مرافعة على الهواء

قصتي مع الإعلام

مرافعة على الهواء
TT

مرافعة على الهواء

مرافعة على الهواء

أوفدت للحصول على الدكتوراه من جامعة جورجتاون بداية الثمانينات من القرن الماضي. كان ظهور عرب وإسرائيليين للتعليق والتحليل على الشاشات الأميركية، بخصوص ما يجري في فلسطين وإسرائيل والمنطقة العربية، يثير بي مزيجاً من القلي والامتعاض. فالعربي حقه واضح كالشمس وواقف كالرمح ويفشل في المرافعة عنه، بينما الإسرائيلي يرافع عن الباطل وينجح.
فكانت رسالة الدكتوراه التي كتبتها تتناول تحليل الخطاب في مقابلات تلفزيونية أميركية حول الصراع العربي - الإسرائيلي. ومن هنا، بدأ دخولي إلى عالم الإعلام.
بعد عودتي إلى سوريا، دأبت على التدريس في جامعة دمشق، وبدأت العمل في التلفزيون السوري بإعداد وتقديم برامج تلفزيونية، وكان أولها برنامج «فوكاس» (Focus) باللغة الإنجليزية، وهو برنامج حواري مترجم إلى العربية، استضفت فيه شخصيات سياسية وثقافية بين عامي 1989 و2003. وكان من بين تلك الشخصيات: بناظير بودو، وجيمي كارتر، وريتشارد هاس، وجاك سترو، وريتشارد ميرفي، وعمرو موسى، وإدوارد سعيد، وبطرس غالي، وكوفي عنان، وغيرهم.
بعد وبموازاته، كان لي برامج بالعربية، إعداداً وتقديماً، ومن بينها «لقاء الأجيال»، برنامج يسعى لتطوير التفاهم والتحمل في المجتمع وضمن شرائحه ومهنه ومختلف اختصاصاته.
هناك برنامج ثقافي تاريخي بعنوان «نحن.. وهذا العالم»، يتناول المساهمات العربية بالحضارة البشرية. وبرنامج ثالث «رواد الثقافة». وهناك أيضاً برنامج كنت أعده فقط، واسمه «شاشة الصحافة»، الذي تحول إلى مدرسة لإعداد الصحافيين.
بين عامي 1996 و2003، كنت مديراً للقناة الثانية في التلفزيون السوري، وتحولت القناة إلى مؤسسة، وكأن لا علاقة لها بالإعلام السوري بغناها ومصداقيتها.
في عام 2004، كنت مديراً للمركز الإعلامي السوري في لندن حتى عام 2005.
عام 2006 أمضيته في موسكو، مساهماً في تأسيس قناة «روسيا اليوم» العربية.
عام 2010، ومع افتتاح كلية الإعلام في جامعة دمشق، تم تعييني عميداً لتلك الكلية حتى خروجي من سوريا عام 2012 بعد انطلاق ثورة الحرية في البلاد.
خلال وجودي في سوريا لما يقارب العام من انطلاقة الثورة، حاولت نهي السلطة عن النهج العسكري الإجرامي تجاه المتظاهرين السلميين، وتلبية الطلبات في التغيير، والتجاوب مع صرخة الحرية السورية، ولكن... عبثاً.
خرجت إلى الأردن، ومن ثم إلى تركيا. وخلال تلك الأعوام حتى اللحظة، كتبت ما لا يقل عن خمسمائة مقال بالعربية والإنجليزية، تشكل تاريخاً تحليلياً للثورة، وظهرت في مقابلات تلفزيونية تفوق المائتي مقابلة.
وسيبقى قلمي وصوتي يرويان حتى تنتصر ثورة سوريا في الحرية، وتعود سوريا وأهلها إلى سكة الحياة.

* إعلامي سوري


مقالات ذات صلة

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
رياضة عربية المهندس خالد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى للإعلام في مصر (صفحة المجلس على «فيسبوك»)

مصر: قرارات جديدة لمواجهة «فوضى الإعلام الرياضي»

أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، برئاسة المهندس خالد عبد العزيز مجموعة قرارات، اعتماداً لتوصيات لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي.

محمد الكفراوي (القاهرة)
أوروبا مراسلات يتحدثن أمام الكاميرات خلال تغطية صحافية في البرازيل (رويترز)

ثلثهم على أيدي الجيش الإسرائيلي... مقتل 54 صحافياً في عام 2024

قُتل 54 صحافياً حول العالم أثناء قيامهم بعملهم أو بسبب مهنتهم في عام 2024، ثلثهم على أيدي القوات الإسرائيلية، وفق ما أظهر تقرير سنوي.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الصحافي سامح اللبودي والزميلة بيسان الشيخ من «الشرق الأوسط»

«الشرق الأوسط» تفوز ببرونزية «أريج» للصحافة الاستقصائية

فازت «الشرق الأوسط» بالجائزة البرونزية للصحافة الاستقصائية العربية التي تمنحها مؤسسة «أريج»، عن تحقيق: قصة الإبحار الأخير لـ«مركب ملح» سيئ السمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق صورة تذكارية لعدد من أعضاء مجلس الإدارة (الشركة المتحدة)

​مصر: هيكلة جديدة لـ«المتحدة للخدمات الإعلامية»

تسود حالة من الترقب في الأوساط الإعلامية بمصر بعد إعلان «الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية» إعادة تشكيل مجلس إدارتها بالتزامن مع قرارات دمج جديدة للكيان.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

تساؤلات بشأن دور التلفزيون في «استعادة الثقة» بالأخبار

شعار «غوغل» (رويترز)
شعار «غوغل» (رويترز)
TT

تساؤلات بشأن دور التلفزيون في «استعادة الثقة» بالأخبار

شعار «غوغل» (رويترز)
شعار «غوغل» (رويترز)

أثارت نتائج دراسة حديثة تساؤلات عدة بشأن دور التلفزيون في استعادة الثقة بالأخبار، وبينما أكد خبراء وجود تراجع للثقة في الإعلام بشكل عام، فإنهم اختلفوا حول الأسباب.

الدراسة، التي نشرها معهد «نيمان لاب» المتخصص في دراسات الإعلام مطلع الشهر الحالي، أشارت إلى أن «الثقة في الأخبار انخفضت بشكل أكبر في البلدان التي انخفضت فيها متابعة الأخبار التلفزيونية، وكذلك في البلدان التي يتجه فيها مزيد من الناس إلى وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على الأخبار».

لم تتمكَّن الدراسة، التي حلَّلت بيانات في 46 دولة، من تحديد السبب الرئيس في «تراجع الثقة»... وهل كان العزوف عن التلفزيون تحديداً أم الاتجاه إلى منصات التواصل الاجتماعي؟ إلا أنها ذكرت أن «الرابط بين استخدام وسائل الإعلام والثقة واضح، لكن من الصعب استخدام البيانات لتحديد التغييرات التي تحدث أولاً، وهل يؤدي انخفاض الثقة إلى دفع الناس إلى تغيير طريقة استخدامهم لوسائل الإعلام، أم أن تغيير عادات استخدام ومتابعة وسائل الإعلام يؤدي إلى انخفاض الثقة».

ومن ثم، رجّحت الدراسة أن يكون سبب تراجع الثقة «مزيجاً من الاثنين معاً: العزوف عن التلفزيون، والاعتماد على منصات التواصل الاجتماعي».

مهران كيالي، الخبير في إدارة وتحليل بيانات «السوشيال ميديا» في دولة الإمارات العربية المتحدة، يتفق جزئياً مع نتائج الدراسة، إذ أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «التلفزيون أصبح في ذيل مصادر الأخبار؛ بسبب طول عملية إنتاج الأخبار وتدقيقها، مقارنة بسرعة مواقع التواصل الاجتماعي وقدرتها على الوصول إلى شرائح متعددة من المتابعين».

وأضاف أن «عدد المحطات التلفزيونية، مهما ازداد، لا يستطيع منافسة الأعداد الهائلة التي تقوم بصناعة ونشر الأخبار في الفضاء الرقمي، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي». إلا أنه شدَّد في الوقت نفسه على أن «الصدقية هي العامل الأساسي الذي يبقي القنوات التلفزيونية على قيد الحياة».

كيالي أعرب عن اعتقاده بأن السبب الرئيس في تراجع الثقة يرجع إلى «زيادة الاعتماد على السوشيال ميديا بشكل أكبر من تراجع متابعة التلفزيون». وقال إن ذلك يرجع لأسباب عدة من بينها «غياب الموثوقية والصدقية عن غالبية الناشرين على السوشيال ميديا الذين يسعون إلى زيادة المتابعين والتفاعل من دون التركيز على التدقيق». وأردف: «كثير من المحطات التلفزيونية أصبحت تأتي بأخبارها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، فتقع بدورها في فخ الصدقية والموثوقية، ناهيك عن صعوبة الوصول إلى التلفزيون وإيجاد الوقت لمشاهدته في الوقت الحالي مقارنة بمواقع التواصل التي باتت في متناول كل إنسان».

وحمَّل كيالي، الهيئات التنظيمية للإعلام مسؤولية استعادة الثقة، قائلاً إن «دور الهيئات هو متابعة ورصد كل الجهات الإعلامية وتنظيمها ضمن قوانين وأطر محددة... وثمة ضرورة لأن تُغيِّر وسائل الإعلام من طريقة عملها وخططها بما يتناسب مع الواقع الحالي».

بالتوازي، أشارت دراسات عدة إلى تراجع الثقة بالإعلام، وقال معهد «رويترز لدراسات الصحافة»، التابع لجامعة أكسفورد البريطانية في أحد تقاريره، إن «معدلات الثقة في الأخبار تراجعت خلال العقود الأخيرة في أجزاء متعددة من العالم». وعلّق خالد البرماوي، الصحافي المصري المتخصص في شؤون الإعلام الرقمي، من جهته بأن نتائج الدراسة «غير مفاجئة»، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى السؤال «الشائك»، وهو: هل كان عزوف الجمهور عن التلفزيون، السبب في تراجع الصدقية، أم أن تراجع صدقية الإعلام التلفزيوني دفع الجمهور إلى منصات التواصل الاجتماعي؟

البرماوي رأى في لقاء مع «الشرق الأوسط» أن «تخلّي التلفزيون عن كثير من المعايير المهنية ومعاناته من أزمات اقتصادية، دفعا الجمهور للابتعاد عنه؛ بحثاً عن مصادر بديلة، ووجد الجمهور ضالته في منصات التواصل الاجتماعي». وتابع أن «تراجع الثقة في الإعلام أصبح إشكاليةً واضحةً منذ مدة، وإحدى الأزمات التي تواجه الإعلام... لا سيما مع انتشار الأخبار الزائفة والمضلّلة على منصات التواصل الاجتماعي».