21 موقعاً لاستبدال الرخص الدولية بأخرى محلية ... وتوقعات بمشاركة 30% من النساء في القيادة

من مبادرة «توكلي وانطلقي» (أ.ف.ب)
من مبادرة «توكلي وانطلقي» (أ.ف.ب)
TT

21 موقعاً لاستبدال الرخص الدولية بأخرى محلية ... وتوقعات بمشاركة 30% من النساء في القيادة

من مبادرة «توكلي وانطلقي» (أ.ف.ب)
من مبادرة «توكلي وانطلقي» (أ.ف.ب)

إضافة إلى العوامل والآثار الإيجابية اجتماعياً والتي سيعكسها تطبيق قرار قيادة المرأة السعودية للسيارة بعد منتصف الليلة، سيسهم اقتصادياً أيضاً في تخفيف العبء المالي على الأسرة السعودية، والتي تتفاوت فيه الاسر بقدرتها المالية على توظيف سائق للعائلة، مع العلم أن تكلفة السائق تتراوح ما بين 1000 ريال (266 دولار) و1800 ريال (480 دولار)، وهو الامر الذي يزيد من المتطلبات المالية على الأسرة، اضافة الى تكلفة الاستقدام، التي لا تقل عن 15 الف ريال (4 الاف دولار) كحد ادنى.
وتعد المرأة السعودية جزء اساسي من اهتمامات رؤية 2030، ومن عرابها الامير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، والتي تستهدف رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل، والاستمرار في تنمية مواهبها واستثمار طاقاتها، وتمكينها من الحصول على الفرص المناسبة للإسهام في تنمية المجتمع والاقتصاد. وهي من ضمن اهتمامات هذه الرؤية، التي وضعت ضمن أهدافها رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل، والاستمرار في تنمية مواهبها واستثمار طاقاتها، وتمكينها من الحصول على الفرص المناسبة للإسهام في تنمية المجتمع والاقتصاد ورفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 22 في المائة إلى 30 في المائة الشيء الذي سيتناسب إلى حد كبير مع مشاركتها الحقيقية في مجتمعها.
يأتي هذا القرار ضمن مسيرة الاصلاح تقودها السعودية، حيث لن تسمح «الرياض» بأن تكون وهي عضو في مجموعة العشرين الدولة الوحيدة في العالم التي لا تسمح بقيادة المرأة للسيارة، حيث كان منع المرأة في الفترة الماضية لأسباب اجتماعية بحتة وتم تتجاوزها، ضمن جهود بذلت خلال العامين الماضيين، عبر حوارات ونقاشات واسعة بين طلبة العلم والمفكرين، في حين عملت القيادة على تعجيل هذا القرار ايماناً منها بأهمية ذلك.
ويتواكب القرار مع الاهتمام التي اولته السعودية لتعزيز وتمكين المرأة اجتماعياً واقتصاديا، والتي كان من ضمنها حضور المرأة في مجلس الشورى، والذي يعتبر الأعلى عالميا مقارنة بالمجالس المماثلة، وتمكين المرأة لقيادة السيارة والاهتمام الكبير الغير مسبوق بها في «رؤية 2030» دليل على ايمان القيادة بالمرأة السعودية ودورها الفاعل والايجابي في المجتمع وعلى كافة الاصعدة.
وجرى تجهيز 21 موقعاً لاستبدال الرخص الأجنبية المعتمدة برخص قيادة سعودية، وذلك في 19 مدينة بالبلاد، حيث جهزت تلك الصالات والميادين لاستقبال طالبي الاستبدال، ويتم التأكد من صحة الرخصة ومدى قدرة من يرغب استبدالها على القيادة من خلال إجراء تقييم للقيادة.
الى ذلك رجّح مسؤول في مجلس الغرف السعودية، توفيراً في ميزانية كل أسرة سعودية بمقدار 30 ألف ريال (8 ألف دولار) في حال الاستغناء عن السائق الوافد، وتوفير الرسوم التي يتم دفعها عند استقدامه إضافة إلى الأموال التي تصرف لتوفير متطلباته.وتوقّع سعيد البسامي نائب رئيس اللجنة الوطنية اللوجستية في مجلس الغرف السعودية في تصريحات لـ»الشرق الأوسط»، أن تبلغ نسبة النساء اللاتي يقدن المركبات نحو 30 في المائة من إجمالي النساء في السعودية.وأضاف أن تواصلاً يتم بشكل أسبوعي لرصد المردود والعوامل الإيجابية التي ستنتج عن قيادة المرأة للمركبات إضافة الى رصد حركة السوق.
ورأى أن الأيام الأولى من تطبيق قرار قيادة المرأة للمركبة لن يواكبه موجة مرتفعة من قيادة المرأة لعوامل عدة منها ترقب وضع الطرق ومدى ملاءمتها، وتعامل الجهات المختصة في حال وقوع حادث لسائقة، إضافة إلى استيفاء بعض النساء الشروط المعمول بها في البلاد، معتبراً أن من سيقود المركبة من النساء هنّ اللواتي لديهن خبرات سابقة في القيادة خارج البلاد، وصاحبات الحاجة مثل الموظفات اللواتي لا تسمح ظروفهن المادية باستقدام سائقين والتكفل بالرواتب.وأشار البسامي إلى وجود شركة متخصصة في صيانة المركبات بدون الحاجة إلى نقل المركبة إلى المكان المخصص للصيانة، إضافة إلى أنها تقدم الخدمات الكهربائية كافة وغيرها التي تحتاجها المركبة، كإصلاح الإطارات وخدمات التكييف والصيانة للمركبة.


