مدنيو درعا عالقون في مصيدة مثلث الحدود المغلقة

TT

مدنيو درعا عالقون في مصيدة مثلث الحدود المغلقة

تروي هنود النازحة من درعا وقد سبقها حرق شمس يونيو (حزيران) للجبهة ومحيط العينين وما كشفه النقاب وظاهر الكفين، معلناً صعوبة رحلة النزوح: «3 أيام أمضيتها على الطريق حتى وصلت إلى أهلي في ريف دمشق». فقد انحشرت بين عدد لم تقدره من أجساد الفارين في شاحنة مكشوفة، بعد تدبير وساطات عدة لعبور حواجز الفصائل المعارضة ومن ثم حواجز النظام ليسمح لهم باللجوء إلى دمشق.
تقول هنود التي فرت من طفس بريف درعا، إنها في البداية توجهت مع شقيقاتها وأطفالهن إلى الحدود الأردنية، لكن الجانب الأردني أغلق الحدود، وعانت مع مئات الآلاف من النازحين هناك الأمرين؛ «جوعاً وعطشاً ومرضاً وشمساً قاتلة». لم ينتظروا وعادوا أدراجهم لكن ليس إلى طفس، إذ اتجهت شقيقاتها وأطفالهن إلى الحدود مع الأراضي المحتلة من إسرائيل، بينما اختارت هنود مغامرة الهروب إلى ريف دمشق: «حكى معي شقيقي وهو موظف في الحكومة وطوال السنوات الماضية كان يخشى الذهاب إلى درعا خوفاً من أبناء عمومتي المعارضين، وطلب مني المجيء إلى دمشق، على أن أجد من يتدبر أمر خروجي من درعا والوصول إلى حواجز النظام ومن ثم سيتولى هو الأمر». وتضيف: «جاء معي عدد لم أقدره من الأهالي بينهم امرأة و5 أطفال وصبايا ورجال مسنون، تكدسنا في صندوق سيارة بيك أب واستغرق الطريق معنا 3 أيام من الرعب»، إذ لا يسمح النظام لأهالي درعا من المدنيين بالنزوح إلى دمشق.
آمال، سيدة نزحت من درعا إلى دمشق قبل 4 أعوام، وتقيم في شقة مع 3 عائلات من أقاربها كلهم نساء وأطفال: «الرجال يحاربون في درعا أو قتلوا أو في المعتقلات». وتضيف: «لولا أن زوجي وزوج ابنة عمي يعملان في الخليج منذ 20 عاماً، لكنت الآن مع أولادي على الحدود مع الأردن نموت من العطش». وفي تقرير صدر يوم أمس (الأحد)، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن عمليات القصف والقتل والتدمير، التي بدأتها قوات النظام المدعومة من روسيا منذ منتصف يونيو (حزيران) تسببت في «نزوح ما لا يقل عن 198 ألف شخص من قرى الحراك، وناحتة، وبصر الحرير، والمليحة الشرقية، ونوى، والحارة، وعقربا، توجهوا نحو القرى الجنوبية والقرى الحدودية مع الأردن، كما توجَّه قسم آخر باتجاه الشريط الحدودي مع منطقة الجولان، اضطر الآلاف منهم للإقامة في المدارس، ومراكز إيواء تمَّ إنشاؤها على عجل، وبإمكانيات مُعظمها محلي، ومُهيأة لطاقة استيعاب محدودة جداً».



الجيش الأميركي ينفذ غارات جوية دقيقة على منشأتين للحوثيين في صنعاء

دخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت محطة كهرباء في صنعاء الخاضعة للحوثيين (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت محطة كهرباء في صنعاء الخاضعة للحوثيين (أ.ف.ب)
TT

الجيش الأميركي ينفذ غارات جوية دقيقة على منشأتين للحوثيين في صنعاء

دخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت محطة كهرباء في صنعاء الخاضعة للحوثيين (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت محطة كهرباء في صنعاء الخاضعة للحوثيين (أ.ف.ب)

قال الجيش الأميركي إنه نفذ غارات جوية دقيقة على مستودع لتخزين الصواريخ ومنشأة للقيادة والسيطرة تديرهما جماعة الحوثي المدعومة من إيران في العاصمة اليمنية صنعاء، بُعيد تبني الحوثيين إطلاق صاروخ على وسط إسرائيل أسفر عن سقوط جرحى.

وقالت القيادة الوسطى الأميركية «سنتكوم»، في بيان، إن القوات الأميركية أسقطت أيضاً خلال العملية طائرات مسيّرة عدة للحوثيين فوق البحر الأحمر إضافة إلى صاروخ مضاد للسفن.

وذكرت القيادة المركزية للجيش الأميركي في بيان أن الضربات تهدف إلى «تعطيل وإضعاف عمليات الحوثيين، ومنها الهجمات على السفن الحربية الأميركية والسفن التجارية في جنوب البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن».

وهزت انفجارات عنيفة العاصمة اليمنية صنعاء، مساء السبت، إثر غارات جوية لمقاتلات التحالف الأمريكي البريطاني. وقال سكان محليون لـ«وكالة الأنباء الألمانية»: «إن الغارات استهدفت مواقع عسكرية في جبلي عطان ونقم جنوب وشرق العاصمة صنعاء».

وأكد السكان، تصاعد أعمدة الدخان وألسنة اللهب من المواقع المستهدفة، دون أن يتضح حجم الخسائر.

ولم يتطرق الحوثيون إلى تفاصيل القصف حتى الآن.

وبدأت الغارات الأمريكية البريطانية في اليمن في 12 يناير (كانون الثاني) 2024، رداً على هجمات الحوثيين في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، التي يقولون إنها تستهدف السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل نصرة لغزة، قبل أن توسع نطاق عملياتها مستهدفة سفناً أمريكية وبريطانية. ومنذ الخميس الماضي صعّد الحوثيون هجماتهم على إسرائيل، ما استدعى الأخيرة إلى شن هجوم جوي على مواني الحديدة، غرب البلاد، ومحطات الطاقة في صنعاء، مخلفاً أضراراً مادية في ميناء الحديدة وتسعة قتلى من العمال وإصابة ثلاثة آخرين.