المحكمة الأوروبية: حظر البرقع «لا ينتهك حقوق الإنسان»

المحكمة الأوروبية: حظر البرقع «لا ينتهك حقوق الإنسان»
TT

المحكمة الأوروبية: حظر البرقع «لا ينتهك حقوق الإنسان»

المحكمة الأوروبية: حظر البرقع «لا ينتهك حقوق الإنسان»

حكمت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، بأن حظر البرقع لا يعد انتهاكا لحقوق الإنسان، على الرغم من اعتراض جمعية "ليبرتي" البريطانية لحقوق الإنسان.
وقد جاءت القضية، التي تحمل الكثير من الزخم بالنسبة لبريطانيا، عقب شكوى تقدمت بها امرأة فرنسية مسلمة منعت من ارتداء البرقع، نظرا لفرض قانون فرنسي يقضي بحظر إخفاء الوجه في الأماكن العامة بفرنسا.
وأعلنت الدائرة الكبرى بالمحكمة الأوروبية المذكورة، بأغلبية الأصوات، أن حكمها لا يشكل انتهاكا للمادة الثامنة المعنية بالحق في احترام الخصوصية والعائلة. كما أعلنت كذلك أن الحكم لا يشكل انتهاكا للمادة التاسعة والمعنية بالحق في احترام حرية الفكر والضمير والدين، وأن القانون لا يتسم بالتمييز وفقا للمادة الرابعة عشرة.
الى ذلك، تدخلت جمعية الضغط "ليبرتي" البريطانية لحقوق الإنسان في القضية، مدعية أن الحظر المعلن، الذي بات قيد النفاذ في فرنسا منذ شهر أبريل (نسيان) عام 2011، ينتهك كافة تلك المواد المذكورة من الميثاق الأوروبي لحقوق الإنسان.
وتقول الجمعية إن الحكم الصادر اليوم له تداعيات محتملة على حرية التدين وحرية التعبير – ليس فقط في فرنسا، بل في المملكة المتحدة وفي جميع أنحاء القارة الأوروبية.
ومن جهته، دان شامي تشاكرابارتي، مدير جمعية ليبرتي، "تجريم الملابس النسائية" وربطه بما وصفه: "تصاعد العنصرية في أوروبا الغربية".
وصرح تشاكرابارتي قائلا: "كيف يمكنك تحرير المرأة في الوقت الذي تجرم فيه طريقة ملبسها؟" وأضاف: "إذا كنت تشك في وجود كدمات تحت البرقع، فلماذا تعاقب الضحية، وإذا كنت ترفض خيارات المرتدي لما يرتديه، فكيف يعزز إقصاؤها عن المشاركة العامة من التوجهات الليبرالية؟"، ثم استطرد: "إن حظر البرقع لا علاقة له بالمساواة بين الجنسين، بينما يحمل كل تنامي العنصرية في أوروبا الغربية".
وفي تصريح صحافي، قال أمين السجل في المحكمة الأوروبية، إن المحكمة أكدت على أن "الدولة، لديها مساحة واسعة للمناورة" فيما يتعلق بـ"قضية السياسة العامة، والتي تتبنى الكثير من الاختلافات الواسعة في الرأي"، وأنه لم يكن هناك خرق للميثاق.
وقد أثير التحدي القانوني من قبل امرأة مسلمة ومعروفة باسم (س. أ. س.)، التي قدمت طلبا إلى المحكمة الأوروبية لمعارضة الحكم في اليوم الذي صدر.
وقال السيدة (س. أ. س.) في المحكمة بصفتها مواطنة فرنسية من مواليد عام 1990 وهي مسلمة متدينة. إنها كانت ترتدي العباءة وكذلك البرقع، طبقا لعقيدتها الدينية، ولثقافتها وقناعاتها الشخصية. ولم يمارس زوجها أو أي فرد من أفراد عائلتها الضغط عليها لارتداء الملابس بالطريقة التي اختارتها، وأنها ترتدي البرقع في الأماكن العامة والخاصة. وذكرت كذلك أنها لم ترتديه في ظروف خاصة، ولكنها رغبت في أن تكون قادرة على ارتدائه حينما ترغب في ذلك. كما لم يكن هدفها من وراء ذلك مضايقة الآخرين، ولكن لكي تشعر بسلام ذاتي مع نفسها. ثمّ اشتكت أن القانون الجديد ينتهك حقوقها بصفتها إنسانة نظرا لعدم قدرتها على ارتداء البرقع في الأماكن العامة.
بني الحظر على التمييز على أساس النوع والدين والأصل الإثني، وأوتي على حساب النساء اللواتي كن مثلها، يرتدين البرقع.
وقالت المحكمة الأوروبية في حكمها الصادر اليوم، إنها لاحظت أن المشرّع الفرنسي كان يسعى لتلبية الحاجة إلى "تحديد الهوية الفردية"، ويسعى كذلك إلى منع وقوع الأضرار على الناس والممتلكات ولمكافحة تزوير الهوية الشخصية.
ومع ذلك لم يكن الحظر "من ضرورات المجتمع الديمقراطي" حتى يتسنى تحقيق ذلك الهدف، ويمكن أن يكون متسقا فقط مع ذلك الغرض إذا ما كان هناك "تهديد عام للسلامة العامة".
غير أن المحكمة تقبلت أن تعزيز احترام "التعايش سويا" كان يعتبر مسوغا مشروعا لفرض الحظر – وأن إخفاء الوجه بالبرقع في الأماكن العامة من شأنه تقويض مفهوم "احترام الحد الأدنى من متطلبات التعايش سويا في المجتمع الواحد".
وصرح بيان أمين سجل المحكمة، أن القضاة أخذوا بعين الاعتبار الطرح الفرنسي القائل بأن الوجه "يلعب دورا مهما في التفاعل الاجتماعي".
وكانت المحكمة أيضا قادرة على تفهم وجهة نظر الأفراد الذين لا يرغبون في رؤية الممارسات أو التوجهات في الأماكن المفتوحة التي تدعو في الأساس إلى التشكيك بإمكانية العلاقات الإنسانية المفتوحة، التي من واقع الإجماع المعمول به، شكلت عنصرا لا غنى عنه في الحياة المجتمعية داخل المجتمع محل القضية. وكانت المحكمة، بناء عليه، قادرة على تقبل أن الجدار المرفوع في وجه الآخرين من خلال البرقع الذي يغطي الوجه يمكن إدراكه من قبل الدولة المعنية بأنه خرق لحقوق الآخرين في العيش بسعة من التنشئة الاجتماعية التي جعلت من التعايش سويا أمر يسيرا".
وعلى الرغم من أن القانون وباعتراف الجميع ينطوي على "آثار سلبية معينة" على النساء المسلمات، "إلا أنه يستند إلى مبررات موضوعية ومعقولة"، على نحو ما حكمت به المحكمة المعنية.
وقد صدر القرار العام بأغلبية الأصوات، مع اثنين من القضاة الذين قدموا رأيا مخالفا.



