الكشف عن تقنيات قد تقلل تكلفة امتصاص الكربون من الجو

دخان مصنع في الصين (رويترز)
دخان مصنع في الصين (رويترز)
TT

الكشف عن تقنيات قد تقلل تكلفة امتصاص الكربون من الجو

دخان مصنع في الصين (رويترز)
دخان مصنع في الصين (رويترز)

أفاد علماء بأن التكلفة العالية لتجميع الغازات المسببة للاحتباس الحراري من الهواء في طبقات الجو العليا قد تنخفض بفضل تقنيات جديدة يمكنها المساعدة في مكافحة تغير المناخ.
وأوضحت شركة «كاربون إنجنيرينغ» للطاقة النظيفة ومقرها في كندا الخطوط العريضة لتصميم خاص بمنشأة صناعية كبيرة، قالت إنها قد تجمع ثاني أكسيد الكربون من الجو بتكلفة تتراوح بين 94 دولاراً و232 دولاراً للطن.
وأوضح ديفيد كيث، أستاذ الفيزياء في جامعة هارفارد ومؤسس الشركة، الذي قاد الدراسة، إن هذه التكلفة أقل بكثير مقارنة بالتقديرات السابقة التي بلغت نحو 600 دولار للطن، التي حددتها الجمعية الفيزيائية الأميركية.
وأضاف متحدثاً لـ«رويترز» بشأن الدراسة: «آمل أن نبين أن هذه تكنولوجيا قابلة للتطبيق وليست مجرد حل سحري... وإنما شيء يمكن تحقيقه بالكامل».
وتُصنّع التكنولوجيا الجديدة وقوداً صناعياً باستخدام الهواء والماء والطاقة المتجددة فحسب.
وأشار كيث إلى أن إقامة منشأة للإنتاج على نطاق صناعي لامتصاص الهواء يمكن أن تنتج وقودا بدولار واحد لكل لتر.
وأضاف أن بعض المستثمرين أبدوا اهتماماً بالأمر. وتتكلف إقامة منشأة صناعية مئات الملايين من الدولارات ويمكنها سحب مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا، وهو ما يعادل الانبعاثات التي تطلقها 250 ألف سيارة.
ورحب خبراء آخرون بالدراسة باعتبارها خطوة لتبديد الضبابية الشديدة بشأن تكلفة تكنولوجيا جمع الغازات مباشرة من الجو.
وتشير تقارير للأمم المتحدة إلى أنه قد يتعين على الحكومات نشر تكنولوجيات كهذه خلال القرن الحالي لسحب الكربون من الطبيعة ودفنه، للحد من الاحتباس الحراري تنفيذاً لاتفاقية باريس للمناخ المبرمة في 2015.
وأفاد أوليفر جيدين من المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، بأن «تجميع الهواء مباشرة طريق واعد من الناحية السياسية للتخلص من ثاني أكسيد الكربون».
وأضاف أن مصنع تجميع الهواء يمكن بناؤه في أي مكان تقريباً، ولن يهدد المساحات المزروعة بعكس خيار زراعة غابات على نطاق واسع لامتصاص ثاني أكسيد الكربون.



«أيقونة» الذكاء الاصطناعي «صوفيا» تأسر القلوب في زيمبابوي

«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)
«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)
TT

«أيقونة» الذكاء الاصطناعي «صوفيا» تأسر القلوب في زيمبابوي

«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)
«صوفيا» آسرةُ القلوب (أ.ب)

من خلال إجاباتها على أسئلة وجَّهها وزراء الحكومة والأكاديميون والطلاب حول تغيُّر المناخ، والقانون، وتعاطي المخدرات، وكذلك استفسارات الأطفال عن كيفية «ولادتها»، ووصفها بأنها «نسوية»؛ نجحت الروبوت الشهيرة عالمياً المعروفة باسم «صوفيا» في أسر قلوب الحضور ضمن معرض الابتكارات في زيمبابوي.

وذكرت «أسوشييتد برس» أنّ «صوفيا» تتمتّع بقدرة على محاكاة تعابير الوجه، وإجراء محادثات شبيهة بالبشر مع الناس، والتعرُّف إلى إشاراتهم، مما يجعلها «أيقونة عالمية» للذكاء الاصطناعي، وفق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي جلبها إلى هذا البلد الواقع في جنوب أفريقيا؛ وقد صُنِّعت بواسطة شركة «هانسون روبوتيكس» في هونغ كونغ عام 2016، ومُنحت الجنسية السعودية في 2017، لتصبح أول روبوت في العالم يحمل جنسية.

هذه المرّة الأولى التي تستضيف فيها زيمبابوي روبوتاً من هذا النوع، فقد أبهرت «صوفيا» كبار السنّ والشباب في جامعة «زيمبابوي» بالعاصمة هراري، إذ حلَّت ضيفة خاصة في فعالية امتدّت لأسبوع حول الذكاء الاصطناعي والابتكار.

خلال الفعالية، ابتسمت «صوفيا» وعبست، واستخدمت إشارات اليد لتوضيح بعض النقاط، وأقامت اتصالاً بصرياً في عدد من التفاعلات الفردية، كما طمأنت الناس إلى أنّ الروبوتات ليست موجودة لإيذاء البشر أو للاستيلاء على أماكنهم.

لكنها كانت سريعة في التمييز بين نفسها والإنسان، عندما أصبحت المحادثات شخصيةً جداً، إذا قالت: «ليست لديّ مشاعر رومانسية تجاه البشر. هدفي هو التعلُّم»؛ رداً على مشاركين في الفعالية شبَّهوها بالنسخة البشرية من بعض زوجات أبنائهم في زيمبابوي اللواتي يُعرفن باستقلاليتهن الشديدة، وجرأتهن، وصراحتهن في المجتمع الذكوري إلى حد كبير.

لكنها اعتذرت عندما نبَّهها أحدهم إلى أنها تجنَّبت النظر إليه، وبدت «صوفيا» أيضاً صبورة عندما تجمَّع حولها الكبار والصغار لالتقاط الصور، وأخذوا يمطرونها بكثير من الأسئلة.

والجمعة، آخر يوم لها في الفعالية، أظهرت ذوقها في الأزياء، وأعربت عن تقديرها لارتداء الزيّ الوطني للبلاد؛ وهو فستان أسود طويل مفتوح من الأمام ومزيَّن بخطوط متعرّجة بالأحمر والأخضر والأبيض. وقالت: «أقدّر الجهد المبذول لجَعْلي أشعر كأنني في وطني بزيمبابوي»، وقد سبق أن زارت القارة السمراء، تحديداً مصر وجنوب أفريقيا ورواندا.

وقال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إنه يأمل أن تُلهم مشاركة «صوفيا» في الفعالية شباب زيمبابوي «لاكتشاف مسارات مهنية في مجالات الذكاء الاصطناعي، والعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات».