السلطة الفلسطينية تقمع بالقوة متظاهرين سلميين وسط رام الله

إدانات واسعة للضرب والسحل والاعتقالات ومطالبات بالتحقيق... و{فتح} تنتقد {المؤامرة}

متظاهرون يحاولون تفادي دخان قنابل الغاز  التي ألقاها أفراد الأمن الفلسطيني (إ.ب.أ)
متظاهرون يحاولون تفادي دخان قنابل الغاز التي ألقاها أفراد الأمن الفلسطيني (إ.ب.أ)
TT
20

السلطة الفلسطينية تقمع بالقوة متظاهرين سلميين وسط رام الله

متظاهرون يحاولون تفادي دخان قنابل الغاز  التي ألقاها أفراد الأمن الفلسطيني (إ.ب.أ)
متظاهرون يحاولون تفادي دخان قنابل الغاز التي ألقاها أفراد الأمن الفلسطيني (إ.ب.أ)

فرّقت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، بالقوة، متظاهرين خرجوا وسط رام الله، للمطالبة برفع العقوبات عن غزة، وتعهد الحراك القائم على المظاهرات وفصائل ومنظمات المجتمع المدني، بمواصلة المسيرات تأكيداً على حقهم في التعبير عن أنفسهم.
وأطلقت الأجهزة الأمنية الفلسطينية الغاز المسيل للدموع، ورشت رذاذ الفلفل، وضربت بالهراوات الكثير من المشاركين، بينهم فتيات. وتدخل عناصر أمن بالزي المدني، وشاركوا بضرب وسحل متظاهرين، في مشاهد أثارت ردود فعل كبيرة وغاضبة.
وقُمعت المسيرة السلمية تنفيذاً لقرار سابق صادر عن مستشار الرئيس لشؤون المحافظات، بمنع منح تصاريح لتنظيم مسيرات أو تجمعات خلال الفترة الحالية.
وقررت الرئاسة منع المظاهرات، بعد أن نفذ حراك «رفع العقوبات»، مدعوماً من فصائل ونشطاء وأسرى سابقين ومحامين وصحافيين، مظاهرتين سابقتين للمطالبة برفع العقوبات التي فرضتها السلطة الفلسطينية على غزة، ودفع رواتب الموظفين كاملة.
وهاجمت الأجهزة الأمنية مسيرة الأربعاء بالقوة، ونجحت في تفريق المتظاهرين قبل أن يتجمعوا مرة ثانية، فتهاجمهم مجدداً، في معركة استمرت نحو ساعتين، وتخللها مشاركة عناصر أمنية بالزي المدني ومناصرين للسلطة في ضرب المتظاهرين.
واعتقلت السلطة نحو 60 متظاهراً ثم أفرجت عنهم بعد ساعات.
وقال متظاهرون لـ«الشرق الأوسط»، إن عناصر أمنية بالزي المدني شاركوا في اعتقالهم، وإنهم ضربوا أثناء خلال ذلك، وفي السجون قبل أن يطلق سراحهم. وأدان مسؤولون فلسطينيون وفصائل ومؤسسات حقوقية الاستخدام المفرط للقوة تجاه المتظاهرين، كما أعلنت نقابة الصحافيين الفلسطينيين مقاطعة أخبار الحكومة الفلسطينية والأجهزة الأمنية، محتجة بشدة على الاعتداء على صحافيين أثناء المظاهرة.
واستنكرت حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية «استخدام الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت من قبل قوات الأمن الفلسطينية لتفريق المتظاهرين، الذين خرجوا للتعبير عن تضامنهم مع شعبنا في قطاع غزة»، قائلة إنه «أمر مستهجن وغير مقبول».
وأضافت عشرواي «إن هذا السلوك غير المبرر، يعد انتهاكاً صارخاً للحق في حرية التعبير والتجمع السلمي، ويتعارض تماماً مع المبادئ المنصوص عليها في القانون الفلسطيني الأساسي، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، الذي انضمت إليه دولة فلسطين في أبريل (نيسان) 2014».
كما انتقد النائب في المجلس التشريعي قيس عبد الكريم (أبو ليلى): «القرارات والممارسات البوليسية المشينة التي أقدمت عليها أجهزة السلطة لقمع الحراك السلمي». وقال أبو ليلى «إن المشهد المعيب الذي شهدناه في رام الله، شكل جرحاً غائراً في ضمير كل وطني مخلص، وساهم في تعميق الهوة بين القيادة وبين الشعب، وهو لذلك يصب الماء في طاحونة المحاولات المستميتة من جانب أميركا وإسرائيل لفبركة قيادة بديلة مطواعة تتساوق مع مؤامرة (صفقة القرن)».
