«المنقوشة»... من المائدة اللبنانية إلى شوارع العالم

يحتفل بيومها العالمي في 2 نوفمبر

«المنقوشة»... من المائدة اللبنانية إلى شوارع العالم
TT

«المنقوشة»... من المائدة اللبنانية إلى شوارع العالم

«المنقوشة»... من المائدة اللبنانية إلى شوارع العالم

تركيبتها بسيطة وطريقة صنعها سهلة، وهي تؤكل باردة وساخنة، كما تتصدر مائدة الفقراء والأغنياء لطعمها اللذيذ. إنها «المنقوشة» المعروفة في لبنان بوصفها من أشهر أصناف الفطور (الترويقة)، ويرتبط اسمها المشتق من كلمة «نقش» ارتباطا مباشرا بالصعتر والسمسم المخلوطين مع زيت الزيتون بحيث يتم مدّ هذا المزيج على عجينة رقيقة تخبز في الفرن فتتصاعد منها رائحة ذكية يسيل لها اللعاب.
«فالمنقوشة» هذه رافقت اللبنانيين عبر التاريخ، فكانت تتنافس مع «المشطاح»، (عجينة مستطيلة «ملوتة» بزيت الزيتون)، ورغيف المرقوق (خبز القرية اللبنانية) المخبوز على الصاج، وكذلك مع «طلمية التنور»، (تخبز في فرن عميق يعرف بالتنور). وجميعها ترتكز صناعتها على العجين ومعروفة بشكل أكبر في المناطق الريفية من لبنان. فلطالما شكل الصعتر مكونا أساسيا لأهالي القرى يصنعون منه الأقراص (أقراص الصعتر المقرمشة) ويخلطونه أحيانا مع اللبنة لإضفاء بعض التغيير على طعمه بعد خلطه مع السمسم وزيت الزيتون. وفيما كان الأقدمون يتحلقون حول جلسة خبز يكون نجمها «الصاج» على الحطب ليتناولوا هذه الأصناف من الفطور المغذي، فإن اللبنانيين اليوم يقفون في صفوف طويلة أمام الأفران والمخابز للحصول على منقوشة الصعتر التي ما زالت تتصدر لائحة أطباق الفطور في لبنان على طريقة «الدليفيري» وحتى على مائدة تتزين بالخضراوات (نعناع وبندورة وخيار) يرافقها كوب شاي ساخن في الشتاء وآخر من العصير أو «لبن عيران» بارد في الصيف.
- تطور المنقوشة مع الزمن
لحقت المنقوشة في لبنان تطورات كثيرة؛ فبعدما كانت أنواعها محصورة بالصعتر، فإنها اليوم تشهد لائحة طويلة من المكونات التي تدخلها تحت اسمها المشهور هذا. وبذلك لم تعد «منقوشة الصعتر» وحدها تتصدرها؛ إذ أضيفت إليها أنواع مناقيش أخرى: «منقوشة الكشك» و«منقوشة الجبن» (من أنواع العكاوي والبلغاري والحلوم والقشقوان) و«منقوشة القاورما مع البيض» و«منقوشة الصعتر مع البصل والسماق» و«منقوشة لبنة وصعتر» و«لحم بعجين» و«منقوشة الكفتا» مع الفلفل الحار... وغيرها. كما عمد البعض إلى تطوير طعمها الحلو الذي كان يقتصر في الماضي على رش العجينة بالسكر ليصبح اليوم شبيها بأنواع «الكريب» مع إدخال الشوكولاته (نوتيلا) وتلك المحشوة بالحلاوة والموز.
- «حنين المنقوشة»... يصيب المغتربين اللبنانيين وكل من يتذوقها
ترمز «المنقوشة» إلى بلاد الشام بشكل عام وإلى لبنان بشكل خاص. فمكوناتها ورائحتها الشهية راسخة ومحفورة في قلوب اللبنانيين، كأنها جزء لا يتجزأ من تراثهم المطبخي. ولذلك عادة ما يعاني المغتربون اللبنانيون المنتشرون بمختلف أقسام الكرة الأرضية من «حنين المنقوشة»، فيستذكرونها كلما رغبوا في التحدث عن بلادهم والتعريف بها. ويطلبونها بالاسم من زائر يقصدهم أو ضيف يحل عليهم في بلاد الاغتراب آتيا من بلاد الأرز، فيكون الجواب مقتضبا ويختصر بكلمة واحدة عندما يسأل عن الهدية التي يرغب في أن يحملها له معه، وهو «منقوشة». ويقصدون فرن الحي الذي يسكنون فيه ليتناولوا منقوشة من أيادي «أبو ساكو» أو «أم نجيب»، فهي بمثابة أول نزهة يقومون بها عندما يصلون أرض الوطن. وهذا الأمر يشمل أيضا السياح الأجانب؛ إذ يبقى طعم المنقوشة منقوشا في ذاكرتهم إلى حين قيامهم بزيارة أخرى إلى لبنان.
