لقطات من مؤتمر صحافي استثنائي

ترمب عرض وقف المناورات العسكرية مع سيول ومدح إمكانيات كوريا الشمالية الاقتصادية

لقطات من مؤتمر صحافي استثنائي
TT

لقطات من مؤتمر صحافي استثنائي

لقطات من مؤتمر صحافي استثنائي

رافق الرئيس الأميركي دونالد ترمب القمة التاريخية التي جمعته بزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بمؤتمر صحافي استثنائي، استعرض خلاله أهمية الاتفاق التاريخي الذي أبرمه الجانبان.
وعلى غرار معظم مؤتمراته السابقة، لم تخلُ أجوبة ترمب عن أسئلة الصحافيين الكثيرة من المفاجآت، من إعجابه بشواطئ كوريا الشمالية التي تشهد «تفجير مدافعها» إلى مقترحه العقاري لكيم جونغ أون، مروراً باحتمال تغييره رأيه في القمة ومصداقية كيم بعد 6 أشهر.
واستهل الرئيس الأميركي مؤتمره الصحافي بمقطع مصور يستعرض المستقبل الزاهر الذي قد تزخر به كوريا الشمالية، إذا اختار زعيمها «طريق السلام». وعلى خلفية قطارات سريعة وناطحات سحاب وتكنولوجيا متقدمة، خير فيلم من إنتاج شركة «دستيني» والبيت الأبيض الزعيم الكوري بين الانعزال والفقر من جهة، والازدهار والشعبية من جهة أخرى. وبلكنة أميركية، تساءل المقطع: هل سيختار هذا القائد أن يطور بلاده، ويصبح جزءاً من عالم جديد؟ هل سيصبح بطل شعبه؟ هل سيصافح يد السلام ويستمتع بازدهار لم يسبق أن شهده؟ أم أنه سيختار طريق العزلة؟
وعرض الفريق الأميركي هذا المقطع من 4 دقائق على الوفد الكوري، وقال ترمب إنه يستعرض إمكانيات كوريا الشمالية الاقتصادية، مشدداً على أن ازدهار هذه البلد في يد كيم. وأشاد الرئيس الأميركي بالاتفاق الذي وقّعه الزعيمان أمس، وكشف أن كيم أبلغه ببدء تدمير موقع لاختبار الصواريخ، وأضاف أن قمة أمس تمثل بداية لعملية صعبة، وقال إنه «أمام الزعيم كيم فرصة لتحقيق مستقبل رائع لشعبه. الجميع قادرون على شن حرب، لكن الشجعان فقط قادرون على تحقيق السلام».
وفي المؤتمر الذي استمر أكثر من ساعة، لم يبخل ترمب على «الزعيم» بعبارات المديح، وأشاد بقدرة كيم على قيادة بلاده منذ عمر الـ26 عاماً، ووصفه بـ«الموهوب للغاية»، مشيراً إلى أنه «مفاوض جيد جداً، قام بأول خطوة شجاعة نحو مستقبل أفضل لشعبه».
وقال ترمب إن المناقشات كانت «نزيهة مباشرة مثمرة»، وإن كيم «يريد القيام بما هو صحيح»، وأضاف: «نحن مستعدون لكتابة فصل جديد بين بلدينا»، معرباً عن الأمل في إنهاء الحرب الكورية رسمياً عما قريب. كما أعلن الرئيس الأميركي استعداده للتوجه «في الوقت المناسب» إلى بيونغ يانغ، ودعوة كيم إلى البيت الأبيض.
وفيما أعرب الرئيس الأميركي عن ثقته بالتزام الزعيم الكوري الشمالي بالاتفاق المبرم، عاد في آخر المؤتمر ليقول إنه قد يبدل رأيه بعد 6 أشهر، وأضاف أمام عشرات الصحافيين المبتسمين: «أعتقد صدقاً أنه سيقوم بهذه الأشياء. قد أكون مخطئاً، وقد أعود لأقف أمامكم بعد 6 أشهر وأقول: كنت مخطئاً. لا أعرف إن كنت سأعترف بذلك، لكنني سأجد مخرجاً».
ولم تتوقف المفاجآت عند هذا الحد، إذ كشف الرئيس الأميركي أنه سيوقف المناورات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية، ووصفها بـ«الاستفزازية جداً» حيال كوريا الشمالية، وهي عبارة عادة ما يكررها إعلام بيونغ يانغ للتنديد بـ«الإمبريالية الأميركية». وقال ترمب: «فيما نجري مفاوضات حول اتفاق شامل، كامل جداً، أعتقد أنه ليس من المناسب إجراء مناورات عسكرية»، مشيراً إلى أن من شأن ذلك «توفير كثير من الأموال».
وكانت بيونغ يانع قد ألغت في مايو (أيار) لقاء رفيع المستوى مع كوريا الجنوبية، للاحتجاج على مناورات «ماكس ثاندر» العسكرية السنوية التي يشارك فيها الجيشان الكوري الجنوبي والأميركي. وتشارك في مناورة «ماكس ثاندر» الجوية طائرات مطاردة أميركية «إف - 22» من نوع «رابتور»، التي ترى فيها كوريا الشمالية تهديداً بضربات قاسية، كما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
وبالموازاة مع ذلك، عبّر ترمب عن رغبته في سحب الجنود الأميركيين المنتشرين في كوريا الجنوبية في الوقت المناسب، مؤكداً في الوقت نفسه أن ذلك ليس جزءاً من المفاوضات مع بيونغ يانغ. وينتشر نحو 32 ألف جندي أميركي بصورة دائمة في هذا البلد.
وباغت هذا الإعلان حليفة واشنطن وجارة كوريا الشمالية. وقال المتحدث باسم الرئاسة الكورية الجنوبية: «يجب أن نفهم المعنى الدقيق ونيات الرئيس ترمب» بالإعلان عن وقف المناورات، لكنه لم يستبعد إمكانية «أن يبدو ذلك طريقة للمساعدة في حلحلة الوضع». وذكرت وكالة رويتر، نقلاً عن مسؤول كوري جنوبي، أنه تصور في بادئ الأمر أن ترمب «أخطأ التعبير». وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه: «صُدمت عندما وصف التدريبات بأنها (مستفزة)، وهي كلمة من المستبعد للغاية أن ينطق بها رئيس أميركي».
ويبدو أن سيول لم تكن الوحيدة التي فاجأها إعلان سيد البيت الأبيض، إذ ذكرت المتحدثة باسم القوات المسلحة الأميركية في كوريا أنها لم تتلق أي تعليمات بهذا الشأن. وقالت اللفتنانت كولونيل جنيفر لوفيت، المتحدثة باسم القوات الأميركية في كوريا، في بيان، إن القوات «لم تتلق أي توجيهات حديثة عن إجراء أو وقف التدريبات بالتنسيق مع شركائنا (الكوريين الجنوبيين)، سنواصل وضعنا العسكري الراهن حتى نتلقى توجيهات حديثة من وزارة الدفاع أو القيادة في المحيطين الهندي والهادي».
وأجرى الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن اتصالاً هاتفياً، استمر 20 دقيقة مع نظيره الأميركي بعد انتهاء القمة أمس، لكن التصريح الرسمي الصادر بشأن الاتصال لم يرد فيه أي ذكر للتدريبات العسكرية. ويتوجه وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اليوم، إلى سيول لتفسير نص الاتفاق وتصريحات الرئيس.
ولم تقتصر أجواء المؤتمر الصحافي على المديح فحسب، حيث أكد ترمب عند سؤاله حول الالتزام الغامض لكوريا الشمالية بـ«نزع كامل للسلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية»، أن «عمليات تفتيش ستجري»، وأن العقوبات ستبقى مطبقة ما لم يرفع «تهديد» الأسلحة الذرية. وستبدأ المفاوضات حول تطبيق هذا النص الأسبوع المقبل.
وقال ترمب: «سنرفع العقوبات عندما نتأكد أن الأسلحة النووية لم تعد عاملاً» مطروحاً، مضيفاً: «آمل أن يتحقق الأمر قريباً... وأنا أتطلع لرفعها في مرحلة ما». كما تطرق الرئيس الأميركي إلى قضية حقوق الإنسان، وقال إنه أثارها بشكل مختصر، وأوضح: «لقد تباحثنا في الموضوع اليوم. سنعمل على المسألة، وهي صعبة من عدة نواح».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».