وشجب أبو ليلى الاعتداء على المتظاهرين السلميين، بمن فيهم النساء، بالضرب والسحل والشتائم البذيئة، وقنابل الغاز والصوت، ومصادرة الهواتف، والاعتقال غير القانوني. ودعا إلى محاسبة المسؤولين عن ذلك.
وانضم كثير من المسؤولين والشخصيات والصحافيين والمثقفين لمنتقدي السلطة.
كما رفضت هيئات حقوقية تصرفات الأجهزة الأمنية.
وأدانت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان «ديوان المظالم»، الاستخدام المفرط للقوة، ورصدت الهيئة «استخدام الهراوات وإطلاق قنابل الغاز والقنابل الصوتية، والاعتداء على المشاركين بالركل العنيف بالأرجل، والضرب في مختلف أنحاء الجسم، علاوة على سحل عدد من المتظاهرين في الشوارع واعتقالهم».
كما وثقت الهيئة دخول أفراد بالزي المدني بأعداد كبيرة، بعضهم لا ينتمي إلى الأجهزة الأمنية، وسط المتظاهرين واعتدوا على المشاركين. وطالبت الهيئة بمحاسبة ومساءلة من أعطى الأوامر وتسبب في قمع المتظاهرين. وقالت، إن مشاركة أشخاص ممن لا ينتمون إلى أجهزة الأمن ولا يتمتعون بصفة الضبط القضائي في قمع المسيرة، يعتبر سابقة خطيرة ويعرّض السلم الأهلي للخطر. وطالبت النيابة العامة مباشرة التحقيق في هذا الموضوع. كما طالبت الهيئة بفتح حوار وطني شامل بأسرع وقت، لمناقشة الأوضاع الداخلية والخارجية الصعبة والدقيقة التي تمر بها فلسطين، وتغليب لغة العقل والمصلحة الوطنية على لغة التحريض والتخوين.
وحمّل المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، الحكومة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عما حدث، وطالب المركز بتشكيل لجنة تحقيق محايدة، وتحديد الجهات التي أعطت الأوامر بقمع المتظاهرين.
ومن الداخل الفلسطيني (أراضي 48)، طالب ناشطون وحقوقيون الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالتوقف عن قمع المتظاهرين.
ورفضت غالبية الفصائل الفلسطينية الاعتداء على المتظاهرين وأدانته، في حين شهدت مواقع التواصل الاجتماعي عاصفة من النقاش حول الأمر.
وقالت «حماس»، إن السلطة تواصل سياسة القمع. وقالت الجبهة الشعبية، إن ما حدث جريمة. وأدانت الجهاد الإسلامي بأشد العبارات الاعتداء على العزل. ورفضت الديمقراطية القمع البوليسي. ودافع حزب الشعب والمبادرة الوطنية عن حق المتظاهرين المكفول.
لكن حركة فتح قالت، إن ما يحدث في الضفة، يأتي ضمن «ضغوطات إسرائيلية - أميركية وداخلية مدعومة من (حماس) لثني القيادة الفلسطينية عن موقفها الرافض لصفقة العار». وأضافت، إن «المؤامرة لن تمر بالمطلق».
وأكد المتحدث الرسمي باسم حركة فتح أسامه القواسمي وعضو المجلس الثوري، أن «الرئيس وحركة فتح كانوا وما زالوا الأحرص على أبنائنا في غزة، وأن محاولات (حماس) بـ(ارتداء ثوب الإنسانية) ما هو إلا تناقض مع ما تقوم به منذ انقلابها وحتى يومنا هذا بحق أهلنا وشعبنا في القطاع».
وقال القواسمي «إن محاولات التركيع للقيادة الفلسطينية لقبول صفقة العار ستبوء بالفشل»، موجهاً رسالة لكل من وصفهم بـ«المغرر بهم من أبناء شعبنا»، تقول «إن ما يجري مؤامرة حقيقية مرتبطة بموقف الرئيس الصلب أمام المشروع الأميركي الإسرائيلي التصفوي».



القمع الحوثي يزداد ضراوة بالتوازي مع تصاعد الحملة الأميركية

زعيم الحوثيين يحشد أسبوعياً أتباعه في مسعى لاستعراض التأييد لتصعيد الجماعة العسكري (أ.ب)
زعيم الحوثيين يحشد أسبوعياً أتباعه في مسعى لاستعراض التأييد لتصعيد الجماعة العسكري (أ.ب)
TT
20

القمع الحوثي يزداد ضراوة بالتوازي مع تصاعد الحملة الأميركية

زعيم الحوثيين يحشد أسبوعياً أتباعه في مسعى لاستعراض التأييد لتصعيد الجماعة العسكري (أ.ب)
زعيم الحوثيين يحشد أسبوعياً أتباعه في مسعى لاستعراض التأييد لتصعيد الجماعة العسكري (أ.ب)

فيما اعترف زعيم الجماعة الحوثية في اليمن بتلقي 1200 غارة جوية وقصف بحري خلال 6 أسابيع من الحملة التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، كثفت الجماعة من أعمال القمع ضد السكان بتهم التخابر مع واشنطن لا سيما في صنعاء وصعدة والحديدة، وفق ما وثقته تقارير حقوقية يمنية.

وفي حين اعترف مسؤولون أميركيون بإسقاط الجماعة سبع مسيّرات خلال ستة أسابيع تبلغ قيمتها نحو 200 مليون دولار، تواصلت الحملة الجوية في ختام أسبوعها السادس مستهدفة مواقع مفترضة للجماعة المدعومة من إيران في صنعاء وعمران والحديدة ومأرب.

وكان ترمب أمر ببدء حملة ضد الحوثيين المدعومين من إيران في 15 مارس (آذار) وتوعدهم بـ«القوة المميتة» في سياق سعيه لإرغامهم على التوقف عن تهديد الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، والكف عن مهاجمة إسرائيل تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

وبحسب إعلام الجماعة، استهدفت الضربات ليل الخميس - فجر الجمعة، محافظات الحديدة وصنعاء ومأرب وعمران، دون التطرق إلى حجم الخسائر العسكرية، على مستوى العتاد والعناصر، ضمن سياسة التعتيم التي تنتهجها الجماعة للحفاظ على معنويات أتباعها.

مقاتلة تقلع من حاملة طائرات أميركية لضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)
مقاتلة تقلع من حاملة طائرات أميركية لضرب الحوثيين في اليمن (الجيش الأميركي)

وذكر الإعلام الحوثي أن سلسلة غارات لم يذكر عددها ضربت جزيرة كمران، في حين استهدفت غارة واحدة مديرية الصليف التابعة لمحافظة الحديدة.

كما استهدفت غارتان مديرية بني حشيش شرقي صنعاء وغارات أخرى مواقع في مديريتي مناخة والحميمة الداخلية في الريف الغربي صنعاء؛ إذ يعتقد أنها دمرت شبكات اتصال وغرف قيادة وسيطرة ومستودعات أسلحة.

وامتدت الضربات إلى مديرية حرف سفيان في محافظة عمران (شمال صنعاء) وصولاً إلى اعتراف الجماعة بتلقي أربع غارات في مديرية مدغل شمالي غرب مأرب، حيث يرجح أنها استهدفت ثكنات وقدرات عسكرية.

1200 ضربة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، أقر بتلقي 1200 غارة جوية وقصف بحري، زاعماً أنها لم تؤثر على قدرات جماعته العسكرية.

وتدعي الجماعة أنها مستعدة لمواجهة «طويلة الأمد» مع واشنطن، فيما يرجح مراقبون يمنيون أنها تعرضت لخسائر كبيرة على صعيد العتاد والعناصر خلال الأسابيع الستة الماضية، بما في ذلك خطوطها الأمامية مع القوات الحكومية في مأرب والحديدة والجوف.

دخان يتصاعد في صنعاء إثر ضربة أميركية على موقع مفترض للحوثيين (إ.ب.أ)
دخان يتصاعد في صنعاء إثر ضربة أميركية على موقع مفترض للحوثيين (إ.ب.أ)

وكانت أشد الضربات قسوة هي التي دمرت قبل أكثر من أسبوع ميناء رأس عيسى النفطي شمال الحديدة، ضمن سعي واشنطن لتجفيف موارد الجماعة من استيراد الوقود وبيعه في مناطق سيطرتها.

وتحدث الحوثيون عن مقتل أكثر من 215 شخصاً وإصابة أكثر من 400 آخرين من المدنيين منذ منتصف مارس الماضي، وزعم القطاع الصحي التابع لهم أن من بين القتلى نساء وأطفالاً، فيما لم يتم التحقق من هذه المعلومات من مصادر مستقلة.

وكانت الجماعة تلقت نحو ألف غارة وضربة جوية في عهد الرئيس جو بايدن بين 12 يناير (كانون الثاني) 2024، و20 يناير 2025، قبل أن تتوقف على إثر هدنة غزة المنهارة بين إسرائيل وحركة «حماس».

وفي حين تصدر الجماعة بيانات شبه يومية تزعم فيها مهاجمة القوات الأميركية في البحر الأحمر والبحر العربي، أطلقت 14 صاروخاً باليستياً باتجاه إسرائيل منذ 17 مارس الماضي، دون التسبب في أي إصابات مؤثرة، إلى جانب تبني إطلاق عدد المسيرات خلال المدة نفسها.

مسيرة أميركية ادعى الحوثيون إسقاطها العام الماضي (إعلام حوثي)
مسيرة أميركية ادعى الحوثيون إسقاطها العام الماضي (إعلام حوثي)

وإلى ذلك، أسقط الحوثيون سبع طائرات مسيّرة أميركية من طراز «ريبر»، بقيمة تتجاوز 200 مليون دولار، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤولين عسكريين أميركيين، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.

وأشار المسؤولون إلى أن ثلاثاً من هذه الطائرات تم إسقاطها خلال أسبوع واحد، في تطور لافت لقدرات الحوثيين في التعامل مع المسيرات، التي كانت تنفذ طلعات هجومية ومهام مراقبة فوق الأراضي اليمنية.

تصاعد الانتهاكات

في ظل تصاعد الحملة الأميركية، كثفت الجماعة من أعمال القمع ضد المدنيين في مناطق سيطرتها بتهمة العمل لصالح الجيش الأميركي.

وبحسب تقرير للشبكة اليمنية للحقوق والحريات، داهمت الجماعة 532 منزلاً ومحلاً تجارياً في محافظات صعدة، وصنعاء، والحديدة، وإب، وذمار، واعتقلت واختطفت نحو 212 شخصاً خلال 20 يوماً.

عنصر حوثي خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيم الجماعة (إ.ب.أ)
عنصر حوثي خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وأوضحت الشبكة الحقوقية أنه منذ مطلع أبريل (نيسان) وحتى العشرين من الشهر ذاته، شن الحوثيون حملة مداهمات واسعة طالت منازل المواطنين والبسطات والمحلات التجارية في عدد من المحافظات اليمنية بتهم التخابر وإرسال إحداثيات مواقعها للجيش الأميركي.

وأكدت الشبكة تلقي بلاغات من مناطق سيطرة الحوثيين، أفادت بمصادرة الأجهزة التي تصدر إشارات، وبحظر استخدام بعض التطبيقات الذكية، وسحب كاميرات المراقبة من الشوارع، إضافة إلى العودة لاستخدام أجهزة اتصالات قديمة حصلت عليها الجماعة من إيران عام 2014، وذلك خوفاً من تكرار سيناريو «البيجر» في لبنان.

وكثفت الجماعة - بحسب التقرير - من مراقبة الاتصالات والتجسس على قيادات قبلية وسياسية، بما في ذلك المتحالفة معها، خشية من الانشقاقات أو تسريب المعلومات للخصوم. كما فرضت رقابة مشددة على القيادات المجتمعية، وبدأت باستفزاز قبائل غير موالية، خصوصاً في البيضاء ومحيط صنعاء، بهدف إيجاد ذرائع للهجوم عليها لاحقاً.

الجماعة الحوثية متهمة بشن حملة اعتقالات واسعة بذريعة ملاحقة المتعاونين مع الجيش الأميركي (إ.ب.أ)
الجماعة الحوثية متهمة بشن حملة اعتقالات واسعة بذريعة ملاحقة المتعاونين مع الجيش الأميركي (إ.ب.أ)

واتهم التقرير الحقوقي الحوثيين بنقل عدد من المختطفين والسجناء إلى أماكن تستخدم لتخزين الأسلحة، في محاولة لاستخدامهم دروعاً بشرية، وهي - بحسب الشبكة - «جريمة إنسانية لا تسقط بالتقادم، وتعكس مدى الرعب والارتباك الذي تعيشه الجماعة مع قرب نهاية مشروعها».

وحمّلت الشبكة الحقوقية الحوثيين، المسؤولية القانونية والأخلاقية إزاء ما يتعرض له المختطفون من تعذيب واستخدامهم دروعاً بشرية، داعية إلى اتخاذ إجراءات فورية وجادة لحماية اليمنيين من إرهاب الجماعة.

ويربط الحوثيون توقف هجماتهم بإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وإدخال المساعدات، في حين لا يوجد سقف زمني واضح حتى الآن لنهاية حملة ترمب، وسط تكهنات لا تستبعد دعم واشنطن حملة برية تقودها القوات الحكومية اليمنية لإنهاء نفوذ الجماعة العسكري.