مكمّلات غذائية مغشوشة تغزو مصر عبر «فيسبوك»

شعبة الأدوية حذّرت من خطورتها... ووزارة الصّحة وضعت خطة للعلاج

إعلان على فيسبوك لمكمل غذائي غير مرخّص
إعلان على فيسبوك لمكمل غذائي غير مرخّص
TT

مكمّلات غذائية مغشوشة تغزو مصر عبر «فيسبوك»

إعلان على فيسبوك لمكمل غذائي غير مرخّص
إعلان على فيسبوك لمكمل غذائي غير مرخّص

تعوّد المصريون على بيانات تصدرها وزارة الصّحة كل فترة، تحذّر فيها من المكملات الغذائية التي يُعلن عنها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام، لكنّ الواقع يؤكّد أنّ هذه السّوق تنمو وتتزايد من دون أن تكون هناك حلول عملية لمواجهتها، الأمر الذي أرجعه متخصّصون إلى صعوبة إجراءات التسجيل الرّسمي لها في وزارة الصّحة، بما يؤدي لاختلاط الأنواع الجيدة مع الرديئة.
والمكملات الغذائية، في أبسط تعريفاتها، هي فيتامينات ومعادن وألياف تُوضع في أقراص، ويستخدمها الإنسان لتعويض ما يفتقده في نظامه الغذائي اليومي، أو من أجل المساهمة في بناء عضلات الجسم، والهدف الثاني هو الأكثر شيوعا في أغلب الدول العربية.
ومصر، واحدة من الدول التي يقتصر بيع المكملات الغذائية فيها على الصيدليات، وتتشدّد في تسجيلها، ولم يؤد ذلك إلّا إلى انتشار «المغشوش» الذي وصل إلى نسبة 40 في المائة من حجم الموجود في السوق، حسب الدكتور علي عوف رئيس شعبة الأدوية في الغرف التجارية.
صدم عوف المصريين بهذه النسبة في تصريح صحافي تداولته الصّحف أخيرا. لكن الحديث عن فوضى هذه السوق، يتجاوز في زمنه هذا التصريح بسنوات.
وفي تشبيه صادم، قال الدكتور علي عوف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يقلّ خطر المكملات الغذائية المغشوشة عن خطورة تجارة مخدر الحشيش». وأضاف: «لكن إذا كان القائمون على هذه التجارة يتخفون لتسويق سمومهم، فإنّ السموم التي تباع تحت اسم المكمّلات يُعلن عنها في وسائل التواصل الاجتماعي وفي الوسائل الإعلامية».
هذه المقارنة، ينفي عوف أن يكون مبالغا في قولها، لا سيما عندما يضيف لها قوله: «هذه المكملات المغشوشة ملوثه ببراز وفضلات القوارض مثل الفئران، وبعضها ملوث بالتراب والإسمنت والزرنيخ».
في السياق نفسه، فإن التحذير الذي تطلقه وزارة الصحة عن الإعلانات الخاصة بالمكملات، غير كاف، لأنّ بعض المنتجين يعلنون عن منتجاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وليس عبر القنوات الفضائية أو الصّحف وكلّها وسائل متاحة لعرض جميع السلع.
طالب عوف وزارة الصحة بتبني ما سماه بـ«الرقابة الرّشيدة» التي تراعي صحة المواطن، وفي الوقت نفسه ألّا تتشدد في الإجراءات لأنّ التشدد يخلق سوقا غير شرعية للتجارة.
إلى ذلك، فإنّ إجراءات تسجيل هذه المنتجات تستغرق من أربع إلى خمس سنوات، وهو ما يؤدي إلى نشأة سوق غير شرعية، تعتمد على تصنيع المكمل الغذائي داخليا في مصانع غير مرخصة، حسب عوف. والحل الذي يقترحه هو تسهيل إجراءات تسجيل المكمّلات الغذائية بحيث لا تتعدّى الستة أشهر، وأن تكون مسؤولية تسجيلها تابعة لمعهد التغذية، وليس لإدارة الصيدلة في وزارة الصحة، لأنّ معهد التغذية هو الجهة الأقدر على التعامل مع هذا المنتج.
ولأن الاعتراف بالمشكلة، أول طريق للعلاج، فقد أقرّ مصدر بإدارة التسجيل الدوائي في وزارة الصّحة المصرية بوجود المشكلة. وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه لـ«الشرق الأوسط»: «مواردنا البشرية والفنية في الوزارة لم تتزايد بالقدر الذي يتناسب مع التزايد الكبير في أعداد شركات إنتاج المكملات الغذائية التي وصلت إلى ألف شركة».
ووفق ما هو معمول به في الوزارة، يحصل منتج المكملات على موعد لتقديم الملف الخاص بمنتجه، ويكون عادة بعد تسعة أشهر من تقديمه طلباً بالتسجيل، وينتظر بعدها أربعة أعوام حتى يحصل على الترخيص.
ويضيف المصدر: «على الرّغم من أنّ مواردنا البشرية والفنية لم تتطوّر بالشّكل الذي يتلاءم مع الزّيادة في عدد شركات المكملات، فإنّنا نجحنا في تخفيض الفترة التي تنتظرها الشّركة للحصول على موعد لتقديم الملف الخاص بها، لتخفيضها من تسعة أشهر إلى ثلاثة».


مقالات ذات صلة

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)
صحتك الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

الأطفال المصابون بـ«كوفيد الطويل الأمد» يتعافون في غضون عامين

مع بداية فصل الشتاء وزيادة احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي واستمرار الحديث عن الأعراض المزمنة لمرض «كوفيد - 19»....

د. هاني رمزي عوض (القاهرة)
صحتك 6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

6 نقاط قد تعيد تفكيرك في الطهي بأواني الحديد الزهر

لا يزال كبار الطهاة العالميين، إضافة إلى ربات البيوت الماهرات في الطهي، يستخدمون أواني الطهي المصنوعة من الحديد الزهر Cast Iron Cookware.

د. عبير مبارك (الرياض)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».