الرئيس المصري يكلف وزير الإسكان تشكيل الحكومة الجديدة

الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الحكومة الجديد... الصورة من صفحة وزارة الإسكان على (الفيسبوك)
الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الحكومة الجديد... الصورة من صفحة وزارة الإسكان على (الفيسبوك)
TT

الرئيس المصري يكلف وزير الإسكان تشكيل الحكومة الجديدة

الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الحكومة الجديد... الصورة من صفحة وزارة الإسكان على (الفيسبوك)
الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الحكومة الجديد... الصورة من صفحة وزارة الإسكان على (الفيسبوك)

كلف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الدكتور مصطفى مدبولي بتشكيل الحكومة الجديدة، بعدما تقدم شريف إسماعيل باستقالة الحكومة يوم (الثلاثاء) الماضي، في مستهل ولاية رئاسية ثانية. وقالت الرئاسة المصرية حينها إن «السيسي كلف حكومة إسماعيل بتسيير الأعمال والاستمرار في أداء مهامها وأعمالها لحين تشكيل حكومة جديدة».
ومدبولي يعد من أقدم وزراء الحكومة المصرية حاليا، حيث تولى المنصب في فبراير (شباط) 2014 في حكومة إبراهيم محلب الأولى والثانية، ثم حكومة شريف إسماعيل، كما تولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 مهام القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء لحين عودة شريف إسماعيل من رحلة علاجه بألمانيا. وقد أثنى الكثير على إدارته للحكومة خلال فترة غياب رئيس الوزراء السابق.
ويعول المصريون على التشكيل الحكومي الجديد مسؤولية كبيرة، خصوصاً في ضبط الأسعار والأسواق ومكافحة الفساد، والعناية بمحدودي الدخل والفئات الأكثر احتياجاً، والاستمرار في جهود مكافحة الفساد.
في غضون ذلك، هيمنت تكهنات تشكيل الحكومة الجديدة على المشهد في مصر وداخل أروقة الوزارات أمس، وسط توقعات بحلف اليمين للوزراء الجدد عقب إجازة عيد الفطر.
وباشرت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين في الخارج عملها بالوزارة أمس، حيث بحثت عدداً من الملفات من بينها ترتيبات مؤتمر «مصر تستطيع» في نسخته الرابعة، كما استكملت إجراءات تدشين جمعية عقول مصر المهاجرة؛ لكن سيطرت على الوزارة حالة من الترقب في ظل التغيير الوزاري المرتقب.
كما تلقى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، خبر تكليف الدكتور مدبولي بتشكيل الحكومة الجديدة أثناء وجوده بمكتبه بديوان الوزارة بباب اللوق بوسط القاهرة، وقال مصدر مسؤول بالوزارة، إن «جمعة يباشر مهام عمله، وإنه أكد للجميع أنه يعمل لآخر لحظة في تكليفه وزيراً».
إلى ذلك، قالت مصادر مطلعة، إن «مدبولي سوف يبدأ مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة فوراً، وهناك اتجاه للإبقاء على عدد من الوزراء الحاليين في الحكومة الجديدة، وفي مقدمتهم: الكهرباء، والتخطيط، والمالية، والصناعة، والسياحة، والآثار، والتربية والتعليم، والهجرة وشؤون المصريين في الخارج».
وأضافت المصادر أن «الحكومة الجديدة أمامها ملفات استكمال برنامج الإصلاح الاقتصادي، ومتابعة مشروع قانون التأمين الصحي الشامل، واستكمال متابعة المشروعات التنموية والخدمية»، لافتة إلى أن «التشكيل الجديد سوف يشهد وجوهاً تتميز بالكفاءة لتنفيذ مهام المرحلة المقبلة من عمر مصر».
ورئيس الحكومة الجديد حاصل على درجة الدكتوراه في الهندسة المعمارية، تخصص تخطيط مدن من كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1997 بنظام الإشراف المشترك مع معهد التخطيط القومي والإقليمي والعمراني بكلية العمارة جامعة كارلسروه بألمانيا... وحاصل على دبلومة بالدراسات المتقدمة في مجال التخطيط العمراني (إدارة العمران من معهد دراسات الإسكان والتنمية الحضرية - روتردام - هولندا 1993)، بجانب درجة ماجستير الفلسفة في الهندسة المعمارية (تخصص تخطيط مدن من كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 1992)، ودرجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية كلية الهندسة جامعة القاهرة بتقدير عام جيد جداً، وتقدير امتياز لمشروع التخرج في يوليو (تموز) 1988.
وتولى مدبولي المدير الإقليمي للدول العربية برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية «الهابيتات» في نوفمبر 2012 وحتى آخر فبراير 2014.
وتم تعيينه رئيساً لمجلس إدارة الهيئة العامة للتخطيط العمراني بوزارة الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية من سبتمبر (أيلول) 2009 حتى نوفمبر 2011. وتولى أيضاً رئاسة الهيئة العامة للتخطيط العمراني (ندبا)، ومنصب نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتخطيط العمراني للتخطيط الإقليمي والبحوث الدراسات (ندبا). كما تم تعيينه مدير عام المكتب الفني للهيئة العامة للتخطيط العمراني، ومديراً تنفيذياً لمعهد التدريب والدراسات الحضرية بمركز بحوث الإسكان والبناء بوزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية.
ومن المقرر بعد تشكيل الحكومة بالكامل وعرضها على مجلس النواب (البرلمان) للموافقة، ثم أداء الحكومة الجديدة لليمين الدستوري، أن تعرض حكومة الدكتور مدبولي برنامجاً جديداً على مجلس النواب عن الحكومة والمشروعات المستهدفة والمشروعات التي تم تنفيذها مسبقا، للحصول على موافقة البرلمان عن هذا البرنامج الذي سيكون خاصا بالحكومة الجديدة، بحسب المادة 146 من الدستور المصري التي تنص على تشكيل الحكومة وعرض برنامجها على مجلس النواب من أجل الحصول على ثقة الأغلبية.
يشار إلى أن رئيس الوزراء الجديد حقق نجاحاً كبيراً في ملف «تطوير العشوائيات» التي ظلت مصر لسنوات طويلة تعاني منها بعدما تمددت ووصلت إلى مناطق مهمة في قلب العاصمة القاهرة... كما تمكن من طرح وتنفيذ الكثير من المشروعات الكبرى منها، وحدات مشروع الإسكان الاجتماعي والمتميز «سكن مصر»، والمتوسط «دار مصر»، وعشرات الآلاف من قطع الأراضي السكنية والاستثمارية، وكذلك طرح قطع أراض ووحدات سكنية للمصريين بالخارج لأول مرة، وتنفيذ ما يقرب من 13 مدينة جديدة أهمها: «العاصمة الإدارية، والمنصورة الجديدة، والعلمين الجديدة، بخلاف مدن الصعيد».
في نفس الصدد، قالت المصادر المطلعة نفسها، إنه «من المقرر إجراء حركة تغيير المحافظين في ربوع البلاد بعد إجازة عيد الفطر، والمحافظين المكلفين بتسيير الأعمال الآن بقرار من الرئيس السيسي لحين اختيار المحافظين الجدد»، لافتة إلى أن الأجهزة الرقابية انتهت من إعداد التقارير الرقابية حول المحافظين الجدد، وسيتم إعلانها بعد الانتهاء من التشكيل الوزاري الجديد. وتوقعت المصادر، رحيل محافظي «المنوفية، وأسيوط، وسوهاج، والشرقية، والجيزة، وقنا، وسوهاج»، والإبقاء على محافظي «مطروح، والبحيرة، وأسوان، والقاهرة».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.