موسكو تعلن إحباط هجوم جديد على الحدود

صورة وزّعتها كتيبة حربية روسية قالت إنها تظهر ضرب أهداف عسكرية روسية بمدينة بيلغورود الحدودية مع أوكرانيا (رويترز)
صورة وزّعتها كتيبة حربية روسية قالت إنها تظهر ضرب أهداف عسكرية روسية بمدينة بيلغورود الحدودية مع أوكرانيا (رويترز)
TT

موسكو تعلن إحباط هجوم جديد على الحدود

صورة وزّعتها كتيبة حربية روسية قالت إنها تظهر ضرب أهداف عسكرية روسية بمدينة بيلغورود الحدودية مع أوكرانيا (رويترز)
صورة وزّعتها كتيبة حربية روسية قالت إنها تظهر ضرب أهداف عسكرية روسية بمدينة بيلغورود الحدودية مع أوكرانيا (رويترز)

أعلنت موسكو تعرض مدينة بيلغورود الروسية الواقعة على الحدود مع أوكرانيا، أمس (الخميس)؛ لمحاولة اقتحام جديدة استُخدمت فيها دبابات وآليات ثقيلة، في ثاني هجوم واسع على المدينة خلال الأسبوع الأخير، مؤكدة أن قواتها أحبطت «محاولة جديدة من قِبل نظام كييف لتنفيذ عمل إرهابي ضد المدنيين بمدينة شيبيكينو في بيلغورود».

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنه «بعد قصف مكثف لأهداف مدنية في بيلغورود، حاولت فصائل إرهابية أوكرانية، يصل عددها إلى سريتي مشاة آليتين معززتين بالدبابات، التوغل في أراضي روسيا في منطقة بلدة نوفايا تافولجانكا ومعبر شيبيكينو الدولي للسيارات».

وأضافت الوزارة أن القوات الروسية استخدمت طائرات ومدفعية لصد الهجمات ومنع القوات الأوكرانية من العبور إلى الأراضي الروسية.

وقال حاكم بيلغورود، فياتشيسلاف غلادكوف، إن 12 شخصاً أصيبوا بجروح في منطقة شيبيكينو التي تدفق سكانها إلى مراكز مخصصة للنازحين في العاصمة الإقليمية، مدينة بيلغورود. وندد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف بما عدّه صمت المجتمع الدولي إزاء الضربات، وقال «لدى المجتمع الدولي كل فرصة لمشاهدة التسجيلات المصوّرة وقراءة المواد التي تصف الضربات على المباني السكنية والبنى التحتية الاجتماعية وغيرها... لا توجد كلمة واحدة تنتقد كييف». وكانت روسيا قد شهدت هجمات غير مسبوقة على أراضيها، بما في ذلك هجوم بمسيّرات استهدف موسكو الأسبوع الماضي.

في المقابل، أطلقت كييف دفاعاتها الجوية في مواجهة وابل جديد من الصواريخ الباليستية الروسية وأخرى من طراز كروز؛ إذ قصفت القوات الروسية كييف بالصواريخ؛ ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفل. وتعرّضت العاصمة الأوكرانية إلى غارات جوية طيلة الشهر الماضي.

في سياق متصل، استضافت مولدوفا قمة «المجموعة السياسية الأوروبية» بمشاركة ما يقارب 50 دولة في قلعة تبعد نحو 20 كيلومتراً عن الأراضي الأوكرانية، لتظهر الدعم للبلدين، أوكرانيا ومولدوفا. وقال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس، إنه يأمل في أن يبعث الاجتماع «رسالة قوية» إلى روسيا، مضيفاً أن القمة، التي تعقد في مدينة بولبواكا قرب الحدود الأوكرانية، يجب أن تثبت أن أوروبا متحدة في الدفاع عن النظام الدولي.


النواب السويسريون يصوّتون ضد مشروع نقل أسلحة سويسرية إلى أوكرانيا

رئيس سويسرا ألان بيرسيه يلتقي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال قمة للمجموعة السياسية الأوروبية في مولدافيا (إ.ب.أ)
رئيس سويسرا ألان بيرسيه يلتقي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال قمة للمجموعة السياسية الأوروبية في مولدافيا (إ.ب.أ)
TT

النواب السويسريون يصوّتون ضد مشروع نقل أسلحة سويسرية إلى أوكرانيا

رئيس سويسرا ألان بيرسيه يلتقي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال قمة للمجموعة السياسية الأوروبية في مولدافيا (إ.ب.أ)
رئيس سويسرا ألان بيرسيه يلتقي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال قمة للمجموعة السياسية الأوروبية في مولدافيا (إ.ب.أ)

صوّتت الغرفة السفلى في البرلمان السويسري، الخميس، ضد مشروع قانون يرمي إلى تشريع نقل أسلحة سويسرية الصنع إلى أوكرانيا.

وجاء التصويت في البرلمان السويسري في اليوم الذي التقى فيه رئيس سويسرا ألان بيرسيه، نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال قمة للمجموعة السياسية الأوروبية في مولدافيا، في اجتماع بحث خلاله الرجلان في تصدير أعتدة حربية.

وصوّت 98 من أعضاء المجلس الوطني في برن ضد المبادرة البرلمانية التي أعدّتها إحدى اللجان، فيما صوّت 75 عضواً لصالحها.

وقال جان لوك أدور، النائب عن حزب الشعب السويسري اليميني الشعبوي، أكبر تكتل في المجلس الوطني، إن الموافقة على هذه المبادرة يعني «خرق الحياد».

وسويسرا تعتمد منذ زمن مبدأ الحياد في النزاعات العسكرية، علماً بأن البلاد البالغ عدد سكانها 8,8 ملايين نسمة ولا منفذ بحرياً لها، لا تزال تعتمد الخدمة العسكرية الإلزامية للرجال.

ويدور نقاش محتدم في سويسرا حول مبدأ الحياد منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير(شباط) 2022.

وحذت البلاد الغنية وغير العضو في الاتحاد الأوروبي، حذو التكتّل في فرض عقوبات على موسكو، لكنّها لم تبد إلى الآن أي مرونة على صعيد الحياد العسكري.

على الرغم من ضغوط تمارسها كيف وحلفاؤها، لم تسمح سويسرا إلى الآن لدول تمتلك أسلحة سويسرية الصنع أن تزوّد أوكرانيا بها.

ورفضت إلى الآن طلبات صريحة لألمانيا وإسبانيا والدنمارك، مستندة في ذلك إلى «قانون العتاد الحربي» الذي يمنع إعادة التصدير في حال كان البلد المتلقي منخرطاً في نزاع مسلّح.

خلال القمة في مولدافيا حضّت كييف وكيشيناو الزعماء الأوروبيين على تقديم مزيد من الدعم في مواجهة العدوان الروسي.

وأعلن بيرسيه في تغريدة أنه «عقد مع زيلينسكي اجتماعاً حول الوضع الميداني والمساعدات الإنسانية السويسرية وإعادة الإعمار».

وأفاد التلفزيون الرسمي السويسري بأن اللقاء دام 25 دقيقة.

وقال بريسيه في تصريح للتلفزيون السويسري، إنه بحث مع الرئيس الأوكراني تجميد الأصول ودور سويسرا على صعيد إزالة الألغام وموقف البلاد إزاء إعادة تصدير الأسلحة.

