غريزة البقاء ومهارة ميسي منحتا الأرجنتين «قبلة الحياة»

نجم برشلونة وضع بصمته على التشكيلة التي خاضت المواجهة الحاسمة أمام نيجيريا

ميسي يحتفل بعد تخطي نيجيريا بصعوبة بالغة (رويترز)
ميسي يحتفل بعد تخطي نيجيريا بصعوبة بالغة (رويترز)
TT

غريزة البقاء ومهارة ميسي منحتا الأرجنتين «قبلة الحياة»

ميسي يحتفل بعد تخطي نيجيريا بصعوبة بالغة (رويترز)
ميسي يحتفل بعد تخطي نيجيريا بصعوبة بالغة (رويترز)

اعتمادا على غريزة ورغبة البقاء ومن خلال المهارة الفريدة للنجم الشهير ليونيل ميسي، حافظ المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم على وجوده في بطولة كأس العالم 2018 من خلال التغلب بصعوبة 2 - 1 على نظيره النيجيري.
وشق المنتخب الأرجنتيني طريقه إلى الدور الثاني (دور الستة عشر) للبطولة باحتلال المركز الثاني في مجموعته خلف المنتخب الكرواتي، ليضرب موعدا مثيرا مع نظيره الفرنسي في الدور الثاني.
قد تكون عبارة «أهلا بعودتك ميسي، اعتقدنا أننا خسرناك»، التي خرجت بها صحيفة «دايلي ميرور» الإنجليزية، أفضل تلخيص لما حصل في مباراة سان بطرسبورغ حين قال ليونيل ميسي كلمته ورد على المنتقدين بالمساهمة في قيادة الأرجنتين إلى ثمن نهائي مونديال روسيا 2018.
وكان ماركوس روخو صاحب هدف الخلاص في مواجهة نيجيريا (2 - 1)، الذي قاد الأرجنتين إلى ثمن النهائي وجنبها الخروج من الدور الأول، لكن ميسي تصدر العناوين بالهدف الأول الذي سجله في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الرابعة، والسبب بديهي كونه النجم والقائد الذي كان تحت ضغط التشكيك المستمر منذ نهائي كوبا أميركا 2007 بقدرته على نقل تألقه مع ناديه برشلونة الإسباني إلى الساحة العالمية.
دخلت الأرجنتين إلى مباراتها الأخيرة في المجموعة الرابعة وهي في وضع لا تحسد عليه، إذ كانت مهددة بالخروج من الدور الأول للمرة الأولى منذ 2002 بعد تعادلها في مباراتها الأولى مع آيسلندا (1 - 1) ثم خسارتها بنتيجة مذلة أمام كرواتيا (صفر - 3).
وكان الضغط هائلا على ميسي قبل المباراة ضد نيجيريا، لا سيما أنه فوت على فريقه فرصة الفوز في مباراته الأولى بإهداره ركلة جزاء ولم يسجل أي هدف في المباراتين الأوليين. لكن نجم برشلونة كان على الموعد في سان بطرسبورغ وافتتح التسجيل بهدف رائع بعدما سيطر على الكرة بحنكة ثم سددها بهدوء أعصاب في الشباك النيجيرية.
لم يكن الهدف سوى السادس لميسي في رابع مشاركة له في كأس العالم (واحد في كل من 2006 و2010 و3 في 2014)، لكنه قد يكون الأهم بما أنه حرره من الضغط ما قد يساعده على استعادة بريقه اعتبارا من السبت والمباراة الأولى في ثمن نهائي أمام بفرنسا، في إعادة لمواجهتيهما في الدور الأول لنسختي 1930 و1978 حين فاز المنتخب الأميركي الجنوبي 1 - صفر و2 - 1.
في تعليقه على الفوز الذي تحقق في الدقيقة 86 بهدف رائع لروخو بعدما أدرك فيكتور موزيس التعادل لنيجيريا من ركلة جزاء في بداية الشوط الثاني، قال ميسي: «لا أعتقد أننا عانينا من قبل بهذا الشكل. ولكننا تحلينا بالثقة... إنها فرحة هائلة للجميع بعد الأيام العصيبة التي عشناها عقب الهزيمة أمام كرواتيا، كنا واثقين أننا سنفوز».
وواصل اللاعب الذي احتفل الأحد بعيد ميلاده الـ31، وخسر مع بلاده أربع مباريات نهائية (كوبا أميركا 2007 و2015 و2016 ومونديال 2014): «من الرائع أن نفوز بهذه الطريقة. إنه فرح نستحقه. كنت أعلم أن الله معنا ولن يدعنا نسقط. أشكر كل الذين كانوا هنا، على كل تضحياتهم، كل الذين في الأرجنتين وكانوا دائما إلى جانبنا. قميص المنتخب الوطني فوق كل اعتبار».
وكثر الحديث بعد الخسارة المذلة أمام كرواتيا والتي كانت الأكبر لأبطال 1978 و1986 في الدور الأول منذ 1958 حين سقطوا 1 - 6 أمام تشيكوسلوفاكيا، عن أزمة بين اللاعبين والمدرب خورخي سامباولي وعن مطالبة بإزاحة الأخير ومنح المسؤولية لمدير المنتخب خورخي بوروتشاغا.
وعدل المدرب المحاصر سامباولي مجموعته مرة أخرى، أو بالأحرى قام لاعبوه بهذا، حيث رددت بعض التقارير أن سامباولي لم يعد هو من يختار التشكيلة.
وأراد سامباولي وضع جبهة هجومية متحدة كما تحدث عن تحية ميسي له عقب انتهاء المباراة، مشيرا إلى كونها إشارة جيدة.
وقال سامباولي: «عندما جاءني ميسي وعانقني (عقب انتهاء المباراة)، شعرت بفخر كبير، لأنه يعرف حماسي في كل شيء... يعرفني بشكل رائع، ويعلم أن لدينا هدفا واحدا».
ورغم هذا، اعترف المدرب بأن الفوز لم يعتمد على الجانب الخططي بقدر اعتماده على رغبة الفريق وحماسه تجاه تجنب الخروج المبكر من البطولة.
وأوضح سامباولي: «أهم شيء أن اللاعبين تحلوا بالشجاعة فعليا. وهذه الشجاعة جعلت الهدف الثاني أمرا ممكنا».
وخلال المباراة، بدا أن ميسي شارك في قرار اختيار التشكيل الأساسي للفريق، حيث التقط مقطع مصور لسامباولي يسأل ميسي عما إذا كان بإمكانه الدفع بالمهاجم سيرخيو أغويرو ورد ميسي بإيماءة.
كما التقطت صورة لميسي يقود الحديث إلى اللاعبين في النفق المؤدي لغرف تغيير الملابس.
واعترف روخو بهذا قائلا: «قال ميسي للجميع إنها مباراة حياة أو موت وإن علينا أن نهز الشباك وأن نسدد الكرة عندما تسنح لنا الفرصة».
ومع رفضه للموت أو للخروج المبكر من المونديال الروسي، أظهر المنتخب الأرجنتيني في سان بطرسبورغ مجددا كيف وصل الفريق إلى نهائي كأس العالم 2014 بالبرازيل ونهائي كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) في 2015 بتشيلي و2016 بالولايات المتحدة حتى بدون أن يقدم عروضا فنية متميزة.
ويلتقي المنتخب الأرجنتيني نظير ه الفرنسي يوم السبت بمدينة
كازان، حيث ستخضع أحلام الفريق في المونديال مجددا للاختبار بشكل أقوى مما كان في مواجهة نسور نيجيريا.
وستظهر المباراة أمام المنتخب الفرنسي وصيف بطل أوروبا والذي تتمتع صفوفه بالعديد من النجوم ما إذا كان هذا الحماس بالفريق ومهارة ميسي وتأثيره في قرارات سامباولي أمورا كافية.


مقالات ذات صلة

رسمياً... كلويفرت يخلف يونغ في تدريب منتخب إندونيسيا

رياضة عالمية باتريك كلويفرت (رويترز)

رسمياً... كلويفرت يخلف يونغ في تدريب منتخب إندونيسيا

أعلن الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم في بيان، الأربعاء، تعيين أسطورة كرة القدم الهولندي باتريك كلويفرت مدرباً جديداً للمنتخب الوطني حتى 2027، مع خيار التمديد.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة عالمية ديشان في مقابلة مع قناة «تي إف 1» الأربعاء (أ.ف.ب)

ديشان: سأترك تدريب منتخب فرنسا في 2026

أكد مدرب منتخب فرنسا لكرة القدم ديدييه ديشان، أنه سيترك منصبه عام 2026، في مقابلة مع قناة «تي إف 1» الأربعاء.

رياضة عالمية شين تاي-يونغ (رويترز)

مفاجأة... ثوهير يقيل مدرب إندونيسيا والبديل كلويفرت

أقال الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم مدرب منتخب الرجال الكوري الجنوبي شين تاي-يونغ، كما أعلن رئيسه إريك ثوهير، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة سعودية منتخب السعودية لم يقدم ما يشفع له للاستمرار في البطولة (سعد العنزي)

هل يمكن معالجة جراح الأخضر قبل استئناف تصفيات كأس العالم؟

عندما تلقَّى المنذر العلوي بطاقة حمراء في الدقيقة 34، لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يخفق الأخضر في التفوق على 10 لاعبين من عُمان في سعيه لبلوغ النهائي الخليجي.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة سعودية حالة من الإحباط عاشها لاعبو الأخضر بعد الخروج الخليجي (تصوير: سعد العنزي)

رينارد يجهز تقرير «الأخضر»... و«اعتزال» العويس مجرد «ردة فعل»

مصادر قالت إن الاتحاد السعودي لكرة القدم لا يزال يثق بالجهازين الفني والإداري بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد.

سعد السبيعي (الكويت)

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.