كريس إيفنز: لم أكن واثقاً من نجاحي حين لعبت {كابتن أميركا} للمرة الأولى

يحن للماضي ويفضل الأفلام القديمة

كريس إيفنز
كريس إيفنز
TT

كريس إيفنز: لم أكن واثقاً من نجاحي حين لعبت {كابتن أميركا} للمرة الأولى

كريس إيفنز
كريس إيفنز

عندما قرر الممثل كريس إيڤنز (37 سنة) أن يصبح ممثلاً كان في السابعة عشر من عمره. أحدهم أخبره بأنه بحاجة لوكيل أعمال يتبناه. اختار إحدى الوكالات في نيويورك ليشتغل فيها كـ «أوفيس بوي» قبل أن يبدأ باقتراح نفسه على بعض العاملين فيها. أحدهم تلمس صدق نيته وأرسله لكي يجرب حظه في فيلم صغير سنة 2000. لا الوكيل ولا كريس كان يحلم بأن الثاني صوب يرتقي السلالم قفزاً وأنه في خلال عشر سنوات أو نحوها سيصبح نجماً كبيراً أسمه كابتن أميركا.
إنه أحد المحاربين المدافعين عن الحرية والعدالة حسب الطريقة الأميركية. هكذا وُلدت شخصية كابتن أميركا سنة 1941 وهكذا تم نقلها إلى السينما لأول مرّة سنة 1944 ثم إلى حلقات تلفزيونية قبل أن تعود إلى الشاشة الكبيرة بقوّة من العام 2011 عبر Captain America: The First Avenger سنة 2011.
بعد أن لعب الدور في ستة أفلام، آخرها الفيلم الحالي «أفنجرز: حرب أبدية» وقبل أن يعيد الكرّة في جزء جديد يكاد العمل أن ينتهي عليه، بات الممثل مؤهلاً لإطار أعرض من الأدوار إذا ما رغب في ذلك. لكن متى؟
-- الدور غير المناسب
> هل أصبحت معتاداً على كل تلك المتطلبات التقنية التي عليك القيام بها لكي تطير أو تحارب الأعداء ككابتن أميركا؟
- أعتقد أن الصعوبة هي بمقدار انشغالك بالنتائج. إذا لم تفكر في كيف ستقوم بعمل ما ستجد نفسه جاهزاً أكثر للقيام به. كلنا نقوم بما يطلب منا عندما نمثل أحد مشاهد «ذا أفنجرز» أو «كابتن أميركا» أو سواهما... نعرف ما سنقدم عليه ولا نعير أمر تنفيذه تفكيراً مسبقاً. أنت الآن في الاستوديو وعليك أن تبدو كما لو كنت سوبر هيرو فعلي. إنها أشبه باللعبة.
> لأنها أشبه باللعبة يمكن للممثل أن يفتقد الأدوار الخالية من المؤثرات والحيل التقنية. أليس هذا صحيحاً؟
- إلى حد ما صحيح. لكن لماذا على الممثل أن يفصل بين دوره في فيلم مثل «ذا أفنجرز» ودور في، لنقل «ذا بوست» أو «دنكيرك». يستطيع في رأيي أن يجيد التمثيل في هذا النوع وفي ذاك معاً، وهذه الإجادة تعفيه حتى عن تبرير تفضيله أحد هذه الأدوار. أقصد أن أقول إن تمثيل الدراما أو تمثيل ما هو أكشن ومرح هو تمثيل في جانبه الأساسي والممثل إذا كان يستحق الكلمة يستطيع أن يؤم أي دور يريد طالما أنه يعلم أن الدور يناسبه.
> ما هو الدور الذي تعتقد أنه لا يناسبك إذن؟
- تمثيل دور رجل كبير في السن أو تمثيل شخص معتوه. هذا ربما لا أجيده. لا أدري تماماً لم أجرب.
> هل كنت واثقاً من نجاحك عندما لعبت شخصية كابتن أميركا في المرّة الأولى؟
- تقصد في «كابتن أميركا: ذا فيرست أفنجرز»؟
> نعم.
- بصراحة كنت آخر من يعلم. لم أكن أدري. لم أكن واثقاً من نجاحي وكنت متوتراً. كنت أشعر بالمسؤولية الملقاة علي لأني كابتن أميركا في الفيلم والجمهور يعرف كابتن أميركا ويريد تصديقه. هل سأكون قادراً على تجسيد رؤيته هذه؟ هل سيستقبلني الجمهور جيداً ويقبل بي؟ هذه هي الأسئلة التي طرحتها على نفسي قبل تصوير ذلك الفيلم الأول وخلال التصوير وحتى للأسابيع القليلة قبل عرض الفيلم.
> هل فكرت في لياقتك الجسدية أكثر من مهارتك الأدائية؟
- فكرت في الاثنين معاً، لكن أحد المميزات المتعددة التي تأتي في عداد التحضير لدور مثل «كابتن أميركا» أو أي سوبر هيرو آخر هو أن عليك أن تقوم بالتمارين البدنية كل يوم لشهرين على الأقل قبل بدء التمثيل. بذلك تمارس رياضات مختلفة مدفوعة الأجر ولهدف قريب من دخول المباريات الدولية.
