الأمن السعودي ينجح في إحباط {هجوم شرورة}.. المسلحان يفجران نفسيهما في مبنى المباحث

استشهاد أربعة جنود ومقتل خمسة معتدين * مصادر أمنية لـ {الشرق الأوسط}: العملية كانت تستهدف مسؤولاً أمنياً لم يكن في مقر عمله

صورة خاصة بـ«الشرق الأوسط» من غرفة العمليات التي رصدت سيارة المعتدين الستة التي تحمل لوحة خليجية عقب إطلاقها النار على دورية أمنية في منفذ الوديعة (جنوب السعودية) أول من أمس
صورة خاصة بـ«الشرق الأوسط» من غرفة العمليات التي رصدت سيارة المعتدين الستة التي تحمل لوحة خليجية عقب إطلاقها النار على دورية أمنية في منفذ الوديعة (جنوب السعودية) أول من أمس
TT

الأمن السعودي ينجح في إحباط {هجوم شرورة}.. المسلحان يفجران نفسيهما في مبنى المباحث

صورة خاصة بـ«الشرق الأوسط» من غرفة العمليات التي رصدت سيارة المعتدين الستة التي تحمل لوحة خليجية عقب إطلاقها النار على دورية أمنية في منفذ الوديعة (جنوب السعودية) أول من أمس
صورة خاصة بـ«الشرق الأوسط» من غرفة العمليات التي رصدت سيارة المعتدين الستة التي تحمل لوحة خليجية عقب إطلاقها النار على دورية أمنية في منفذ الوديعة (جنوب السعودية) أول من أمس

