنجازات سانتوس.. توثيق مختلف لأكثر الأندية تأثيرا في البرازيل

يضم بداخله «معبد الملك» الذي يحوي أكثر من 2000 قطعة تمثل حياة بيليه نجم الفريق الأول

زاوية مخصصة للنجم نيمار الذي نشأ في سانتوس («الشرق الأوسط»)  -  مشجعان أرجنتينيان يلتقطان صورة تذكارية بجانب تمثال بيليه داخل المتحف («الشرق الأوسط»)
زاوية مخصصة للنجم نيمار الذي نشأ في سانتوس («الشرق الأوسط») - مشجعان أرجنتينيان يلتقطان صورة تذكارية بجانب تمثال بيليه داخل المتحف («الشرق الأوسط»)
TT

متحف إنجازات سانتوس.. توثيق مختلف لأكثر الأندية تأثيرا في البرازيل

زاوية مخصصة للنجم نيمار الذي نشأ في سانتوس («الشرق الأوسط»)  -  مشجعان أرجنتينيان يلتقطان صورة تذكارية بجانب تمثال بيليه داخل المتحف («الشرق الأوسط»)
زاوية مخصصة للنجم نيمار الذي نشأ في سانتوس («الشرق الأوسط») - مشجعان أرجنتينيان يلتقطان صورة تذكارية بجانب تمثال بيليه داخل المتحف («الشرق الأوسط»)

عندما يسمع مشجع كرة القدم أسماء مثل بيليه ونيمار وروبينيو وألبرتو كارلوس وكوتينيو، سيتذكر بالتأكيد منتخب البرازيل. غير أنهم جميعا لديهم تاريخ آخر مشترك. إذ لعبت كل هذه الأساطير في نادي سانتوس، أحد الفرق التي تملك التاريخ الأكثر تأثيرا في كرة القدم البرازيلية.
ولذكر بعض أرقام هذا النادي العريق، نشير أن فريق سانتوس لعب أكثر عدد من المباريات في موسم واحد في عام 1959 وعددها 99 مباراة، وهو النادي الذي سجل أكثر عدد من الأهداف في موسم واحد أيضا عندما هز شباك خصومه 342 مرة في عام 1959. وهو أول ناد في التاريخ يحرز أكثر من عشرة آلاف هدف، وفقا للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وهو النادي الذي لعب في أكبر عدد من الدول، وكانت في أربع وسبعين دولة، بما في ذلك البرازيل.
يمكن لزوار متحف النصب التذكاري للإنجازات الرياضية Conquests Memorial معرفة كل هذه الأرقام والبيانات، وهو مكان مخصص للحفاظ على تاريخ نادي سانتوس، الذي يضم أكثر من 600 بطولة، إلى جانب القمصان والميداليات والصور وأشرطة الفيديو وغيرها.
قال ألبرتو ميليندز، الذي جاء مع زوجته من بيرو، بينما كان ينظر إلى استاد سانتوس الذي يقع إلى جانب النصب التذكاري «لقد جئنا لزيارة هذا المكان بسبب بيليه ونيمار.
إن جلدي يقشعر عندما أتصور أن بيليه ونيمار وروبينيو لعبوا هنا». كما أضاف: «بيليه هو أعظم لاعب كرة القدم في العالم، ونيمار هو لاعب الموضة في البرازيل. وهو أيضا مشهور في بيرو والناس يرغبون في تقليد قصات شعره».
ويقول دليب كومار، وهو سائح من الهند «سانتوس هو نادي بيليه ونيمار. ولهذا أردت أن أعرف تراث هذا النادي». «لدينا الكثير من متابعي كرة القدم في الهند وهم يشجعون البرازيل في كأس العالم. إن المونديال يربط الشعوب والناس هنا، ها هم يحتفلون بمنتخبهم الوطني، لذا فأنا أود أن أكون جزءا من هذا المجد».

