«الديمقراطي» و«دولة القانون» ينفيان التوقيع على وثيقة مبادئ

تسريبات أعطت رئاسة الوزراء للمالكي والجمهورية لبارزاني

TT

«الديمقراطي» و«دولة القانون» ينفيان التوقيع على وثيقة مبادئ

اضطر الحزب «الديمقراطي الكردستاني» وائتلاف «دولة القانون» إلى نفي التوقيع على وثيقة مبادئ عقب اجتماع الطرفين في أربيل. وتكشف الوثيقة المفترضة عن اتفاق بين الجانبين على تشكيل الكتلة الأكبر وتوزيع المناصب في الحكومة، وتظهر الاتفاق على ذهاب منصب رئاسة الوزراء إلى رئيس ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي ورئاسة الجمهورية إلى رئيس إقليم كردستان السابق مسعود بارزاني.
وذيلت وثيقة الاتفاق المفترضة بتوقيع سكرتير المكتب للسياسي للحزب الديمقراطي فاضل ميراني وممثل «دولة القانون» حسن السنيد ومحمد الهاشمي عن تحالف «الفتح». وانتشرت الوثيقة بسرعة لافتة في وسائل الإعلام المحلية ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
وأصدر سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني فاضل ميراني، أمس، بيانا قال فيه إن «الوثيقة التي تم تداولها مؤخرا في بعض المواقع الإخبارية وصفحات التواصل الاجتماعي، عن تحالفهم مع (دولة القانون)، مزورة ولا تمت للحقيقة بصلة». وأشار ميراني إلى أن «الوثيقة تتضمن اتفاقاً سياسيا بينه وبين حسن السنيد محمد الهاشمي، لكن هذه الوثيقة مزورة، ولا تمت للحقيقة بصلة، وهو أسلوب رخيص للاصطياد في الماء العكر». مطالبا السلطات المختصة بـ«التحقيق والتحري عن الجهة المروجة لهذا الخبر وضرورة محاسبة المقصرين ومقاضاتهم من السلطات القضائية عند كشفهم».
من جانبه، أصدر ائتلاف دولة القانون، هو الآخر، توضيحا بشأن الوثيقة، حيث أكد هشام الركابي مدير المكتب الإعلامي للمالكي، أن «وثيقة الاتفاق مع الديمقراطي الكردستاني بشأن تشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان لا أصل لها وهي عارية عن الصحة».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.