أعلنت السلطات السعودية، أمس، مقتل خمسة أشخاص ممن يعتنقون الفكر الضال، والقبض على السادس بعد إصابته، وذلك عقب هجوم سيارة من نوع جيب تحمل لوحة خليجية، على منفذ الوديعة الحدودي مع اليمن، حيث جرى الاستيلاء على السيارة، والتوجه إلى محافظة شرورة، فيما استشهد أربعة من رجال الأمن، وقال اللواء منصور التركي إن اثنين من القتلى تحصنا في الأدوار العليا في مبنى الاستقبال التابع لجهاز المباحث الأمنية في محافظة شرورة.
وقالت مصادر أمنية لـ»الشرق الأوسط» إن المعتدين حاولوا من خلال عمليتهم استهداف مبنى المباحث النيل من مسؤول أمني في المحافظة، إلا أن القدر شاء دون ذلك، ولم يكن المسؤول في المقر لحظة وقوع الهجوم.
وأوضح اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني في وزارة الداخلية السعودية، أنه ومع توجه جموع الصائمين إلى صلاة الجمعة أول من أمس، قدمت سيارة من نوع صالون (جيب) تحمل لوحة خليجية، وعلى متنها ستة أشخاص، وحال وصولهم للمنفذ باشروا إطلاق النار واستهداف دورية أمنية حيث استشهد قائد الدورية.
وقال اللواء التركي، إنه جرى الاستيلاء على الدورية الأمنية من قبل شخصين من الجناة، والتوجه بها إلى محافظة شرورة في منطقة نجران (جنوب السعودية)، وعلى الفور قام رجال الأمن بمطاردتهم والاشتباك مع من يستقل السيارة الأولى حيث قتل منهم ثلاثة وأصيب الرابع وألقي القبض عليه، في حين استشهد رجلا أمن.
وأشار المتحدث الأمني في وزارة الداخلية إلى أنه في الوقت نفسه، اتجهت السيارة الأخرى التي جرى الاستيلاء عليها، ويستقلها اثنان من الجناة إلى مبنى الاستقبال التابع للمباحث العامة في محافظة شرورة، إذ تمكنا من دخول المبنى بعد مقتل أحد رجال الأمن، وجرى تطويق المبنى من قبل قوات الأمن، ومباشرة إخلائه من الموجودين بداخله.
وأكد اللواء التركي، أنه جرت محاصرة المعتديين في الدور العلوي، وإعطاؤهما الفرصة لتسليم نفسيهما، وفي ساعة مبكرة من صباح اليوم (أمس)، عمد الجانيان إلى تفجير نفسيهما، مضيفين إلى جرائمهما بحق وطنهما وأهلهما، جرائم بحق نفسيهما.
وأضاف {نعوذ بالله من هذه الخاتمة التي أقدم عليها المعتدون، وبذلك تكون النهاية المحتومة لهؤلاء وأمثالهم على أيدي حماة الوطن، حيث قتل خمسة من الجناة وأصيب السادس وتم القبض عليه، وسوف يجري الإعلان عن أسمائهم فور استكمال إجراءات التثبت من الهوية}.
وأشار المتحدث الأمني في مؤتمر صحافي عقده الليلة الماضية، إلى تحرير القوات الأمنية تسعة من أصل عشرة رجال أمن احتجزوا في مبنى المباحث تحت تهديد السلاح، لافتا إلى أن المبنى الذي اقتحموه يعد مكتبا خاصا لاستقبال المراجعين من أبناء المحافظة.
وذكر المتحدث الأمني في وزارة الداخلية، أنه استشهد أربعة من رجال الأمن، وهم صائمون، وهم العريف فهد هزاع جريدي الدوسري، والعريف محمد مبارك مبروك البريكي، والعريف سعيد هادي محمد القحطاني، والجندي أول سعيد بن على حسين القحطاني، فيما أصيب تسعة من رجال الأمن بإصابات متفاوتة، غادر معظمهم المستشفى.
وأعلن اللواء التركي أنه جرى حصر المضبوطات التي كانت بحوزة عناصر الفئة الضالة، وهي 14 قنبلة يدوية، و11 قنبلة مولوتوف، وأربعة أسلحة رشاشة، و26 مخزن طلقات للأسلحة الرشاشة، و26 ذخيرة (9) ملم، و1549 طلقة للأسلحة الرشاشة.
وأكد اللواء منصور التركي في المؤتمر الصحافي ما نشرته «الشرق الأوسط» في قصتها المنشورة أمس، عن أن المصاب الذي قبض عليه هو المطلوب الأمني صالح السحيباني.
وهو بحسب الصمادر «ممن أعلن اسمه على خلفية تورطه في خلية إرهابية، تعمل على استهداف رجال الأمن وتفجير منشآت عامة وأمنية، وقامت بتخزين المتفجرات في ثلاثة مواقع، أحدها في غرفة مسجد في حي السلي».
ولفت المتحدث الأمني إلى أن وزارة الداخلية، تؤكد لكافة المواطنين والمقيمين، على أرض هذه الدولة التي تحكم بشرع الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وصحابته الأطهار، أن هؤلاء الخوارج ومن غرر بهم، ويقف وراءهم مدحورون بإذن الله، وللبيت رب يحميه، وتقدر في الوقت ذاته لكافة أبناء المجتمع ما أظهروه من دعم وتعاون مع رجال الأمن، ووقوفهم صفا واحد في وجه الفكر الضال ونبذ المنتمين له، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
وكشف مصدر أمني لـ{الشرق الأوسط} أن المعتدين فجروا مبنى المنفذ من الجانب اليمني، الذي كان تحت الإنشاء، وفتحوا النار على الجانب السعودي، وتحصنوا في مبنى الاستقبال التابع لقطاع المباحث العامة، حيث وصلت جميع القوات الأمنية لموقع الحدث، للتعامل معهم باحترافية تامة، حيث تمكن أحد رجال الأمن من الفرار منهم، فيما تحصنوا في الدور العلوي.
وقال المصدر، إن المعتدين فجروا جزءا من المبنى، حيث جرى التعرف على هوية ثلاثة أشخاص، وهم من المطلوبين لدى الأجهزة الأمنية السعودية على خلفية تورطهم في أحداث أمنية داخل البلاد، حيث إن مصلحة التحقيق تقتضي التأكد من هوية الأشخاص عبر الحمض النووي (دي إن إيه).
وفي الشأن الحدودي، قال التركي: «هناك إجراءات أمنية في المنافذ وهي قائمة على مستوى الاحتمالات، وسنقف على نتائج نقاط الضعف، إن كان هناك ضعف. ووجه وزير الداخلية بتكوين لجنة فورية لمراجعة الإجراءات الأمنية القائمة في المنافذ، وقد باشرت اللجنة مهامها».
وأضاف أن «الحدود الشمالية مؤمنة، وحرس الحدود منتشر على طول الحدود، ويساندهم تقنيات وتجهيزات حديثة. إذا كنا نواجه حربا فالمسألة جيش، أما إذا كانت مناوشات وتهريبا فحرس الحدود لهم بالمرصاد».
واستنكر شيوخ القبائل في شرورة الأعمال الإرهابية والتخريبية في البلاد.
وقال الشيخ سالم بن مسعد بن رميدان الصيعري شيخ شمل قبائل آل علي بن ليث الصيعر: «نحن ضد هذه الأحداث المؤلمة، ومن خالف شرع الله وخرج عن ولي أمره فهو ضال، ونحن نجدد الطاعة لولاة أمرنا»، مضيفا: «سبق أن اجتمعت بالشيوخ وتعاهدنا على نبذ الإرهاب والتطرف والوقوف ضد من تسول له نفسه سفك الدماء وقتل الأبرياء». وأكدوا بالقول: «إن عدونا الرئيس هو الذي يغرر بالشباب صغار السن ويكون شخص مجهول أو متخفٍّ يجب الوصول إليه والقضاء عليه».
من جهته الشيخ سليمان بن جربوع الصيعري شيخ شمل قبائل آل محمد بن ليث الصيعر، قال: «نحن نشجب ونستنكر مثل هذه الأعمال الإجرامية، ولا نعلم من قام بها ولا من كان خلفها، والأحداث وإن وقعت في شرورة فهذا لا يعني أن مدينة شرورة مختلفة، ونسأل الله لهم الهداية».
من جهة أخرى، أدى وكيل إمارة منطقة نجران عبد الله بن دليم القحطاني، أمس، صلاة الجنازة على شهيدي الواجب محمد مبارك البريكي، وسعيد علي القحطاني، وذلك بجامع العزيزية في محافظة شرورة.