* نجوم سانتوس العظماء
لعب بيليه مع منتخب البرازيل 114 مباراة دولية، إذ شارك في أربع بطولات لكأس العالم (1958 - 1962 - 1966 - 1970). ولكن «ملك كرة القدم»، كما يطلق عليه، سجل لسانتوس معظم أهدافه، حيث بلغت 1091 هدفا من أصل 1282 هدفا سجلها خلال مسيرته الكروية بأكملها.
وفي الستينات، كان «الملك» جزءا من أفضل خطوط هجوم في تاريخ نادي سانتوس، والذي كان يتكون من دورفال ومينغالبيو وكوتينيو وبيليه وبيبي. ويعد بيبي ثاني أكبر هداف في سانتوس، إذ سجل 405 أهداف، يأتي بعده كوتينيو الذي أحرز 370 هدفا، ثم دورفال برصيد 198 هدفا. ولتلخيص هذه الأرقام، سجل لاعبو سانتوس 12.054 هدفا وذلك من 14 أبريل (نيسان) 1912 وحتى الآن.
ويتحدث خوان بريثيولي الذي قدم من الأرجنتين «إن بيليه هو أعظم اللاعبين بعد الشهير دييغو مارادونا. إنني مشجع كرة قدم متعصب، ودائما ما أذهب إلى الملاعب. ولا يمكن أن آتي إلى البرازيل ولا أزور سانتوس».
جدير بنا أن نتذكر أنه ليس هناك منافسة كرة القدم في أميركا الجنوبية أكبر من تلك التي بين البرازيل والأرجنتين. ورغم أن مارادونا لم يسجل سوى 365 هدفا خلال مسيرته، وذلك أقل من ثلث أهداف بيليه، يصر الأرجنتينيون دائما على القول بأن لديهم أفضل لاعب كرة قدم في العالم.
ورغم أن بيليه كان أهم نجوم سانتوس على الإطلاق، فإنه ليس الاسم الوحيد في النادي الذي صنع تاريخ المنتخب البرازيلي. فخلال نهائيات كأس العالم لعام 1962 و1970. قاد المنتخب البرازيلي لاعبان من لاعبي سانتوس البارزين، وهما ماورو، وكارلوس ألبرتو. وعلاوة على ذلك، سجل كارلوس ألبرتو الهدف الأخير في المباراة النهائية ضد المنتخب الإيطالي عندما فازت البرازيل 4 - 1. ليصبح منتخب السامبا أول منتخب على وجه الأرض يفوز بكأس العالم ثلاث مرات.

* معبد «الملك»
وباعتباره أسطورة كرة قدم عالمية، استحق بيليه مكانا مخصصا حصرا لتاريخه الخاص. إذ افتتح هذا المكان منتصف يونيو (حزيران) الماضي، ويعرض متحف بيليه في سانتوس أكثر من 2000 قطعة تعد جزءا من حياته.
ومن بين أكثر القطع الرمزية المعروضة هناك كرة الفيفا الذهبية التي منحت لبيليه في 13 يناير (كانون الثاني) الماضي كجائزة عن حياته الكروية. وفي الوقت الذي كان لا يزال بيليه في الملاعب، كانت هذه الجائزة لا تمنح إلا لمن لعب لأندية أوروبية، وهنا يكمن الفرق.
ويذكر نيك براون من إنجلترا «إن المتحف رائع. يمكنك أن ترى كيف كانت بداية بيليه المتواضعة». وأضاف: «من المفيد جدا أن نرى الكؤوس والجوائز، أنا لم أكن أعرف عدد الأشخاص المشاهير الذين التقى بهم». يضم المتحف أيضا قطع فريدة من نوعها مثل شهادة موسوعة غينيس بأن بيليه كان أصغر برازيلي لعب في كأس العالم، وهو في سن 17 عاما و7 أشهر و23 يوما في منتصف يونيو 1958، عندما لعب ضد منتخب الاتحاد السوفياتي. ويمكن أيضا أن تجد هناك «الصمبريرة» (قبعة مكسيكية) التي حصل عليها عقب المباراة النهائية في عام 1970، بالإضافة إلى سيف حصل عليه من ملكة إنجلترا.
وينقسم المتحف إلى قسمين، الأول مخصص لعرض تاريخ ومتعلقات اللاعب، بينما يحوي الآخر غرفة تفاعلية؛ تمكن الزوار من مشاهدة أشرطة الفيديو، ومحاولة محاكاة الأهداف التي أحرزها عبر الشاشات ذات تقنية عالية. وبالنسبة لهؤلاء الذين يرغبون الحصول على هدية من بيليه، فهناك متجر لبيع الكثير من الهدايا التذكارية، ويعد من أكثر التذكارات المثيرة للاهتمام والباهظة الثمن صندوق يضم كتابا وقرص دي في دي (DVD) عن سانتوس، بالإضافة إلى ميدالية ذهبية، وقميص عليه توقيع بيليه، ويمكن الحصول على أي من تلك المقتنيات مقابل نحو (904 دولارات أميركية).



الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
TT

الكنيست يصادق على قوانين «إصلاح القضاء» متجاهلاً التحذيرات

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة للكنيست يوم الاثنين (أ.ب)

صادق الكنيست الإسرائيلي، في وقت مبكر الثلاثاء، بالقراءة الأولى على مشاريع قوانين «الإصلاح القضائي» المثيرة للجدل التي تقيد يد المحكمة العليا وتمنعها من أي مراجعة قضائية لبعض القوانين، كما تمنعها من عزل رئيس الوزراء. ومر مشروع قانون «التجاوز» بأغلبية 61 مقابل 52، بعد جلسة عاصفة وتعطيل طويل وتحذيرات شديدة اللهجة من قبل المعارضة، حتى تم إخلاء الكنيست بعد الساعة الثالثة فجر الثلاثاء.

ويمنح التشريع الذي يحتاج إلى قراءتين إضافيتين كي يتحول إلى قانون نافذ، حصانة لبعض القوانين التي تنص صراحة على أنها صالحة رغم تعارضها مع أحد قوانين الأساس شبه الدستورية لإسرائيل. ويُطلق على هذه الآلية اسم «بند التجاوز»؛ لأنه يمنع المراجعة القضائية لهذه القوانين.

ويقيد مشروع القانون أيضاً قدرة محكمة العدل العليا على مراجعة القوانين التي لا يغطيها بند الحصانة الجديد، بالإضافة إلى رفع المعايير ليتطلب موافقة 12 من قضاة المحكمة البالغ عددهم 15 قاضياً لإلغاء قانون. وينضم مشروع «التجاوز» إلى عدد كبير من المشاريع الأخرى التي من المقرر إقرارها بسرعة حتى نهاية الشهر، وتشمل نقل قسم التحقيق الداخلي للشرطة إلى سيطرة وزير العدل مباشرة، وتجريد سلطة المستشارين القانونيين للحكومة والوزارات، وإلغاء سلطة المحكمة العليا في مراجعة التعيينات الوزارية، وحماية رئيس الوزراء من العزل القسري من منصبه، وإعادة هيكلة التعيينات القضائية بحيث يكون للائتلاف سيطرة مطلقة على التعيينات.

كما يعمل التحالف حالياً على مشروع قانون من شأنه أن يسمح ببعض التبرعات الخاصة للسياسيين، على الرغم من التحذيرات من أنه قد يفتح الباب للفساد. قبل التصويت على مشروع «التجاوز»، صوّت الكنيست أيضاً على مشروع «التعذر»، وهو قانون قدمه الائتلاف الحاكم من شأنه أن يمنع المحكمة العليا من إصدار أوامر بعزل رئيس الوزراء حتى في حالات تضارب المصالح. وقدم هذا المشروع رئيس كتلة الليكود عضو الكنيست أوفير كاتس، بعد مخاوف من أن تجبر محكمة العدل العليا رئيس الحزب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على التنحي، بسبب تضارب المصالح المحتمل الذي قد ينتج عن إشرافه على خطة تشكيل القضاء بينما هو نفسه يحاكم بتهمة الفساد. وبموجب المشروع، سيكون الكنيست أو الحكومة الهيئتين الوحيدتين اللتين يمكنهما عزل رئيس الوزراء أو أخذه إلى السجن بأغلبية ثلاثة أرباع، ولن يحدث ذلك إلا بسبب العجز البدني أو العقلي، وهي وصفة قالت المعارضة في إسرائيل إنها فصّلت على مقاس نتنياهو الذي يواجه محاكمة بتهم فساد.

