«أصيلة» تعلن عن الفائزين بجوائز «محمد زفزاف» و«تشيكايا أوتامسي» و«بلند الحيدري»

فاز بها أحمد المديني ونسيمة الراوي ومحمد العربي وأمادو لامين صال

«أصيلة» تعلن عن الفائزين بجوائز «محمد زفزاف» و«تشيكايا أوتامسي» و«بلند الحيدري»
TT

«أصيلة» تعلن عن الفائزين بجوائز «محمد زفزاف» و«تشيكايا أوتامسي» و«بلند الحيدري»

«أصيلة» تعلن عن الفائزين بجوائز «محمد زفزاف» و«تشيكايا أوتامسي» و«بلند الحيدري»

أعلنت «مؤسسة منتدى أصيلة» بالمغرب نتائج جوائزها الثلاث التي يتم تسليمها في إطار فعاليات «موسم أصيلة الثقافي الدولي»: يتعلق الأمر بـ«جائزة محمد زفزاف للرواية العربية»، في دورتها السابعة، التي فاز بها الكاتب المغربي أحمد المديني، و«جائزة تشيكايا أوتامسي للشعر الأفريقي»، في دورتها الـ11، التي فاز بها الشاعر السنغالي أمادو لامين صال، و«جائزة بلند الحيدري للشعراء العرب الشباب»، في دورتها السادسة، التي فاز بها، مناصفة، كل من الشاعرة المغربية نسيمة الراوي والشاعر التونسي محمد العربي.
وبررت لجنة تحكيم «جائزة محمد زفزاف للرواية العربية»، التي ترأسها الكاتب الإماراتي راشد صالح العريمي، وعضوية النقاد والأكاديميين شهلا العجيلي (سوريا) وأمين الزاوي (الجزائر) وحسين حمودة (مصر) وفاتحة الطايب (المغرب) وفاطمة كدو (المغرب)، علاوة على محمد بن عيسى الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، قرارها بتتويج أحمد المديني، «بإجماع أعضائها»، بعد «مداولات معمقة ومشاورات مستفيضة همت المنجز الروائي لكاتبات وكتاب من مشرق الوطن العربي ومغربه»، بقولها إنه «كاتب استطاع على مدى أربعة عقود أن يقدم للمشهد الروائي العربي رصيداً متنوعاً ومقنعاً»، ولأنه يبقى «أحد الأسماء اللامعة في المشهد العربي المعاصر، راكم منذ سبعينات القرن الماضي إلى اليوم ما يناهز خمسين عملاً موزعة بين أجناس الرواية والقصة القصيرة والشعر والرحلة والبحث الأكاديمي والنقد الأدبي»؛ ولأن نصوصه السردية المتواترة قد مثلت منذ نصه الرائد «زمن الولادة والحلم» (1976)، وحتى إصداره الأخير «في بلاد نون» (2018)، «تنويعاً جوهرياً وبالغ التأثير من تجربة الرواية المغربية المعاصرة، ومن مغامرة بحثها عن تحديد الرؤية والأسلوب»، مشيرة إلى ما تنطوي عليه أعماله من «رصيد جمالي وموضوعي لافت للانتباه، وقدرته على الإنصات لنبض المجتمع والتاريخ، وتحولات الفكر والعقيدة الجماعيين، من مرحلة الاستعمار إلى خيبات التحديث، والتطرف الديني، ومن المقاومة والنضال الوطني إلى تجارب المنفى ومن أحلام النهضة إلى انتفاضات ما سمي بالربيع العربي، وهي كلها موضوعات وجدت لها المبنى البليغ والمقنع، في خصوبة الأشكال السردية المنتقاة، ووجهات النظر التخييلية المقترحة، بما أسهم في انتشار إبداعه الروائي، وأهل بعض أعماله للترجمة للغات أجنبية كثيرة».
كما أكدت اللجنة، أن أعمال المديني، بما تشتمل عليه من «رؤى جمالية وإنسانية فارقة في مسار الرواية العربية اليوم»، وباعتبار «قيمتها الفنية والفكرية»، قد «خدمت الثقافة العربية، وساهمت في ترسيخ التفاهم بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، وهي الغايات التي من أجلها أنشأت مؤسسة منتدى أصيلة (جائزة محمد زفزاف للرواية العربية)».
وسبق أن فاز بـ«جائزة محمد زفزاف للرواية العربية» كل من الطيب صالح (2002)، وإبراهيم الكوني (2005)، ومبارك ربيع (2008)، وحنا مينة (2010)، وسحر خليفة (2013)، وحسونة المصباحي (2016).
