إدراج الثقافة المرورية في المناهج السعودية

اتفاقية بين وزارة التعليم وإدارة المرور لإنشاء مدارس قيادة نسائية

جانب من توقيع الاتفاقية بين شركة تطوير وإدارة المرور بالسعودية بحضور وزير التعليم (تصوير: بشير صالح)
جانب من توقيع الاتفاقية بين شركة تطوير وإدارة المرور بالسعودية بحضور وزير التعليم (تصوير: بشير صالح)
TT

إدراج الثقافة المرورية في المناهج السعودية

جانب من توقيع الاتفاقية بين شركة تطوير وإدارة المرور بالسعودية بحضور وزير التعليم (تصوير: بشير صالح)
جانب من توقيع الاتفاقية بين شركة تطوير وإدارة المرور بالسعودية بحضور وزير التعليم (تصوير: بشير صالح)

شرعت وزارة التعليم السعودية في تعزيز الثقافة المرورية، وذلك عبر إدراجها في مناهج التعليم، إذ أوضح الدكتور أحمد العيسى وزير التعليم أن الوزارة مهتمة بتعزيز الثقافة المرورية وتوعية الطلبة بأهمية السلامة والأنظمة المرورية، وتحرص على تضمين المناهج والأنشطة الطلابية برامج في هذا الجانب.
وشهدت الرياض أمس إبرام اتفاقية تعاون لإنشاء مدارس لتعليم المرأة قيادة المركبات بين الإدارة العامة للمرور وشركة تطوير التعليم القابضة، وذلك في خمس مناطق هي جازان وحائل والجوف ونجران والحدود الشمالية لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد.
ووقّع الاتفاقية اللواء محمد البسامي مدير الإدارة العامة للمرور بالمملكة، والدكتور سعود بن خضير الرئيس التنفيذي لشركة تطوير التعليم القابضة، بحضور الدكتور أحمد العيسى وزير التعليم بالسعودية.
وتشمل الاتفاقية قيام إدارة المرور بتزويد شركة تطوير التعليم بالشروط والمواصفات الفنية كافة وتشغيل مدارس تعليم قيادة المركبات في ضوء أعلى معايير السلامة المرورية، وتتولى إدارة المرور إصدار رخص القيادة بعد إنهاء متطلبات التدريب والتعليم. وتهدف إلى تطوير المنظومة التعليمية والتدريبية في مجال تعليم وتدريب قيادة المركبات ورفع مستوى التأهيل وتحقيق السلامة المرورية.
وتضمنت قيام شركة تطوير التعليم القابضة بإنشاء وتشغيل مدارس لتعليم قيادة المركبات بمواصفات عالمية، وتقديم خدمات التعليم النظري والمحاكاة والتدريب العملي لقيادة المركبات وفق منهج تدريبي متقن، بحيث تتوفر فيها جميع المرافق التعليمية والتدريبية بحسب المعايير المهنية وتتضمن قاعات دراسية، ومعامل أجهزة المحاكاة، وقاعة السلامة، ومضمار التدريب الميداني، وتوفر أيضاً خدمات الدعم والمساندة لاستكمال التدريب وتسهيل الإجراءات مثل مكتب المرور والعيادة الصحية وكافتريا وخدمات التصوير. وتتولى شركة تطوير التعليم خدمات الربط الإلكتروني مع إدارة المرور.
وذكر وزير التعليم أن من أهداف تنفيذ الاتفاقية تحقيق أعلى معدلات الجودة في تنفيذ السلامة المرورية لمستفيدي البرنامج، وتوفير وسائل التدريب الآمنة، متطرقاً إلى أن وزارة التعليم تفاعلت مع قرار السماح بقيادة المرأة، ووفرت مدارس للتدريب على القيادة في المدن الرئيسية التي بدأت في خمس مدن على أن يتبعها مدارس تدريبية أخرى.
وتابع: «الوزارة ليس مهمتها توفير مدارس للقيادة فقط بل تنفيذ الثقافة المرورية في مدارس البلاد كافة عبر تضمين تلك الثقافة في المناهج»، مؤكداً وجود مشروع على جميع مستويات التعليم العام والجامعي بهذا الصدد.
ولفت إلى أن المدارس ستبدأ العمل خلال الأشهر الستة المقبلة، مشيراً إلى شمول اهتمامها للجنسين رغم أن الاهتمام الأول سيكون للسيدات فقط. وقال: «سنعمل على فتح مدارس لقيادة السيارات للرجال من أجل تعزيز سلوك الرجل في قيادة السيارات».
إلى ذلك، أكد اللواء محمد البسامي مدير المرور بالسعودية أن الاتفاقية تسهم بنقلة نوعية في قيادة المرأة والطموح ألا يقصر دور المدارس فقط في محيطها بل في تعزيز سلوك القيادة، متوقعاً أن يشهد كل أسبوع افتتاح مدرسة لتعليم القيادة، وهناك دراسة جدوى في كل المناطق لافتتاح المدارس متى كانت الحاجة موجودة.
وأفاد البسامي بأن بعض موظفات وزارة التعليم قدمن لعملهن وهن يقدن سياراتهن، موضحاً أنه لم يتم حتى الآن تسجيل أي مخالفة تذكر على قيادة المرأة للسيارة. ونوّه بأن «المرور» ستطبق ما ورد في اللائحة فيما يتعلق برسوم تعليم القيادة في مدارس التعليم الجديدة.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».