وفد من المكتب السياسي لحماس في القاهرة

الحركة {تريد شراكة سياسية ولا تمانع في عودة الحكومة}... و{فتح} تشترط «التمكين أولاً»

TT

وفد من المكتب السياسي لحماس في القاهرة

قالت مصادر في حركة حماس، إن وفدا من الحركة سيصل اليوم أو غدا الأربعاء إلى القاهرة، تلبية لدعوة مصرية من أجل مباحثات متعلقة بالعلاقات الثنائية والوضع في قطاع غزة (الحصار والهدنة)، إضافة إلى المصالحة الداخلية.
ويفترض أن يصل مسؤولون من «حماس» من الخارج، وآخرون من قطاع غزة، يترأسهم صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس. ويضم الوفد موسى أبو مرزوق، وعزت الرشق، وحسام بدران، وجميعهم أعضاء في المكتب السياسي بالخارج، وخليل الحيّة من الداخل، وروحي مشتهى، الذي يعد ممثل الحركة في القاهرة.
وكانت مصر قد وجهت دعوة لـ«حماس» من أجل زيارة القاهرة، في ظل مباحثات جرت مع القيادي في حركة فتح وعضو اللجنة المركزية للحركة عزام الأحمد، وهو مسؤول ملف المصالحة أيضا.
وقالت مصادر «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، إن الحركة ستبلغ المصريين بأنها قدمت كل ما لديها من أجل المصالحة؛ لكن حكومة الوفاق لم تتسلم مهامها، وعملت وفق تفرقة واضحة بين الضفة وغزة، ولم تدفع للموظفين السابقين في حكومتها (حماس)؛ بل اتخذت إجراءات عقابية بحق موظفي السلطة أنفسهم.
وستطلب «حماس» من المصريين أن «تتفضل» الحكومة وتتسلم مهامها في القطاع، على أن ترفع العقوبات وتحل كل مشكلاته، وصولا إلى اتفاق شامل حول الشراكة السياسية في مؤسسات الوطن «السلطة والمنظمة».
لكن حركة فتح ترفض الخوض في أي تفاصيل قبل تمكين الحكومة في القطاع. واتهم الأحمد حركة حماس بعدم تقديم بوادر إيجابية، قائلا في حديث لإذاعة فلسطين أمس: «حتى اللحظة لا توجد بوادر إيجابية من (حماس) حول المصالحة»، مشيرا إلى أن هذا الملف سيُبحث خلال أعمال المجلس المركزي، الذي رجح عقده بداية الشهر المقبل. وقال الأحمد «إننا بانتظار أن يبلغنا الجانب المصري بموقف (حماس) من تنفيذ بنود الاتفاق الأخير حول المصالحة».
وأكد الأحمد أن المطلوب من حركة حماس هو تسليم حكومة الوفاق الوطني إدارة قطاع غزة بالكامل، كما في الضفة: «أو ستتم دراسة إجراءات أخرى سيجري اعتمادها في جلسة المجلس المركزي المرتقبة، من قبل لجنة غزة التي شكلت من كافة الفصائل من قبل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، من أجل تنفيذ قرارات المجلس الوطني».
وشدد الأحمد في السياق، على موقف القيادة المتمسك بمصر كراعية لجهود إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة.
وتمحور حديث الأحمد حول إبلاغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس المسؤولين المصريين سابقا، بأن على «حماس» أن تسلم كل شيء في غزة، أو تتسلم كل شيء، وتواجه بعدها مزيدا من الإجراءات.
وكان عباس قد اتخذ قرارات ضد غزة، من بينها حسم رواتب موظفين وتقليصات في دفعات الكهرباء والوقود، وتوعد بتصعيدها تدريجيا، بعد محاولة اغتيال رئيس الوزراء الفلسطيني في غزة، منتصف مارس (آذار) الماضي، قبل أن يتدخل المصريون لإقناعه بتأجيل اتخاذ قرارات جديدة ضد القطاع، على أن يعملوا على إعادة تطبيق اتفاق المصالحة.
وقال عباس الأحد الماضي: «كما تعلمون، الأشقاء في مصر الآن يتحدثون مع حركة حماس حول المصالحة، وكلما التقينا مع المسؤولين المصريين في أكثر من مرة في مناسبات مختلفة، أبدينا رأينا وموقفنا، وكان هناك بعض الإخوة بالفترة الأخيرة أيضا، تحدثوا مع الإخوة في مصر حول المصالحة، ونحن أكدنا لإخواننا المصريين أن خلاصة القول أنه إذا أرادت (حماس) المصالحة، فإما أن نستلم كل شيء ونتحمله، وإما إذا أرادوا هم أن يتسلموا كل شيء فعليهم أن يتحملوا كل شيء، وهذا لا بد أن يتضح خلال الفترة المقبلة. ولذلك أقول إنه لا بد من عقد اجتماع للمجلس المركزي لمناقشة هذه القضايا كلها، وأن نتخذ الإجراءات التي تتناسب مع هذه الأوضاع».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.