«الرقابة المصرية» تتراجع عن منع فيلم للمخرج خالد يوسف

أصدرت قراراً بوقف عرض «كارما» ثم عدلت عنه

ملصق فيلم «كارما»
ملصق فيلم «كارما»
TT

«الرقابة المصرية» تتراجع عن منع فيلم للمخرج خالد يوسف

ملصق فيلم «كارما»
ملصق فيلم «كارما»

عدلت هيئة الرقابة على المصنفات الفنية المصرية عن قرارها بسحب ترخيص عرض فيلم «كارما» للمخرج والبرلماني خالد يوسف، قبل مرور 24 ساعة من اتخاذ القرار، لتنهي أزمة منع الفيلم بعد ردود أفعال السينمائيين المصريين القوية التي انتقدت سحب ترخيص عرض الفيلم الذي صدر قبل شهرين. وفوجئ صناع الفيلم ظهر الاثنين الماضي، وقبل ثلاثة أيام فقط من انطلاق موسم عيد الفطر السينمائي، بإصدار «الرقابة على المصنفات الفنية»، قرارًا بسحب ترخيص «كارما» الذي يعود به المخرج خالد يوسف إلى السينما بعد غياب 7 سنوات منذ آخر أفلامه «كف القمر» المعروض في 2011، حيث كان «يوسف» قد انشغل بتجربته السياسية التي نشطت مع ثورة يناير (كانون الثاني) وحتى انتخابه عضوا بمجلس النواب المصري 2014 وحتى الآن.
وأكد يوسف، خلال الفيديو الذي بثه عبر الصفحة الرسمية للفيلم بموقع «فيسبوك»: «الحمد لله حصلت على الترخيص بكامل الفيلم دون حذف أي كلمة، ليعرض في موعده بموسم عيد الفطر، ويقام العرض الخاص أيضا في موعده».
وحرص يوسف، على أن يتوجه بالشكر إلى كل من ساهم في حل الأزمة سريعا، وفي مقدمتهم مؤسسات الدولة السيادية التي تدخلت لحل الأزمة، وللبرلمان المصري ورئيسه وليس فقط تكتل (25 - 30) الذي ينتمي إليه، كما توجه بالشكر لـ«وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم»، وللإعلام المصري الذي انتصر لحرية الإبداع، ووجه شكرا خاصا لكل السينمائيين، وفي مقدمتهم لجنة السينما التي تقدمت باستقالتها ردا على منع الفيلم.
وتدور أحداث فيلم «كارما»، في إطار اجتماعي، حول شخصيتين يجسدهما الفنان عمرو سعد، الأولى، شاب مسلم يعيش بمنطقة شعبية، ويتعلق بحب فتاة مسيحية تجسدها الفنانة «زينة» ويتزوج منها رغم اعتراض الجميع، والشخصية الثانية لرجل أعمال معروف ومشهور، يقع في غرام مديرة أعماله وتجسدها الفنانة غادة عبد الرازق.
ورغم أن قرار سحب الترخيص تم إلغاؤه قبل مرور 24 ساعة على إعلانه، فإنه أثار جدلا واسعا في الأوساط السياسية والثقافية المصرية، حيث أعلنت لجنة السينما في المجلس الأعلى الثقافة استقالتها اعتراضا على قرار منع الفيلم، واصفة ما حدث بـ«الانهيار غير مسبوق في مناخ حرية الرأي والإبداع»، واتهمت «السلطات» بالاعتداء على القانون والدستور. وأشارت لجنة السينما في بيانها، الذي أعلنته مساء الاثنين بعد اجتماعها الطارئ، أن صناعة السينما تتعرض لكارثة، بصفتها أحد دعائم القوى الناعمة، دون أي تدخل من جهات الدولة لحمايتها ودعمها، وحفظ حق الفنان والمثقف في التعبير بحرية عما يراه الأفضل لوطنه ومجتمعه.
وخلال أزمة الفيلم التي لم تستمر طويلا، جمع عدد من السينمائيين والمثقفين المصريين توقيعات للتضامن مع المخرج خالد يوسف، مؤكدين أن قرار سحب الترخيص، نزل كالصاعقة على رؤوس السينمائيين والمثقفين المصريين والعرب، خاصة أنه صدر قبل ساعات من عرضه الخاص، وبعد أكثر من خمسين يوما من حصوله على الترخيص النهائي للعرض في 30 أبريل (نيسان) 2018.
من جانبها، قالت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية في بيان صحافي صباح أمس الثلاثاء، أن فيلم «كارما»، سوف يعرض في الموعد المقرر له بدور العرض السينمائي، مؤكدة على احترام الدولة لحرية الإبداع في شتي مجالات الفنون، والتزامها بأحكام الدستور الذي أكدت نصوصه على ترسيخ حرية الإبداع. وشددت عبد الدايم، على أنه لا إبداع من دون حرية وأن السينما المصرية ستظل ذاكرة الأمة، وترصد الظواهر السلبية والإيجابية في المجتمع وتقدم حلولا تخدم الوطن.
وكان الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، قد تعهد في الجلسة الصباحية للبرلمان المصري، بالسؤال حول أسباب ودوافع سحب هيئة الرقابة على المصنفات، الترخيص الخاص بفيلم «كارما»، وذلك تعقيباً على انتقادات عدد من النواب لقرار منع الفيلم. وأكد رئيس مجلس النواب: «إننا في دولة مؤسسات».
يُذكر أن فيلم «كارما» يشارك في بطولته عمرو سعد، وزينة، وغادة عبد الرازق، وخالد الصاوي، وسارة التونسي، ودلال عبد العزيز، وإيهاب فهمي، ومجدي كامل، وماهر سليم، وسارة نخلة.


مقالات ذات صلة

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

يوميات الشرق المخرج عدي رشيد مع بطل فيلمه عزام أحمد علي (الشرق الأوسط)

عُدي رشيد لـ«الشرق الأوسط»: لم أقرأ نصاً لغيري يستفزني مخرجاً

قال المخرج العراقي عُدي رشيد المتوج فيلمه «أناشيد آدم» بجائزة «اليسر» لأفضل سيناريو من مهرجان «البحر الأحمر» إن الأفلام تعكس كثيراً من ذواتنا.

انتصار دردير (جدة)
يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».