خريطة طريق لتكامل سعودي ـ إماراتي

محمد بن سلمان ومحمد بن زايد يطلقان {استراتيجية العزم} بـ44 مشروعاً

الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد قبيل اجتماع المجلس في جدة أمس (واس)
الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد قبيل اجتماع المجلس في جدة أمس (واس)
TT

خريطة طريق لتكامل سعودي ـ إماراتي

الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد قبيل اجتماع المجلس في جدة أمس (واس)
الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد قبيل اجتماع المجلس في جدة أمس (واس)

وضع الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي - الإماراتي الذي عقد في جدة، أمس، برئاسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، خريطة طريق لتحقيق تكامل سياسي واقتصادي وأمني بين البلدين خلال 60 شهراً، عبر {استراتيجية العزم} التي تضمنت 44 مشروعاً مشتركاً في غالبية المجالات الاستراتيجية.
وشهد الاجتماع الإعلان عن الهيكل التنظيمي للمجلس الذي تم تشكيله بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ورئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد. وسيضم المجلس 16 وزيراً من البلدين، إضافة إلى تشكيل لجنة تنفيذية لتكثيف التعاون بين البلدين ومتابعة تنفيذ المشاريع والبرامج المرصودة، وصولاً إلى التكامل السياسي والأمني والاقتصادي والعسكري وتحقيق رفاه مجتمعي البلدين.
وبالتزامن مع انعقاد الاجتماع، أعلن البلدان اطلاق 44 مشروعاً استراتيجياً مشتركاً ضمن {استراتيجية العزم} التي عمل عليها 350 مسؤولاً من البلدين من 139 جهة حكومية وسيادية وعسكرية على مدى 12 شهراً، لتحقيق التكامل في 3 محاور رئيسية، هي المحور الاقتصادي، والمحور البشري والمعرفي، والمحور السياسي والأمني والعسكري. وحدد قادة البلدين 60 شهراً لتنفيذ مشاريع الاستراتيجية التي تهدف إلى بناء نموذج تكاملي استثنائي يدعم مسيرة التعاون الخليجي المشترك، ويساهم في الوقت نفسه {في حماية المكتسبات وحماية المصالح وخلق فرص جديدة أمام الشعبين الشقيقين}.
ووقع الجانبان 20 مذكرة تفاهم في مختلف المجالات. وتضم المشاريع التي تم الإعلان عنها خلال الاجتماع استراتيجية موحدة للأمن الغذائي والمخزون الطبي وأمن الإمدادات والربط الكهربائي والتعاون في إدارة مشاريع البنية التحتية، إضافة إلى استثمارات مشتركة في مجالات النفط والغاز والبتروكيماويات وإنشاء شركة للاستثمار الزراعي وصندوق استثماري للطاقة المتجددة وآخر للاستثمار في المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
واعتبر ولي عهد أبوظبي أن {لدينا فرصة تاريخية لخلق نموذج تكامل عربي استثنائي... نحن نشكل أكبر اقتصادين عربيين، والقوتين الأحدث تسليحاً، ونسيجاً اجتماعياً واحداً، وشعبين يشكل الشباب أغلبيتهما يطمحان إلى قفزات تنموية كبيرة}.
...المزيد



دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
TT

دمشق: رئيسي يلتقي اليوم ممثلي الفصائل الفلسطينية

الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)
الأسد مستقبلاً رئيسي (إ.ب.أ)

يجري الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي محادثات في دمشق اليوم (الخميس)، في اليوم الثاني من زيارته البارزة التي أكد خلالها دعم بلاده المتجدد لسوريا وتخللها توقيع مذكرة تفاهم لتعاون استراتيجي طويل المدى في مجالات عدّة بين البلدين.
وزيارة رئيسي إلى دمشق على رأس وفد وزاري رفيع هي الأولى لرئيس إيراني منذ أكثر من 12 عاماً، رغم الدعم الاقتصادي والسياسي والعسكري الكبير، الذي قدّمته طهران لدمشق وساعد في تغيير مجرى النزاع لصالح القوات الحكومية. وتأتي هذه الزيارة في خضمّ تقارب بين الرياض وطهران اللتين أعلنتا في مارس (آذار) استئناف علاقاتهما بعد طول قطيعة، بينما يسجَّل انفتاح عربي، سعودي خصوصاً، تجاه دمشق التي قاطعتها دول عربية عدة منذ عام 2011.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1654027328727711744
وبعدما أجرى محادثات سياسية موسّعة مع نظيره السوري بشار الأسد الأربعاء، يلتقي رئيسي في اليوم الثاني من زيارته وفداً من ممثلي الفصائل الفلسطينية، ويزور المسجد الأموي في دمشق، على أن يشارك بعد الظهر في منتدى لرجال أعمال من البلدين.
وأشاد رئيسي الأربعاء بـ«الانتصار»، الذي حقّقته سوريا بعد 12 عاماً من نزاع مدمر، «رغم التهديدات والعقوبات» المفروضة عليها، مؤكّداً أنّ العلاقة بين البلدين «ليست فقط علاقة سياسية ودبلوماسية، بل هي أيضاً علاقة عميقة واستراتيجية».
ووقّع الرئيسان، وفق الإعلام الرسمي، مذكرة تفاهم لـ«خطة التعاون الاستراتيجي الشامل الطويل الأمد»، التي تشمل مجالات عدة بينها الزراعة والسكك الحديد والطيران المدني والنفط والمناطق الحرة. وقال رئيسي إنه «كما وقفت إيران إلى جانب سوريا حكومة وشعباً في مكافحة الإرهاب، فإنها ستقف إلى جانب أشقائها السوريين في مجال التنمية والتقدم في مرحلة إعادة الإعمار».
ومنذ سنوات النزاع الأولى أرسلت طهران إلى سوريا مستشارين عسكريين لمساندة الجيش السوري في معاركه ضدّ التنظيمات «المتطرفة» والمعارضة، التي تصنّفها دمشق «إرهابية». وساهمت طهران في دفع مجموعات موالية لها، على رأسها «حزب الله» اللبناني، للقتال في سوريا إلى جانب القوات الحكومية.
وهدأت الجبهات في سوريا نسبياً منذ 2019. وإن كانت الحرب لم تنته فعلياً. وتسيطر القوات الحكومية حالياً على غالبية المناطق التي فقدتها في بداية النزاع. وبات استقطاب أموال مرحلة إعادة الإعمار أولوية لدمشق بعدما أتت الحرب على البنى التحتية والمصانع والإنتاج.
وزار الأسد طهران مرتين بشكل معلن خلال السنوات الماضية، الأولى في فبراير (شباط) 2019 والثانية في مايو (أيار) 2022، والتقى خلالها رئيسي والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
وكان الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد زار دمشق في 18 سبتمبر (أيلول) 2010. قبل ستة أشهر من اندلاع النزاع، الذي أودى بأكثر من نصف مليون سوري، وتسبب في نزوح وتهجير أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.