ودفع الائتلاف الحاكم بهذه القوانين متجاهلاً التحذيرات المتزايدة من قبل المسؤولين السياسيين والأمنيين في المعارضة، وخبراء الاقتصاد والقانون والدبلوماسيين والمنظمات ودوائر الدولة، من العواقب الوخيمة المحتملة على التماسك الاجتماعي والأمن والمكانة العالمية والاقتصاد الإسرائيلي، وعلى الرغم من الاحتجاجات الحاشدة في إسرائيل والمظاهرات المتصاعدة ضد الحكومة. وأغلق متظاهرون، صباح الثلاثاء، بعد ساعات من مصادقة الكنيست بالقراءة الأولى على مشروعي «التجاوز» و«التعذر»، الشارع المؤدي إلى وزارات المالية والداخلية والاقتصاد في القدس، لكن الشرطة فرقتهم بالقوة واعتقلت بعضهم.

ويتوقع أن تنظم المعارضة مظاهرات أوسع في إسرائيل هذا الأسبوع. وكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قد دعا، الاثنين، رؤساء المعارضة الإسرائيلية للاستجابة لدعوة الليكود البدء بالتفاوض حول خطة التغييرات في الجهاز القضائي، لكن الرؤساء ردوا بأنهم لن يدخلوا في أي حوار حول الخطة، ما دام مسار التشريع مستمراً، وأنهم سيقاطعون جلسات التصويت كذلك. وقال أفيغدور ليبرمان، رئيس حزب «يسرائيل بيتنو» المعارض بعد دفع قوانين بالقراءة الأولى في الكنيست: «هذه خطوة أخرى من قبل هذه الحكومة المجنونة التي تؤدي إلى شق عميق في دولة إسرائيل سيقسمنا إلى قسمين».

في الوقت الحالي، يبدو من غير المحتمل أن يكون هناك حل وسط على الرغم من دعوات الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ لوقف التشريع. وكان قد أعلن، الاثنين، أنه يكرس كل وقته لإيجاد حل لأزمة الإصلاح القضائي، قائلاً إن الوضع هو أزمة دستورية واجتماعية «خطيرة للغاية». ويرى هرتسوغ أن خطة التشريع الحالية من قبل الحكومة خطة «قمعية» تقوض «الديمقراطية الإسرائيلية وتدفع بالبلاد نحو كارثة وكابوس». وينوي هرتسوغ تقديم مقترحات جديدة، وقالت المعارضة إنها ستنتظر وترى شكل هذه المقترحات.

إضافة إلى ذلك، صادق «الكنيست» بالقراءة الأولى على إلغاء بنود في قانون الانفصال الأحادي الجانب عن قطاع غزة، و4 مستوطنات في شمال الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد 18 عاماً على إقراره. ويهدف التعديل الذي قدمه يولي إدلشتاين، عضو الكنيست عن حزب الليكود ورئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إلى إلغاء الحظر على المستوطنين لدخول نطاق 4 مستوطنات أخليت في الضفة الغربية المحتلة عام 2005، وهي «جانيم» و«كاديم» و«حومش» و«سانور»، في خطوة تفتح المجال أمام إعادة «شرعنتها» من جديد. وكان إلغاء بنود هذا القانون جزءاً من الشروط التي وضعتها أحزاب اليمين المتطرف لقاء الانضمام إلى تركيبة بنيامين نتنياهو. ويحتاج القانون إلى التصويت عليه في القراءتين الثانية والثالثة ليصبح ساري المفعول.