أقمشة بتكنولوجيا النانو لحماية اللاجئين من تقلبات المناخ

ابتكرها باحث مصري من مصادر طبيعية

خضع القماش للغسيل 20 مرة ولم يؤثر ذلك على كفاءته في مقاومة الميكروبات
خضع القماش للغسيل 20 مرة ولم يؤثر ذلك على كفاءته في مقاومة الميكروبات
TT

أقمشة بتكنولوجيا النانو لحماية اللاجئين من تقلبات المناخ

خضع القماش للغسيل 20 مرة ولم يؤثر ذلك على كفاءته في مقاومة الميكروبات
خضع القماش للغسيل 20 مرة ولم يؤثر ذلك على كفاءته في مقاومة الميكروبات

تمكن باحث مصري بالمركز القومي للبحوث، من إنتاج أقمشة ملائمة لتصنيع خيام اللاجئين، كونها مقاومة للبلل والبكتريا. واستخدم د.محمد الرافعي، أستاذ الصناعات النسيجية، بالمركز في تصنيعها تكنولوجيا النانو، والتي سمحت بتدعيم الأقمشة برقائق صغيرة في حجم النانو تؤدي أغراضا وظيفية.
ويقول الرافعي لـ«الشرق الأوسط»: «الوظائف التي يؤديها القماش الجديد هي مقاومة الابتلال والبكتريا، ولكل وظيفة مواد في حجم النانو تم تدعيم الأقمشة بها، وهي الرقائق الفضية وجزيئات الشمع، وكليهما تم استخلاصهما من مصادر طبيعية في البيئة المحلية».
واستخلصت الرقائق الفضية من نباتات طبية مثل الكونيزا، وطحالب بحرية والعسل الأبيض، ووظيفتها مقاومة البكتريا، أما جزيئات الشمع فتقوم بمقاومة الابتلال.
وأجريت تجارب على المنتج الجديد بشركة مصر للصناعات النسيجية، وخلال هذه التجارب خضع القماش للغسيل 20 مرة، ولم يؤثر ذلك على كفاءته في مقاومة الميكروبات، وكان 50 جم من الرقائق الفضية كافيا وفق دراسة الجدوى لتغطية طن من القماش.
ويستعد الباحث للانتقال بهذا المنتج من مرحلة البحث العلمي إلى التطبيق العملي، مضيفاً: «لدي عروض أقوم بدراستها حاليا، لاختيار أفضلها من أجل إدخال هذه الأقمشة في تصنيع الملابس الرياضية، لكن آمل في استفادة أكبر تتخطى حدود الملابس إلى استخدامها في تقديم حل لمشكلات اللاجئين، لا سيما مع سقوط الأمطار.
وتسبب سقوط الأمطار أوائل شهر يونيو (حزيران) الحالي في معاناة آلاف اللاجئين السوريين في منطقة عرسال اللبنانية، وقالت تقارير صحافية إن أغلب الخيام في مخيمات عرسال مهترئة وغير صالحة لعزل الأمطار مما يسهل تجمع المياه بداخلها عند هطولها.


مقالات ذات صلة

تحذير من «فيضانات» بعد أمطار غزيرة ضربت غرب ليبيا

شمال افريقيا متطوعو الهلال الأحمر الليبي يحاولون إبعاد سيارة عالقة بالمياه في مدينة الزاوية (الهلال الأحمر)

تحذير من «فيضانات» بعد أمطار غزيرة ضربت غرب ليبيا

أغرقت مياه الأمطار شوارع عديدة في غرب ليبيا، كما طوقت محيط مستشفى ترهونة التعليمي، وعزلت عديد المنازل، وسط جريان أودية وتحذير من «فيضانات محدودة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تكنولوجيا أعلنت «غوغل» الأميركية ابتكار أداة ذكاء اصطناعي «جين كاست» قادرة على توفير توقعات متعلقة بالطقس على مدى 15 يوماً بدقة غير مسبوقة (متداولة)

«غوغل» تبتكر وسيلة ذكاء اصطناعي توفر توقعات جوية بدقة غير مسبوقة

أعلنت شركة غوغل الأميركية، اليوم الأربعاء، ابتكار أداة ذكاء اصطناعي قادرة على توفير توقعات متعلقة بالطقس على مدى 15 يوماً بدقة غير مسبوقة.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
بيئة رجل يركب دراجة هوائية في شارع غمرته المياه جنوب إسبانيا (أ.ف.ب)

إسبانيا تقرّ «إجازة مدفوعة لأسباب مناخية» في الظروف السيئة

أقرت الحكومة الإسبانية اليوم (الخميس) «إجازة مدفوعة لأسباب مناخية» لأربعة أيام لتجنب تنقل الموظفين في حال وجود تحذير بسبب سوء الأحوال الجوية.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
يوميات الشرق الأجواء الباردة شجعت السكان على التوجه إلى البراري ومناطق التخييم (واس)

موجة باردة مفاجئة تعيد حياة سكان الرياض إلى الأجواء الشتوية

شهدت العاصمة السعودية الرياض، ومعظم المناطق الوسطى من البلاد، تغييراً مفاجئاً في طقسها.

بدر الخريف (الرياض)
الولايات المتحدة​ طواقم تعمل على إزالة شجرة أسقطتها عاصفة قوية ضربت منطقة شمال غربي المحيط الهادئ بالولايات المتحدة (رويترز)

مقتل شخصين جراء عاصفة مميتة ضربت غرب أميركا

ضربت عاصفة قوية ولاية واشنطن الأميركية، اليوم (الأربعاء)، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن مئات الآلاف وتعطل حركة السير على الطرق ومقتل شخصين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».