هزائم الساحل الغربي تدفع الحوثي لتوجيه سهامه إلى قيادات «المؤتمر»

المشاط هدّدهم بعد اتهامهم بالتقاعس عن تحشيد المقاتلين

TT

هزائم الساحل الغربي تدفع الحوثي لتوجيه سهامه إلى قيادات «المؤتمر»

دفعت حالة الهلع التي تسيطر على الميليشيات الحوثية بسبب تناقص أعداد مقاتليها وتساقط قادتها الميدانيين في جبهات الساحل الغربي وعلى مشارف مطار مدينة الحديدة، قادة الجماعة إلى استدعاء عدد من القادة البارزين في حزب «المؤتمر الشعبي» الخاضعين لها في صنعاء ووجهت لهم تهديدات وتهماً بالتقاعس العسكري وعدم التفاني في تحشيد المقاتلين.
وفيما أكدت مصادر أمنية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» فرار 350 شرطي مرور على الأقل كانت الميليشيات الحوثية استدرجتهم إلى الحديدة ودفعت بهم بالإكراه للقتال في جبهة الساحل الغربي، رفض العشرات من موظفي مصلحة الأحوال المدنية في صنعاء أوامر الجماعة للانضمام إلى الجبهات.
وفي ظل حالة الهلع المتصاعدة من اقتراب هزيمة الميليشيات وخسارتها للحديدة ومينائها الحيوي، أكدت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن رئيس مجلس حكم الجماعة الحوثية مهدي المشاط استدعى عدداً من كبار القيادات الخاضعين في حزب «المؤتمر الشعبي» وهددهم بالاعتقال ومصادرة الأموال، بعد أن اتهمهم بالتقاعس عن حشد أتباعهم إلى جبهات القتال. وقالت المصادر إن المشاط استدعى يحيى الراعي، القيادي في الحزب ورئيس مجلس النواب، إلى جانب رئيس حكومة الانقلاب غير المعترف بها، عبد العزيز بن حبتور، والنائب البرلماني والوزير لشؤون النواب والشورى في الحكومة نفسها، علي أبو حليقة، والقياديين في الحزب، هشام شرف المعين وزيرا لخارجية الجماعة، وعلي بن علي القيسي المعين من قبلها وزيرا للإدارة المحلية، حيث هدّدهم بالاعتقال ومصادرة الأموال، وتفجير المنازل، بعد أن تلفظ عليهم بكلمات نابية، واتّهمهم بأنهم متقاعسون عن حشد أتباعهم من عناصر إلى الحزب إلى جبهات القتال.
وذكرت المصادر نفسها، أن المشاط قال للقيادات في حزب «المؤتمر» مهدداً «إنكم تحلمون إذا كنتم تفكرون بأنكم ستنجون بأنفسكم وأموالكم، لأنكم تضعون قدما معنا وأخرى مع أعدائنا، فيما نحن نخسر كل شيء من الرجال والأموال، المطلوب أن تتحركوا وإلا فلا تلوموا إلا أنفسكم».
وبحسب المصادر، تعذّر القادة الخاضعون للميليشيات في حزب «المؤتمر الشعبي» بأنهم لم يتهاونوا في الحشد غير أن أغلبية أتباعهم ناقمون على الجماعة لجهة قتلها زعيم الحزب والرئيس السابق علي عبد الله صالح، قبل أن يتعهدوا للمشاط بأنهم سيكرسون جهودهم ميدانياً من أجل استقطاب المجندين ومحاولة إقناع أتباعهم من عناصر الحزب بالذهاب إلى جبهات القتال.
وبينما تعهد الراعي بتكثيف اتصالاته مع قيادات الحزب في صنعاء والمحافظات من أجل بذل جهود أكبر للتحشيد وجمع الأموال لصالح الجماعة، قالت المصادر إن القيادي في الحزب وعضو البرلمان علي أبو حليقة انصاع للتوجيهات الحوثية وغادر إلى مدينة إب حيث المحافظة التي ينتمي إليها من أجل تولي مهمة الحشد في المحافظة، بعد أن كان قادة الجماعة المحليون، ومعهم المسؤول العسكري المكلف من الميليشيات برئاسة لجنة التحشيد فؤاد العماد، فشلوا في إقناع السكان وعناصر حزب «المؤتمر الشعبي» في الانضمام إلى عناصرهم، باستثناء أعداد قليلة من الموالين للجماعة طائفيا.
وفي الوقت الذي أشارت المصادر الرسمية للجماعة الحوثية إلى وصول أبو حليقة إلى إب، ذكرت أنه حضر اجتماعا ليلياً، انضم إليه قيادات المؤسسات الحكومية ومديرو المديريات بحضور محافظ الجماعة والقيادي المحسوب على «المؤتمر» عبد الواحد صلاح، وقادة الميليشيات المحليون ورئيس لجنة الحشد فؤاد العماد، ورؤساء فروع حزب «المؤتمر» في 10 مديريات (السبرة، السياني، ذي السفال، بعدان، جبلة، الشعر، العدين، حزم العدين، فرع العدين، مذيخرة).
