معرض الثقافة السعودية في موسكو ينقل الصورة مباشرة إلى الجمهور

داخل المعرض الثقافي السعودي
داخل المعرض الثقافي السعودي
TT

معرض الثقافة السعودية في موسكو ينقل الصورة مباشرة إلى الجمهور

داخل المعرض الثقافي السعودي
داخل المعرض الثقافي السعودي

تدرس هيئة الثقافة في السعودية خططاً لتوسيع التعاون مع روسيا في المجال الثقافي، وفق ما قال أحمد المزيد، مدير الهيئة في حديث لـ«الشرق الأوسط»، في ختام معرض حول الثقافة السعودية، نظمته الهيئة في موسكو مؤخراً. وكشف المزيد عن برنامج لإرسال الطلاب والطالبات السعوديات، لدراسة الموسيقى وصناعة الرسوم المتحركة والسينما، إلى دول متطورة في هذه المجالات. وقال المزيد، إن العمل في هذا المجال بدأ حالياً مع الولايات المتحدة وأوروبا «وننظر إلى روسيا واليابان ودول أخرى»، مؤكداً أن الهيئة تسعى إلى إطلاق عمل يقوم على شراكات مع الدول. وبالنسبة لروسيا، قال إن العمل يجري لشراكة معها في مجال الموسيقى الكلاسيكية، ولفت في هذا السياق إلى أن فرقة أوركسترا مسرح مارينسكي بقيادة المايسترو الروسي صاحب الشهرة العالمية، فاليري غيرغييف، قدمت حفلة في السعودية، هي الأولى لها على مستوى الخليج العربي. ونوّه إلى نقاش سيجري مع الجانب الروسي حول تنظيم أيام الثقافة الروسية في المملكة والعكس، وتطوير برامج ثقافية مشتركة خلال أيام السنة، مثل تنظيم حفلات لفنانين روس في المدن السعودية ولفنانين سعوديين في المدن الروسية، وغيرها من فعاليات ثقافية متبادلة.
وشهد معرض الثقافة السعودية في موسكو، إقبالاً واسعاً، وحضوراً لافتاً لم يقتصر على المواطنين الروس، وشمل كذلك مواطنين ومواطنات أجانب، وصلوا روسيا ضمن جيوش من عشاق كرة القدم، لمتابعة المونديال. وعبّر الدكتور أحمد المزيد، المدير التنفيذي للهيئة الثقافية في المملكة العربية السعودية، عن سعادته لنتائج المعرض، وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «نحن سعداء لتقبل الجمهور الروسي، وفوجئنا لإقبالهم على القهوة العربية وعلى الحناء، حيث وقفت الروسيات في طوابير لنقش رسومات بالحناء، والخط العربي، واهتمامهم الكبير بالفعاليات الموسيقية والرقص، حتى أنهم يرقصون مع الفرقة».
وأشار المزيد إلى أن تاريخ العلاقات بين المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية عريق وقديم، ويعود إلى نحو 90 عاماً، وقال إن «العلاقات بين البلدين متنوعة، سياسية واقتصادية وثقافية. والعلاقات الثقافية تتعدى دوماً المسائل السياسية»، وأكد على التعاون بين البلدين في هذا المجال، وأعاد إلى الأذهان المعرض الثقافي الذي جرى تنظيمه خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين، إلى روسيا خريف العام الماضي، وقال إن «المعرض الثقافي يقرّب وجهات النظر، ويعطي الجمهور الروسي فرصة لرؤية السعودية بنفسه، وليس كما يسمع عنها عبر وسائل الإعلام ويتذوقها ويلامسها مباشرة من كل جوانبها»، موضحاً أن «الهدف من فعاليات كهذه هي أن نصل للجمهور مباشرة». وأشار إلى خطط مستقبلية تجري دراستها، وتهدف إلى «منح الآخرين فرصة كي يتعرفوا على كل شيء عن المملكة بشكل مباشر»، وتشتمل تلك الخطط على مشروعات، مثل عرض أفلام أجنبية جرى تصويرها في السعودية، أو أفلام سعودية شاركت في مهرجانات عالمية.
وبالعودة إلى فعاليات المعرض الثقافي، كان لافتاً توجه غالبية الفتيات الروسيات، بعد الجولة العامة على المعرض، نحو القسم الخاص بفن الرسم بالحناء. ووقفت كثيرات بانتظار دورهن للحصول على رسم من يد فنانة قادمة من المملكة تعرض أصول هذا النوع من الفن. وعبّرت كثيرات عن سعادتهن للحصول على رسم جميل. آرينا، شابة في العشرين من عمرها، قالت لـ«الشرق الأوسط»: «أنا مهتمة بالشرق والعالم العربي، لكنها المرة الأولى التي أزور فيها معرضاً يتحدث عن المملكة العربية السعودية، وقد وجدت لنفسي الكثير من المعلومات المفيدة خلال تجوالي على أقسامه»، وأضافت مبتسمة: «بصورة خاصة أعجبني الرسم بالحناء، والموسيقى كذلك، إنها موسيقى حية تجبرك على الرقص».
أما داشا، الشابة الجامعية التي تدرس في معهد الاستشراق، فقد أكدت أن «المعرض ترك الكثير من الانطباعات الإيجابية، ومع أنه لدي تصور حول الحياة في المملكة بحكم طبيعة دراستي، إلا أنني أزور معارض كهذه، لأعمق معرفتي وأوسعها. وقد وجدت لنفسي الكثير من المعلومات المفيدة في هذا المعرض». وعبّرت داشا أيضاً عن إعجابها بصورة خاصة بالرسم بالحناء، وعرض الموسيقى التقليدية الذي قدمته الفرقة السعودية خلال المعرض.