وأضاف: «أعتقد أن الأوكرانيين يفهمون جيداً جداً موقف سويسرا. نحن نطبّق قوانيننا. أظهرنا منذ البداية أننا لسنا غير مبالين بما يحصل وأننا نقف بقوة إلى جانب أوكرانيا»، مبدياً استعداده لزيارة أوكرانيا في أي وقت.

وقال بيرسيه: «الأهم اليوم أن نكون موحّدين، وألا نتساهل مع ما يحصل في شرق أوكرانيا».


ماكرون: لا مجال لإجراء نقاش مجدٍ مع بوتين في هذه المرحلة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يسار) خلال استقباله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في «الكرملين» بموسكو (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يسار) خلال استقباله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في «الكرملين» بموسكو (أ.ب)
TT

ماكرون: لا مجال لإجراء نقاش مجدٍ مع بوتين في هذه المرحلة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يسار) خلال استقباله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في «الكرملين» بموسكو (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (يسار) خلال استقباله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في «الكرملين» بموسكو (أ.ب)

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، إنه لا مجال في هذه المرحلة لإجراء «نقاشٍ مُجدٍ» مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، من دون أن يستبعد إمكان حصول تواصل في المستقبل.

وأكد ماكرون، في مؤتمر صحافي، عقب القمة الثانية للمجموعة السياسية الأوروبية في مدينة بولبواكا المولدافية: «اليوم، لا مجال لإجراء نقاشٍ مُجدٍ».

وتابع الرئيس الفرنسي، الذي كان من القادة الغربيين القلائل الذين أبقوا التواصل قائماً مع بوتين، في المراحل الأولى من غزو روسيا لأوكرانيا: «إذا سنحت الفرصة، واعتماداً على الفحوى، لا أستبعد ذلك».

وأضاف: «إذا اقتضت ذلك مسائل (القدرات) النووية المدنية، وأمن (محطة) زابوريجيا، أو إذا حصل إحراز تقدّم، وأتاحت اختراقات ذلك وبرّرته، فسأفعل ذلك من دون تردد».

والجمعة، أبدى المستشار الألماني أولاف شولتس استعداده لاستئناف التواصل مع بوتين حول أوكرانيا، «في الوقت المناسب».

وشدَّد ماكرون على ضرورة إعطاء أوكرانيا ضمانات أمنية «أقوى وملموسة وواضحة جداً»، في قمة حلف شمال الأطلسي، المزمع عقدها في يوليو (تموز)، مشدداً على أن هذا الأمر من شأنه أن يوجّه «رسالة واضحة إلى روسيا في السياق الحالي».

وشدّد الرئيس الفرنسي على وجوب تحديد «آفاق»، في ما يتعلق بطلب أوكرانيا عضوية حلف شمال الأطلسي، مشيراً إلى أن منح «عضوية كاملة غير ممكن على الفور»؛ بسبب الحرب التي تشنُّها روسيا.


هجوم جديد على بيلغورود... والكرملين يندد بتجاهل المجتمع الدولي التوغل الأوكراني

صورة وزّعتها كتيبة حربية روسيا قالت إنها تظهر ضرب أهداف عسكرية روسية في مدينة بيلغورود الحدودية مع أوكرانيا (رويترز)
صورة وزّعتها كتيبة حربية روسيا قالت إنها تظهر ضرب أهداف عسكرية روسية في مدينة بيلغورود الحدودية مع أوكرانيا (رويترز)
TT

هجوم جديد على بيلغورود... والكرملين يندد بتجاهل المجتمع الدولي التوغل الأوكراني

صورة وزّعتها كتيبة حربية روسيا قالت إنها تظهر ضرب أهداف عسكرية روسية في مدينة بيلغورود الحدودية مع أوكرانيا (رويترز)
صورة وزّعتها كتيبة حربية روسيا قالت إنها تظهر ضرب أهداف عسكرية روسية في مدينة بيلغورود الحدودية مع أوكرانيا (رويترز)

أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مدينة بيلغورود الحدودية مع أوكرانيا تعرضت لمحاولة اقتحام جديدة استخدمت فيها القوات المهاجمة دبابات وآليات ثقيلة. وهذا ثاني هجوم واسع على المدينة خلال الأسبوع الأخير، وأفاد بيان أصدرته الوزارة بأن قواتها أحبطت بالتعاون مع قوات حرس الحدود والأمن صباح الخميس، «محاولة جديدة من قِبل نظام كييف لتنفيذ عمل إرهابي ضد المدنيين بمدينة شيبيكينو في بيلغورود».

وقالت «الدفاع الروسية» في البيان إنه «نحو الساعة الثالثة فجراً بتوقيت موسكو، وبعد قصف مكثف لأهداف مدنية في مقاطعة بيلغورود، حاولت فصائل إرهابية أوكرانية، يصل عددها إلى سريتي مشاة آليتين معززتين بالدبابات، التوغل في أراضي روسيا في منطقة بلدة نوفايا تافولجانكا ومعبر شيبيكينو الدولي للسيارات».

صورة بثتها مسيّرات أوكرانية قالت إنها أهداف عسكرية روسية

 

وذكر البيان أن القوات الروسية صدت 3 هجمات للوحدات الأوكرانية، ووجّه طيران المنطقة العسكرية الغربية 11 ضربة «على مواقع تقدم العدو، في حين نفذت القوات الصاروخية والمدفعية 77 مهمة نارية، وأطلقت قاذفات لهب ثقيلة ضربتين على القوات المهاجمة».

وحسب البيان، فإنه «نتيجة الإجراءات النشطة المتخذة للقوات الروسية أجبرت التشكيلات الإرهابية لنظام كييف على التراجع بعد أن تكبدت خسائر كبيرة».

وأكدت الدفاع الروسية أنه تمت الحيلولة دون انتهاك حدود الدولة، وأنه «في المنطقة الحدودية على جانب أوكرانيا لقي أكثر من 30 إرهابياً أوكرانياً مصرعهم، كما تم تدمير 4 مدرعات وراجمة صواريخ من طراز «غراد» وشاحنة «بيك آب» واحدة».

ولوحظ أن موسكو في بيانها تجاهلت بيانات «الفيلق الروسي» الذي ينشط بدعم من أوكرانيا ويضم مجموعات مسلحة من الروس المعارضين للحرب في أوكرانيا. وكان هذا الفيلق أعلن مسؤوليته عن هجوم بيلغورود الأول قبل أيام.

بناية في بيلغورود تتعرض للقصف الأوكراني (رويترز)

وندد الكرملين الخميس بما اعتبره صمت المجتمع الدولي بعدما تعرّضت المنطقة إلى هجوم حمّلت موسكو مسؤوليته لكييف. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف «لدى المجتمع الدولي كل فرصة لمشاهدة التسجيلات المصورة وقراءة المواد التي تصف الضربات على المباني السكنية والبنى التحتية الاجتماعية وغيرها... لا توجد كلمة واحدة تنتقد كييف».