وإذا ما صدف واستمعت إلى مغترب لبناني يتحدث عن «منقوشة الصعتر» التي كان يشتريها من حي يسكنه فسيخيل إليك ولبرهة أنه يلقي عليك قصيدة شعر مكسورة الأبيات غنية بعبارات «رائحتها تشق القلب» و«طعمها يقتل» و«ملمسها غير»، وذلك في مقارنتها بطعم المنقوشة التي يتناولها في أحد المطاعم العربية في بلاد الغربة.
- «المنقوشة» يحتفل بها وذاع صيتها ليصل إلى أميركا
يحتفل في لبنان بـ«اليوم العالمي للمنقوشة» في 2 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، وقد استحدثت هذه المناسبة في عام 2017 من قبل مطعم «زعتر وزيت» في لبنان الشهير بوصفات المنقوشة المختلفة.
كما ذاع صيت «المنقوشة» في العالم ليصل إلى أستراليا والمكسيك ودبي وتركيا وفرنسا. ووصلت شهرتها إلى أميركا من خلال مطعم «منقوشة» في منطقة نوليتا بمدينة نيويورك لصاحبه اللبناني زياد هرمز، فشكل العلامة الفارقة لهذا الفطور فيها. وكان هرمز قد قطع عهدا على نفسه بأن يضع حدا لحنين المنقوشة الذي يعاني منه منذ هجرته إلى أميركا، فعاد أدراجه إلى لبنان ليتعلم أصول صناعتها وكيفية تحضيرها من أربابها، وحمل معه إلى أميركا دروسه هذه؛ إضافة إلى مكوناتها الأساسية من بلده الأم ليعطيها فرصة «النجومية» المطلقة في أميركا. ويقول معلقا: «كنت أعيش في لبنان قبل أن أنتقل إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث عشت 10 سنوات، خلالها لم يمر يوم من دون أن أشعر بحنين إلى المنقوشة، ولم أتمكن من العثور على واحدة هناك. وفي خضم بحثي وسؤالي لكل من حولي، أدركت أنهم لا يعرفون عما أتكلم، فكان الأمر صادماً بالنسبة إلي. فقررت ابتكار مكان ليشعر فيه الناس الذين يفتقدون لبنان بأنهم ما زالوا هناك، ولمن لم يسمع به قبلا ليتمكن من التعرف إليه من خلال (المنقوشة)».
- مطاعم «المنقوشة» في لبنان... حدّث ولا حرج
قد يكون عدد مطاعم المناقيش هو الأكبر من نوعه في لبنان؛ فبين فرن وآخر يصنعها في أحد الأحياء، هناك ثالث يخبزها ويقدمها إلى زبائنه ساخنة وطازجة في شارع وطريق آخرين. وتطول أسماء الأفران والمطاعم التي تقدمها لتشمل «أرخص منقوشة» و«أطيب منقوشة» و«منقوشة عالنت» (تطلب عبر وسائل الاتصال الاجتماعي) و«بس منقوشة» و«عالصاج»... وغيرها من الأسماء التابعة لمطاعم اشتهرت بتقديمها بطرق حديثة وأخرى تقليدية مثل «الفلمنكي» و«زعتر وزيت» و«السنيور»... وغيرها. وعادة ما يتراوح سعرها بين ألف ليرة لمنقوشة الصعتر، وما فوق 1500 و3 آلاف ليرة لمنقوشة إكسترا (ملفوفة مع الخضراوات والزيتون) أو لأخرى ذات مكونات مغايرة.
- وصفة «المنقوشة»
ولتحضير منقوشة الصعتر في البيت ما على ربة المنزل إلا أن تحضر عجينة عادية، ومن ثم تقطعها إلى أرغفة صغيرة ترققها بواسطة الشوبك (لا يتجاوز قطرها 25 سنتيمترا) لتمد عليها خليط الصعتر مع السمسم وزيت الزيتون (نصف كوب من الصعتر المخلوط مع السمسم المحمص ومع كوب من زيت زيتون) وذلك حسب الرغبة (بكمية قليلة أو كبيرة). وليتم وضعها فيما بعد في الفرن لمدة لا تتجاوز 12 دقيقة على نار قوية وتقدم ساخنة مع طبق من الخضراوات الطازجة. وبالإمكان استبدال أي مكونات أخرى ترغب فيها بالصعتر؛ كشك مع البصل والبندورة، أو مع شرائح الجبن على أنواعه، وكذلك مع اللحم المفروم والبصل والبندورة والفلفل الأخضر الحلو، مما يكفي لتأليف مائدة فطور لبنانية بامتياز.


مقالات ذات صلة

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق رهاب الموز قد يسبب أعراضاً خطيرة مثل القلق والغثيان (رويترز)

وزيرة سويدية تعاني «رهاب الموز»... وموظفوها يفحصون خلو الغرف من الفاكهة

كشفت تقارير أن رهاب وزيرة سويدية من الموز دفع المسؤولين إلى الإصرار على أن تكون الغرف خالية من الفاكهة قبل أي اجتماع أو زيارة.

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)
صحتك رجل يشتري الطعام في إحدى الأسواق الشعبية في بانكوك (إ.ب.أ)

دراسة: 3 خلايا عصبية فقط قد تدفعك إلى تناول الطعام

اكتشف باحثون أميركيون دائرة دماغية بسيطة بشكل مذهل تتكوّن من ثلاثة أنواع فقط من الخلايا العصبية تتحكم في حركات المضغ لدى الفئران.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق خبراء ينصحون بتجنب الوجبات المالحة والدهنية في مبنى المطار (رويترز)

حتى في الدرجة الأولى... لماذا يجب عليك الامتناع عن تناول الطعام على متن الطائرات؟

كشف مدرب لياقة بدنية مؤخراً أنه لا يتناول الطعام مطلقاً على متن الطائرات، حتى إذا جلس في قسم الدرجة الأولى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق قطع من الجبن عُثر عليها ملفوفة حول رقبة امرأة (معهد الآثار الثقافية في شينغيانغ)

الأقدم في العالم... باحثون يكتشفون جبناً يعود إلى 3600 عام في مقبرة صينية

اكتشف العلماء أخيراً أقدم قطعة جبن في العالم، وُجدت ملقاة حول رقبة مومياء.

«الشرق الأوسط» (بكين)

المؤثرة «ماما الطبّاخة» نموذج للمرأة العربية العصامية

تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
TT

المؤثرة «ماما الطبّاخة» نموذج للمرأة العربية العصامية

تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)
تقول إن مهنتها صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء (ماما طباّخة)

تلتصق بالأرض كجذور شجرة منتصبة تصارع العواصف بصلابة بانتظار الربيع. زينب الهواري تمثل نموذجاً للمرأة العربية المتمكنّة. فهي تطهو وتزرع وتحصد المواسم، كما تربّي طفلتها الوحيدة المقيمة معها في إحدى البلدات النائية في شمال لبنان. غادرت زينب بلدها مصر وتوجّهت إلى لبنان، ملتحقة بجذور زوجها الذي رحل وتركها وحيدة مع ابنتها جومانا. تركت كل شيء خلفها بدءاً من عملها في وزارة الثقافة هناك، وصولاً إلى عائلتها التي تحب. «كنت أرغب في بداية جديدة لحياتي. لم أفكّر سوى بابنتي وكيف أستطيع إعالتها وحيدة. أرض لبنان جذبتني وصارت مصدر رزقي. هنا كافحت وجاهدت، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي رحت أنشر ما أقوم به. توسّع جمهوري ليطول الشرق والغرب. اليوم تنتظرني آلاف النساء كي يتعلمّن مني وصفة طعام لذيذة. وكذلك يكتسبن من منشوراتي الإلكترونية كيفية تحضير المونة من موسم لآخر».

"ماما الطبّاخة" تزرع وتسعد بحصاد موسم الخرشوف (ماما طباّخة)

تروي زينب لـ«الشرق الأوسط» قصة حياتها المليئة بمواقف صعبة. «كانت ابنة أختي التي رحلت في زمن (كورونا) هي ملهمتي. قبلها كنت أجهل كيف أتدبّر أمري. فتحت لي حساباً إلكترونياً، ونصحتني بأن أزود المشاهدين بوصفات طعام. وانطلقت في مشواري الجديد. لعلّ جارتي أولغا هي التي لعبت الدور الأكبر في تقدمي وتطوري. علّمتني طبخات لبنانية أصيلة. كما عرّفتني على أنواع المونة اللبنانية اللذيذة. كل ما أقوم به أصنعه من مكونات طبيعية بعيداً عن أي مواد كيمائية. أزرع وأحصد وأطهو على الحطب. أعيش بسلام في قرية نائية مع ابنتي. هنا اكتشفت معنى الحياة الهانئة والحقيقية».

تحب تحضير الطعام كي تسعد الناس حولها (ماما طباّخة)

قصتها مع الطبخ بدأت منذ كانت في الـ13 من عمرها. «كانت والدتي تعمل فأقوم بمهام المطبخ كاملة. صحيح أنني درست الفنون الجميلة، ولكن موهبة الطهي أسرتني. في لبنان بدأت من الصفر عملت في مطعم وتابعت دورات مع شيف عالمي. اكتسبت الخبرة وتعلّمت أصول المطبخ الإيطالي والصيني. ولكنني عشقت المطبخ اللبناني وتخصصت به».

تصف حياتها بالبسيطة وبأنها تعيش ع «البركة» كما يقولون في القرى اللبنانية. وعن منشوراتها تقول: «أحضّر الطبق مباشرة أمام مشاهديّ. وكذلك أي نوع مونة يرغبون في تعلّم كيفية تحضيرها. أمضي وقتي بين الأرض والحصاد والطبخ. أجد سعادتي هنا وبقربي ابنتي التي صارت اليوم تفضّل الاعتناء بالدجاج وقطف المحصول على أن تنتقل إلى بيروت. إنها ذكية وتحقق النجاح في دراستها. أتمنى أن تصل إلى كل ما تحلم به عندما تكبر. فكل ما أقوم به هو من أجل عينيها».

مع ابنتها جومانا التي تساعدها في تحضير منشوراتها الإلكترونية (ماما طباّخة)

وعن سرّ أطباقها اللذيذة ووصفاتها التي وصلت الشرق والغرب تقول: «أحب عملي، والنجاح هو نتيجة هذا الحبّ. لطالما كنت أبحث عما يسرّ من هم حولي. ومع الطبق اللذيذ والشهي كنت أدخل الفرح لمن يحيط بي. اليوم كبرت دائرة معارفي من الجمهور الإلكتروني، وتوسّعت حلقة الفرح التي أنثرها. وأسعد عندما يرسلون إلي نجاحهم في وصفة قلّدونني فيها. برأيي أن لكل ربّة منزل أسلوبها وطريقتها في تحضير الطعام. وأنصح النساء بأن تحضّرن الطعام لعائلتهن بحبّ. وتكتشفن مدى نجاحهن وما يتميّزن به».

لقبها «ماما الطبّاخة» لم يأتِ عن عبث. وتخبر «الشرق الأوسط» قصّتها: «كانت جومانا لا تزال طفلة صغيرة عندما كان أطفال الحي يدعونها لتناول الطعام معهم. ترفض الأمر وتقول لهم: سأنتظر مجيء والدتي فماما طباخة وأحب أن آكل من يديها. وهكذا صار لقب (ماما الطباخة) يرافقني كاسم محبب لقلبي».

ببساطة تخبرك زينب كيف تزرع وتحصد الباذنجان لتحوّله إلى مكدوس بالجوز وزيت الزيتون. وكذلك صارت لديها خبرة في التعرّف إلى الزعتر اللذيذ الذي لا تدخله مواد مصطنعة. حتى صلصة البيتزا تحضّرها بإتقان، أمام كاميرا جهازها المحمول، وتعطي متابعيها النصائح اللازمة حول كيفية التفريق بين زيت زيتون مغشوش وعكسه.

تحلم زينب بافتتاح مطعم خاص بها ولكنها تستدرك: «لا أملك المبلغ المالي المطلوب، إمكانياتي المادية بالكاد تكفيني لأعيل ابنتي وأنفّذ منشوراتي الإلكترونية. فشراء المكونات وزرع المحصول وحصاده والاعتناء بالأرض عمليات مكلفة مادياً. والأهم هو تفرّغي الكامل لعملي ولابنتي. فأنا لا أحب المشاركة في صبحيات النساء وتضييع الوقت. وعندما أخلد إلى النوم حلم واحد يراودني هو سعادة ابنتي».

مؤخراً صارت «ماما الطبّاخة» كما تعرّف عن نفسها على صفحة «تيك توك»، تصدّر المونة اللبنانية إلى الخارج: «زبائني يتوزعون على مختلف بقاع الأرض. بينهم من هو موجود في الإمارات العربية والسعودية ومصر، وغيرهم يقيمون في أستراليا وأوروبا وأميركا وبلجيكا وأوكرانيا. أتأثر إلى حدّ البكاء عندما ألمس هذا النجاح الذي حققته وحدي. واليوم صرت عنواناً يقصده كل من يرغب في الحصول على منتجاتي. وأحياناً سيدة واحدة تأخذ على عاتقها حمل كل طلبات جاراتها في بلاد الاغتراب. إنه أمر يعزيني ويحفزّني على القيام بالأفضل».

لا تنقل أو تنسخ زينب الهواري وصفات طعام من موقع إلكتروني أو من سيدة التقتها بالصدفة. «أتكّل على نفسي وأستمر في المحاولات إلى أن أنجح بالطبق الذي أحضّره. لا أتفلسف في وصفاتي، فهي بسيطة وسريعة التحضير. أدرك أن مهنتي صعبة وتصلح للرجال أكثر من النساء. ولكنني استطعت أن أتحدّى نفسي وأقوم بكل شيء بحب وشغف».