مفاوضات الجنوب السوري على دويّ القصف الروسي

لافروف والصفدي ناقشا وقف النار... ونتنياهو إلى موسكو بعد أيام

نازحون من درعا قرب الحدود السورية مع الجولان المحتل يوم أمس (أ.ف.ب)
نازحون من درعا قرب الحدود السورية مع الجولان المحتل يوم أمس (أ.ف.ب)
TT

مفاوضات الجنوب السوري على دويّ القصف الروسي

نازحون من درعا قرب الحدود السورية مع الجولان المحتل يوم أمس (أ.ف.ب)
نازحون من درعا قرب الحدود السورية مع الجولان المحتل يوم أمس (أ.ف.ب)

استأنف الطيران الروسي غاراته على مناطق في ريف درعا، بعد تعثر مفاوضات مع فصائل الجنوب السوري، واصطدامها بمصير السلاح الثقيل لدى المعارضة.
وبينما تجري هذه المفاوضات على دوي القصف، قال متحدث باسم المعارضة المسلحة، إن المحادثات بين وفدها والضباط الروس فشلت أمس في التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال في الجنوب السوري، وإعادة سلطة الدولة إلى ما تبقى من البلدات الواقعة تحت سيطرة المعارضة. وأوضح أن «المفاوضات مع العدو الروسي في بصرى الشام فشلت، بسبب إصرارهم على تسليم السلاح الثقيل».
وقال إبراهيم الجباوي، وهو متحدث آخر باسم المعارضة، إن المفاوضات فشلت في التوصل لأي اتفاق مع الجانب الروسي الذي يصر على تسليم الأسلحة الثقيلة دفعة واحدة وليس تدريجياً كما تطالب المعارضة، بعد عودة عشرات الآلاف من النازحين السوريين.
في موازاة ذلك، أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، مباحثات «معمقة وشاملة» مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، ركزت على الوضع في الجنوب السوري، وآليات التوصل إلى وقف النار، ومنع تفاقم الوضع الإنساني في المنطقة الحدودية بين سوريا والأردن.
ونظم نازحون سوريون أمس، مسيرة على الجانب السوري من الحدود مع هضبة الجولان المحتلة في مخيم أقامه عمال إغاثة دوليون. وشارك في الاحتجاج الذي نظمه مجلس بلدية درعا، عشرات النازحين وناشدوا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وقف الضربات الروسية. وقالت وكالة «رويترز» إن الجيش الإسرائيلي قدم مساعدات إنسانية للقرويين السوريين والنازحين عبر الحدود في منطقة هضبة الجولان المحتلة، في محاولة للحفاظ على هدوء الأوضاع عند الحدود. وعززت إسرائيل انتشار المدفعية والدبابات في الجولان يوم الأحد الماضي، وحذرت جيش النظام السوري من الاقتراب في إطار حملته للسيطرة على المناطق الخاضعة للمعارضة السورية عبر الحدود.
كذلك، أعلن في موسكو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيزور موسكو الأربعاء المقبل، لحضور فعاليات اختتام بطولة كأس العالم بكرة القدم. وأكد الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين سيعقد محادثات مع نتنياهو تركز على الوضع في سوريا والمنطقة عموماً.
...المزيد



دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.