وقالت النسخة الحوثية من وكالة «سبأ» إن الأمسية الرمضانية التي انعقدت برئاسة من وصفته بوزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى علي أبو حليقة والمحافظ عبد الواحد صلاح: «ناقشت الإجراءات الكفيلة بتنفيذ خطة التعبئة والتحشيد للجبهات».
وفي حين تستبعد المصادر نجاح تحركات أبو حليقة للتحشيد إلى جانب الحوثيين في أوساط حزب المؤتمر الشعبي في إب بسبب الرفض الشعبي للوجود الحوثي في المحافظة، ذكرت أن القيادي علي بن علي القيسي، تعهد للمشاط بالقيام بدور مماثل في محافظة حجة، حيث مسقط رأسه، غير أنه طلب تعاون محافظ الميليشيات ووكلائه لإنجاح المهمة، وهو ما حدث بالفعل بعد أن استدعاهم المشاط للاجتماع في صنعاء مع القيسي. وطبقا للمصادر، تعلل القيادي هشام شرف، المعين وزيراً لخارجية الميليشيات، بأنه شخص مدني ولا سلطان له على أبناء منطقته في محافظة تعز لتحشيدهم، لكنه تعهد بأن يبذل جهودا مكثفة عبر القنوات الدبلوماسية الخارجية، على حد زعمه، من أجل استدرار عطف المنظمات الدولية للضغط عبر حكوماتها لوقف معركة الحديدة، والتحذير من آثارها الإنسانية.
ومنذ مقتل الرئيس السابق علي صالح، فضل الكثير من القيادات في حزبه البقاء في صف الميليشيات الحوثية، طمعا في المناصب والأموال أو خوفا على حياتهم وأقاربهم وأموالهم، في حين نجح الكثير منهم في الإفلات من قبضة الجماعة ومغادرة صنعاء إلى مناطق سيطرة الشرعية أو إلى خارج البلاد.
على صعيد آخر، أكدت مصادر أمنية في صنعاء، طلبت عدم الإشارة إلى هويتها، خوفا من بطش الحوثيين، أن نحو 350 شخصا من عناصر شرطة المرور تمكنوا من الهرب من جبهة الساحل الغربي، بعد يومين فقط من استدراج الميليشيات الحوثية لهم بالقوة إلى الحديدة، إثر إقناعهم بأنهم سيشاركون فقط في تنظيم المظاهرة التي كانت حشدت لها الجماعة من صنعاء ومن محافظات أخرى، الجمعة الماضي، من أجل إحياء الذكرى السنوية للمناسبة الخمينية الإيرانية المعروفة بيوم القدس العالمي. وكشفت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن عناصر شرطة المرور، فوجئوا بأن قادة الميليشيات، توجهوا بهم على متن عربات عسكرية إلى جبهات جنوب الحديدة، بعد أن تم تزويدهم بأسلحة رشاشة شخصية، وطلب منهم المشاركة في المعارك، ضد القوات المشتركة المدعومة من تحالف دعم الشرعية. ولم تمض - بحسب ما أفادت به المصادر - سوى ساعات قليلة من وصول عناصر شرطة المرور إلى جبهات القتال في مديريتي بيت الفقيه والدريهمي جنوب الحديدة، حتى بدأوا فرادى وعلى مجموعات، بالتنكر ثم التسلل إلى الوراء وإلقاء الأسلحة الشخصية والهرب، نحو صنعاء، وذمار وإب والمحويت.
وفي الوقت الذي ذكرت المصادر أن إجمالي من تم نقلهم من قبل الميليشيات، إلى الحديدة بلغ نحو 400 من رجال المرور، قدرت أن نحو 350 منهم نجحوا في الفرار، في حين لا يزال نحو 50 عنصرا، مجهولي المصير، وسط مخاوف من قيام مشرفي الميليشيات الحوثية باعتقالهم أثناء محاولة الفرار أو تصفيتهم.
وطبقا لما نقلته المصادر، كانت الجماعة الحوثية، أخضعت رجال المرور لدورة تدريب على القتال، استمرت بضع ساعات فقط، تخللتها دروس طائفية بصوت زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، يحض فيها على الموت في سبيل جماعته، وذلك قبل أن توزع عليهم الأسلحة ويزج بهم كرها إلى الجبهات.
وبينما توعّدت الميليشيات الحوثية، بحسب المصادر، بفصل رجال المرور من وظائفهم وإنهاء خدمتهم، تشير هذه الواقعة إلى مستوى من الذعر في صفوف الميليشيات غير مسبوق، لدرجة أنه أوصلها إلى إكراه أفراد شرطة المرور على القتال، رغم أن وظيفتهم هي تنظيم سير السيارات في الشوارع والطرقات أو تسجيل مخالفات القيادة وليس المشاركة في المعارك.
وفي السياق، نفسه، ذكرت مصادر تابعة لحزب «المؤتمر الشعبي» أن الميليشيات الحوثية طلبت من موظفي مصلحة الأحوال المدنية والسجل المدني الخاضعين لها في صنعاء، الذهاب إلى جبهات الساحل الغربي، غير أن ضباط وعناصر المصلحة، ذات الوظيفة المدنية، رفضوا طلب الجماعة، رغم التهديدات بفصلهم من وظائفهم.


