انطلاق أعمال الحوار الاستراتيجي المغربي ـ البريطاني

لندن تسجل {جهود الرباط الجدية} لتسوية نزاع الصحراء

وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، ونظيره البريطاني بوريس جونسون.
وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، ونظيره البريطاني بوريس جونسون.
TT

انطلاق أعمال الحوار الاستراتيجي المغربي ـ البريطاني

وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، ونظيره البريطاني بوريس جونسون.
وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، ونظيره البريطاني بوريس جونسون.

انطلقت أمس في لندن أعمال الحوار الاستراتيجي بين المغرب والمملكة المتحدة، عبر التوقيع على اتفاق في شكل تبادل رسائل بخصوص إرساء هذا الحوار، من طرف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، ونظيره البريطاني بوريس جونسون.
وذكر المغرب والمملكة المتحدة بهذه المناسبة بعمق العلاقات، التي تجمع البلدين منذ 800 عام، وبصداقتهما التقليدية.
ويأتي الاتفاق حول إرساء الحوار الاستراتيجي المغربي - البريطاني تعزيزا لفرادة وخصوصية هذه العلاقات العريقة بين المملكتين، وتعزيزا لدينامية التعاون الثنائي، سعيا وراء أفق أكثر طموحا. ويقوم هذا الحوار الجديد، الذي يشمل قضايا استراتيجية ذات اهتمام مشترك، على الاحترام المتبادل. كما يندرج في إطار روح الصداقة والتعاون الوثيق، التي dld، العلاقات بين البلدين.
وسيكتسي الحوار الاستراتيجي المغربي - البريطاني، الذي سينعقد سنويا في البلدين بالتناوب، طابعا شاملا للاحتفاظ بطابع الانسجام، وذلك من خلال الانكباب على أربعة مواضيع أساسية تهم السياسة والأمن، والاقتصاد والتجارة، ثم الثقافة، والتربية والشباب.
وقرر الطرفان في إطار هذا الحوار اعتماد قنوات اتصال منتظمة، وقاما بتعيين وزير الدولة المكلف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أليستير بورت وكاتبة الدولة (وزيرة دولة) في الشؤون الخارجية مونية بوستة، كمحوري تواصل لبحث وتسوية القضايا الثنائية المحورية، بما في ذلك الطارئة منها.
في غضون ذلك، أكدت المملكة المتحدة أنها سجلت «الجهود الجدية وذات المصداقية»، التي يبذلها المغرب «للمضي قدما» نحو الوصول إلى تسوية لقضية الصحراء.
وناقش المغرب والمملكة المتحدة بهذه المناسبة مسألة التعاون الثنائي، وعدة قضايا إقليمية، بما فيها الصحراء التي سجلت المملكة المتحدة بشأنها «الجهود الجدية وذات المصداقية التي يبذلها المغرب للمضي قدما نحو تسوية» لهذه القضية، حسب ما جاء في الاتفاق.
كما بحث الطرفان عدة قضايا ذات بعد دولي من قبيل الأمن الجوي والبحري، والتعاون في مجال محاربة الإرهاب، وهو المجال الذي تتطلع فيه لندن «إلى فهم أفضل للمنظومة الداخلية المغربية للتدخل في حالة الأزمة»، فضلا عن التجارة والاستثمارات والتربية والرياضة والثقافة.
وأبرمت الحكومة المغربية اتفاقا مع حكومة المملكة المتحدة حول نظام المدارس البريطانية في المغرب بهدف تحديد الشروط، التي تؤطر إنشاء المدارس البريطانية في المغرب وفتحها وتسييرها. ويأتي إبرام هذا الاتفاق اعترافا بالعلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين منذ أمد طويل، واعتبارا لأهمية التربية في التنمية الوطنية، ورغبة منهما في تعزيز تفاهم أمثل بين شعبي المملكتين عبر تشجيع ثقافة ولغة كلا البلدين، فضلا عن إيمانهما بأن تعزيز تعاون ذي منفعة متبادلة في ميدان التعليم من شأنه تيسير بلوغ هذه الأهداف.
وينص الاتفاق على أن إنشاء أي مدرسة بريطانية جديدة في المغرب، أو فتح فرع لمدرسة بريطانية موجودة في المغرب لا يمكن أن يتم إلا بتبادل المذكرات الدبلوماسية بين وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي للحكومة المغربية، وسفارة المملكة المتحدة في الرباط، فضلا عن وجوب استجابة مباني المدارس البريطانية للأنظمة المتعلقة بالسلامة والصحة المنصوص عليها في التشريع المغربي.
وتنص المادة الثالثة من الاتفاق أيضا على أن تتعاون مجالس الإدارة وإدارات المدارس البريطانية مع السلطات التعليمية المغربية المختصة، وعلى أن الشهادات الدراسية الصادرة عن المدارس البريطانية، والمعترف بها من جانب المركز الوطني البريطاني لتقديم معلومات حول الاعتراف بالمؤهلات التعليمية بأنها تعادل المؤهلات البريطانية «A Level» أو «GCSE»، يتم الاعتراف بها من قبل المغرب طبقا لمقتضيات الأنظمة الجاري بها العمل في المغرب.
وبحسب المادة ذاتها، يتم منح الأولوية لأبناء الجالية الدبلوماسية البريطانية لولوج هذه المدارس. كما تستقبل هذه المدارس التلاميذ المغاربة، وكذا أبناء مواطني دول ثلاث مقيمين في المغرب بشكل مؤقت أو دائم.
وبموجب الاتفاق، تقدم المدارس البريطانية منهجا دراسيا مطابقا لمعايير المدارس في إنجلترا في مجال التعليم. وتشمل المناهج الدراسية لهذه المدارس، على أساس قاعدة موحدة وشاملة لجميع المستويات، مكونا تعليميا للتلاميذ المغاربة، بمن فيهم حاملو الجنسية المزدوجة، في اللغة العربية والثقافة المغربية وتاريخ وجغرافية المغرب. وتكون هذه البرامج موضوع تنسيق بين مسيري المدارس البريطانية والسلطات التعليمية المغربية المختصة، كما يتم تدريس هذه التخصصات من قبل أساتذة مغاربة.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.