مفتي فلسطين يحرم بيع أراض للإسرائيليين

الفتوى تدعم جهوداً أمنية لمحاربة الظاهرة

مفتي فلسطين يحرم بيع أراض للإسرائيليين
TT
20

مفتي فلسطين يحرم بيع أراض للإسرائيليين

مفتي فلسطين يحرم بيع أراض للإسرائيليين

أصدر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، الشيخ محمد أحمد حسين أمس، فتوى تحرم تسهيل تمليك أي جزء من القدس وأرض فلسطين للاحتلال.
جاء ذلك في ظل المحاولات العدوانية الأخيرة لسلطات الاحتلال للسيطرة على الأراضي الفلسطينية، من خلال مناقشة مشروع قانون يسمح لليهود بتملك الأراضي في الضفة الغربية.
وجاء في نص الفتوى: «الأصل أن فلسطين أرض خراجية وقفية، يحرم شرعاً بيع أراضيها وتمليكها للأعداء، فهي تعد من الناحية الشرعية من المنافع الإسلامية العامة، لا من الأملاك الشخصية الخاصة، وتمليك الأعداء لدار الإسلام باطل، ويعد خيانة لله تعالى، ورسوله، صلى الله عليه وسلم، ولأمانة الإسلام».
وأضاف: «آثم من يبيع أرضه لأعدائه أو يأخذ تعويضاً عنها؛ لأن بائع الأرض للأعداء مظاهر على إخراج المسلمين من ديارهم».
وأردف المفتي في أقوى تحريض ضد بائعي الأراضي: «بيع الأرض للأعداء والسمسرة عليها لهم يدخل في المكفرات العملية، ويعتبر من الولاء للكفار المحاربين، وهذا الولاء مخرج من الملة، ويعتبر فاعله مرتداً عن الإسلام خائناً لله، ورسوله، صلى الله عليه وسلم، ودينه، ووطنه، يجب على المسلمين مقاطعته، فلا يعاملونه ولا يزوجونه، ولا يتوددون إليه، ولا يحضرون جنازته، ولا يصلون عليه، ولا يدفنونه في مقابر المسلمين».
وهذه ليست أول فتوى تحرم بيع أراضي لليهود على مدار تاريخ الصراع، لكنها الأولى التي تصدر على شكل بيان رسمي منذ سنوات طويلة.
واستند المفتي إلى قرار صادر عن مجلس الإفتاء الأعلى في عام 1996، وجاء البيان في ظل مناقشة إسرائيل مشروع قانون يسمح لليهود بتملك الأراضي في الضفة الغربية.
ويعزز البيان الديني من جهود السلطة الأمنية للحد من تسريب أراض فلسطينية للإسرائيليين.
وتسعى السلطة الفلسطينية بكل الطرق، إلى وقف هذه الظاهرة المشينة المعمول بها منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي وإنهائها، لكنها تجد صعوبة بالغة في تتبع هذه العمليات، بسبب سريتها الفائقة، أو استخدام المشترين طرق تحايل قانونية.
وبدأت السلطة منذ سنوات طويلة، معركة معقدة بعض الشيء، ضد سماسرة وبائعي الأراضي في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين للإسرائيليين، وراحت تصدر أحكاماً ضد متهمين، ثم شددت هذه الأحكام وصولاً إلى الأشغال الشاقة المؤبدة.
وفي أبريل (نيسان) الماضي، أحبط جهاز المخابرات الفلسطينية عمليات تسريب أراضٍ لصالح الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، وأوقف «شبكة» متخصصة في هذا المجال.
وطالبت المخابرات العامة، المواطنين، بتوخي الحذر تجاه أي عقود بيع، أو وكالات تتعلق بأراضٍ تخصهم، ودعتهم إلى التواصل فوراً مع جهاز المخابرات العامة، في حال الاشتباه بصدقية أي إجراء، لمنع عمليات بيع أراضٍ فلسطينية وتسريبها لصالح الاحتلال.
ويستخدم الإسرائيليون عادة، أسلوب الانتظار لسنين طويلة بعد وفاة البائع أو هربه إلى الخارج، قبل أن يعلنوا أنهم اشتروا أي شيء، وفي حالات أخرى، جرت الصفقات مع أصحاب أراضٍ يعيشون في الخارج.
وكثيراً ما وجد الإسرائيليون فلسطينيين مستعدين لبيع أراضيهم، مقابل مبالغ كبيرة وخيالية، مثلما اصطدموا بآخرين يرفضون بيع ولو متر واحد مقابل ملايين الدولارات.
وتجري العمليات الأخطر عن طريق الفلسطينيين أنفسهم، إذ ترسل إسرائيل فلسطينيين من خارج الضفة، لشراء أراضٍ سرعان ما يتم بيعها لجمعيات استيطانية أو مستوطنين.
وفي مواجهة ذلك، أصبحت السلطة تشترط الحصول على موافقات أمنية لبيع أي فلسطيني يسكن في القدس، أو من عرب 48 أو الخارج أرضاً.



الحوثيون يزعمون إصابة 3 بحارة روس جراء الضربات الأميركية

تصاعد دخان وألسنة لهب إثر غارات أميركية على ميناء رأس عيسى النفطي الخاضع للحوثيين في اليمن (رويترز)
تصاعد دخان وألسنة لهب إثر غارات أميركية على ميناء رأس عيسى النفطي الخاضع للحوثيين في اليمن (رويترز)
TT
20

الحوثيون يزعمون إصابة 3 بحارة روس جراء الضربات الأميركية

تصاعد دخان وألسنة لهب إثر غارات أميركية على ميناء رأس عيسى النفطي الخاضع للحوثيين في اليمن (رويترز)
تصاعد دخان وألسنة لهب إثر غارات أميركية على ميناء رأس عيسى النفطي الخاضع للحوثيين في اليمن (رويترز)

وسط تحذيرات يمنية حكومية لعمال وموظفي ميناء رأس عيسى النفطي شمال محافظة الحديدة الساحلية، من العودة للعمل تحت إكراه الحوثيين، زعمت الجماعة المدعومة من إيران إصابة 3 بحارة روس جراء غارات أميركية حينما كانوا على متن سفينة تحاول إفراغ شحنة من الوقود، الجمعة الماضي.

وكانت الولايات المتحدة قد حظرت وصول شحنات الوقود إلى موانئ سيطرة الحوثيين بموجب العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة ابتداءً من الخامس من أبريل (نيسان) الحالي، قبل أن تقوم بتدمير ميناء رأس عيسى النفطي قبل أكثر من 10 أيام.

وشدد الجيش الأميركي على عدم وصول شحنات الوقود إلى موانئ سيطرة الجماعة، في سياق سعي واشنطن إلى تجفيف موارد الجماعة المالية التي تستخدمها في التعبئة العسكرية، وشن الهجمات.

وعلى الرغم من سقوط أكثر من 80 قتيلاً ونحو 200 جريح جراء الغارات الأميركية فإن الجماعة الحوثية لا تزال تحاول تفريغ شحنات الوقود وإجبار العمال للعودة إلى العمل، وهو ما دفع الجيش الأميركي، الجمعة، إلى شن 4 غارات على الأقل بهدف عرقلة المساعي الحوثية.

الضربات الأميركية دمرت مستودعات الوقود في ميناء رأس عيسى النفطي الخاضع للحوثيين (رويترز)
الضربات الأميركية دمرت مستودعات الوقود في ميناء رأس عيسى النفطي الخاضع للحوثيين (رويترز)

ووفق وزير خارجية الجماعة الحوثية في حكومتها الانقلابية جمال عامر، استهدفت الغارات الأخيرة سفينة كانت رابضة في لسان ميناء رأس عيسى لمنعها من تفريغ شحنة نفط؛ ما أدى إلى إصابة 3 بحارة من الجنسية الروسية بإصابات مختلفة، طبقاً لادعائه.

وأورد القيادي الحوثي أسماء البحارة الثلاثة خلال منشور على «فيسبوك» وهم: رومان كاشبور، وإيغور كوازيشينكو، وأرتيم فانين، وقال إن عناصر جماعته تدخلوا لإنقاذ البحارة الثلاثة ونقلهم للعلاج.

‏ولم يعلق الجيش الأميركي على الحادثة، كما لم يَصْدُر على الفور أي تعليق من قبل السلطات الروسية.

ومن المتوقع أن يؤدي حظر دخول الوقود إلى موانئ سيطرة الحوثيين إلى أزمة، بعد استنفاد المخزون الحالي الذي يقدِّره مراقبون اقتصاديون بنحو مليون طن، تكفي 5 أشهر.

تحذير حكومي

وفي ظل عدم اكتراث الحوثيين لحياة المدنيين والعمال جراء الضربات الأميركية، دعا وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني جميع الموظفين والعاملين في ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة إلى عدم الانصياع للضغوط الحوثية بهدف إجبارهم على العودة للعمل في ظروف محفوفة بالمخاطر، في ظل محاولاتها استئناف عمليات تفريغ الوقود بصورة غير قانونية.

وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية معمر الإرياني (سبأ)
وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية معمر الإرياني (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح صحافي إن هذه المحاولات تكشف مجدداً مدى استخفاف ميليشيات الحوثي الإرهابية بحياة المدنيين الأبرياء، واستمرارها في استغلالهم واستخدامهم دروعاً بشرية، والمتاجرة بمآسيهم لتحقيق أهدافها الإرهابية، خدمة لأجندة إيران التدميرية وأطماعها التوسعية في المنطقة.

وحذر الإرياني من أن أي كارثة إنسانية قد تنجم عن هذه التصرفات التي وصفها بـ«الإجرامية» تتحمل الجماعة الحوثية كامل المسؤولية عن تبعاتها.

وجدد دعوته لجميع العاملين في الميناء إلى حماية أنفسهم، والامتناع عن المشاركة في أي أنشطة غير قانونية ربما تعرض حياتهم للخطر، وعدم منح الميليشيات فرصة لاستغلالهم في تنفيذ مخططاتها الخبيثة، حسب قوله.