بغداد تستعد لمبادلة نفط خام كركوك مع إيران

TT

بغداد تستعد لمبادلة نفط خام كركوك مع إيران

نفت وزارة النفط العراقية ما أعلنته الجهات الرسمية الإيرانية عن شروع كل من البلدين في مبادلة النفط الخام من حقل كركوك حالياً، مبينةً أن الأمر لا يزال في طور التحضيرات. وكانت وزارة النفط الإيرانية قد أعلنت، أول من أمس (الأحد)، إن العراق وإيران شرعا في مبادلة النفط الخام من حقل كركوك في شمال العراق. وبموجب الصفقة يجري نقل الخام من حقل كركوك بالشاحنات إلى إيران. وستستخدم طهران النفط في مصافيها وستسلم كمية مماثلة من الخام إلى الموانئ الجنوبية في العراق على الخليج. وأضافت أن المقرر هو نقل ما بين 30 ألفاً و60 ألف برميل يومياً من خام كركوك بالشاحنات إلى دره شهر في جنوب غربي إيران.
وفي هذا السياق أكد عاصم جهاد الناطق الرسمي باسم وزارة النفط العراقية، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتفاق حصل بالفعل بين الوزارتين، لكن التصدير لم يبدأ بعد، حيث إن الكمية التي أُعلن عنها في وسائل الإعلام وهي بين 30 ألفاً و60 ألفاً هي الكمية المتفق على مبادلتها لكن التحضيرات لم تكتمل بعد، حيث إننا ما زلنا بصدد تهيئة البنى التحتية الخاصة بذلك».
وأضاف جهاد أن «نفط كركوك كان متوقفاً منذ أزمة العام الماضي، حيث كانت كركوك ضمن سيطرة حكومة إقليم كردستان وكان النفط يصدر عبر (جيهان) التركي ومن ثم توقفت عملية التصدير»، موضحاً أن «الاتفاق مع إيران يقضي الآن بتصدير هذه الكمية عن طريق الحوضيات، لأنها أقل كلفة مما لو جلبت إيران نفطاً خاماً من منطقة ما بعيدة داخل إيران لغرض تصفيتها وبالنسبة إلينا في العراق فإننا سوف نستلم ما يماثلها من كمية جاهزة للتصدير من إيران عبر الموانئ الجنوبية وهي قريبة، وبالتالي فإن كلا البلدين سوف يستفيد من هذه عملية المقايضة هذه».
ويخطط العراق وإيران لبناء خط أنابيب ينقل النفط من كركوك لتفادي استخدام الشاحنات. وتتيح صفقة المبادلة للعراق استئناف مبيعات خام كركوك، التي توقفت منذ استعادة القوات العراقية السيطرة على الحقول النفطية من الأكراد في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2017.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.