مقالات ذات صلة

التويجري: الإصلاحات التشريعية مكّنت المرأة السعودية

الخليج التويجري أكدت مضي السعودية قدماً في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقيات حقوق الإنسان (واس)

التويجري: الإصلاحات التشريعية مكّنت المرأة السعودية

عدّت الدكتورة هلا التويجري رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية، تمكين المرأة تمكين للمجتمع كونه حقاً من حقوق الإنسان، مبيّنة أن الإصلاحات التشريعية جاءت ممكّنة لها.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق تشكل النساء نسبة 33 % من فريق مفتشي البيئة وقادته في «محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية» (الشرق الأوسط)

الجولة رقم 5000 في محمية «محمد بن سلمان الملكية» بإشراف «العنقاوات»

سيّرت «هيئة تطوير محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية» الجولة رقم 5000. بإشراف أول فريق نسائي من مفتشي البيئة في السعودية، والأكبر في الشرق الأوسط.

غازي الحارثي (الرياض)
رياضة سعودية المقاتِلة السعوية خلال احتفالها بالتأهل (الشرق الأوسط)

السعودية «سمية» إلى نهائي بطولة العالم للكيك بوكسينغ

تأهلت اللاعبة السعودية سمية منشي إلى الدور النهائي من بطولة العالم للكيك بوكسينغ، والمُقامة حالياً في أوزبكستان.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
الاقتصاد رئيسة لجنة تمكين المرأة في التعدين (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 03:13

السعودية تعتزم إنشاء أول جمعية للمرأة في المعادن

كشفت رئيسة لجنة تمكين المرأة في التعدين رنا زمعي أن اللجنة تعمل حالياً على تأسيس اللبِنة الأولى وبناء واستكمال متطلبات تأسيس جمعية المرأة في المعادن.

آيات نور (الرياض)
يوميات الشرق رحيل رائدة الفن السعودي صفية بن زقر

رحيل رائدة الفن السعودي صفية بن زقر

غيّب الموت، أمس، رائدة الفن السعودي صفية بن زقر، التي أطلق عليها البعض اسم «موناليزا الحجاز».

عبير مشخص (جدة)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».