صراع مستمر في المحاكم بين جينا لولو بريجيدا وابنها

رفع دعوى لإعلانها غير مؤهلة للتصرف بثروتها

جينا لولو بريجيدا (غيتي)
جينا لولو بريجيدا (غيتي)
TT

صراع مستمر في المحاكم بين جينا لولو بريجيدا وابنها

جينا لولو بريجيدا (غيتي)
جينا لولو بريجيدا (غيتي)

ما زالت المتاعب القضائية تلاحق الممثلة الإيطالية جينا لولو بريجيدا التي أشرفت على الحادية والتسعين من العمر، والتي تواجه معركة في المحاكم منذ أربع سنوات ضد ابنها الوحيد ميلكو سكوفيتش وحفيدها ديمتري حول ثروتها التي تُقدّر بنحو 70 مليون دولار. وبعد أن كان القضاء قد صرف النظر في الدعوى التي قُدّمت لإعلانها غير مؤهلة للتصرف بثروتها، رفع الابن والحفيد دعوى أخرى ضد مساعدها آندريا بيازّولا، البالغ من العمر ثلاثين عاماً، ويرافقها كظلّها، بتهمة التحايل عليها، والتحكم بقراراتها والاغتناء على حسابها.
ويحاول أفراد من عائلة النجمة الإيطالية التي تصدّرت، إلى جانب صوفيا لورين وكلاوديا كاردينالي، المشهد السينمائي الإيطالي حتى تسعينات القرن الماضي، منعها من التصرف بأملاكها وأموالها، بحجة فقدانها التوازن العقلي ورجاحة القرار، عبر تقارير طبية وشهادات لمحللين نفسانيين انضمّ إليهم مؤخراً زوجها السابق الإسباني خافيير ريغاو، وهو أيضاً من جيل حفيدها.
وتفيد آخر الأنباء أن القاضي المكلّف إجراء التحقيقات الأولية في روما، قرر المصادرة الاحترازية لأموال بيازولّا غير المنقولة التي يتصرف بها شخصياً عبر ثلاث شركات أقنع الممثلة بأن تكلّفه إدارتها. ويتهمه المدّعيان بجمع ثروة كبيرة من أموال الممثلة وتبذيرها، وإقناعها ببيع شقّتين في أحد الأحياء الراقية بروما.
وكان الابن الوحيد للممثلة الإيطالية المولود عام 1957 من زواجها بالطبيب السلوفيني ميلكو سكوفيتش، قد لجأ عدة مرات إلى القضاء في السابق لمنع والدته من التصرف بثروتها عندما تزوجت من الإسباني ريغاو الذي يصغرها بأربعين عاماً. أما بيازولّا فقد بدأت علاقته ببريجيدا منذ 6 سنوات عندما بدأ يعمل سائقاً لها وهو في الرابعة والعشرين من عمره وهي في الرابعة والثمانين، وتطورت العلاقة إلى أن أصبح مساعدها ومستشارها الخاص.
وترفض بريجيدا ادّعاءات الاتهام بأنها ليست سيدة قرارها، ولا تملك القدرة العقلية الكافية للتصرف بصواب، وتؤكد أنها تتحرك بحُريّة متى وإلى أين شاءت، وتقول: «ألتقي بمن أريد من الأصدقاء والمعارف متى شئت... وعندما يكون الطقس جميلاً أستقلّ طائرة الهليكوبتر وأذهب إلى سردينيا».
وكانت جينا لولو بريجيدا قد دشّنت في فبراير (شباط) الماضي في مدينة لوس أنجليس النجمة التي تحمل اسمها في شارع النجوم بهوليود، وتواظب على الظهور في برامج تلفزيونية إيطالية، كان آخرها منذ أسبوعين؛ نفت خلاله أن تكون تتعرض لأي ضغوط من مستشارها ومساعدها. وقالت إن ابنها هو الذي ابتعد عنها عندما رفض مرافقتها إلى هوليود، وإنه هو الذي يمنعها من رؤية حفيدها الذي اختار مهنة التمثيل المسرحي والسينمائي على خطاها.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».