«عيد الموسيقى» يحوّل ساحات بيروت وأدراجها إلى مسارح مفتوحة

حفلات تنتشر من شمال لبنان إلى جنوبه

«عيد الموسيقى» يحوّل ساحات بيروت وأدراجها إلى مسارح مفتوحة
TT

«عيد الموسيقى» يحوّل ساحات بيروت وأدراجها إلى مسارح مفتوحة

«عيد الموسيقى» يحوّل ساحات بيروت وأدراجها إلى مسارح مفتوحة

تعبق ساحات وأدراج العاصمة بيروت بالموسيقى والأغاني العربية والغربية لتتحول إلى مسارح مفتوحة في الهواء الطلق تستقبل كل من يرغب في الاحتفال بـ«عيد الموسيقى» في 21 يونيو (حزيران). فانطلاقاً من وسط بيروت وبالتحديد من ساحة النجمة والآثار الرومانية والواجهة البحرية يوم الخميس القادم، ومروراً بشوارع مار مخايل والجميزة والأشرفية وصولاً إلى منطقتي الحمراء وكليمنصو سينبض قلب «ست الدنيا» بالموسيقى وبأصوات مغنين اتخذوا من هذه المناسبة موعداً سنوياً يخاطبون خلاله الآخر بلغة عالمية إنْ عزفاً على آلات البيانو والغيتار والإيقاع والساكسوفون، وإنْ غناءً لأعمال فنية «ع البال»، وأخرى تحاكي شباب اليوم بتغليفتها «التكنو».
وابتداءً من السابعة والنصف مساء، ستفتح تلك الأماكن أبوابها أمام الجميع مجاناً ليستمتع روادها بمقاطع من موسيقى البوب و«الإلكترو بوب» و«الفيوجن» و«إلكترو شرقي» و«الروك» وغيرها من أنواع الموسيقى، التي تلعبها مباشرة في عروض موسيقية حية فرق موسيقية لبنانية معروفة كـ«آسيد آراب» و«ليموناد» و«مدرسة الفنون لغسان يمين»، إضافة إلى لوحات فنية أخرى يقودها الـ«دي جي» جو حداد وفريق «بيتلاليبوس» لأغاني الراب و«إن سانيتي كيو» لموسيقى الروك.
أما محبو الموسيقى الغربية من نوع «نيرفانا» و«غوريلاز» و«ذا كيور» فهم على موعد معها أيضاً ابتداءً من الثامنة مساء ودائماً يوم الخميس وذلك في شارع مار مخايل الذي يستضيف أيضاً الموسيقيَّين فادي طبال وإلياس مارون.
أجواء العيد هذه التي ينظمها ككل سنة «المركز الثقافي الفرنسي» ستطال مناطق أخرى خارج العاصمة في بلدات ومدن شمالية وبقاعية وجنوبية ومتنية.
ففي منطقة بعبدا وانطلاقاً من بلدة الكحالة سيتسنى لمحبي عزف آلات الإيقاع أن يرافقوا فريق «الجبابرة» في رحلة موسيقية يتخللها أيضاً أداء أغنيات عربية وغربية مع إيليا مكرزل وماريبيل بجاني المعروفة بأغانٍ من نوع البوب وذلك في 29 الجاري. أما في مجمع «باكيارد» التجاري في الحازمية وفي 23 من هذا الشهر سيكون محبو الموسيقى الكلاسيكية على موعد مع عزف متنوع لفريق «ليبام باند» ومن نوع البوب لدالي غانا. تقابلها في الموعد نفسه حفلات أخرى في شارع جاندارك في منطقة الحمراء لفريقي «جامعة البلمند الموسيقي» و«طيارة ورق».
وفي منطقة البقاع ستعمّ مدينة زحلة في 22 يونيو الجاري، وانطلاقاً من (بارك جوزيف سكاف) التي تتوسطها حفلات موسيقية وغنائية لـ«شبيبة البردوني» و«نيفر مايند» و«فرقة معي» وغيرها، أجواء الفرحة والبهجة بالأغاني المنوعة لهذه الفرق. أما في مدينة بعلبك وأمام مبنى «المركز الثقافي الفرنسي» فيها فستنطلق أجواء العيد مساء 24 الجاري مع فرق فنية عديدة بينها «أبسالينسكي» و«قطعة من الفن» و«الكماندجاتي» إضافة إلى فريق «بيت أطفال الصمود» الموسيقي.
وفي منطقة الشوف تنطلق أجواء الاحتفالات بهذه المناسبة العالمية من بلدة دير القمر في 23 الجاري مع الموسيقي المعروف زياد سحاب وفريق «طنجرة» و«الكمانجاتي». وفي منطقة معاصر الشوف الموازية لها وفي ظلال أشجار محمية أرز الشوف سيُمضي اللبنانيون أوقاتاً فنية مميزة مع فرقتي «سألك» و«بأم» وذلك في الليلة نفسها (23 يونيو). أما الحفلات الموسيقية في منطقة كسروان وبالتحديد في بلدة زوق مكايل فستتخللها عروض موسيقية لـ«عالبكلة» و«يمن الحاج» و«عمر أشقر» و«غزل البنات» المشهورة بعزفها الذي يمزج ما بين النغمتين الشرقية والغربية. وفي مدينة صيدا الجنوبية التي تفتح أبواب «متحف الصابون» وأسواقها القديمة حتى ساعة متأخرة من مساء 22 و23 الجاري أمام الجميع فسيقدم الدكتور فراس عبد الله (اختصاصي موسيقى شرقية) مقاطع موسيقى كلاسيكية يتخللها عزف على العود في اليوم الأول، بينما تتشارك فرق «روى صعب» و«أرجوان» و«بيس أوف آرت» في تقديم حفل موسيقى مميز في أسواق صيدا القديمة احتفالاً بالمناسبة في اليوم التالي.
وتنطبع بلدة ضبية المتنية مساء 21 الجاري (ليلة العيد) بأجواء موسيقية غربية تتنوع ما بين عزف على البيانو وموسيقى الجاز والبوب، إضافة إلى حفلات أخرى تنقل إلينا النغمتين الهندية والعربية وذلك في مقهى «زيرو4».
13 بلدة وقرية في مناطق لبنان، إضافة إلى العاصمة بيروت ستغني مجتمعة بكل لغات العالم في «عيد الموسيقى»، وابتداءً من 21 الجاري حتى 29 منه وبعيداً عن الأجواء السياسية وهموم الحياة اليومية، التي يعيشها أبناؤه باقي أيام السنة، ستكون الفرصة متاحة أمام اللبنانيين للتنقل من بلدة إلى أخرى والتمتع بفنون الموسيقى التي تُرضي بتنوعها جميع الأذواق.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.