انتصارات الساحل الغربي تعجّل بعقد جلسة البرلمان في عدن

الكتل النيابية ترفض أي تراجع عن تحرير الحديدة وتندّد بعبث الحوثي بالمعونات

TT

انتصارات الساحل الغربي تعجّل بعقد جلسة البرلمان في عدن

دفعت انتصارات القوات المشتركة المسنودة بتحالف دعم الشرعية، على الساحل الغربي لليمن، مجلس النواب في عدن إلى اتخاذ قرار بعقد أولى جلساته خلال الشهرين المقبلين، خصوصاً أن هناك مساعي حثيثة لإخراج عدد من أعضاء المجلس المحتجزين لدى الميليشيات مما يساعد في اكتمال النصاب.
وعزا محمد الشدادي نائب رئيس مجلس النواب، لـ«الشرق الأوسط»، قرار التعجيل بعقد جلسة البرلمان إلى «المعطيات الميدانية التي تؤكد تقدم قوات الشرعية في الجبهات واستقرار المناطق المحررة». وأضاف أن إرجاء عقد الجلسة في الفترة السابقة كان لأسباب خارجة عن إرادة المجلس.
وكشف الشدادي أن الحكومة اليمنية تتحرك لإخراج نحو 25 عضواً بمجلس النواب تحتجزهم الميليشيات في العاصمة صنعاء، وذلك بعد أن نجحت الحكومة في إخراج 13 آخرين من الحديدة ومناطق أخرى تسيطر عليها الميليشيات خلال الأيام القليلة الماضية. وأوضح أن هؤلاء الذين تم إخراجهم وصلوا، أول من أمس، إلى السعودية ومصر. وتابع: «يجري ترتيب أوضاعهم ليكتمل بذلك النصاب القانوني للمجلس».
وحول آلية اختيار رئيس مجلس النواب، قال الشدادي إن هذا المنصب سيجري الاتفاق عليه من الأعضاء كافة، مضيفاً أن العملية تتم عن طريق الاقتراح والصناديق الانتخابية و«لذا لن يكون هناك خلاف في حال فوز من يرشح نفسه للمنصب وفقاً للائحة الأساسية للمجلس». وتحدث نائب مجلس النواب عن جولته الدولية التي تركز على تفعيل دور مجلس النواب على المستوى الدولي من خلال الحضور في المؤسسات البرلمانية الدولية والعربية، وتوضيح الصورة لهذه البرلمانات عن أهمية عقد مجلس النواب في اليمن وما سيقوم به خلال انعقاده من دور تجاه المجتمع.
وتطرّق الشدادي من جهة أخرى إلى الاجتماع الذي عقدته الكتل البرلمانية، أول من أمس، في ظل انتصارات قوات الشرعية على الساحل الغربي. وقال إن المجتمعين أشادوا بالانتصارات التي تتحقق في محافظة الحديدة، وأشاروا إلى الحصار الذي تفرضه ميليشيات الانقلاب على مدينة تعز، الأمر الذي يستدعي التعجيل بفك الحصار وخروج ميليشيات الحوثي من المدينة.
وكانت الكتل النيابية قد أصدرت في ختام اجتماعها بياناً أدانت فيه استمرار عبث الميليشيات الحوثية بالمعونات الإنسانية والإمدادات المستوردة عبر ميناء الحديدة وتحويل الميناء إلى مصدر لجلب الذخائر وتهريب السلاح، رافضة أي تراجع عن تحرير المدينة ومينائها. وتزامن صدور هذا البيان مع وجود المبعوث الأممي مارتن غريفيث في صنعاء، في سياق مساعيه الحميدة لإقناع قادة الميليشيات الحوثية بالرضوخ للسلام.
وبينما رفضت الكتل النيابية اليمنية في بيانها أي تراجع عن العمل العسكري لحسم معركة الحديدة، قرنت الموافقة بامتثال الميليشيات الحوثية لقرار مجلس الأمن الدولي 2216 القاضي بإنهاء الانقلاب وتسليم السلاح والانسحاب من المدن.
وورد في البيان الذي نقلته وكالة «سبأ» الرسمية، أن «الكتل البرلمانية لمجلس النواب تتابع المستجدات الحالية على الساحة الوطنية، وما آلت إليه الحالة الإنسانية من وضع كارثي ومأساوي بفعل استمرار الانقلابيين في السيطرة على العاصمة صنعاء وميناء الحديدة ومحافظات أخرى». وقال البيان: «نظراً إلى الأهمية الاستراتيجية والإنسانية لميناء الحديدة، وما وصل إليه الوضع من عبث وفساد ظهر جلياً في الاستيلاء على المعونات الإنسانية والإمدادات التي تدخل عبر الميناء، كان المفترض أن يغدو الميناء مصدراً لتخفيف الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الشعب اليمني؛ إلا أن الانقلابيين حوّلوه إلى مصدر لجلب الذخائر وتهريب السلاح، مما يطيل أمد الحرب ويزيد في معاناة الشعب اليمني الصابر».
وأكدت الكتل النيابية في البرلمان اليمني «ضرورة الالتزام بالمرجعيات المتفق عليها والمتمثلة بالقرارات الأممية وفي مقدمتها القرار 2216، والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني». وقالت في بيانها «إن أي محاولة للبحث عن مسكنات مؤقتة تجتزئ الحل ولا تلتزم بتلك المرجعيات فلن تخدم السلم ولا السلام الذي يتطلع إليه اليمنيون، بل إنه سيعطي الميليشيات فرصة لتجميع قواها والاستمرار في التغرير بأعداد جديدة من الأطفال والمغلوب على أمرهم ودفعهم إلى محارق الموت». وأضافت قائلة: «إن السلام الحقيقي والدائم لن يقوم إلا على مبدأ الالتزام بما توافَق عليه اليمنيون وأقره الإقليم ودعمه المجتمع الدولي، ولا مناص من الضغط على الانقلابيين للالتزام بذلك والبدء بتنفيذ القرارات الأممية لتحقيق السلام الدائم ورفع المعاناة الإنسانية عن كاهل الشعب اليمني».
ودعت الكتل النيابية اليمنية في بيانها «المجتمع الدولي والمبعوث الأممي إلى اليمن، للإسهام في التخفيف من المأساة الإنسانية التي يمر بها الشعب اليمني من خلال إلزام الميليشيات بتنفيذ القرارات الدولية، لضمان وصول المساعدات الإنسانية بعد أن ثبت خلال السنوات الماضية أن الميليشيات سخّرت ميناء الحديدة لمصالحها الخاصة وما تسميه المجهود الحربي الذي تقتل به اليمنيين صباح مساء». وقالت: «إننا إذ نشيد بالانتصارات التي تحققت في محافظة الحديدة، نؤكد أن أي تهاون أو تراجع عن تحرير محافظة الحديدة وملاحقة الانقلابيين لن يكون في المحصلة النهائية إلا تشجيعاً لهم لاستمرار التنكيل بالشعب اليمني وإطالة أمد معاناته وإنقاذاً لهم من الاندحار الذي بات وشيكاً وينتظره اليمنيون اليوم قبل الغد». وأشار البيان إلى الحرب الظالمة وإلى الحصار الذي تفرضه ميليشيات الانقلاب على مدينة تعز وأبناء المحافظة، الأمر الذي يستدعي –حسب البيان - ضرورة التعجيل بفك ذلك الحصار وخروج ميليشيات الحوثي المسلحة من تعز ليعيش أبناؤها في سلام وأمان.
وجاء بيان الكتل النيابية اليمنية، في الوقت الذي يُجري فيه مبعوث الأمم المتحدة مشاورات في صنعاء مع قادة الميليشيات الحوثية في سياق مساعيه من أجل استئناف مفاوضات السلام الأممية، وفي ظل شكوك متصاعدة في شأن عدم جدية الجماعة الموالية لإيران في إنجاح مساعي السلام وإنهاء الانقلاب على الشرعية.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.