مقالات ذات صلة

الحوثيون: هجماتنا على إسرائيل ستستمر ولن تردعها الغارات الجوية

العالم العربي دخان يتصاعد من موقع الغارات الجوية الإسرائيلية بمدينة الحديدة الساحلية باليمن في هذه الصورة المنشورة 20 يوليو 2024 (رويترز)

الحوثيون: هجماتنا على إسرائيل ستستمر ولن تردعها الغارات الجوية

قال عبد الملك الحوثي زعيم الحوثيين، الخميس، إن هجمات الجماعة على إسرائيل تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة ستستمر ولن تردعها الغارات الجوية الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج السعودية أكدت استمرار وقوفها مع اليمن وحكومته وشعبه (الشرق الأوسط)

ترحيب سعودي وخليجي باتفاق الحكومة اليمنية والحوثيين الاقتصادي

رحبت السعودية باتفاق الحكومة اليمنية والحوثيين على إجراءات خفض التصعيد فيما يتعلق بالقطاع المصرفي والخطوط الجوية اليمنية.

العالم العربي بفضل الدعم المقدم من مركز الملك سلمان للإغاثة حققت الصحة العالمية نجاحات كبيرة في اليمن (الأمم المتحدة)

​«الكوليرا» يتفشّى بشكل «مخيف» في مناطق سيطرة الحوثيين

كشفت منظمة الصحة العالمية عن انتشار مخيف لوباء الكوليرا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين بشمال اليمن وقالت إن عدد الإصابات المسجلة تقترب من 100 ألف حالة.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي من اجتماع سابق لمجلس القيادة الرئاسي اليمني (سبأ)

حوار غروندبرغ الاقتصادي... غضب يمني ومرونة رئاسية ورفض حوثي

أظهر مجلس القيادة الرئاسي اليمني مرونة إزاء طلب المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، وقف تدابير البنك المركزي في عدن والانخراط في حوار اقتصادي، بينما رفض الحوثيون.

