اتفاقية بين الخرطوم وجوبا لمحاولة استعادة «فرص النفط الضائعة»

الإنتاج هبط منذ الانفصال من نصف مليون برميل يومياً إلى نحو 72 ألفاً فقط

جنود يحرسون إحدى المنشآت النفطية في جنوب السودان (رويترز)
جنود يحرسون إحدى المنشآت النفطية في جنوب السودان (رويترز)
TT

اتفاقية بين الخرطوم وجوبا لمحاولة استعادة «فرص النفط الضائعة»

جنود يحرسون إحدى المنشآت النفطية في جنوب السودان (رويترز)
جنود يحرسون إحدى المنشآت النفطية في جنوب السودان (رويترز)

وقع السودان ودولة الجنوب أمس اتفاقية لإعادة تشغيل حقول النفط المتوقفة منذ 7 أعوام، قبل انفصال الدولتين اللتين كانتا تنتجان مجتمعتين نحو نصف مليون برميل يوميا، في حين تنتج الخرطوم حاليا 72 ألف برميل فقط، فيما لا يوجد إنتاج يذكر تقريبا في جوبا.
ومن شأن الاتفاق الذي جرى توقيعه في الخرطوم أمس بين وزيري النفط في البلدين المهندس أزهري عبد القادر عبد الله وإزيكيل لو جاتكوث، دخول شركات نفط عالمية وعودتها للاستثمار في النفط، بعد مغادرتها خلال تلك الفترة بسبب تحديات متنوعة، أبرزها استحقاقات مالية لم تسددها الحكومة للشركات.
ووفقا للاتفاقية، فسيتم إعادة تشغيل حقول النفط الموجود في حدود دولة الجنوب، وزيادة الإنتاج من الحقول المنتجة حاليا، واستئناف إنتاج النفط من مربعات 1 و2 و3، ووضع مسار جديد لترحيل المواد المستخدمة في الحقول، وشفافية البيانات والمعلومات الفنية، وإعادة تأهيل محطات المعالجة المركزية وخطوط النقل، وتركيب وحدات القياس، بجانب تهيئة بيئة العاملين وتأمين الحقول.
وتعهد وزير النفط السوداني بوضع مصفوفة زمنية للإسراع وكسب الوقت، والالتزام التام من جانب حكومة السودان بإيفاء جميع المطلوبات التي تليهم، مؤكدا أهمية التعاون النفطي بين البلدين لاستغلال موردهما الاقتصادي الذي يسهم في الاستقرار الاقتصادي.
وكانت الخرطوم وجوبا تعولان على النفط أكثر من أي مورد اقتصادي آخر قبل انفصالهما عام 2011، وبطاقة إنتاجية آنذاك بلغت 500 ألف برميل يوميا، ما كان له أثرا حينها في نمو احتياطات السودان من العملات الأجنبية، إلا أنها لم تستغل الاستغلال الأمثل لضخها في اقتصاد البلدين اللذين يعانيان حاليا تدهورا اقتصاديا كبيرا، شمل المرافق وحياة المواطنين، بسبب نضوب هذه العائدات.
وتعهد عبد الله بإرجاع منظومة الإنتاج مع دولة جنوب السودان المتوقفة منذ عام 2013. مشيراً إلى أن هناك اتصالات مع الجانب الجنوبي لاستئناف الإنتاج. وأشار إلى أن استئناف الإنتاج بدولة جنوب السودان، يزيد عائدات السودان من العملة الصعبة من رسوم عبور النفط، وأشار إلى عزم الحكومة إنشاء مصفاة جديدة في بورتسودان لتأمين حاجة البلاد من المشتقات النفطية على الساحل السوداني.
وتدنى إنتاج السودان من النفط إلى 125 ألف برميل خلال الأعوام التي تلت الانفصال، ثم شهد الإنتاج تدني آخر بداية العام الحالي، إذ بلغ 72 ألف برميل يوميا فقط.
وبدأت وزارة النفط السودانية منذ بداية العام الحالي تلقي عروض من شركات نفط دولية، للدخول في الاستثمار في 15 مربعاً نفطياً، كان السودان قد طرحها للاستثمار عبر مناقصة عالمية منذ مارس (آذار) العام الماضي، ثم أعاد طرحها في أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه. كما طرح السودان نهاية مايو (أيار) الماضي عددا من الحقول للاستثمار العالمي.
وأبرز المشروعات المطروحة للاستثمار مدينة للغاز الصناعي للاستفادة منها في الصناعات المرتبطة بالغاز، وذلك بـ«مربع 8» الذي يقع بولاية سنار في جنوب شرقي البلاد.
وتتضمن الفرص الأخرى المطروحة للاستثمار النفطي في السودان زيادة السعة التخزينية لمصفاة الخرطوم التي تعمل حالياً بطاقة 90 ألف برميل يومياً، وتغطي استهلاك البلاد من المواد البترولية بنسبة 80 في المائة.
كذلك تشمل المشروعات السودانية النفطية المطروحة للاستثمار، مد خطوط الأنابيب من مناطق الإنتاج والتخزين للوصول إلى أطراف البلاد، إلى جانب استخراج نفط وغاز في عدد من المواقع التي تحتاج إلى تكنولوجيا عالية واستثمارات ضخمة.
وأجاز مجلس الوزراء السوداني منتصف الشهر الماضي عدة إجراءات تهدف لرفع إنتاج البلاد النفطي خلال العام الحالي إلى 31 مليون برميل سنويا، بعائد يصل إلى مليار دولار. ويتوقع أن يبلغ إنتاج الشركات الحكومية من النفط الخام خلال عام 2018 نحو 11 مليون برميل ويزداد الرقم ليصل إلى 17.1 مليون برميل خلال عام 2020. بينما يبلغ إنتاج الشركات الأجنبية نحو 20 مليون برميل.
وأعلن السودان في فبراير (شباط) الماضي عن ارتفاع مخزونه من البترول إلى 165 مليون برميل، بعد اختبار أول بئر في حقل الراوات، الذي يقع بين السودان وجنوب السودان. وترفع عمليات الاستكشاف الحالية بالحقل مقدرة الإنتاج لتصل إلى 40 ألف برميل في اليوم.


مقالات ذات صلة

كازاخستان تعتزم بيع 850 مليون دولار من صندوق النفط في يناير

الاقتصاد حصان يرعى بالقرب من منصة حفر نفطية في كازاخستان (رويترز)

كازاخستان تعتزم بيع 850 مليون دولار من صندوق النفط في يناير

تعتزم كازاخستان بيع ما بين 750 و850 مليون دولار من العملات الأجنبية من صندوق النفط الوطني (صندوق عائدات النفط في البلاد) خلال يناير الحالي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عملية حفر آبار بحرية في حقل غاز في بارس الجنوبي (موقع بتروبارس)

«بتروبارس» الإيرانية: ارتفاع إنتاج الغاز في حقل بارس الجنوبي 1.5 مليون مكعب يومياً

أعلن الرئيس التنفيذي لمجموعة «بتروبارس» الإيرانية، حميد رضا ثقفي، زيادة إنتاج الغاز من المرحلة 11 من حقل بارس الجنوبي، بمقدار 1.5 مليون متر مكعب يومياً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أحد مصانع «بترورابغ» (موقع الشركة)

«بترورابغ» السعودية تتوقع زيادة تكلفة إنتاجها 0.73 % بعد تعديل أسعار الوقود

أعلنت شركة رابغ للتكرير والبتروكيماويات أن تعديل أسعار بعض منتجات الوقود من جانب «أرامكو» ستنتج عنه زيادة إجمالي تكلفة الإنتاج للشركة بنحو 0.73 %.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
أوروبا الناقلة «إيجل إس» على يسار الصورة (أ.ف.ب)

محكمة فنلندية تؤيد مصادرة ناقلة محملة بالنفط الروسي

رفضت محكمة فنلندية، الجمعة، طلباً للإفراج عن ناقلة نفط تشتبه الشرطة في أنها ألحقت أضراراً بخط كهرباء وأربعة كابلات اتصال في بحر البلطيق، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (هلسنكي)
الاقتصاد مضخات نفطية في حقل بولاية ألبرتا الكندية (أ.ب)

النفط قرب أعلى مستوى في شهرين وسط تفاؤل بجهود لدعم النمو العالمي

بلغت أسعار النفط أعلى مستوياتها في أكثر من شهرين هذا الأسبوع وسط آمال بأن تزيد الحكومات في أنحاء العالم سياسات تعزيز النمو الاقتصادي

«الشرق الأوسط» (لندن)

«الصناعة والثروة المعدنية» السعودية تصدر 40.5 ألف «شهادة منشأ» في ديسمبر

زوار بمعرض «صُنع في السعودية» بالرياض (واس)
زوار بمعرض «صُنع في السعودية» بالرياض (واس)
TT

«الصناعة والثروة المعدنية» السعودية تصدر 40.5 ألف «شهادة منشأ» في ديسمبر

زوار بمعرض «صُنع في السعودية» بالرياض (واس)
زوار بمعرض «صُنع في السعودية» بالرياض (واس)

أصدرت وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية 40.505 ألف «شهادة منشأ»، خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وذلك في إطار سعيها لدعم الخدمة وتسهيلها على المصدرين في مختلف القطاعات الصناعية، والتجارية، أو قطاع الأفراد.

وأوضح المتحدث الرسمي للوزارة جراح الجراح، الأحد، أن شهادة المنشأ تعد وثيقة تُفيد بأن المنتجات المصدَّرة إلى الخارج هي من أصل وطني أو اكتسبت صفة المنشأ الوطني، وتستهدف الخدمة المنشآت الصناعية، والقطاع التجاري من الشركات والمؤسسات، وقطاع الأفراد الذي يشمل المزارعين، والصيادين، وذوي الأنشطة الفردية، والحرفيين المحليين، وغيرهم.

وأفاد بأن الشهادة تتضمن أربعة نماذج هي: شهادة منشأ للمنتجات الوطنية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وشهادة منشأ للمنتجات الوطنية للدول العربية، وشهادة المنشأ (التفضيلية)، وهي النموذج الموحد لدول الخليج العربي عند التصدير إلى الدول والتجمعات الاقتصادية التي أُبرمت معها اتفاقيات تجارة حرة، وشهادة منشأ باللغتين العربية والإنجليزية للدول التي لا تمنح المعاملة التفضيلية (النموذج العام).

وكانت وزارة الصناعة والثروة المعدنية قد أصدرت نحو 38.117 ألف «شهادة منشأ»، خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.