في مراسلة مؤثرة استطاع الأطفال المحتجزون داخل كهف في شمال تايلاند التواصل مع ذويهم برسالة مكتوبة بخط اليد نقلها غواص إنقاذ أجنبي، ثم نُشرت على صفحة قوات البحرية الخاصة التايلاندية على موقع «فيسبوك» في وقت مبكر، أمس، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.
وجاء في الرسالة التي كانت مكتوبة بخط اليد بالحبر الأزرق على قطعة من ورق كراسة «لا تقلقوا، جميعنا أقوياء». وأضاف الأطفال: «عندما نخرج من هنا، نريد أن نأكل أشياء كثيرة. نرغب في العودة إلى منازلنا في أقرب وقت ممكن». كما ناشدوا معلميهم عدم تكليفهم بالكثير من الواجبات المنزلية.
وتم نشر مجموعة من 7 صفحات على «فيسبوك»، مع وجود رسائل على ما يبدو من كل الصبية الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و16 عاماً، ومدربهم البالغ من العمر 25 عاماً. وتعبر رسائلهم الموجزة عن الامتنان والحب وكذلك عن أحلام تناول الطعام، إذ كتب أحد الصبية: «أريد أن آكل اللحم المقلي».
وكتب عدد من الأطفال يطلبون من أهلهم أن يعدّوا لهم أطباقهم المفضلة بعد خروجهم من الكهف، إذ كتب أحدهم: «لا تقلقوا أنا بخير، أرجو أن تأخذوني إلى محل لبيع الدجاج المقلي». وكتب آخر: «أحبكما يا أبي وأمي، إذا استطعنا الخروج من هنا هل تأخذاني للأكل في مطعم؟ أحبكما». طفل آخر طمأن والديه بالقول: «لا تقلقوا أني غبت لأسبوعين، سأساعدكما في العمل بالمحل قريباً».
أما مدرب الفريق إيكابول تشانتاوونج الذي قاد الفريق إلى الكهف، فقد قدم اعتذاره للأهالي قائلاً: «إلى كل الأهالي، كل الأطفال بخير. أعدكم بأن أرعاهم جيداً». وأضاف: «أشكركم على كل الدعم وأريد أن أعتذر للأهالي». ووجه كلمات إلى عائلته: «أنا بخير لا تقلقوا علينا كثيراً واعتنوا بأنفسكم. عمي أخبر جدتي بأن تعدّ لي أكلتي المفضلة، سأتناولها عند خروجي، أحبكم جميعاً».
ولكن عائلات الأطفال طمأنوا المدرب عبر خطابات أُرسلت للأطفال، قائلين له: «رجاءً لا تلُم نفسك».
وكتبت إحدى الأمهات لابنها البالغ من العمر 14 عاماً: «لسنا غاضبين منك، اعتنِ بنفسك جيداً ولا تنسَ أن تغطي نفسك بـ(البطاطين) لتحمي نفسك من البرد، نحن قلقون ولكن نعرف أنك ستعود لبيتك قريباً». وكتبت للمدرب أيضاً قائلة: «نريدك أن تعرف أن الأهالي ليسوا غاضبين منك على الإطلاق، فلا تقلق بشأن ذلك».
من جانب آخر قال قائد بعثة الإنقاذ إن المنقذين «في صراع مع المياه والزمن» لكنهم يترقبون الفرصة المثلى لإخراج المجموعة المحاصرة قبل أن تنهمر أمطار غزيرة متوقعة.
وحسب «رويترز» قال نارونجساك أوسوتاناكورن قائد بعثة الإنقاذ وحاكم الإقليم السابق، للصحافيين: «الأيام الثلاثة أو الأربعة المقبلة هي أفضل وأكثر وقت مثالي لعملية الإنقاذ». وأضاف: «الوضع الراهن، في ضوء مستويات الهواء والماء وصحة الفتية، هو الأفضل حتى الآن». واستكمل: «لا نزال في صراع مع المياه والزمن. إن تحديد المكان... كان مجرد انتصار بسيط لكنّ هذا لا يعني أن الحرب انتهت حتى نكسب ثلاث معارك: تحديد المكان، والإنقاذ، والعودة إلى المنزل».
وقال إيفان كاتاديتش، وهو مدرب دنماركي للغوص ينقل أسطوانات أكسجين إلى داخل الكهف، الجمعة، وبعد إحدى مرات الغوص إنه «متفائل بشدة» بشأن المهمة لأن منسوب المياه انحسر بدرجة كبيرة.
ولم يقطع كاتاديتش الكيلومتر الأخير الفاصل عن المكان الذي حوصر فيه الفتية على ضفة موحلة، وهي أخطر مرحلة في الغوص، لأن رجال الإنقاذ يتعين عليهم حمل خزانات الأكسجين أمامهم للمرور عبر الثقوب الغارقة الضيقة.
وتشمل خطط الإنقاذ الأخرى تزويد الكهف بإمدادات وخط أسطوانات أكسجين لإبقاء الفتية على قيد الحياة لشهور حتى ينقضي موسم الأمطار الموسمية في تايلاند أو حفر مخرج رأسي من الغابة أعلى الكهف. وفشلت الأسبوع الماضي محاولة لتوصيل هاتف إلى الفتية المحاصرين مع مدربهم.
وتنامى الاهتمام الدولي بعملية الإنقاذ وقدمت دول مثل أستراليا وبريطانيا والصين واليابان والولايات المتحدة يد العون.
وحوصرت المجموعة على مسافة أكثر من 4 كيلومترات داخل الكهف منذ يوم 23 يونيو (حزيران).
وسدّ فيضانٌ طريق الخروج من الكهف وظلت أجزاء من الكهف مغمورة بالكامل بالماء، حتى بعدما بدأ عمال الإنقاذ تصريفها بالمضخات الصناعية.
7:57 دقيقة
خطابات مؤثرة بين الصبية المحتجزين وذويهم... والأهالي للمدرب: «لسنا غاضبين»
https://aawsat.com/home/article/1323951/%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%A4%D8%AB%D8%B1%D8%A9-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%AA%D8%AC%D8%B2%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%B0%D9%88%D9%8A%D9%87%D9%85-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%87%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%A8-%C2%AB%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A7-%D8%BA%D8%A7%D8%B6%D8%A8%D9%8A%D9%86%C2%BB
خطابات مؤثرة بين الصبية المحتجزين وذويهم... والأهالي للمدرب: «لسنا غاضبين»
الأطفال يطلبون من أهلهم أن يعدّوا لهم أطباقهم المفضلة بعد خروجهم
خطابات مؤثرة بين الصبية المحتجزين وذويهم... والأهالي للمدرب: «لسنا غاضبين»
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة