ماذا حدث داخل مقهى تونسي في لندن خلال مباراة إنجلترا؟

مشاعر متناقضة بين الإنجليز والتوانسة .. لكن الحزن خيم على الغالبية في النهاية

ماذا حدث داخل مقهى تونسي في لندن خلال مباراة إنجلترا؟
TT

ماذا حدث داخل مقهى تونسي في لندن خلال مباراة إنجلترا؟

ماذا حدث داخل مقهى تونسي في لندن خلال مباراة إنجلترا؟

عانى الحاضرون في مطعم أدامز من مشاعر متناقضة فعلى جانب هناك تجمع صغير للجماهير التونسية وهي هنا لتشجيع منتخب بلادها أما على الجانب الآخر فهذه مجموعة من أهل لندن يحتسون الشراب أمام مباراة لكرة القدم.
عندما تخطئ انجلترا تظهر كلمات التشجيع والمساندة وعندما ترتكب تونس خطأ تظهر سخرية "كل ذلك من ضمن الخطة" وبعد فترة يصبح من الصعب تحديد ولاء كل من الحاضرين.
وقبل 30 عاما أسس التونسي بوقرة وزوجته الانجليزية فرانسيس هذا المطعم في ضاحية شيبردز بوش وهو بمثابة ملتقى التونسيين في لندن.
ويبلغ عدد التونسيين في المملكة المتحدة نحو ثمانية آلاف وهو رقم صغير مقارنة بالمغاربة والجزائريين ويعتبر مطعم بوقرة مكانا جيدا للحديث عن الرياضة والسياسة بالإضافة إلى ضمان تناول الكسكسي الشهي.
وقال سامي تونسي الذي يعيش في لندن منذ 15 عاما ويعمل مع هيئة السياحة التونسية قبل المباراة "اعتقد أن انجلترا ستفوز بهدف أو هدفين دون رد. نحن سريعون للغاية وننطلق في الهجمات المرتدة سريعا لكننا نفتقر للتركيز. نهدر العديد من الفرص وفي اخر عشر دقائق سننهار".
وأشار سامي إلى أن المنتخب الوطني اكتسب أهمية كبيرة للغاية في تونس في السنوات الأخيرة.
وأضاف "إنه واحد من الأسباب القليلة التي تجمعنا كتونسيين، منذ الثورة (في 2010) زادت البطالة ونسبة التضخم وعدم المساواة. نتابع المنتخب الوطني من أجل بعض الإثارة"
ومع تحول قاعة الطعام الرئيسية إلى طاولة واحدة كبيرة وأعلام البلدين معلقة على الحائط يكاد المطعم أن يمتلئ مع حلول انطلاقة المباراة.
بعد عشر دقائق يحضر شابان وهما يرتديان قميص نادي الأفريقي التونسي لأخذ أخر مقعدين ويصل عضو البرلمان عن المنطقة بعد ذلك بخمس دقائق لكنه يضطر للمشاهدة واقفا.
تبدأ المباراة وسط شعور جماعي بالارتباك فانجلترا أهدرت العديد من الفرص الخطيرة وهنا أصبح الولاء منقسما بين التونسيين بشكل واضح.
بالطبع هم يريدون فوز منتخبهم الوطني لكنهم يعرفون الإنجليز جيدا ليتعاطفوا مع آلامهم وفي وقت من المباراة يرتفع الصراخ "هيا يا آلي. هيا... امنحنا فرصة".
عندما أحرز هاري كين هدفه الأول تأخذ المجموعة الإنجليزية الصغيرة الحاضرة الأمر على محمل الجد.
سألت سامي هل يتأثر التونسيون بنتائج منتخبهم أم يتعاملون مع الأمر براحة؟
وأجاب "ردود أفعالنا تتشابه مع انجلترا في بعض الأحيان. عندما نخسر يكون الأمر مؤلما. ستكون هناك محاولة لإلقاء اللوم على شخص ما وفي المعتاد هو المدرب".
تحصل تونس على أول ركلة ركنية في الدقيقة 21 ومن هنا تزيد الثقة.
ويرتفع أحد الأصوات من الخلف "هذا جيد. هذه هي تونس. مرروا الكرة".
في هذا الوقت يتجول بوقرة ذهابا وإيابا في الغرفة مرتديا قميص المنتخب التونسي لكنه مغطى بعلم سانت جورج (علم انجلترا).
وانطلقت الأهازيج من الجزء الهادئ من الغرفة – حيث يجلس آباء الحاضرين – عندما أحرزت تونس ركلة الجزاء.
"الخطة" بدأت تعمل وفيما تبقى من الشوط الأول كانت هناك دائما مطالب ساخرة باحتساب "ركلة جزاء" كلما كانت الكرة بالقرب من منطقة جزاء المنتخبين بعد نهاية الشوط الأول حان وقت الطعام التونسي اللذيذ.
وتقابل بوقرة وزوجته فرانسيس في باريس حيث كان يعيش في ذلك الوقت لكنهما سعيدان بالاستقرار في إنجلترا وقال بوقرة إن هذا ما يشعر به أغلب المغتربين التونسيين.
وأضاف "في لندن ومانشستر التمييز العنصري أقل من بقية القارة. الفرنسيون من أصل تونسي الذين جاؤوا للعمل في بنوك لندن لم يكن ليحصلوا على الفرصة في بلادهم على الإطلاق".
في الشوط الثاني يظهر تشجيع كل من في الغرفة عندما يشارك ماركوس راشفورد وزادت التشجيع عندما سدد أشلي يانج ركلة حرة فوق العارضة.
ويزيد التعاطف في كل مرة تفشل فيها هجمة لإنجلترا ويصبح من الصعب فهم ماذا يحدث في الغرفة لكن في النهاية يتضح كل شيء.
عندما حسم هاري كين الفوز خيم الصمت على ثلاثة أرباع الحاضرين في الغرفة.


مقالات ذات صلة

ليما يحيي آمال الإمارات في العودة للمونديال بعد 36 عاماً

رياضة عالمية فابيو ليما (رويترز)

ليما يحيي آمال الإمارات في العودة للمونديال بعد 36 عاماً

تحوّل فابيو ليما البرازيلي المولد رمزاً لحملة الإمارات لما يمكن أن يكون صعودها لكأس العالم لكرة القدم بعد غياب 36 عاماً، بتسجيله 4 أهداف بالفوز الساحق على قطر.

«الشرق الأوسط» (دبي)
رياضة عربية سون هيونغ مين (أ.ف.ب)

سون قائد كوريا الجنوبية: علينا التعلم من منتخب فلسطين

أشاد سون هيونغ مين، قائد كوريا الجنوبية، بصلابة الفريق الفلسطيني، بعدما منح مهاجم توتنهام هوتسبير فريقه نقطة بالتعادل 1 - 1.

«الشرق الأوسط» (عمان)
رياضة عالمية فرحة لاعبي الأرجنتين بهدف مارتينيز (أ.ف.ب)

تصفيات كأس العالم: الأرجنتين تبتعد في الصدارة... والبرازيل تتعثر بنقطة الأوروغواي

قاد المهاجم لاوتارو مارتينيز المنتخب الأرجنتيني إلى الفوز على ضيفه البيروفي بهدف دون رد، الثلاثاء، في الجولة الـ12 من تصفيات أميركا الجنوبية.

«الشرق الأوسط» (مونتيفيديو)
رياضة عربية فابيو ليما (رويترز)

ليما بعد الخماسية في قطر: الإمارات قدَّمت أفضل أداء في التصفيات

قال فابيو ليما مهاجم الإمارات، إن مباراة بلاده مع قطر في المرحلة الثالثة من التصفيات الآسيوية لكأس العالم لكرة القدم 2026 كانت الأفضل.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
رياضة عربية شين تاي-يونغ (أ.ف.ب)

مدرب إندونيسيا: الفوز على «الأخضر» يمنحنا الثقة في بلوغ كأس العالم

يثق شين تاي-يونغ مدرب إندونيسيا في أن الفوز المفاجئ 2-صفر على السعودية، في جاكرتا أمس (الثلاثاء) سيمنح فريقه فرصة حقيقية في بلوغ كأس العالم لكرة القدم 2026.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