عمدة بيلغورود مع بعض السكان الذين تم إجلاؤهم من بلدة شيبيكينو (أ.ف.ب)

وقالت روسيا إنها أجلت مئات الأطفال من قرى حدودية نتيجة الهجمات المكثّفة. وأفاد حاكم بيلغورود فياتشيسلاف غلادكوف أن السكان الذين تم إجلاؤهم من بلدة شيبيكينو بعد قصف مكثّف يكتظون في ملاجئ مؤقتة في العاصمة الإقليمية. وأكد بيسكوف أن الهجوم «لن يؤثر إطلاقاً» على الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وأفادت السلطات المحلية عن إصابة 11 شخصاً بجروح الخميس في المنطقة. وذكر بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتلقى معلومات بشكل «مستمر» عن الوضع في المنطقة ويتعامل بشكل «نشط» مع مسألة تقديم المساعدات للمدنيين الفارين من المعارك.

 

ف

قالت روسيا إنها أجلت مئات الأطفال من قرى حدودية نتيجة الهجمات المكثّفة (أ.ف.ب)

في السياق الميداني أيضاً، أعلن قائد مجموعة القوات الخاصة الشيشانية «أحمد»، أبتي علاء الدينوف عن استعداد قواته لشن هجوم على قطاع جديد للجبهة في دونيتسك. وكتب على قناته على تطبيق «تلغرام»: «بأمر من القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية، تم نقل قوات (أحمد) الخاصة إلى قطاع جديد. وبقي جزء من قواتنا وعتادنا في القطاع القديم في لوغانسك. كذلك تم تعيين فوج واحد تحت قيادتي، ويتم إعداد فوجين آخرين، وقد بدأنا في الاستعداد لأعمال هجومية نشطة».

وبحسب قوله، فإن القوات الخاصة «أحمد» قادرة على أداء أي مهمة تكلف بها، متعهداً ببذل كل الجهود «من أجل تحرير جمهورية دونيتسك الشعبية».

ويأتي هذا الإعلان بعد انسحاب قوات «فاغنر» من الخطوط الأمامية للمعركة، إثر نجاحها في فرض سيطرة كاملة على مدينة باخموت أخيراً. وحلّت القوات الشيشانية مكانها على خطوط التماس، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الخميس أن القوات الشيشانية حققت تقدماً مهماً على بعض المحاور في إقليم دونيتسك.

ومن جهة أخرى، وبالتزامن مع انطلاق أعمال قمة «المجموعة الأوروبية» في مولدوفا، حذرت موسكو من مساعٍ غربية لجر هذا البلد للانخراط بشكل مباشر في الأعمال القتالية الدائرة في أوكرانيا. واتهم رئيس هيئة (وزارة) الأمن الفيدرالي الروسي ألكسندر بورتنيكوف الغرب بأنه يعمل بنشاط على تحريض مولدوفا على التورط في الصراع المتفاقم.

وحمل الاتهام الروسي أول رد فعل مباشر على انعقاد قمة «المجموعة الأوروبية» التي انطلقت أعمالها في مولدوفا الخميس. بحضور نحو خمسين زعيماً أوروبياً؛ في خطوة تهدف إلى دعم مواقف كيشيناو في مواجهة الكرملين.

وقال بورتنيكوف خلال اجتماع مجلس رؤساء وكالات الأمن والخدمات الخاصة للدول الأعضاء في رابطة الدول المستقلة مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، إن الغرب «يقوم بنشاط بتحريض مولدوفا على المشاركة في حرب أوكرانيا»، وزاد أن أوكرانيا «أصبحت نقطة انطلاق للحرب ضد روسيا والأنشطة التخريبية كافة ضد بيلاروسيا أيضاً».

قادة 50 دولة أوروبية يجتمعون مع زيلينسكي بمولدوفا على الحدود الأوكرانية

ومن دون أن يشير مباشرة إلى القمة الأوروبية الموسعة، قال المسؤول الأمني الروسي إن التحريض الغربي يتركز على دفع مولدوفا لحل مشكلة إقليم بريدنيستروفيه عبر استخدام القوة العسكرية.

وكانت كيشيناو دعت أكثر من مرة خلال الفترة الأخيرة موسكو إلى سحب قواتها من الإقليم الانفصالي، وأعربت عن رغبة في تسريع عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وتعزيز التعاون مع حلف شمال الأطلسي بهدف مواجهة السياسات الروسية والتهديدات المتزايدة بسبب الحرب في أوكرانيا المجاورة.

ولم يخف مسؤولون عسكريون روس في وقت سابق، أن تكون مسألة السيطرة على إقليم بريدنيستروفيه الانفصالي هدفاً للعملية العسكرية الروسية بعد إنجاز التقدم نحو أوديسا في الغرب الأوكراني. لكن تعثر العملية العسكرية آخر تنفيذ هذا الهدف.

وتحتفظ روسيا بقوات «حفظ سلام» في المنطقة منذ العام 1992 عندما اعلن الإقليم انفصالاً من طرف واحد عن مولدوفا بدعم روسي. وترى الحكومة المولدوفية أن الوجود الروسي يشجع النزعات الانفصالية لسكان المنطقة الذين منحت موسكو غالبيتهم جنسية روسية خلال السنوات الماضية.

ومع تفاقم الصراع بين روسيا والغرب في أوكرانيا، عاد موضوع انفصال الإقليم إلى البروز بقوة، ووقعت أعمال استفزاز عدة في المنطقة، بينها تفجير منشآت، وتبادلت موسكو وكيشيناو اتهامات في هذا الشأن.

وجاء انطلاق أعمال القمة الثانية لـ«المجموعة الأوروبية» ليوجه رسالة دعم غربية قوية لمولدوفا في مواجهتها المتزايدة في درجة سخونتها مع روسيا.

وبين الموضوعات الرئيسية التي تبحثها القمة بالإضافة إلى العلاقة بين مولدوفا وروسيا، ملفات الطاقة والأمن والوضع في أوكرانيا، كما ينتظر أن تعقد محادثات على هامش القمة بين زعيمي أرمينيا وأذربيجان حول آليات التسوية النهائية للنزاع في إقليم قره باغ، وكذلك ينتظر تناقش القمة وفقا للخطة المعلنة الوضع في كوسوفو.

ولم تتم دعوة روسيا وبيلاروسيا لحضور القمة، وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف في وقت سابق إن موسكو «تتابع الأخبار الواردة من كيشيناو، لكنها لا تعتبر العملية السياسية مكتملة من دون حوار مع موسكو».

وغاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي أعيد انتخابه لولاية جديدة الأحد الماضي، عن القمة، في حين أعلنت كيشيناو أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وصل صباح الخميس للمشاركة في أعمالها وعقد لقاءات ثنائية عدة، تهدف كما أعلن الأخير سعيه خلال القمة إلى تطوير ما يسمى «تحالف إف - 16» وطرح اقتراح لإنشاء «تحالف باتريوت»، في إشارة إلى طرازات الأسلحة الفعالة التي تطلب كييف من الغرب تزويدها بها.

وكانت القمة الأولى لـ«المجموعة الأوروبية» عقدت بمبادرة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في براغ في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، وتحمل هذه التسمية لأنها تضم بالإضافة إلى البلدان المنضوية في الاتحاد الأوروبي عدداً واسعاً من شركاء الاتحاد لتغدو أوسع تجمع أوروبي يناقش قضايا الأمن والتحديات المتزايدة في المنطقة ومحيطها.


