وفاة موظف انتخابات عراقي وإصابة آخرين بسقوط أجهزة عدّ يدوي

لجنة تحقيق برلمانية أكدت أن الحادث الذي وقع في بغداد «مفتعل»

TT

وفاة موظف انتخابات عراقي وإصابة آخرين بسقوط أجهزة عدّ يدوي

يبدو أن المشكلات لا تأتي فرادى على مفوضية الانتخابات المستقلة في العراق، فبعد أن أزاحها قانون انتخابات مجلس النواب المعدل عن العمل، مروراً بحادث احتراق صناديق الاقتراع في مخازن الرصافة قبل نحو أسبوعين، أتى حادث مخازن الكرخ أمس، الذي أودى بحياة موظف وأصاب آخرين، ليلقي مزيداً من الشكوك حول عمل مفوضية الانتخابات ومجمل العملية الانتخابية ونتائجها.
ففيما قالت لجنة تقصي الحقائق البرلمانية بخروقات الانتخابات، إن «حادث تحطم أجهزة العد والفرز مفتعل»، أكد مصدر من مفوضية الانتخابات، أنه «عرضي» وأدى إلى وفاة موظف بصفة متعاقد وجرح موظفين آخرين، ولا توجد أي خسائر إضافية بالأجهزة وصناديق الاقتراع. ويقول المصدر، الذي يفضل عدم الإشارة إلى اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، إن «أحد الموظفين المتعاقدين مع مفوضية الانتخابات أراد ترتيب أجهزة تسريع النتائج في مخازن قضاء الكرخ على الرفوف الحديدية المخصص لهذا الغرض، فانهار أحد تلك الرفوف». ويضيف: «لسوء الحظ، أن رأس الموظف سقط مع انهيار الرف على رافعة شوكية لنقل الصناديق؛ ما أدى إلى وفاته». ويشير المصدر إلى أن «الحادث عرضي وغير مدبر ولم يحدث أي خسائر في صناديق أجهزة تسريع نتائج الانتخابات كما أشيع».
وعن نتائج التحقيقات بشأن احتراق مخازن المفوضية في جانب الرصافة من بغداد، ذكر المصدر أن «نحو 23 موظفاً تم اعتقالهم ولا يعرف مصيرهم أو طبيعة نتائج التحقيقات التي أجريت معهم».
من جانبه، قال رئيس لجنة تقصي الحقائق البرلمانية في خروقات الانتخابات، النائب الكردي عادل نوري، إن حادث أمس «تقف خلفه أيادٍ خفية هي نفسها التي أحرقت مخازن الرصافة». وذكر في تصريحات صحافية، أن «المزورين جُنّ جنونهم بعد قرار المحكمة الاتحادية بتأييد ما ذهب إليه مجلس النواب من خيار العد والفرز اليدوي لكشف التزوير»، في إشارة إلى قرار المحكمة الاتحادية الذي ألزم بإعادة العد والفرز اليدوي لصناديق الاقتراع بعد أن تمت بطريقة إلكترونية وأثارت سخط واحتجاج الكتل والشخصيات التي لم تتمكن من الفوز بمقعد نيابي في الانتخابات التي جرت في مايو (أيار) الماضي. واعتبر رئيس لجنة تقصي الحقائق، أن «ما حصل (في مخازن الكرخ) بفعل فاعل، ونتوقع أن يستمر المزورون بأفعالهم لإخفاء تزويرهم، ولن يكتفوا بما حصل».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.