عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> مشعل بن حمدان الروقي، القائم بأعمال سفارة السعودية في أستراليا، كرم الفائزين بمسابقة القرآن الكريم وتجويده التي نظمها مكتب الدعوة بالسفارة بالتعاون مع نادي الطلبة السعوديين في مدينة سيدني، بحضور الملحق الديني في السفارة، أنور بن عبد العزيز الصولي، ورئيس النادي، أيمن التركستاني. وحظيت المسابقة بمشاركة أكثر من 70 مشاركاً، وفاز منهم 10 متسابقين، حيث تم تكريم الفائزين بجوائز مالية وعينية مقدمة من مكتب الدعوة في السفارة.
> الشيخ حمود بن عبد الله آل خليفة، سفير البحرين لدى السعودية، والمندوب الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي، حضر حفل الإفطار الذي أقامه الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، في مدينة جدة. وذلك بمناسبة شهر رمضان المبارك. وأشاد السفير بجهود الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي في تطوير المنظمة والارتقاء بها بما يسهم في تعزيز العمل الإسلامي المشترك.
> الشيخ يوسف أدعيس، وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني، افتتح مسجد الرحمن في بلدة كفر صور بمحافظة طولكرم، بحضور مدير عام أوقاف طولكرم الشيخ خلدون أبو خالد. وأكد أدعيس، في كلمة له، على أهمية بناء المساجد ودورها الطليعي في إيصال رسالة الإسلام لكل الناس وتنويرهم ووضعهم على الطريق القويم من خلال الخطب والدروس والمواعظ، وأهميتها في حياة الناس اليومية على كافة الصعد.
> عمر عبد الله المداوي، سفير اليمن في الخرطوم، استقبله مساعد رئيس الجمهورية السوداني، الشيخ إبراهيم السنوسي، بمكتبه بالقصر الجمهوري. وعبر السفير اليمني عن شكره وتقديره لمواقف السودان ومشاركته في التحالف العربي، مضيفاً أن اللقاء تطرق إلى عدد من القضايا بجانب سبل تطوير العلاقات بين البلدين.
> الدكتور أحمد عماد الدين راضي، وزير الصحة والسكان المصري، استقبل محمد صالح الذويخ، سفير الكويت لدى مصر، والدكتور منصور صرخوه، مدير المكتب الصحي بالكويت، لتعزيز سبل التعاون بين البلدين في المجال الصحي. وتناول اللقاء الحديث حول كيفية تطبيق منظومة التأمين الصحي الجديد وما ستقدمه من خدمات للمواطن المصري، فضلاً عن دورة المريض الجديدة لتلقي الخدمة سواء داخل العيادات أو المستشفيات التي ستوفر الكثير من الوقت والجهد على المريض.
> أنجز ماكي، القائم بالأعمال بالسفارة البريطانية لدى ليبيا، استقبله النائب بالمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فتحي المجبري، لبحث آخر مستجدات الوضع السياسي في ليبيا، ومخرجات اجتماع باريس. وأكد ماكي، خلال اللقاء الذي عقد بديوان رئاسة الوزراء في طرابلس، تطلع بلاده لزيادة حجم تعاونها مع ليبيا في جميع المجالات، فيما أشاد المجبري بعمق العلاقات بين البلدين، ودور بريطانيا في دعم الاقتصاد الليبي.
> الدكتور بدر عبد العاطي، سفير مصر لدى ألمانيا، شارك في الاحتفالية الكبرى التي نظمتها الكنيسة القبطية بمدينة هوكستر بولاية شمال الراين بمناسبة مرور 25 عاماً على تدشين الكنيسة، حيث كان في استقباله الأنبا دميان أسقف الكنيسة القبطية في ألمانيا. وألقى السفير كلمة نقل فيها تهاني مصر حكومةً وشعباً بمناسبة هذه المناسبة المهمة التي تتزامن مع عيد دخول العائلة المقدسة إلى مصر، ومع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي ولايته الثانية.
> عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي في الإمارات، قال في كلمة له بمناسبة يوم زايد للعمل الإنساني الذي يصادف 19 رمضان من كل عام، إن يوم زايد للعمل الإنساني مناسبة يبعث فيها شعب الإمارات رسالة للعالم أجمع، مفادها أن الإمارات تصون إرث مؤسسها وتعاهده على المضي قدماً والسير على خطاه في كل ما ينفع الإنسانية من أعمال الخير وحب العطاء ونشر ثقافة السلام والمحبة والتعايش السلمي في أرجاء العالم أجمع.
> الدكتور عادل الطويسي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي في الأردن، رعى الحفل الذي نظمته مدرسة اليوبيل بمناسبة إنهاء متطلبات برنامج اليوبيل لطلبة المدرسة، والمعرض العلمي لمشروعات التخرج. وأبدى الوزير إعجابه بالمستوى المتميز لمشاريع التخرج والأفكار الإبداعية لدى الطلبة، مشيراً إلى أن ما شاهده يدعو إلى التفاؤل بمستقبل الأردن؛ فعلى الرغم من محدودية الإمكانيات فإن هذا البلد كبير بطاقاته الإنسانية ورأسماله البشري.
> المهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة المصري، بحث خلال لقائه مع سيرغى راتشكوف، سفير بيلاروسيا في القاهرة، سبل تنمية التعاون الاقتصادي بين البلدين في مختلف المجالات. وأكد الوزير أهمية تفعيل دور مجلس الأعمال المصري البيلاروسي المشترك بما يسهم في تعزيز العلاقات التجارية والمشروعات الاستثمارية المشتركة بين مصر وبيلاروسيا خلال المرحلة المقبلة، مضيفاً أن الدورة الخامسة للجنة المصرية البيلاروسية المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني ستعقد بالقاهرة خلال الربع الأخير من العام الجاري.



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)