أوكرانيا: روسيا تعرقل صفقة تصدير الحبوب من جديد

سفينة تنقل قمحاً أوكرانياً تعبر البحر الأسود بالقرب من إسطنبول في 3 أغسطس 2022 (رويترز)
سفينة تنقل قمحاً أوكرانياً تعبر البحر الأسود بالقرب من إسطنبول في 3 أغسطس 2022 (رويترز)
TT

أوكرانيا: روسيا تعرقل صفقة تصدير الحبوب من جديد

سفينة تنقل قمحاً أوكرانياً تعبر البحر الأسود بالقرب من إسطنبول في 3 أغسطس 2022 (رويترز)
سفينة تنقل قمحاً أوكرانياً تعبر البحر الأسود بالقرب من إسطنبول في 3 أغسطس 2022 (رويترز)

قالت وزارة التجديد والبنية التحتية الأوكرانية، (الخميس)، إن اتفاق تصدير الحبوب الذي توسطت فيه الأمم المتحدة توقف مرة أخرى لأن روسيا منعت تسجيل السفن المتجهة إلى جميع الموانئ الأوكرانية، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وتوسطت الأمم المتحدة وتركيا في مبادرة حبوب البحر الأسود بين موسكو وكييف في يوليو (تموز) الماضي للمساعدة في معالجة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا التي تحتل مكانة بارزة عالميا في تصدير الحبوب.

ووافقت روسيا في مايو (أيار) على تمديد الاتفاق لمدة شهرين، لكنها قالت إن المبادرة ستتوقف ما لم يتم الوفاء باتفاق يستهدف التغلب على العقبات التي تعترض صادرات الحبوب والأسمدة الروسية.

وكتبت الوزارة الأوكرانية في تدوينة على «فيسبوك» تقول «أعلن مركز التنسيق المشترك في إسطنبول أنه من المستحيل وضع خطة تفتيش لليوم الأول من يونيو (حزيران) بسبب رفض آخر بلا مسوغ من الوفد الروسي لتسجيل الأسطول القادم للمشاركة في المبادرة».

وقالت الوزارة إن روسيا سجلت سفينة قادمة واحدة فقط للتفتيش في اليومين الأخيرين من مايو، ولم تقدم أي تفسير لهذه الخطوة التي قالت الوزارة إنها «انتهاك جسيم» للمبادرة.

ولم تعلق روسيا على الفور على بيان الوزارة.

وقال مسؤولون أوكرانيون إن روسيا «قيدت بلا مسوغ» عمل صفقة الحبوب في البحر الأسود منذ منتصف أبريل (نيسان).

وقالت إن 50 سفينة تنتظر التفتيش في المياه الإقليمية التركية وإنها مستعدة لنقل 2.4 مليون طن من المواد الغذائية الأوكرانية إلى الخارج. وظلت بعض السفن تنتظر عمليات التفتيش لأكثر من ثلاثة أشهر.

كما انتقدت الوزارة ما وصفته بإغلاق روسيا لميناء بيفديني، الأكبر في أوديسا، وهو ليس جزءا من المبادرة التي توسطت فيها الأمم المتحدة.

ونفت روسيا سابقا ارتكاب أي مخالفات لكنها حثت جميع الأطراف في صفقة الحبوب على إلغاء حظر عبور الأمونيا الروسية حتى يمكن تصديرها عبر خط أنابيب يمر من روسيا عبر الأراضي الأوكرانية إلى بيفديني.

وقال مصدر حكومي كبير لـ«رويترز» إن كييف تدرس السماح للأمونيا الروسية بعبور أراضيها للتصدير بشرط توسيع اتفاق الحبوب في البحر الأسود ليشمل موانئ أوكرانية أخرى ومجموعة أوسع من السلع الأولية.


النواب الأوروبيون يوافقون على زيادة إنتاج الذخائر لتسريع التسليم إلى أوكرانيا

الجيش الأوكراني يقصف من مدفع ألماني «هاوتزر 2000» بالقرب من باخموت في 5 فبراير 2023 (رويترز)
الجيش الأوكراني يقصف من مدفع ألماني «هاوتزر 2000» بالقرب من باخموت في 5 فبراير 2023 (رويترز)
TT

النواب الأوروبيون يوافقون على زيادة إنتاج الذخائر لتسريع التسليم إلى أوكرانيا

الجيش الأوكراني يقصف من مدفع ألماني «هاوتزر 2000» بالقرب من باخموت في 5 فبراير 2023 (رويترز)
الجيش الأوكراني يقصف من مدفع ألماني «هاوتزر 2000» بالقرب من باخموت في 5 فبراير 2023 (رويترز)

وافق أعضاء البرلمان الأوروبي، (الخميس)، على مشروع قانون يهدف إلى زيادة إنتاج الذخائر في الاتحاد الأوروبي من أجل تجديد الاحتياطي وتسريع عمليات التسليم إلى أوكرانيا.

وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، تم تبني هذا «القانون لدعم إنتاج الذخائر» بغالبية كبرى (446 مقابل 67 مع امتناع 112 عن التصويت) خلال جلسة عامة مصغرة في بروكسل.

وكانت المفوضية الأوروبية عرضت مطلع مايو (أيار) هذه الخطة بقيمة 500 مليون يورو لتعزيز القدرة على إنتاج الذخائر في الاتحاد الأوروبي وإيصالها إلى مليون قذيفة في السنة. ويفترض أن يتيح التمويل المشترك للاستثمارات الصناعية زيادة إنتاج مصانعها في الاتحاد الأوروبي.

وبحسب مفوض الصناعة تييري بريتون وبتمويل من الدول الأعضاء، ستبلغ قدرة الاستثمارات مليار يورو.

النواب الأوروبيون الذين قرروا استخدام إجراء الطوارئ لاعتماد هذا القانون، عليهم الآن بدء مفاوضات مع المجلس (الدول الأعضاء) للتوصل إلى اتفاق بهدف التصويت النهائي في جلسة عامة في يوليو (تموز).

وقال النائب الروماني كريستيان بويوي (يمين) إن «قرار اليوم يمثل خطوة مهمة إلى الأمام لأمن اتحادنا والدفاع عنه وخصوصا لدعمنا الثابت لأوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي المستمر، وسيعزز قدرتنا على الاستجابة للتحديات الأمنية».


ماكرون وشولتس يطالبان بانتخابات جديدة في بلديات كوسوفو المتنازع عليها

خلال لقاء اليوم الذي جمع رؤساء فرنسا وصربيا وكوسوفو والمستشار الألماني ومسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي في بولبواكا بمولدوفا (د.ب.أ)
خلال لقاء اليوم الذي جمع رؤساء فرنسا وصربيا وكوسوفو والمستشار الألماني ومسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي في بولبواكا بمولدوفا (د.ب.أ)
TT

ماكرون وشولتس يطالبان بانتخابات جديدة في بلديات كوسوفو المتنازع عليها

خلال لقاء اليوم الذي جمع رؤساء فرنسا وصربيا وكوسوفو والمستشار الألماني ومسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي في بولبواكا بمولدوفا (د.ب.أ)
خلال لقاء اليوم الذي جمع رؤساء فرنسا وصربيا وكوسوفو والمستشار الألماني ومسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي في بولبواكا بمولدوفا (د.ب.أ)

طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس، (الخميس)، بتنظيم انتخابات جديدة في البلديات المتنازع عليها في شمال كوسوفو الذي شهد مواجهات مؤخرا.

ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، قال ماكرون في ختام اجتماع رباعي مع رئيسي صربيا وكوسوفو في كيشيناو عاصمة مولدوفا «لقد طالبنا الطرفين بتنظيم انتخابات جديدة في هذه البلديات الأربع في أقرب وقت»، مع «التزام من كوسوفو»، و«مشاركة في هذه الانتخابات بشكل واضح من جانب الصرب».

وأوضحت رئيسة كوسوفو فيوزا عثماني بعد ذلك أنها «مستعدة للتفكير» في هذا الاحتمال.

وقاطع الصرب الانتخابات البلدية في أبريل (نيسان) في أربع بلدات في شمال كوسوفو، حيث يشكلون غالبية، ما أدى إلى انتخاب رؤساء بلديات ألبان مع نسبة مشاركة تقل عن 3.5 في المائة.

وأدى تسليمهم مهامهم الأسبوع الماضي من قبل حكومة كوسوفو إلى توترات. واندلعت الصدامات أولا، الجمعة، بين المتظاهرين والقوات الخاصة من شرطة كوسوفو.

وواصل متظاهرون صرب، الخميس، تحركهم المعارض لتسلم رؤساء بلديات ألبان مناصبهم في شمال كوسوفو الذي شهد مؤخرا مواجهات مع قوة حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي، فيما يتصاعد الضغط الدولي على حكومة بريشتينا لوقف تصاعد التوتر.


ديناميكية جديدة على المسرح الأوكراني

أضررار في بلدة شيبيكينو الروسية القريبة من بلغورود (إ.ب.أ)
أضررار في بلدة شيبيكينو الروسية القريبة من بلغورود (إ.ب.أ)
TT

ديناميكية جديدة على المسرح الأوكراني

أضررار في بلدة شيبيكينو الروسية القريبة من بلغورود (إ.ب.أ)
أضررار في بلدة شيبيكينو الروسية القريبة من بلغورود (إ.ب.أ)

ربطت الولايات المتحدة الأميركية مساعداتها العسكرية لأوكرانيا، بعدم استعمال هذه الأسلحة في الداخل الروسي. فهذا أمر يتناقض مع الاستراتيجية الأميركية الكبرى تجاه الحرب الروسية على أوكرانيا. فقد اعتمد الرئيس جو بايدن ما يسمى بــ«الوضوح الاستراتيجي»، ليحدد موقف الولايات المتحدة من الحرب الدائرة، وما هي فعلاً أهدافه، وذلك منذ بدايات الحرب. يرتكز الوضوح الاستراتيجي على الأسس التالية:

لا لقوات أميركية أو من حلف «الناتو» تقاتل على الأرض الأوكرانية، وعدم إعطاء سلاح لأوكرانيا قد يهدد الداخل الروسي.

تزويد أوكرانيا بالسلاح اللازم لكل مرحلة من الحرب، وبالتدرج. بدأ تدفق السلاح بصواريخ «ستينغر» في بدايات الحرب، إلى أن وصل إلى «إف - 16» حالياً، مروراً بالدبابات الثقيلة، الهايمارس والباتريوت.

احترم الجيش الأوكراني التقييدات الأميركية، فقصف بالسلاح الأميركي الداخل الأوكراني المحتل. لكنه قصف الداخل الروسي بمسيرات من صنع أوكراني، أو من صنع روسي معدل أوكرانياً.

* تكتيكي مقابل استراتيجي

إذا كانت الاستراتيجية خاطئة فلا يمكن للتكتيك تعويض الخطأ مهما تراكمت الإنجازات التكتيكية. أما إذا كانت الاستراتيجية مرسومة بدقة وصحيحة في جوهرها، فإن الفشل التكتيكي لن يؤثر على المحصلة النهائية، حتى ولو تراكم الفشل. فالنصر مؤمن حتماً.

تبدلت التكتيكات والاستراتيجيات في الحرب الأوكرانية منذ بداياتها وحتى الآن. في المرحلة الأولى للحرب، كان الهم الأوكراني الصمود، ووقف التقدم العسكري الروسي، واستنزاف القوات الروسية.

في المرحلة الثانية للحرب، سعت أوكرانيا إلى منع القوات الروسية من السيطرة على كل إقليم الدونباس.

في المرحلة الثالثة، أعطى الهايمارس نتائج مهمة جداً لم تكن متوقعة. ففي هذه المرحلة، اعتمدت أوكرانيا الخداع. فأوهمت الجيش الروسي أنها ستهاجم في إقليم خيرسون، لكن المفاجأة أتت مع المعركة الخاطفة في إقليم خاركيف. عادت بعدها أوكرانيا إلى اعتماد مبدأ «ضرب استراتيجية العدو» بدل قتاله؛ لأنها أقل كلفة. فعزلت بواسطة الهايمارس القوات الروسية المنتشرة في مدينة خيرسون، عن قواعدها اللوجيستية في الجنوب الأوكراني. فكان نتيجة لذلك الانسحاب الروسي القسري من مدينة خيرسون.

* الهجوم الأوكراني المنتظر

جهزت أوكرانيا نفسها عسكرياً، وبمساعدة الغرب، استعداداً للهجوم العسكري على القوات الروسية لاسترداد الأراضي المحتلة. فكان التدريب العسكري الغربي المشترك للقوات الأوكرانية. كما كان التجهيز بالسلاح «من البابوج وحتى الطربوش» عسكرياً للقوات الأوكرانية. ولم يعد يلزم إلا تحديد الأهداف، مكان أو أمكنة الهجوم، وإعلان ساعة الصفر لبدء الهجوم. وقد تكون كل هذه الأمور محددة سراً لدى القيادة الأوكرانية. لكن الأمر يستلزم تحضير ساحة المعركة. والتحضير يبدأ بعدة أمور منها: إنهاك العدو واستنزافه، وخفض معنويات إلى الدرك، وزرع القلق والغموض في عملية اتخاذ القرار لدى قيادته.

 

صورة تظهر تصاعد الدخان جراء الهجوم على بيلغورود الروسية (رويترز)

* نقل المعركة إلى الداخل الروسي

 

المرحلة الأولى

تعتبر عملية نقل المعركة إلى الداخل الروسي، وكأنها المرحلة الثانية من تحضير ساحة المعركة للهجوم العكسي الأوكراني المنتظر؛ إذ تمثلت المرحلة الأولى بقرار الصمود في مدينة باخموت. فالصمود بحد ذاته هو صمود تكتيكي، لكنه يخدم أهدافاً استراتيجية، تمثلت باستنزاف القوات الروسية (فاغنر) إلى الحد الأقصى، مقابل كسب الوقت للتحضير للهجوم الكبير؛ إذ كانت المعادلة في باخموت على الشكل التالي: «التخلي عن الأرض، مقابل كسب الوقت، مع استنزاف الجهد الروسي».

 

المرحلة الثانية

كثفت القوات الأوكرانية الهجمات على القوات والأهداف الروسية في الكثير من المناطق، ومنها:

قصف قواعد عسكرية مهمة في الداخل الروسي، ديسمبر (كانون الأول) 2022.

استهداف جنوب العاصمة موسكو (110 كلم).

مسيرات تنفجر فوق قبة الكرملين.

مسيرات تستهدف موسكو العاصمة، حيث مسكن الرئيس بوتين كما مسكن النخب السياسية الروسية.

مسيرات بحرية تستهدف الأسطول الروسي في البرح الأسود.

قصف مصافي النفط في مقاطعة كراسنودار جنوب روسيا، وهي تعتبر قاعدة لوجيستية، منها تنطلق القوافل إلى القرم عبر جسر كيرش.

وأخيراً وليس آخراً، هجومات برية من قبل ميليشيات روسية تقاتل مع الجيش الأوكراني، وتريد الإطاحة بالرئيس بوتين. تمثل هذه الهجومات في كل من مقاطعة بريانسك، وبيلغورود.

تتميز أهمية بيلغورود بأنها كانت ولا تزال محطة لوجيستية مهمة، قبل وأثناء وبعد الحرب.

* الأهداف الأوكرانية من نقل الحرب إلى الداخل الروسي:

ضرب صورة بوتين القوي، وتحضير الأرضية للهجوم المرتقب.

إسقاط المنظومة الأمنية الروسية، وإظهار الهشاشة الأمنية الروسية. وإلى جانب الفشل العسكري الروسي في أوكرانيا، يضاف إليه الفشل الأمني في الداخل الروسي.

نقل المعركة إلى الداخل الروسي، وربطها بما يجري في أوكرانيا، وبعكس ما سماها الرئيس بوتين على أنها «عملية عسكرية خاصة».

زرع الفوضى أكثر مما هي، بين القيادات العسكرية الروسية، وتصعيب عملية اتخاذ القرار، وذلك عبر تكثيف الهجومات في الكثير من الأماكن المتباعدة جغرافياً عن بعضها.

عدم قدرة الجيش الروسي على الرد بالمثل على هذه العمليات يظهر العجز الروسي العسكري، فالرد يتطلب عمليات عسكرية. والعمليات العسكرية تتطلب عُدة وعدداً. وهذه أمور صعبة في حالة الجيش الروسي اليوم. كما أن الرد الروسي عبر القصف على المدن الأوكرانية، قد وصل إلى مداه الأقصى، فقط لأن بنك الأهداف الروسي قد استنفد. كما أن الدفاعات الجوية الأوكرانية وصلت مؤخراً إلى نسبة 90 في المائة من النجاح ضد المسيرات والصواريخ الروسية.

وأخيراً وليس آخراً، أن الدفاع عن الحدود الروسية يتطلب قوة عسكرية مهمة، وذلك بسبب طول الحدود. كما أن استعمال القوى العسكرية لحماية الحدود، يعني تثبيت هذه القوى وعدم قدرة الجيش الروسي على تحريكها لاستعمالها في أماكن أخرى.


«الأسرة الأوروبية» تتحد بوجه روسيا على الحدود المولدوفية الأوكرانية

صورة جماعية لقادة القمة (رويترز)
صورة جماعية لقادة القمة (رويترز)
TT

«الأسرة الأوروبية» تتحد بوجه روسيا على الحدود المولدوفية الأوكرانية

صورة جماعية لقادة القمة (رويترز)
صورة جماعية لقادة القمة (رويترز)

تستضيف مولودوفا قمة «المجموعة السياسية الأوروبية» بمشاركة ما يقارب 50 دولة في قلعة تبعد نحو 20 كيلومتراً عن الأراضي الأوكرانية، لتظهر الدعم للبلدين، أوكرانيا ومولدوفا، في وقت تستعد فيه كييف لشن هجوم مضاد على القوات الروسية. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وبجواره مايا ساندو رئيسة مولدوفا: «ندعم مولدوفا وشعبها في التكامل مع الاتحاد الأوروبي. لقد ساندتم شعبنا ولاجئينا الذين فروا في أول أيام الحرب ولن ننسى ذلك أبداً».

وقال زيلينسكي إن بلاده مستعدة لأن تكون جزءاً من حلف شمال الأطلسي وإن كييف تنتظر التكتل الدفاعي ليكون مستعداً لضمها. كما كرر رغبة أوكرانيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، مضيفاً: «مستقبلنا في الاتحاد الأوروبي. أوكرانيا مستعدة أيضاً للانضمام لحلف شمال الأطلسي».

واستفاد الرئيس الأوكراني من الفرصة التي قدمها الاجتماع الثاني للمجموعة السياسية الأوروبية لدعم بقوة انضمام بلاده إلى الناتو والاتحاد الأوروبي. وقال زيلينسكي: «يجب أن تكون كل الدول الأوروبية التي تتشارك حدوداً مع روسيا والتي لا تريد أن تأخذ روسيا جزءاً من أراضيها، أعضاء كاملي العضوية في الناتو والاتحاد الأوروبي». وأضاف: «كل شك نظهره هو خندق ستحاول روسيا احتلاله».

كما اجتمع وزراء خارجية دول الحلف الأطلسي الخميس في أوسلو لمناقشة الردود المحتملة على طلب كييف للعضوية.

وبخصوص قمة السلام المقترحة، قال زيلينسكي، اليوم الخميس، إن كييف لم تحدد موعداً بعد لعقد قمة من شأنها أن تضع معايير لإنهاء الحرب، إذ تعمل كييف على دعوة أكبر عدد ممكن من الدول إلى الطاولة. وتقترح أوكرانيا عقد قمة سلام منذ شهور ولكنها لم تُعقد بعد. وقال زيلينسكي في هذا الصدد: «نعمل على تنظيم قمة، نريد أن يشارك فيها أكبر عدد ممكن من الدول، لذلك لم نحدد التاريخ بعد».

 

زيلينسكي ورئيسة مولدوفا يتوسطان بعض القادة المشاركين في القمة (أ.ف.ب)

وفي اجتماع مجموعة السبع في اليابان حيث قابل مسؤولي دول غير منحازة لأي من الطرفين مثل الهند، وسابقاً في قمة الدول العربية، طرح زيلينسكي خطة كييف لإنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا، واقترح عقد قمة عالمية في يوليو (تموز).

واقتُرحت العديد من الأماكن في شمال أوروبا وعرضت الدنمارك استضافة القمة. وقال مصدر دبلوماسي أوروبي إن هناك احتمالاً لتنظيم القمة في ليتوانيا قبل انعقاد اجتماع رؤساء حلف شمال الأطلسي في عاصمتها فيلنيوس يومي 10 و11 يوليو.

واقترح زيلينسكي العام الماضي خطة سلام من 10 نقاط تدعو روسيا لسحب جميع قواتها من أوكرانيا. وبينما أيّد حلفاؤه خطته، قالوا إن من الضروري أن تجذب أوكرانيا إلى صفها الدول التي لم تنأ بنفسها عن روسيا أو التي التزمت الحياد.

وبدأت بعض الدول ابتداء من الصين إلى الاتحاد الأفريقي بذل جهودها الدبلوماسية. وقال مصدر دبلوماسي فرنسي كبير إنه لا جدوى من عقد قمة إلا إذا اتفق الجميع على معايير بعينها من بينها الامتثال إلى القانون الدولي.