علي ربيع (عدن)
العالم العربي جانب من استعراض حوثي مسلح في صنعاء (أ.ف.ب)

مقتل وإصابة 8 مدنيين بينهم أطفال جنوب تعز بقصف حوثي

قُتل وأصيب 8 مدنيين، بينهم أطفال جراء قصف للميليشيات الحوثية الإرهابية استهدف منطقة الشقب في مديرية الموادم جنوب محافظة تعز اليمنية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

منصة يمنية تحذر من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي

للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
TT

منصة يمنية تحذر من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي

للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)
للشهر التاسع على التوالي يهاجم الحوثيون السفن في البحر الأحمر وخليج عدن (أ.ف.ب)

حذّرت منصّة يمنية متخصصة في تعقّب الجريمة المنظّمة وغسل الأموال (P.T.O.C) من مخاطر التوسع الحوثي في القرن الأفريقي، وكشفت عن بيانات تنشر لأوّل مرة عن مشروع توسع الجماعة، الذي يديره بشكل مباشر «الحرس الثوري» الإيراني، بتنسيق مع ميليشيا «حزب الله» اللبناني.

وتضمن تقرير المنصة، الذي اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، معلومات عن خريطة التوسّع الخارجي للجماعة الحوثية بتكليف من إيران، وخريطة تهريب وتسليح الجماعة، ومفاتيح مشروع التوسّع الحوثي في القرن الأفريقي والمشرفين عليه والمنفّذين.

ابن عم زعيم الجماعة الحوثية خلال تجمع في صنعاء (أ.ف.ب)

ويتناول التقرير نشاط جماعة الحوثيين خارجياً في القرن الأفريقي، ابتداءً من تهريب الأسلحة وتجنيد الأفارقة ومعسكرات تدريبهم، واستخدامهم في الأنشطة الاستخبارية والإرهابية التوسّعية.

ووفق التقرير، أكدت محاضر سرية لاجتماعات ما يسمى «جهاز الأمن والمخابرات» التابع للحوثيين أنه جرى إسناد مسؤولية مشروع التوسّع الخارجي في القرن الأفريقي إلى القيادي عبد الواحد أبو راس، ورئيس الجهاز عبد الحكيم الخيواني، ووكيل الجهاز لقطاع العمليات الخارجية حسن الكحلاني (أبو شهيد)، والقيادي الحسن المرّاني، والقيادي أبو حيدر القحوم، بهدف تحقيق مساعي إيران في التوسّع في القارة الأفريقية والسيطرة على ممرّات الملاحة الدولية.

وأشار التقرير إلى الدور الذي يلعبه نائب وزير الخارجية في حكومة الحوثيين الانقلابية، حسين العزّي، من خلال المصادر الدبلوماسية والشخصيات التي تعمل معه في كل من إثيوبيا، وإريتريا، وجيبوتي، والسودان، وكينيا، إذ تُجرى إقامة علاقات استخباراتية وأمنية وسياسية ولوجستية مع الشخصيات والعناصر الموجودة والمقرّبة من جماعة الحوثيين في تلك الدول، والعمل على استقطاب أكبر قدر ممكن من الدبلوماسيين في السفارات اليمنية في تلك الدول.

تجهيز وتدريب

وكشفت المنصة اليمنية في تقريرها عن سعي الحوثيين لإنشاء محطات استخباراتية حسّاسة ودقيقة في كل دول القرن الأفريقي والدول المحيطة باليمن، والعمل على تجهيز وتدريب وتأهيل كوادرها في أسرع وقت ممكن؛ بهدف تفعيلها بشكل مناسب، وفي وقت مناسب، لما يحقّق أهداف ما تُسمّى «المسيرة القرآنية والمصالح المشتركة مع دول المقاومة، خصوصاً إيران، وغزة، ولبنان».

عشرات الآلاف من الأفارقة المهاجرين يصلون سنوياً إلى اليمن (الأمم المتحدة)

وأظهرت الوثائق التي أشار إليها التقرير إلى هدف الحوثيين المتمثّل في التحضير والتجهيز مع العناصر والشخصيات التي جرى إنشاء علاقة معها في أفريقيا لـ«إنجاز أعمال وتحرّكات ونشاط في البحر الأحمر ودول القرن الأفريقي لمساندة الحوثيين في حال ما تعرّضوا لأي ضغوط سياسية أو دبلوماسية دولية خارجية».

واحتوى التقرير على أسماء القيادات المسؤولة عن هذا الملف، ابتداءً من المشرف في «الحرس الثوري» الإيراني المدعو أبو مهدي، وانتهاءً بمالك أصغر قارب تهريب للأسلحة في البحر الأحمر، إضافة إلى علاقة تنظيم «الشباب المجاهدين» الصومالي بجماعة الحوثيين والأفارقة ومافيا تجنيد الأفارقة وتهريبهم من وإلى اليمن، في واحدة من أخطر جرائم الاتجار بالبشر والجريمة المنظّمة.

ويؤكد تقرير منصّة تعقّب الجريمة المنظّمة وغسل الأموال (P.T.O.C) أن جماعة الحوثيين قامت باستقطاب وتجنيد كثير من العناصر الأفريقية من جنسيات مختلفة، خصوصاً عقب اجتياح صنعاء ومحافظات عدّة في سبتمبر (أيلول) 2014، إذ جرى إخضاعهم لدورات ثقافية وعسكرية، وتوزيعهم على جبهات القتال (تعز - الساحل الغربي - مأرب - الحدود)، وأرجع البعض إلى دولهم لغرض التوسّع في أفريقيا.

تعنت الحوثيين أدى إلى تعطيل مسار السلام في اليمن (أ.ب)

كما استقطبت الجماعة - وفق المنصة - كثيراً من الشخصيات والرموز الأفارقة المؤثّرين (قبيلة العفر - الأورومو - أوجادين) بين أوساط الجاليات الأفريقية في صنعاء (الصومالية - الإثيوبية - الإريترية) والاعتماد عليهم في الحشد والاستقطاب من اللاجئين الأفارقة الموجودين في صنعاء، وكذلك من يجري استقطابهم من مناطقهم بالقرن الأفريقي، والتنسيق لهم للوصول إلى صنعاء.

أبو راس والكحلاني

وذكرت المنصة اليمنية في تقريرها أن مسؤول ملف التوسّع الخارجي والقرن الأفريقي في الجماعة الحوثية هو عبد الواحد ناجي محمد أبو راس، واسمه الحركي «أبو حسين»، وهو من مواليد محافظة الجوف اليمنية، إذ تولّى هذا الملف بتوصية مباشرة من قبل قيادات إيرانية سياسية عليا وقيادات في «الحرس الثوري» الإيراني.

ومن أبرز الملفات التي يعمل عليها أبو راس، وفق التقرير، التنسيق مع عناصر «الحرس الثوري» الإيراني، وقيادة الحركة الحوثية للعمل الميداني، كما أنه المسؤول المباشر عن تأمين وإدخال وتهريب عناصر «الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله» من وإلى اليمن.

وتوارى أبو راس - وفق التقرير - عن الأنظار منذ عدة أعوام، ولكنه كان المكلّف السري بأخطر الملفات السياسية والاستخباراتية لدى جماعة الحوثي، إذ كُلّف بمهام وكيل الشؤون الخارجية في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، حتى تعيين المدعو حسن الكحلاني بالمنصب نفسه، وترقية أبو راس لتولي ملف التوسّع الخارجي والقرن الأفريقي، بتوصية واتفاق مباشر بين عبد الملك الحوثي وقيادة «الحرس الثوري» الإيراني.

الحوثيون يطمحون إلى التحول إلى لاعب دولي ضمن المحور الذي تقوده إيران في المنطقة (أ.ب)

وإلى جانب أبو راس يأتي القيادي حسن أحمد الكحلاني، المُعين في منصب وكيل قطاع العمليات الخارجية في جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين، والمعروف بكنيته «أبو شهيد»، وهو من مواليد 1984 في محافظة حجة، ويُعد من القيادات الحوثية الأمنية البارزة؛ إذ نشأ في بيئة حوثية بين صعدة وصنعاء، والتحق بالجماعة في سن مبكّرة.

ويشير التقرير إلى أن الكحلاني كان من خلية صنعاء الإرهابية التي نفّذت عدّة تفجيرات واغتيالات عقب مقتل مؤسّس الجماعة حسين الحوثي في 2004، كما كان من القيادات التي تولت دخول صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014، وتولّى قيادة المجموعة التي أصدرت توجيهاً بمنع طائرة أمريكية من الإقلاع من مطار صنعاء، بحجة تفتيشها قبل المغادرة. وعقب هذا الحادث، جرى اغتيال والده في أكتوبر (تشرين الأول) 2014 على أيدي مسلّحين مجهولين يستقلون دراجة نارية في صنعاء.

ويعمل حسن الكحلاني حالياً - وفق المنصة - تحت إشراف عبد الواحد أبو راس، ويعرف ارتباطه الوثيق بـ«الحرس الثوري» الإيراني، ويحاول عبر هذه العلاقة فرض نفسه باعتباره الرجل الأول في جهاز الأمن والمخابرات الحوثي، الأمر الذي يعكس حالة من الصراع بينه وبين عبد الحكيم الخيواني رئيس الجهاز.

قيادات في ملف التوسع

يشير تقرير المنصة اليمنية إلى القيادي الحوثي أدهم حميد عبد الله العفاري (أبو خليل) ويذكر أنه المختص في ملف الجاليات الأفريقية الموجودة في اليمن، خصوصاً في صنعاء، إذ كُلّف بمهام التواصل المستمر والتنسيق برؤساء الجاليات (إثيوبية- صومالية - إريترية - سودانية - جيبوتية).

عناصر حوثيون في صنعاء خلال تجمع حاشد دعا له زعيمهم (أ.ف.ب)

كما يعمل العفاري على حشد العناصر الأفريقية وإلحاقهم بالدورات العسكرية والثقافية، وبعدها يجري توزيعهم على جبهات (الساحل الغربي - مأرب - الحدود - تعز)، وفي مهام استخباراتية داخل بلدانهم.

وإلى ذلك يعد العفاري، المسؤول عن التنسيق مع النقاط الأمنية التابعة للحوثيين لإدخال العناصر الأفريقية إلى مناطق الحوثيين، ويتولى أيضاً مهام أخرى، أبرزها صرف المخصّصات المالية للعناصر الأفريقية.

أما الشخص الرابع المسؤول عن ملف التوسّع الخارجي الحوثي إلى القرن الأفريقي فهو أسامة حسن أحمد المأخذي، واسمه الحركي (أبو شهيد)، وهو - وفق التقرير - أحد العناصر الحوثية العاملة في جهاز الأمن والمخابرات، وملف المسار الأفريقي، وتتلخّص مهمته في التنسيق مع الشخصيات الأفريقية المؤثّرة في كل من (الصومال - إثيوبيا - إريتريا - جيبوتي - السودان) من أجل حشدهم لتدريبهم وتأهيلهم، وإلحاقهم بصفوف ميليشيا الحوثي، بصفتهم مقاتلين وعاملين في الدول القادمين منها، وبصفتهم عناصر استخباراتية، تقوم بمهام مختلفة، منها نشر الفكر الحوثي، والقيام بالعمليات الاستخباراتية، وتهريب الأسلحة، والاتجار بالبشر، ونقل المخدرات عبر البحر من وإلى القرن الأفريقي واليمن.

الجماعة الحوثية متهمة بتجنيد اللاجئين الأفارقة بالترغيب والترهيب (الأمم المتحدة)

إلى ذلك أورد التقرير أسماء 16 شخصية أفريقية، هم أبرز المتعاونين مع الجماعة الحوثية للتوسع في القرن الأفريقي، يتصدرهم، تاجو شريف، وهو مسؤول عن الجالية الإثيوبية في صنعاء، والتحق بدورات ثقافية حوثية، ويعمل على استقطاب وتجنيد عناصر أفريقية لصالح العمل العسكري والاستخباراتي الحوثي.

ويرى التقرير في توصياته أن التوسع الحوثي في القرن الأفريقي يمثل تهديداً كبيراً يستدعي تحركاً دولياً وإقليمياً عاجلاً، من خلال خطة رادعة متكاملة توقف التوسع والنشاط الخارجي بشكل كامل، وبما يعزز الاستقرار والأمن في المنطقة.