«عوالم خفية» وثّق متاعب الصحافيين وأعاد بريق عادل إمام

تناول كثيراً من القضايا الشائكة

مشهد من مسلسل «عوالم خفية»
مشهد من مسلسل «عوالم خفية»
TT

«عوالم خفية» وثّق متاعب الصحافيين وأعاد بريق عادل إمام

مشهد من مسلسل «عوالم خفية»
مشهد من مسلسل «عوالم خفية»

جذب مسلسل «عوالم خفية» بطولة الفنان عادل إمام، الانتباه بشدة منذ عرض حلقاته الأولى، لتناوله قضايا اجتماعية وسياسية وأصولية شائكة، ووثق المتاعب التي تواجه الصحافيين في مصر. ورغم الانتقادات التي واجهت المسلسل فإن «عوالم خفية» أعاد بريق «الزعيم» عادل إمام، مرة أخرى، بعد ضعف أعماله الدرامية الأخيرة في العامين الماضيين، وفق توصيف نقاد الفن في مصر.
كشف مسلسل «عوالم خفية» عن كثير من قضايا الفساد التي تحدث على أرض الواقع، في شكل قصة تم تأليفها على يد 3 من المؤلفين الجدد هم أمين جمال، ومحمد محرز، ومحمود حمدان، تحمل في طياتها كثيراً من الأمور الخفية التي تحدث في المجتمع، فهو مسلسل شامل يتناول المشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأخلاقية والثقافية، كل هذا في إطار من الإثارة والتشويق، مع لمحة من الكوميديا الموظفة في إطارها السليم ضمن الأحداث.
تدور أحداث العمل الدرامي حول الصحافي هلال كامل الذي يقوم بدوره النجم عادل إمام، وهو يعمل في جريدة «نبض الشعب» المعارضة، وأثناء شرائه بعض الكتب التي تباع على سور الأزبكية، يجد كتاباً قديماً يحمل اسم «عوالم خفية»، وعندما يفتح الكتاب ليقرأه يجد أنه عبارة عن مذكرات مكتوبة بخط اليد لفنانة تدعى مريم رياض، التي تقوم بدورها الفنانة رانيا فريد شوقي، والتي انتحرت أو قتلت بشكل غامض، وأثناء قراءته تلك المذكرات يكشف كثيراً من قضايا الفساد الموجودة في المجتمع، مثل قضية الأدوية الفاسدة، وخطف الأطفال والمتاجرة بهم وبأعضائهم، كما يتطرق إلى قضية التفكك الأسري وما يعقبها من مشكلات على الأولاد، وقضية التحرش بالإناث، وطرق توزيع المخدرات على الشباب، وكثير من المشكلات الموجودة بالفعل في المجتمع، حتى أنه تطرق لمشكلة حدثت بشكل حقيقي في الآونة الأخيرة، وهي قضية رفع علم المثلية (الرينبو) ضمن حفل تمت إقامته في مصر، وكشف الممول الحقيقي لهذا الحفل.
وعلى الرغم من جرأة صناع مسلسل «عوالم خفية» في مناقشة تلك القضايا الشائكة، فإنهم لم يسلموا من الانتقاد، فقد أرجع البعض قصة تلك الفنانة التي انتحرت في ظروف غامضة إلى أنها مأخوذة من قصة الفنانة الراحلة سعاد حسني.
وقالت شقيقتها جنجاه عبد المنعم لـ«الشرق الأوسط»، إن القصة مأخوذة من رواية لها حملت اسم «أسرار الجريمة الخفية»، وأثبتت من خلالها كيف قتلت شقيقتها الفنانة سعاد حسني وأنها لم تنتحر، وقالت: «قصة مقتل السندريلا (سعاد حسني) التي نشرتها أخيراً تتشابه إلى حد كبير مع قصة الفنانة (مريم رياض) الموجودة في مسلسل (عوالم خفية) بل تصل إلى حد التطابق، حتى اسم العمل متشابه مع اسم الرواية أيضاً».
وأضافت: «الحلقات الأولى من العمل متطابقة تماماً مع قصة الفنانة سعاد حسني، إذ انتحرت مريم رياض بعد إصابتها بالاكتئاب، وتم تصوير مشهد سقوط جثتها من الشُرفة، الذي يتطابق تماماً مع مقتل سعاد حسني، أيضاً فكرة كتابة مذكراتها متطابقة أيضاً، لذا اتخذت ضد صناع هذا العمل كل الإجراءات القانونية».
من جانبهم، قام مؤلفو العمل بالرد على شقيقة الفنانة سعاد حسني، في تصريحات صحافية، وقالوا: «إن قصة العمل لا تمت بأي صلة لقصة مقتل السندريلا، كما أن تفاصيل حياة الفنانة مريم رياض مختلفة تماماً عن حياة سعاد حسني، خصوصاً أن الأخيرة لم تنجب، بينما مريم رياض لها بنت وضعتها في دار للأيتام، وستفجر الحلقات المقبلة كثيراً من المفاجآت التي ستثبت صحة هذا الحديث».
وقالت الناقدة ماجدة خير الله لـ«الشرق الأوسط»: «مسلسل (عوالم خفية) مختلف تماماً عما قدمه الزعيم عادل إمام في السنوات الأربع السابقة، حيث تم تقديم قصة ودراما تكشف كثيراً من القضايا الخطيرة، كما أنه من خلال هذا العمل أعاد للصحافي مكانته، التي أغفل عنها كثيرون في الآونة الأخيرة، فمهمة الصحافي هي الكشف عن الحقائق ومواجهة الفساد الموجود في المجتمع، وهو ما فعله هلال كامل بطل العمل».
ولفتت: «هذا العمل أيضاً أعاد بريق الفنان عادل إمام من جديد، لأنه عمل مميز، والحبكة الدرامية مختلفة، تبعد كل البعد عن الكوميديا والفانتازيا الخفيفة التي اتسم بها الزعيم في الفترة الأخيرة، وهذه هي أسباب نجاح هذا العمل عن غيره من الأعمال السابقة له».


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

المدن والقرى السعودية ترسم «فرائحية العيد»... بالحديث والقديم

من مظاهر الفرح في العيد (أرشيفية - واس)
من مظاهر الفرح في العيد (أرشيفية - واس)
TT

المدن والقرى السعودية ترسم «فرائحية العيد»... بالحديث والقديم

من مظاهر الفرح في العيد (أرشيفية - واس)
من مظاهر الفرح في العيد (أرشيفية - واس)

حافظ السعوديون على مظاهر عيد الفطر السعيد التي كانت سائدة في الماضي، كما حرص المقيمون في البلاد من المسلمين على الاحتفال بهذه المناسبة السنوية وفق عاداتهم وتقاليدهم في بلدانهم، أو مشاركة السكان في احتفالاتهم بهذه المناسبة السنوية، علماً بأن السعودية تحتضن مقيمين من نحو 100 جنسية مختلفة.
ويستعد السكان لهذه المناسبة قبل أيام من حلول عيد الفطر، من خلال تجهيز «زكاة الفطر»، وهي شعيرة يستحب استخراجها قبل حلول العيد بيوم أو يومين، ويتم ذلك بشرائها مباشرة من محال بيع المواد الغذائية أو الباعة الجائلين، الذين ينتشرون في الأسواق أو على الطرقات ويفترشون الأرض أمام أكياس معبئة من الحبوب من قوت البلد بمقياس الصاع النبوي، والذي كان لا يتعدى القمح والزبيب، ولكن في العصر الحالي دخل الأرز كقوت وحيد لاستخراج الزكاة.
وفي كل عام يتكرر المشهد السائد ذاته منذ عقود في الاحتفال بعيد الفطر السعيد ومع حلوله اليوم في السعودية تستعيد ذاكرة السكان، وخصوصاً من كبار السن ذكريات عن هذه الفرائحية السنوية أيام زمان، وفق استعدادات ومتطلبات خاصة وبعض المظاهر الاحتفالية التي تسبق المناسبة.

السعوديون يحرصون على الإفطار الجماعي يوم العيد (أرشيفية - واس)

وحافظت بعض المدن والمحافظات والقرى والهجر في السعودية على مظاهر العيد التي كانت سائدة في الماضي؛ إذ حرص السكان على إبقاء هذه المظاهر ومحاولة توريثها للأبناء. ولوحظ خلال الأعوام الماضية حرص السكان على إحياء المظاهر الاحتفالية بعيد الفطر من خلال موائد العيد بمشاركة جميع سكان الحي، وتمثلت هذه المظاهر في تخصيص أماكن بالقرب من المساجد أو الأراضي الفضاء ونصب الخيام داخلها وفرشها بالسجاد ليبدأ سكان الأحياء بُعيد الصلاة بالتجمع في هذه الأماكن وتبادل التهنئة بالعيد، ثم تناول القهوة والتمر وحلاوة العيد، بعدها يتم إحضار موائد العيد من المنازل أو المطابخ، التي لا تتعدى الكبسة السعودية والأكلات الشعبية الأخرى المصنوعة من القمح المحلي، وأبرزها الجريش والمرقوق والمطازيز، علماً بأن ربات البيوت يحرصن على التنسيق فيما يتعلق بهذه الأطباق لتحقيق التنوع في مائدة العيد وعدم طغيان طبق على آخر.
ويحرص السكان على المشاركة في احتفالية العيد التي تبدأ بتناول إفطار العيد في ساعة مبكرة بعد أن يؤدي سكان الحي صلاة العيد في المسجد يتوجه السكان إلى المكان المخصص للإفطار، الذي يفرش عادة بالسجاد (الزوالي) مع وضع بعض المقاعد لكبار السن ليتسنى لهم المشاركة في هذه الاحتفالات وفي المكان يتم تبادل التهاني بالعيد وتناول القهوة والتمر وحلاوة العيد، وبعدها يبدأ إخراج موائد العيد من المنازل وتوزيعها على السفرة التي تفرش عادة في الساحات القريبة من المسجد أو في الأراضي الفضاء داخل الحي أو حتى في الشوارع الفرعية، كما تقيم إمارات المناطق والمحافظات إفطاراً في مقراتها في ساعة مبكرة من الصباح يشارك بها السكان من مواطنين ومقيمين.

الأطفال أكثر فرحاً بحلول العيد (أرشيفية - واس)

وبعد انتهاء إفطار العيد يتوجه أرباب الأسر مع عائلاتهم إلى الأقارب للتهنئة بالعيد ضمن اعتبارات تتعلق بأعمار المزارين ودرجة القرابة، حيث الأولوية لعمداء الأسر وكبار السن منهم، ولأن الساعة البيولوجية للسكان يصيبها الخلل خلال شهر الصوم، فإن البعض يحرص على أخذ قسط من الراحة قبيل صلاة الظهر أو بعدها، ثم يبدأ بعد العصر بزيارة الأقارب والأصدقاء حتى المساء، حيث يخيّم الهدوء على المنازل، ويحرص المشاركون في الإفطار على تذوق جميع الأطباق التي غالباً ما يتم إعدادها داخل المنازل، التي لا تتعدى أطباق الكبسة والجريش وأحياناً القرصان أو المرقوق أو المطازيز، خصوصاً في أيام الصيف، حيث كانت موائد العيد خلال الشتاء تزين بالأكلات الشعبية مثل الحنيني والفريك.
وفي الوقت الذي اختفت فيه بعض مظاهر العيد القديمة عادت هذه الأجواء التي تسبق يوم عيد الفطر المبارك بيوم أو يومين للظهور مجدداً في بعض المدن والقرى بعد أن اختفت منذ خمسة عقود والمتمثلة في المناسبة الفرحية المعروفة باسم العيدية، التي تحمل مسميات مختلفة في مناطق السعودية، منها «الحوامة» أو «الخبازة» أو «الحقاقة» أو «القرقيعان» في المنطقة الشرقية ودول الخليج، كما تم إحياء هذا التراث الذي اندثر منذ سنوات الطفرة وانتقال السكان من منازلهم الطينية إلى منازل حديثة، وقد ساهمت الحضارة الحديثة وانتقال السكان من الأحياء والأزقة الطينية في القرى والمدن في اختفاء هذا المظهر الفرحي للصغار في شهر رمضان ومع حلول العيد. يشار إلى أن المظاهر الاحتفالية لعيدية رمضان قبل عقود عدة تتمثل في قيام الأطفال بطرق الأبواب صباح آخر يوم من أيام رمضان وطلب العيدية التي كانت لا تتعدى البيض المسلوق أو القمح المشوي مع سنابله والمعروف باسم «السهو»، ثم تطور الأمر إلى تقديم المكسرات والحلوى، خصوصاً القريض والفصفص وحب القرع وحب الشمام والحبحب، وحلّت محلها هدايا كألعاب الأطفال أو أجهزة الهاتف المحمول أو النقود.