تجربة «ألفا روميو ستيلفيو كوادريفوليو» على المضمار: رباعية مدمجة تحمل رقماً قياسياً في السرعة

اختبارات السيارات أنواع: منها سيارات عائلية يتم اختبارها على الطر،ق ورياضية تنطلق على المضمار، ورباعية تخوض مناطق وعرة ومسطحات مائية. هذه المرة خالفت شركة ألفا روميو الإيطالية العرف السائد، وقدمت أحدث سياراتها الرباعية الرياضية المدمجة، «ستيلفيو» من الفئة العليا التي تسمى «كوادريفوليو» للتجربة على المضمار كونها تجمع بين الخصائص الرباعية والإنجاز الرياضي المتفوق في قالب واحد.
وهي ليست غريبة على المضمار، فقد سبق للسيارة تحقيق الرقم القياسي في السرعة لسيارة من هذه الفئة على مضمار نوربرغرنغ الألماني الشهير بزمن لا يتعدى سبع دقائق و51.7 ثانية، وهو رقم أسرع بثمان ثوان عما حققته حاملة اللقب السابقة بورشه كايين في عام 2014. وهو رقم يحطم أيضا ما حققته بعض السيارات السوبر في الماضي مثل فيراري «إف 430» ولامبورغيني غالاردو.
الفئة التي تم اختبارها هي الفئة الرياضية عالية الأداء وتميزها كلمة كوادريفوليو (Quadrifoglio) التي تشير إلى الحظ السعيد باللغة الإيطالية، وتتكون من ورقة نبات رباعية باللون الأخضر. ويتم تصميم هذا الشعار يدويا لكل سيارات ألفا روميو المتفوقة إنجازا. ويعني حمل هذا الشعار مضاعفة الإنجاز والثمن أيضا. أما اسم ستيلفيو فهو مستعار من طريق شهير على جبال الألب شمالي إيطاليا يتسم بالمنحنيات الحادة.
وتوفر محركات سيارات ستيلفيو العادية 280 حصانا من محركات بأربع أسطوانات سعة لترين، تحقق انطلاقا إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في 7.2 ثانية وإلى سرعة قصوى تبلغ 215 كيلومترا في الساعة. ولكن هذه القدرة تزيد إلى 505 أحصنة في فئة كوادريفوليو يوفرها محرك سعته 2.9 لتر بست أسطوانات وشاحن توربيني مزدوج. وهو مرتبط بناقل حركة أوتوماتيكي بثمان سرعات مع إمكانية نقل السرعات يدويا من على المقود. ويدفع الناقل العجلات الأربع.
وفيما يبلغ السعر الأساسي لسيارات ستيلفيو نحو 43 ألف دولار فإن فئة كوادريفوليو تصل قيمتها إلى 81.4 ألف دولار، أي ما يقرب من ضعف الثمن. وهي فئة تحقق انطلاقا إلى سرعة مائة كيلومتر في الساعة في 3.8 ثانية وتصل إلى سرعة قصوى تبلغ 283 كيلومترا في الساعة. وهي تتوافق مع معيار «يورو 6» في نظافة العادم.
وتتمتع سيارات ستيلفيو بأسلوب خاص في التصميم يختلف عن غيرها، فالسائق يشعر أنه محور الاهتمام من أدوات القيادة التي تنتشر أمامه بشكل منطقي. ويتم تشغيل السيارة بزر على المقود، مثل سيارات فيراري، بينما يتم نقل السرعات بذراع تقليدي على يمين السائق.
- تجربة على المضمار
الانطلاق بسيارة ستيلفيو على المضمار لا يختبر إمكانات السيارة، بل يختبر قدرات السائق نفسه. وهي تنطلق بحيوية مطلقة وتأهب نادر في هذا القطاع. ويشعر السائق بارتباط وثيق بالطريق مع ثقة في المنعطفات واستقرار في الانطلاق السريع يصحبه صوت متفجر من أنابيب العادم عند كبح السيارة على الزوايا الحادة.
التسارع الحاد بالسيارة ستيلفيو كوادريفوليو يوحي بإنجاز السيارات الرياضية ذات الدفع الرباعي من حيث الانطلاق الحاد بصوت لافت والانتقال السلس بين السرعات مع عدم الشعور بأي تأخير في الاستجابة بسبب التوربو المزدوج.
التصميم الداخلي حديث وفاخر ويعتمد أساسا على جلود «ألكانترا» التي تشتهر بها الشركة بالإضافة إلى ألياف كربونية ومعدنية. وهي توحي بالأداء الرياضي من حيث صلابة الجسم ودقة التصميم.
وصاحب اختبار ستيلفيو كوادريفوليو اختبار آخر لسيارة صالون من «ألفا روميو» اسمها جوليا كوادريفوليو (يتم عرض اختبارها لاحقا)، وتعتمد الشركة على هذين الطرازين في إعادة تسويق نفسها كشركة حديثة تواكب العصر والطلب المتنامي على السيارات الرباعية الرياضية.
وهي تعتمد كالعادة على التصميم الجذاب ونوعية القيادة والديناميكية.
وربما كان تحقيق الرقم القياسي على المضمار الألماني من دواعي ثقة «ألفا روميو» في قدرات سياراتها التي تنافس في قطاع يشمل سيارات مثل بورشه ماكان وجاغوار «إف بيس» بالإضافة إلى الفئات الرباعية الرياضية المتوسطة من الشركات الألمانية والأميركية واليابانية.
التصميم اللافت هو أهم سمات ستيلفيو، ولكنها أيضا سيارة عملية من حيث مساحة التخزين الخلفية التي تزيد عن سيارات ماكان وتقل عن سيارات «إف بيس». وتوجد مساحة كافية للركاب تصلح لعائلة صغيرة من أربعة أشخاص، توفر لهم مناخا وثيرا مع التكييف وحوامل الأكواب.
وفي عالم تتشابه فيه سيارات هذا القطاع إلى حد كبير تبدو سيارات ستيلفيو منفردة بتصميم خاص في المقدمة يميزها عن غيرها. وهي تعبر عن التجديد الذي حققته الشركة من حيث زيادة الاعتمادية وجمال التصميم. كما أنها أيضا من السيارات المجددة في خفض الوزن حيث أنها الأخف وزنا في القطاع.
التجربة على المضمار تختلف جذريا عن تجربة الطرق. وقد يجد السائق أن نظام التعليق في كوادريفوليو أشد قسوة من سيارات ستيلفيو العادية، ولذلك لا بد من تجربة السيارة قبل اختيارها. كذلك لم يتسن اختبار نظام الموسيقى والترفيه في السيارة والتي يتم تشغيلها عبر أزرار مجاورة لذراع نقل السرعة، وذلك بسبب ضوضاء التشغيل على المضمار.
يؤخذ على السيارة أن تصميم الكونسول الوسطي بما يحتويه من أزرار وذراع نقل الحركة يحتاج إلى تحديث، لأنه يشبه ما كانت تقدمه الشركات الألمانية في هذا القطاع منذ خمس سنوات. أيضا شعار كوادريفوليو باللون الأخضر وبحجم كبير قد لا يناسب بعض الألوان الخارجية للسيارة وكان يمكن تصغيره أو الاكتفاء بشعار واحد بدلا من تكرار الشعار على جانبي السيارة بحجم كبير.
ولكن هذا لا يمنع أنها أفضل ما قدمته «ألفا روميو» حتى الآن، فهي سيارة تمنح السائق قيادة رياضية متألقة ولا تحرمه من الجوانب العملية التي يبغاها في سيارات رباعية رياضية. ولكن لا بد من عقد مقارنة سعرية أيضا، حيث ستيلفيو كوادريفوليو ليست رخيصة ويمكن بثمنها اختيار الكثير من السيارات الفاخرة في هذا القطاع. وفي نهاية المطاف سوف تحدد عوامل التصميم والإنجاز والذوق الشخصي الخيارات النهائية للمستهلك.