من جهتها، تكونت لجنة تحكيم «جائزة تشيكايا أوتامسي للشعر الأفريقي»، التي فاز بها الشاعر السنغالي أمادو لامين صال، التي «تمنح لصاحب موهبة واعدة أثبت حضوره المتميز، بما نشره من إنتاج ينطوي على قيمة فنية عالية، في ديوان أو أكثر، يفتح أفقاً جديداً للذائقة الشعرية، ويسهم في تعميق الوعي بالشعر وأهميته في الحياة»، من الشاعر ووزير الثقافة السابق في الرأس الأخضر ماريو لوسيو سوسا، وعضوية الشعراء والأكاديميين المهدي أخريف (المغرب) وممادو با (السنغال) ومانو ميلو (البرازيل) ورافائيل مداي (السنغال) وفانيسا رودريغيز (البرتغال)، فضلاً عن محمد بن عيسى الأمين العام لـ«مؤسسة منتدى أصيلة».
وقبل الشاعر السنغالي الفائز في دورة هذه السنة، الذي يعد من كبار الشعراء الأفارقة الفرانكفونيين المعاصرين، الذي سبق أن قال الرئيس السنغالي الراحل ليوبولد سيدار سنغور في وصفه «إنه الشاعر الأكثر موهبة من شعراء جيله»، سبق أن فاز بهذه الجائزة التي خلدت اسم الشاعر الكونغولي، كل من إدوار مونيك من جزيرة موريس في 1989، وروني ديبيست من هايتي في 1991، ومازيني كونيني من جنوب أفريقيا في 1993، وأحمد عبد المعطي حجازي من مصر في 1996، وجون باتيست لوطار من الكونغو برازافيل في 1998، وفيرا دوارطي من الرأس الأخضر في 2001، وعبد الكريم الطبال من المغرب في 2004، ونيني أوسندار من نيجيريا في 2008، وفامة ديان سين من السنغال في 2011، والمهدي أخريف من المغرب في 2011، وجوزي غيبو من ساحل العاج في 2014.
ومن أهم أعمال أمادو لامين صال «نعناع الشفق» (1979)، و«مثل جبل جليدي يلتهب» (1982)، و«المرأة البائسة والتائهة أو المستأجرة من العدم» (1988)، و«كاماندالو» (1990)، و«النبي أو القلب بادي الخبز» (1997)، و«أوديس عارية» (1998)، و«عروق برية» (2001)، و«لون النشوة» (2005)، و«حلم بامبو» (2010).
من جهتها، قالت لجنة تحكيم «جائزة بلند الحيدري للشعراء العرب الشباب»، في دورتها السادسة، التي ترأسها الشاعر والأكاديمي البحريني علي عبد الله خليفة، وعضوية الشعراء والأكاديميين، مها العتوم (الأردن)، وأمال موسى (تونس) ومحمد بودويك ومحمود عبد الغني ومزوار الإدريسي (المغرب)، وكذا محمد بن عيسى الأمين العام لـ«مؤسسة منتدى أصيلة»، إن قرارها منح الجائزة، مناصفة، للشاعرة المغربية نسيمة الراوي والشاعر التونسي محمد العربي، جاء بعد «ترشيحات مختلفة ونقاشات مسهبة بصدد التجارب الشعرية العربية الجديدة»، مشيرة إلى أنها اختارت منح التجربتين معاً الجائزة؛ سعياً منها إلى «تكريم نموذجين من أكثر الأصوات الشعرية العربية حضوراً، ووعداً برؤى فنية وأسلوبية، تمثل تنويعات مقنعة في الشعرية العربية اليوم، كما أن في تكريس المناصفة انحياز للتعدد الفني والأسلوبي والنوعي التي يمثل إحدى ركائز الجائزة التي استحدثتها مؤسسة منتدى أصيلة لتحفيز الشعراء العرب الشباب».
وأبرزت اللجنة أن الشاعرة نسيمة الراوي، المولودة بتاريخ 28 أبريل (نيسان) 1998، بالرباط، قد «زاوجت بين كتابة الشعر والرواية، وأصدرت أول دواوينها أواسط العقد الأول من الألفية الثالثة، بعنوان (شغب الكلمات) 2007، وألحقته بديوان (قبل أن تستيقظ طنجة) 2012، ثم رواية (تياترو ثرفنتيس) 2017. وقد اشتملت تجربتها الشعرية على حساسية أخاذة، وعمق فني، كما عرفت أعمالها انتشاراً ملحوظاً، وحضر صوتها على نحو منتظم داخل المشهد الشعري المغربي على قصر عمر تجربتها».
وفيما يخص الشاعر محمد العربي، المولود بمدينة نابل بالشمال الشرقي لتونس، بتاريخ 29 يناير (كانون الثاني) 1985، وينتمي إلى الجيل الشعري الجديد، أشارت اللجنة إلى أنه «واحد من الذين تميزوا في تجربة قصيدة النثر في هذا البلد العربي، ومن الأصوات الأكثر انتشاراً وتداولاً، بالنظر إلى ما تضمنته نصوصه من نفس إبداعي جذاب، وطاقة تعبيرية ناضجة، تجربة جمع بعض نصوصها في ديوان أول حمل عنوان (حتى لا يجرك العطر) 2014، ثم في ديوان ثان بعنوان (القتلة ما زالوا هنا) 2017».



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».