مشاجرة «مدرسة التجمع» تثير غضباً وانتقادات في مصر

وزارة التربية والتعليم في مصر (صفحة الوزارة على فيسبوك)
وزارة التربية والتعليم في مصر (صفحة الوزارة على فيسبوك)
TT

مشاجرة «مدرسة التجمع» تثير غضباً وانتقادات في مصر

وزارة التربية والتعليم في مصر (صفحة الوزارة على فيسبوك)
وزارة التربية والتعليم في مصر (صفحة الوزارة على فيسبوك)

أثارت مشاجرة وتلاسن بين فتيات في إحدى المدارس الخاصة الدولية بالتجمع الخامس (شرق القاهرة) غضباً وانتقادات، وطرحت تساؤلات حول مستوى التربية والتعليم، خصوصاً في المدارس الدولية التي يتطلّب الالتحاق بها مبالغ مالية كبيرة.

الواقعة -حسب ما رصدها متابعون نشروا مقاطع فيديو لها على «السوشيال ميديا»- جرت بين طالبة وثلاث طالبات، ويُظهر الفيديو جانباً من المعركة بين الطالبات، وإطلاق الشتائم بألفاظ نابية، في حين يقف زملاؤهن في حلقة مكتفين بمشاهدة المشاجرة.

وأصدرت المدرسة بياناً، السبت، بخصوص الواقعة، معلنةً أنها حدثت بعد نهاية اليوم الدراسي. وأوضحت في البيان أنه تمّ فصل الطالبات الثلاث اللاتي اعتدين على الطالبة، وتطبيق العقوبات الواردة في لائحة الانضباط الطلابي على الطلاب الذين صوّروا الواقعة والتفاعل معها بشكل سلبي. وأكد البيان أن المدرسة تحمّلت مسؤولياتها منذ اللحظة الأولى؛ حيث تمّ فض الشجار وتقديم الإسعافات الأولية إلى الطالبة المصابة، وسماع شهادتها وإخطار ولي أمرها، والتحقيق في الواقعة بالاستعانة بكاميرات المراقبة.

وعلّق كثير من مستخدمي «السوشيال ميديا» على تلك المشاجرة، وعدّوها دليلاً على تدهور مستوى التعليم، خصوصاً في المدارس الخاصة التي يحظى فيها الطلبة والطالبات بتعليم متميز ذي طابع دولي، كونهم ينتمون إلى طبقة ميسورة.

وكتب السيناريست المصري عبد الرحيم كمال، على حسابه في «فيسبوك»، معلقاً على المشاجرة: «ما حدث في مدرسة التجمع عار على التعليم كله في مصر».

كما كتب مصطفى عمار، رئيس تحرير جريدة «الوطن» المصرية، معلقاً على صفحته في «فيسبوك»، أن حادث مدرسة التجمع يكشف عن «أزمة غياب الأخلاق»، داعياً وزير التربية والتعليم إلى أن يكون هذا الحدث دافعاً لوضع خطة لتدريس مادة الأخلاق والمواطنة بالمدارس كلها من المرحلة الابتدائية إلى الثانوية، وتكون مادة نجاح ورسوب، متسائلاً عن إمكانية إلزام المدارس الدولية بتدريس تلك المادة.

وكتب صاحب حساب موثق على «فيسبوك» باسم «أحمد خالد»، أن ما يحدث في مدرسة التجمع «الإنترناشيونال» التي تتطلّب أموالاً كثيرة جداً، من سباب نابٍ وتكسير أنف طفلة في الصف السادس الابتدائي من زميلتها في الصف الثالث الثانوي، والأولاد الذين اكتفوا بتصوير الواقعة دون التدخل؛ كل ذلك يؤكد أن المسألة ليست لها علاقة بالأموال و«الكمبوندات» التي تدل على مستوى اجتماعي عالٍ، ولكن يُعيدنا إلى مسألة التربية والأخلاق.

وأصدرت وزارة التربية والتعليم المصرية بياناً حول الواقعة، ووجّه الوزير محمد عبد اللطيف بإرسال لجنة، الأحد، للتحقيق في واقعة التعدي على طالبة بمدرسة خاصة دولية بالقاهرة واتخاذ الإجراءات كافّة حيال المسؤولين عنها، وذلك في إطار الفيديو المتداول حول واقعة التعدي على طالبة في إحدى المدارس الخاصة الدولية بمحافظة القاهرة.

وأعلن المتحدث الإعلامي باسم وزارة التربية والتعليم، شادي زلطة، أن الوزير محمد عبد اللطيف أكد تعامل وزارة التربية والتعليم بحسم مع مثل هذه الظواهر، مشدداً على أن الدور التربوي للمدرسة يأتي في مقدمة الأولويات، ولا ينفصل عن تقديم منظومة تعليمية جيدة. وشدد الوزير على متابعته لنتائج التحقيق في الواقعة واتخاذ الإجراءات المناسبة كافّة حيال المسؤولين عنها، وفق بيان الوزارة.

وارتفع عدد المدارس الدولية في مصر من 168 مدرسة عام 2011 إلى 785 مدرسة في عام 2020، وفق تقرير لوزارة التربية والتعليم في عام 2021، وهو العام الذي شهد افتتاح 20 مدرسة أخرى خاصة، وحسب تقارير رسمية فقد كان عدد الملتحقين بالتعليم ما قبل الجامعي في مصر 22.5 مليون تلميذ في عام 2022، من بينهم 2.5 مليون طالب بالمدارس الخاصة، ووصل عدد الطلاب في عام 2024 إلى 28.5 مليون تلميذ، وفق بيان للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر.