شخصيات دبلوماسية وعدد من الفنانين يحتفلون بـ«مونديال لبنان» على طريقتهم

يتضمن مباراة ودّية نجمها اللاعب الفرنسي كريستيان كاريمبو

نجم كرة القدم الفرنسي السابق كريستيان كاريمبو يخوض مباراة حبّية في لبنان
نجم كرة القدم الفرنسي السابق كريستيان كاريمبو يخوض مباراة حبّية في لبنان
TT

شخصيات دبلوماسية وعدد من الفنانين يحتفلون بـ«مونديال لبنان» على طريقتهم

نجم كرة القدم الفرنسي السابق كريستيان كاريمبو يخوض مباراة حبّية في لبنان
نجم كرة القدم الفرنسي السابق كريستيان كاريمبو يخوض مباراة حبّية في لبنان

تحت عنوان «سوا نحنا أقوى»، تنظم جمعية «من أجل لبنان الغد الموحد»، نشاطاً ترفيهياً في نادي اليخوت والسّباحة في الكسليك (ATCL). هذا الحدث الذي يقام اليوم بمشاركة بلدان أجنبية وعربية ممثلة بسفرائها في لبنان، سيشهد مباراة ودية في كرة القدم تحمل عنوان «مونديال لبنان»، يتألف أبطالها من فنانين لبنانيين ودبلوماسيين أجانب وعرب. أمّا نجم هذا الحدث فهو لاعب كرة القدم الفرنسي كريستيان كاريمبو الذي سيخوض هذه المباراة مع فريق يتألف من مشاهير في عالم الدبلوماسية والفنون في الشوط الأول من المباراة على أن ينضمّ إلى فريق الفنانين اللبنانيين في الثاني منها.
وتأتي مشاركة كاريمبو في هذا الاحتفال المواكب لـ«مونديال 2018»، كونه يقيم في لبنان بعد أن تزوج من بطلة التزلج العالمية اللبنانية جاكلين شمعون.
وتشير الفنانة تانيا قسيس المنظمة والمشرفة على الحدث بأنّه يتم الاستعداد لهذا النشاط الترفيهي منذ مدة، وبأنّه اتخذ العام الحالي طابعاً يواكب مباريات «المونديال» التي تجري في روسيا. «هو نشاط ترفيهي يقام للسنة الرابعة على التوالي، ولكن أجواءه هذه السنة تنطبع مباشرة بمباراة كأس العالم لكرة القدم». ويتبع المباراة المذكورة التي تبدأ في السابعة من مساء اليوم، حفلاً غنائياً يحييه عدد من الفنانين الشّباب منهم مارك حاتم ونينا عبد الملك وعزيزة. «لقد آثرنا التّعاون مع فريق شبابي يمثل (لبنان الغد) بأفكاره وآرائه بعيداً عن أي تجاذبات سياسية أو حزبية يمكن أن تشوبه». توضح الفنانة تانيا قسيس التي أخذت على عاتقها منذ نحو 4 سنوات إقامة نشاطات فنية تسلّط الضوء على لبنان الواحد. وتضيف خلال حديثها ل«الشرق الأوسط»: «تنعكس هذه النشاطات إيجابا علينا كلبنانيين ويحضرها سنويا الآلاف من الناس الذي يؤمنون بلبنان الواحد».
يتألّف فريق الفنانين لكرة القدم من الرياضيين سيرجيو شيحا وروني فهد وإيلي رستم وجاكي شمعون، إضافة إلى مجموعة من الفنانين وبينهم مارك حاتم والكاتب ألكسندر نجار ومدرب الرقص مازن كيوان.
وسيستمتع الجمهور بمشاهدة «مونديال» على الطريقة اللبنانية يستضيفه ملعب كرة القدم في «نادي اليخوت في الكسليك» (ATCL)، ومن بعده بمشاهدة منظر غروب الشمس على المتوسط. ويختم أمسيته هذه مع حفل غنائي يتخلله تناول العشاء في ركن خاص للطعام مفتوح أمام الجميع.
وأكدت تانيا قسيس بأنّ من يرغب في حضور هذه المباراة يستطيع تسجيل اسمه في النادي بواسطة اتصال هاتفي يجريه مع المسؤولين عن هذا النشاط، أو بالحضور شخصيا إلى نادي «ATCL» للقيام بهذه الإجراءات شخصيا.
وبالنسبة للبطل الفرنسي السابق لكرة القدم كريستيان كاريمبو فيحمل حضوره ومشاركته في هذا النشاط كما ذكرت لنا قسيس دعما وتشجيعا للشعب اللبناني الذي يتمسّك بوحدة بلاده فيحرص على إقامة نشاطات رياضية ترفيهية تصب في هذا الهدف.
والمعروف أنّ كاريمبو (47 سنة) هو لاعب كرة قدم فرنسي تنقل بين نواد رياضية كثيرة معروفة ك«ريال مدريد»، وكان من ضمن فريقه الذي فاز بكأس «دوري أبطال أوروبا» في عامي 1998 و2000. أمّا أحدث ظهور له على الملاعب فكان في نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2012، عندما شارك في مباراة لفريق «ريال مدريد» ضد فريق «برشلونة» في قطر على الرّغم من الإعلان عن اعتزاله اللعب في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2006. ومنحه الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك وسام الشّرف في عام 1998 عندما حصد لقب «بطل المحيط لكرة القدم في القرن العشرين».



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».