> شاهدت لك صوراً قديمة من أيام أفلامك الأولى نحو سنة 2001 و2003 قبل أن تبدأ تمثيل هذه الأفلام بعدة سنوات وبدوت كما لو أنك مارست الرياضة طوال حياتك.
- لكن هذا صحيح. كنت لاعباً رياضياً في الكلية. كنت سباحاً ماهراً ولعبت الكرة ورفعت بعض الحديد. الجسم لا ينسى ما تقوم به من تمرينات. هناك شيء اسمه «ذاكرة عضلية» تعيدك إلى الرشاقة سريعاً حال تقرر أنك تريد استعادة لياقتك البدنية.
-- تجربة مفيدة
> هناك ممثلون كثيرون أنجزوا أفلامهم الأولى كمخرجين وأنت، قبل ثلاثة أعوام أو أربعة انضممت إليهم.
- تقصد «قبل أن نمضي» (Before We Go). صورناه في نهاية سنة 2013 ثم عرضناه في 2014.
> هل أفادتك تلك التجربة؟؟
- ليس على نحو مباشر. ما أقوم به الآن مختلف ولا أعتقد أن رغبتي في الإخراج كان لها علاقة باحتمال قيامي بتحقيق واحد من سلسلة «كابتن أميركا» أو «ذا أفنجرز». لكنها كانت خطوة مهمة عندي.
> من أي ناحية كانت مهمة؟
- كانت مهمة من حيث إنه إذا أردت يوما أن تحكي شيئاً قريباً إليك. شيئاً خاصاً بك أو تشعر حياله بالضرورة لأن تحكيه جيداً فإن عليك أن تقوم بالإخراج بنفسك. لن يستطيع مخرج آخر ولا أي شخص آخر تحقيق ما في بالك أنت. سيصبح ذلك المخرج شريكاً لما كنت تنوي القيام به وبالتالي لا يمكن اعتبار الفيلم فيلمك فعلاً.
> فوق ذلك قمت بالتمثيل فيه أيضاً
- التمثيل هو جزء صغير من العمل بأسره. صحيح إن عليك أن تشغل موقعين في الوقت ذاته لكن التمثيل هو الجزء السهل في هذه الحالة لأنك خبرته من قبل. هذا هو الساحر في عملنا كممثلين في أفلام مخرجين ومنتجين وكتاب آخرين. كلهم لديهم حصص في الأفلام التي يؤديها الممثل. لذلك هو جزء سهل وصغير بالمقارنة. يأتي إلى الفيلم، وقد أصبح العمل جاهزاً لبدء التصوير ثم يغادره بعد انتهاء التصوير لكن ما قبل ذلك وما بعده هناك أشخاص آخرون بدأوا قبلك واستمروا من بعدك. أنت أشبه بمرحلة.
> بين كل الشخصيات الأخرى في سلسلة «ذا أفنجرز» بما فيها «أفنجرز: حرب أبدية» تنفرد شخصية كابتن أميركا خالية من الشوائب. بالمقارنة مع «أيرون مان» مثلاً أو «ذا هلك» كابتن أميركا هو الأكثر كلاسيكية.
- سعيد أن أسمع ذلك. تعلم أن كل الشخصيات التي قدمتها شركة مارفل عبر التاريخ، أو غالبيتها على الأقل، كانت من النوع المتأرجح بين واقعين. هناك الشخصية الحقيقية داخل الفيلم وهناك الشخصية التي تتبلور من الأولى وتصبح خارقة القدرات. «كابتن أميركا» من تلك الشخصيات المرسومة على نحو واحد. لم أقرأ كل مجلات الكوميكس التي صورته، لكن هذا الجانب الكلاسيكي الذي ذكرته كان نتيجة حرصنا جميعاً على التمسك بالشخصية كما رسمت. إنها شخصية أحادية إلى حد كبير وهي بالفعل تشبه البطولات السابقة.
> لماذا أعجبك وصف كلاسيكي إلى هذا الحد؟
- لأني «نوستالجيك» بطبعي. أحن للماضي. أحب الأفلام القديمة وشخصياتها. أنا محظوظ في أن دوري ككابتن أميركا يشبه تلك البطولات الواضحة بلا مساحات رمادية. أحب العصور السابقة وأحن إليها أكثر عندما ألعب دوري ككابتن أميركا.
> مثلت حتى الآن عدة مسلسلات من النوع الذي نتحدث فيه، أكشن وكوميكس وفانتازيا. كيف تقدّمت المؤثرات الخاصة في السنوات العشر الأخيرة مثلاً؟
- لا أستطيع أن أجيب على هذا السؤال حتى ولو حاولت لأنه من المذهل تماماً التقدم الذي أحرزته التكنولوجيا خلال هذه الفترة. أخيراً استطاعت التكنولوجيا أن تلحق بالخيال الإنساني وتنفذه كما يراه المبدع. أي شيء تريده تستطيع الآن أن تراه. لكن التقديم كان مليئا بالتفاصيل خلال هذه المدة بحيث احتاج إلى القيام بدراسة حوله لكي أجيب على سؤالك.


مقالات ذات صلة

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)
سينما «موعد مع بُل بوت» (سي د.ب)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم.

محمد رُضا‬ (لندن)

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

 «موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
«موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
TT

شاشة الناقد: تضحيات صحافيين وانتهاكات انظمة

 «موعد مع بُل بوت» (سي د ب)
«موعد مع بُل بوت» (سي د ب)

RENDEZ‪-‬VOUS AVEC POL‪-‬POT ★★★

* إخراج: ريثي بَنه (فرنسا/ كمبوديا)

يأتي فيلم «موعد مع بُل بوت» في وقت تكشف فيه الأرقام سقوط أعداد كبيرة من الصحافيين والإعلاميين قتلى خلال تغطياتهم مناطق التوتر والقتال حول العالم. ويُذكّر الفيلم أن الصحافة في تاريخها العريق، دائماً ما وجدت نفسها أمام مسؤوليات وتحديات عديدة. في هذا الفيلم الذي أخرجه ريثي بَنه عن الأحداث التي عصفت في بلاده سنة 1978 اقتباسات عن كتاب الصحافية إليزابيث بَكَر (Becker) وعن تجربتها بصفتها واحدة من 3 صحافيين دُعوا لمقابلة بُل بوت، رئيس وزراء كمبوديا وأحد قادة منظمة «الخمير الحمر» (Khmer Rouge) المتهمة بقتل ما لا يقل عن مليون و500 كمبودي خلال السبعينات. الصحافيان الآخران هما الأميركي ريتشارد دودمان، والأسكوتلندي مالكوم كالدويل.

لا يبدو أن المخرج اتّبع خُطى الكتاب كاملةً بل تدخّل بغايةِ ولوج الموضوع من جانب الحدث الذي وضع حياة الثلاثة في خطر بعدما جاءوا للتحقيق ومقابلة بُل بوت. في الواقع دفع الأميركي حياته ثمناً لخروجه عن جدول الأعمال الرسمي والتقاطه صوراً تكشف عن قتلٍ جماعي. وفي الفيلم لحظة مختصرة لكنها قاسية التأثير عندما يَلقى الصحافي حتفه غرقاً في نهر دُفع إليه.

الفرنسية إيرين جاكوب التي تؤدي شخصية الكاتبة بَكَر تُعايش بدورها الوضع بكل مأساته. تُفصل عن زميلها ولم تعد تعرف عنه شيئاً، وتمر بدورها بتجربة مخيفة لم تكن تعلم إذا ما كانت ستخرج منها حية.

في باطن هذا الفيلم الجيد على تواضع إنتاجه، تُطرح أسئلة فيما إذا كان الصحافي يستطيع أن يقبل التحوّل إلى جزءٍ من البروباغاندا. وهل هو أداة لنقل الرأي الرسمي بغياب حرية التعبير؟ وماذا لو فعل ذلك وماذا لو لم يفعل؟

هو ليس بالفيلم السّهل متابعته من دون معرفة ذلك التاريخ ودلالاته حول العلاقة بين النُّظم الفاشية والإعلام. والحرية التي لا تُمنح لصحافيين محليين هي نفسها التي لا تُمنح كذلك للأجانب ما دام عليهم نقل ما يُقال لهم فقط.

* عروض: موسم الجوائز ومهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال».

‪THE‬ WRESTLE‪R‬ ★★

* إخراج: إقبال حسين شودهوري (بنغلاديش).

يقترب الرجل المسن موجو (ناصر أودين خان) وسط أشجار ليست بعيدة عن شاطئ البحر وينتقل من واحدة لأخرى ماداً يديه إليها كما لو كان يريد أن يدفعها بعيداً أو أن يُزيحها من مكانها. ومن ثَمّ يتركها ويركض صوب أخرى ليقوم بالفعل نفسه قبل أن يعود إليها. يبعث هذا المشهد على تكراره سخرية غير مقصودة. قد تكون طريقة قديمة لممارسة تمارين المصارعة أو التدريب الوحيد المُتاح في تلك القرية، لكن موجو جادٌ في محاولته لدفع الأشجار إلى الخلف أو تغيير مواقعها، استعداداً لملاقاة مصارع أصغر منه سنّا وأكبر حجماً في المباراة المقبلة.

«المصارع» (أبلبوكس فيلمز)

هناك كثير مما يتأمله المخرج شودهوري بطيئاً قبل تلك المباراة وما بعدها. بعضُ المشاهد لديها نسبة معقولة من الشِّعر الناتج عن تصوير الطبيعة (ماء، أشجار، حياة... إلخ) وبعضها الآخر لا يفضي إلى تقدير خاص. في نصف الساعة الأولى يعكس المخرج شغفاً ما بتصوير شخصياته من الخلف. عندما يتخلى المخرج عن هذه العادة لاحقاً، يستبدل بتلك اللقطات سلسلة من المشاهد البعيدة عن شخصياته في الغالب. هنا يتحسّن تأطير اللقطات على نحوٍ نافع ولو أن شغله على الدراما يبقى غير ذي مكانة.

يطرح الفيلم مشكلة رجلٍ لا يريد الاعتراف بالواقع ويتحدى من هو أكثر قوّة منه. يحقّق طموحه بلقاء المصارع الآخر ويخفق في التغلب عليه. في الواقع يسقط أرضاً مغشياً ومن ثمّ نراه لاحقاً في بيت العائلة قبل أن يعود إلى تلك الأشجار ليصارعها. المخرج (ثاني فيلم له) طموح، لكن أدواته التّعبيرية وإمكانياته التي تفرض نفسها على السيناريو وحجم الفيلم بأسره، محدودة.

* عروض: موسم الجوائز ومهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال».

ONE OF THOSE DAYS WHEN HEMME DIES ★★★

* إخراج: مراد فرات أوغلو (تركيا).

قرب نهاية الفيلم يبدأ الشاب أيوب مراجعة ما مرّ به طوال اليوم. لقد انطلق غاضباً من المُشرِف على العمل عندما شتم أمّه. يعمل أيوب في حقلٍ لتجفيف الطاطم. ويعرف المخرج كيف يوظّف المكان، درامياً (سهل منبطح تحت شمس حامية وصعوبة العمل)، وجمالياً (تلك الثمار المقطوعة إلى نصفين والملقاة فوق شراشف على مد النظر).

«أحد تلك الأيام التي مات فيها هيمي» (مهرجان مراكش)

نقطة الخلاف أن أيوب يُطالب بأتعابه، لكن المُشرف على العمل لم يتقاضَ المال بعد ليدفع له، مما يؤجّج غضب أيوب فينشب شجار بينهما. يركب دراجته النارية وينطلق صوب بلدته. في منزله مسدسٌ سيتسلّح به وفي البال أن يعود لينتقم. معظم الفيلم هو رحلة على الدراجة التي تتعطل مرّتين قبل إصلاحها عند المساء. الأحداث التي تقع على الطريق وفي القرية الصغيرة تُزيّن الموضوع بشخصيات تدخل وتخرج من الحدث الرئيسي الماثل. في أحد هذه الأحداث الثانوية يُساعد أيوب رجلاً عجوزاً اشترى بطيخة ولا يستطيع حملها، فيوصله والبطيخة إلى داره. وفي مشهد آخر يستمع لتوبيخ زوج شقيقته لأنه كان عرض عليه العمل في شركته ورفض. لا يقول لنا الفيلم لماذا رفض ما ينتقص من بنية الموضوع وأسباب عزوف أيوب على تنفيذ وعده لنفسه بالانتقام.

اعتمد المخرج هذين المشهدين وسواهما لملء الوقت الممتد بين عزم أيوب على الانتقام وعزوفه عن ذلك. لكنه هذه المشاهد ضرورية رغم أن الفيلم ينتهي من دون أن يبني حجة دامغة لقرار أيوب النهائي. هذا الفيلم دراما مصوّرة جيداً ومكتوبة بدراية، رغم الهفوات المذكورة.

* عروض حالياً في مهرجان «مراكش»

★ ضعيف | ★★: وسط| ★★★: جيد | ★★★★ جيد جداً | ★★★★★: ممتاز