السعودية تدعو المجتمع الدولي للتحرك لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته بالجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع في إيطاليا (واس)
الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته بالجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع في إيطاليا (واس)
TT

السعودية تدعو المجتمع الدولي للتحرك لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان

الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته بالجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع في إيطاليا (واس)
الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته بالجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع في إيطاليا (واس)

أكدت السعودية، الاثنين، أهمية تعزيز الشراكات المتعددة لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، مشددة في الجلسة الموسعة للاجتماع الثاني لوزراء خارجية دول مجموعة السبع (G7) مع نظرائهم من بعض الدول العربية، ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته والتحرك من أجل وقف فوري لإطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات دون قيود والعمل على تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة عبر حل الدولتين.

جاء الموقف السعودي في كلمة لوزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان تطرق خلالها للمستجدات في غزة ولبنان خلال مشاركته في الجلسة الموسعة للاجتماع، مؤكداً في الوقت ذاته، ضرورة خفض التصعيد في لبنان واحترام سيادته، بالإضافة إلى الحاجة الملحة للتوصل لحل دائم للأزمة في السودان وإنهاء المعاناة الإنسانية فيه.

وعقدت الجلسة التي حملت عنوان «معاً لاستقرار الشرق الأوسط»، بمشاركة الأردن، والإمارات، وقطر، ومصر، وأحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية.

الأمير فيصل بن فرحان خلال لقائه أنطونيو تاياني نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإيطالي (واس)

بينما بحث الأمير فيصل بن فرحان مع أنطونيو تاياني، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الإيطالي، في لقاء ثنائي على هامش مشاركته في الجلسة الموسعة للاجتماع الوزاري، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تنميتها في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ولاحقاً، بحث وزير الخارجية السعودي مع نظيرته الكندية ميلاني جولي العلاقات الثنائية بين البلدين، وناقشا آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها.

وزير الخارجية السعودي خلال مباحثاته مع نظيرته الكندية في إيطاليا (واس)

حضر اللقاءين الأمير فيصل بن سطام بن عبد العزيز سفير السعودية لدى إيطاليا.

وكان وزير الخارجية السعودي قد وصل إلى إيطاليا، الأحد، للمشاركة في الجلسة الموسّعة للاجتماع الوزاري بمدينة فيوجي لمناقشة الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط، بينما يعقد خلال وجوده في المدينة الإيطالية عدداً من الاجتماعات واللقاءات الثنائية التي ستتناول أهم القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية.