دبلوماسي أميركي يشارك السودانيين تجربة صيام رمضان

لحظة الإفطار
لحظة الإفطار
TT

دبلوماسي أميركي يشارك السودانيين تجربة صيام رمضان

لحظة الإفطار
لحظة الإفطار

قبل أن ينشر تغريدته «لماذا صمت»؟ على صفحة سفارة بلاده في «فيسبوك»، لا يعرف أحد أن مدير قسم الشؤون العامة بالسفارة الأميركية بالخرطوم «كيث هيوز»، كان صائماً حين شارك في دعوات الإفطار التي توجه له من السودانيين، ولا يعرفون كيف «أتعبته» التجربة، لكن صمد واستمتع بها لاحقاً، فصام عدة أيام.
لقد فوجئ كثيرون بإعلان الرجل «غير المسلم» أنه صائم، وحصلت تغريدته على مئات التعليقات والمشاركات والإعجابات الفورية، بعضها يتعلق بالعلاقات السودانية الأميركية والعقوبات على السودان، وكان في غاية الطرافة، وهل تجربة الصوم «مجرد فضول»، أم أن الرجل يريد فعلاً أن يعيش «الأجواء الروحانية» التي يعيشها الصائمون؟
تفسيراً لصيامه، قال هيوز: «لأنني أميركي، أحاول دائما أينما كنت فهم الممارسات الدينية لجيراني، لكن في السودان أنا فضولي بشكل خاص»، وتابع: «بعد أن عشت هنا لمدة تقارب العشرة أشهر، أرغب في الاقتراب من الأشخاص الذين أراهم كل يوم، لفهمهم وربما مساعدتهم على فهمي أنا كأميركي».
بيد أن الرجل لم يكتف بهذا الشرح، بل استدعى حادثة رفض خلالها أميركان حملة قمع ديني في منطقة «أمستردام الجديدة»، حاول خلالها أنصار الكنيسة الهولندية الرسمية ويمثلون أقلية فرض رؤاهم على الناس وحرمان المصلين الإنجليز من أداء شعائرهم خارج الكنائس، لكن المحاولة قوبلت بمقاومة شعبية أدت لإجهاضها».
ورأى الرجل في الحادثة التي عرفت فيما بعد بـ«احتجاج فلاشينغ» جزءاً من تراثه الديني شجعه على دخول التجربة، قال: «لهذا السبب صمت وقبلت دعوات الإفطار خلال شهر رمضان، لقد ساعدني في التواصل مع السودانيين روحيا وكأشخاص».
لكن تعبيراته التي لقيت ترحيباً من معلقين، لم ترق لآخرين، فقد احتج أحدهم بقوله: «أنت تتواصل روحياً مع السودانيين، وحكومتك تفرض حصاراً عليهم»، فسارعت السفارة بالرد سريعاً: «لا توجد أي عقوبات اقتصادية أميركية على السودان»، وذلك إشارة لرفع العقوبات الاقتصادية الأميركية التي كانت مفروضة على السودان منذ العام الماضي.
ورد مغردون على حجة سفارة واشنطون، ووصفوها بأنها غير مقنعة يقول أحدهم: «يوجد حصار بطريقة غير مباشرة، وكل مشكلاتنا الاقتصادية وما يعانيه المواطن السوداني، من جراء السياسة الأميركية في المنطقة»، وتابع آخر: «قائمة الإرهاب أكبر عقوبة استمرت 20 سنة، وجعلت العالم كله لا يتعامل مع السودان، وانهار كل شيء في اقتصادات السودان، وهو الهدف المنشود لأميركا والغرب عامة ألا تقوم للسودان قائمة».
فيما نشر بعض أصدقاء الصفحة إفادات طريفة، يقول أحد المعلقين: «اعملوا قرعة لوتري مختصرة لي متابعين الصفحة، هيا يا جماعة بي نظام وترتيب، الأميركان أهم شيء عندهم النظام»، وطالب آخر بإتاحة الفرصة له لتجريب الصوم في أميركا، بقوله: «خلوني أصوم معاكم في نيويورك، لأفهم الشعب الأميركي أكثر». ورأى معلق آخر أن صيام الدبلوماسي الأميركي مجرد مكر بقوله: «السيد كيث هيوز صيامك، وإكرام المارة الصائمين، وإفطار الصايم للأسر الفقيرة، قصة مثل قصة الثعلب والديك، كما وردت في كتاب المطالعة (برز الثعلب يوماً في ثياب الواعظينا.. ومشى في الأرض يهدي ويسب الماكرينا».
وسارع آخرون لانتهاز الفرصة لدعوة الرجل للإسلام، وكتب معلق: «جعلك الصوم تتواصل روحيا مع السودانيين إنه أمر رائع، لكن عليك أن تأخذ الإسلام منهج حياة كامل، حتى تتواصل مع من خلق السودانيين وخلق الكون لتكون أكثر سعادة، ندعوك بأن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، حتى تكمل ما بدأت من أركان الإسلام، أسلم يؤتك الله أجرك مرتين».



أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
TT

أجواء احتفالية في مصر ابتهاجاً بعيد الفطر

زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)
زحام لافت في ساحات المساجد خلال تأدية صلاة العيد (وزارة الأوقاف المصرية)

سادت أجواء البهجة منذ الساعات الأولى من صباح أول أيام عيد الفطر في مصر، حيث احتشد المصلون من مختلف الأعمار في ساحات المساجد، وسط تكبيرات العيد التي ترددت أصداؤها في المحافظات المختلفة.
وشهدت ساحات المساجد زحاماً لافتاً، مما أدى إلى تكدس المرور في كثير من الميادين، والمناطق المحيطة بالمساجد الكبرى بالقاهرة مثل مسجد الإمام الحسين، ومسجد عمرو بن العاص، ومسجد السيدة نفيسة، ومسجد السيدة زينب، وكذلك شهدت ميادين عدد من المحافظات الأخرى زحاماً لافتاً مع صباح يوم العيد مثل ساحة مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية.
وتبدأ مع صلاة العيد أولى مباهج الاحتفالات عبر «إسعاد الأطفال»، وفق ما تقول ياسمين مدحت (32 عاماً) من سكان محافظة الجيزة (غرب القاهرة). مضيفةً أن «صلاة العيد في حد ذاتها تعد احتفالاً يشارك الأهالي في صناعة بهجته، وفي كل عام تزداد مساحة مشاركة المصلين بشكل تطوعي في توزيع البالونات على الأطفال، وكذلك توزيع أكياس صغيرة تضم قطع حلوى أو عيدية رمزية تعادل خمسة جنيهات، وهي تفاصيل كانت منتشرة في صلاة العيد هذا العام بشكل لافت»، كما تقول في حديثها مع «الشرق الأوسط».

بالونات ومشاهد احتفالية في صباح عيد الفطر (وزارة الأوقاف المصرية) 
ويتحدث أحمد عبد المحسن (36 عاماً) من محافظة القاهرة، عن تمرير الميكروفون في صلاة العيد بين المُصلين والأطفال لترديد تكبيرات العيد، في طقس يصفه بـ«المبهج»، ويقول في حديثه مع «الشرق الأوسط» إن «الزحام والأعداد الغفيرة من المصلين امتدت إلى الشوارع الجانبية حول مسجد أبو بكر الصديق بمنطقة (مصر الجديدة)، ورغم أن الزحام الشديد أعاق البعض عند مغادرة الساحة بعد الصلاة بشكل كبير، فإن أجواء العيد لها بهجتها الخاصة التي افتقدناها في السنوات الأخيرة لا سيما في سنوات (كورونا)».
ولم تغب المزارات المعتادة عن قائمة اهتمام المصريين خلال العيد، إذ استقطبت الحدائق العامة، ولعل أبرزها حديقة الحيوان بالجيزة (الأكبر في البلاد)، التي وصل عدد الزائرين بها خلال الساعات الأولى من صباح أول أيام العيد إلى ما يتجاوز 20 ألف زائر، حسبما أفاد، محمد رجائي رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، في تصريحات صحافية.
ويبلغ سعر تذكرة حديقة الحيوان خمسة جنيهات، وهو مبلغ رمزي يجعل منها نزهة ميسورة لعدد كبير من العائلات في مصر. ومن المنتظر أن ترتفع قيمة التذكرة مع الانتهاء من عملية التطوير التي ستشهدها الحديقة خلال الفترة المقبلة، التي يعود تأسيسها إلى عام 1891، وتعد من بين أكبر حدائق الحيوان في منطقة الشرق الأوسط من حيث المساحة، حيث تقع على نحو 80 فداناً.