المغرب: استئناف محاكمة معتقلي حراك الريف

شاهد أكد منعه من حمل العلم الوطني خلال المظاهرات

TT

المغرب: استئناف محاكمة معتقلي حراك الريف

تغيب شاهدا إثبات، وحضر ثالث في جلسة محاكمة معتقلي حراك الريف، مساء أول من أمس، بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء.
وأكد الشاهد خالد المسعودي للقاضي أنه كان جالسا في مقهى بمدينة الناظور مع أصدقائه عندما علموا بأن نشطاء الريف سينظمون وقفة احتجاجية في بلدة أولاد أمغار، فقرروا التوجه إلى هناك للمشاركة في المظاهرة. وأوضح الشاهد أنهم عندما اقتربوا من مكان الاحتجاج، وهم يحملون أعلاما وطنية ويرددون «عاش الملك»، أوقفتهم سيارة سوداء على متنها ثلاثة أشخاص، ومنعوهم من الالتحاق بالوقفة الاحتجاجية. مضيفا أن أحد ركاب تلك السيارة استل سيفا من تحت المقعد وهددهم. فيما كشف مرافقه عن ساطور كان يخفيه تحت ملابسه.
وأضاف الشاهد أنه تراجع مع رفاقه أمام هذه التهديدات، مشيرا إلى أن المحتجين أوقفوا شخصا آخر كان يتجه صوب مكان الاحتجاج على متن سيارته وهو يحمل العلم الوطني. كما أوضح أنه خلال الاستماع إليه من طرف الشرطة القضائية عرضت عليه صور لبعض الأشخاص. غير أنه لم يتعرف على الأشخاص الثلاثة الذين اعترضوا سبيله في ذلك الحادث. وبسؤاله كيف عرف مكان الاحتجاج، قال الشاهد إنه رأى شريط فيديو لناصر الزفزافي، الزعيم المفترض لحراك الريف، وهو يعلن عن تنظيم الشكل الاحتجاجي في أولاد أمغار.
وأكد الشاهد أن الزفزافي كان حاضرا في الوقفة الاحتجاجية، وأنه رآه على المنصة، وتعرف عليه بين مجموعة من النشطاء. وعندما سأله دفاع المتهمين عن المسافة التي كانت تفصله عن مكان وجود الزفزافي، حددها الشاهد في حدود 700 متر. فأعاد القاضي السؤال عن المسافة، منبها الشاهد إلى أنها مسافة بعيدة. غير أن هذا الأخير أكد أنه تعرف على الزفزافي.
وعاد الدفاع ليسأل الشاهد عن سبب وجوده في تلك اللحظة في أولاد أمغار، التي تبعد عن محل إقامته بالناظور بنحو 95 كيلومترا، فأجاب: «كنت هناك للعمل أو لغرض آخر».
وفي كل مرة كانت ترتفع أصوات المتهمين، الذين حضروا الجلسة وعددهم 40 شخصا، للاحتجاج واستنكار تصريحات الشاهد. ووصفه أحدهم بـ«زرقاء اليمامة» عندما قال إنه تعرف على الزفزافي وسط مجموعة من النشطاء من مسافة 700 متر.
وفي بداية الجلسة أعلن ممثل النيابة العامة أن خمسة متهمين، من بين 45 الذين يتابعون في هذا الملف، تغيبوا عن الجلسة، أربعة من بينهم لاعتبارات صحية بسبب التعب من طول الجلسات، والخامس بسبب اجتيازه لامتحانات الباكالوريا (الثانوية العامة).
كما تسلم ممثل النيابة خلال الجلسة رسالتين من متهمين من بين الحاضرين، طلب الأول في رسالته عرضه على طبيب، فيما طلب الثاني إخضاعه لفحص بالأشعة.
وتتواصل محاكمة الزفزافي ورفاقه بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء للشهر الخامس على التوالي. ويواجه المتهمون المعتقلون على خلفية الاحتجاجات التي عرفتها مدينة الحسيمة وضواحيها في شمال المغرب خلال العام الماضي، تهما من بينها المس بأمن الدولة، والتآمر ضد الوحدة الترابية للمملكة، وممارسة العنف والتحريض عليه. وقرر القاضي مواصلة الجلسة بعد ظهر غد الخميس.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.