في غضون ذلك، قال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، اليوم الخميس، إنه يأمل في أن يبعث اجتماع يضم نحو 50 من القادة الأوروبيين في مولدوفا «برسالة قوية» إلى روسيا. وأضاف أن القمة، التي تعقد في مدينة بولبواكا قريباً من الحدود الأوكرانية، يجب أن تثبت أن أوروبا متحدة في الدفاع عن النظام الدولي.

وأكد بوريل لدى وصوله إلى الاجتماع، الذي لم تتم دعوة روسيا وبيلاروسبا لحضوره، أنه «من المهم أن تصل هذه الرسالة إلى روسيا». وقال إن روسيا ليست هناك، ليس لأن المنظمين لم يرغبوا في دعوتها، ولكن لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استثنى بلاده من المجتمع الأوروبي من خلال شنه حرباً غير مبررة ضد أوكرانيا.

وقالت رئيسة مولدافيا مايا ساندو إن هذه القمة «هي تعبير واضح عن وحدتنا وقوتنا وتصميمنا على العمل معاً (...) كأسرة أوروبية واحدة (...) لردع العدوان وتوطيد السلام في القارة» وتطرق بلادها أيضاً باب الاتحاد الأوروبي.

زيلينسكي خلال جلسة ثنائية مع رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك (أ.ب)

ونظمت القمة في قلعة ميمي التي تقع في قرية بولبواكا على مساغة نحو 35 كيلومتراً عن العاصمة كيشيناو. وستؤكّد هذه الصورة في هذه البلدة القريبة من تيراسبول عاصمة ترانسدنيستريا، المنطقة الانفصالية الموالية لروسيا التي يبلغ عدد سكانها 300 ألف نسمة في شرق البلاد، «عزلة بوتين».

وهذا المنتدى، وهو أوسع من الاتحاد الأوروبي (يضم 20 بلداً مدعواً بالإضافة إلى 27 دولة عضواً في التكتل) وأطلق فكرته الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، يجمع دولاً ذات اهتمامات استراتيجية مختلفة مثل أرمينيا وآيسلندا والنرويج وسويسرا وتركيا والمملكة المتحدة وصربيا وأذربيجان.

وستكون القمة مناسبة لبعض المناقشات الثنائية أو بحضور محدود بين القادة. وقد تساهم في خفض التوتر في شمال كوسوفو حيث اندلعت أعمال عنف نهاية الأسبوع الماضي بين الشرطة ومتظاهرين صرب أوقعت ثلاثين جريحاً في صفوف جنود قوة حلف شمال الأطلسي.

وبعد الظهر يفترض أن يلتقي ماكرون المستشار الألماني أولاف شولتس ورئيسة كوسوفو والرئيس الصربي الخميس في اجتماعين منفصلين.

بالإضافة إلى ذلك كان من المقرر أن يلتقي الرئيسان الأرمني والأذربيجاني اللذان يجريان مفاوضات لإنهاء نزاعهما، برعاية ماكرون وشولتس ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال. وتتواجه يريفان وباكو منذ عقود للسيطرة على منطقة ناغورني قره باغ الأذربيجانية التي تسكنها غالبية من الأرمن. وتكثفت المفاوضات بين أرمينيا وأذربيجان، ويبدو أنها أحرزت تقدماً في الأسابيع الأخيرة، بدفع من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 


مساعدة أميركية جديدة بقيمة 300 مليون دولار لأوكرانيا

قال البنتاغون إن الحزمة المخصصة لتلبية الاحتياجات الأمنية والدفاعية الحيوية لأوكرانيا سيتم سحبها بموجب التفويض الرئاسي(أ.ف.ب)
قال البنتاغون إن الحزمة المخصصة لتلبية الاحتياجات الأمنية والدفاعية الحيوية لأوكرانيا سيتم سحبها بموجب التفويض الرئاسي(أ.ف.ب)
TT

مساعدة أميركية جديدة بقيمة 300 مليون دولار لأوكرانيا

قال البنتاغون إن الحزمة المخصصة لتلبية الاحتياجات الأمنية والدفاعية الحيوية لأوكرانيا سيتم سحبها بموجب التفويض الرئاسي(أ.ف.ب)
قال البنتاغون إن الحزمة المخصصة لتلبية الاحتياجات الأمنية والدفاعية الحيوية لأوكرانيا سيتم سحبها بموجب التفويض الرئاسي(أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الأربعاء، عن حزمة مساعدة أمنية إضافية بقيمة 300 مليون دولار، لأوكرانيا.

وقال بيان البنتاغون، إن تلك الحزمة المخصصة لتلبية الاحتياجات الأمنية والدفاعية الحيوية لأوكرانيا، سيتم سحبها بموجب التفويض الرئاسي، من مخزونات الجيش الأميركي. وتتضمن قدرات أساسية لدعم الدفاع الجوي، من ذخائر لمنظومات «باتريوت» وصواريخ «ستينغر» وغيرها من الصواريخ المضادة في مواجهة الهجمات الروسية التي تستهدف القوات الأوكرانية والمدنيين والبنية التحتية.

كما تشمل أيضا مدفعية وذخائر لصواريخ «هيمارس» وقدرات مضادة للدروع، بما في ذلك عشرات الملايين من طلقات ذخيرة الأسلحة الصغيرة.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، قد أعلن على هامش قمة مجموعة السبع الكبرى في اليابان، عن مساعدة بقيمة 370 مليون دولار لأوكرانيا، بعدما أعطى ضوءا أخضر لحلفاء الولايات المتحدة، على تدريب طيارين أوكرانيين على طائرات «إف - 16»، تمهيدا لتسليمها لكييف في الأشهر المقبلة.

رئيسة وزراء الدنمارك تقف أمام «إف - 16» التي قررت إدارة بايدن تزويد أوكرانيا بها بعد تردد (أ.ف.ب)

ويعد قراره هذا، تجاوزا آخر، للخط الأحمر، الذي قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه سيحول الحرب، وسيجر واشنطن وموسكو إلى صراع مباشر.

ونقلت تقارير صحفية عن مسؤولين أميركيين، قولهم، إن الموافقات الأميركية المتدرجة على توسيع ترسانة أوكرانيا العسكرية، من صواريخ «جافلين» و«ستينغر»، و«هيمارس»، وأنظمة دفاع صاروخي متطورة، وطائرات دون طيار، وطائرات هليكوبتر، ودبابات «أبرامز»، وقريبا طائرات «إف - 16» من الجيل الرابع، تثبت عدم أخذ تلك التهديدات على محمل الجد.

ويضيف المسؤولون الأميركيون، أن أحد الأسباب الرئيسية لتنحية تهديدات بوتين جانبا، هو الديناميكية المستمرة منذ الأيام الأولى للحرب. فالرئيس الروسي لم يلتزم بوعوده بمعاقبة الغرب على توفير الأسلحة لأوكرانيا، وأعطى خداعه للقادة الأميركيين والأوروبيين، بعض الثقة في أنه يمكنهم الاستمرار في القيام بذلك دون عواقب وخيمة. ورغم ذلك، يتساءل البعض إلى أي مدى يمكن أن يظل هذا الأمر.

صواريخ روسية باليستية تعرض في الساحة الحمراء بموسكو (أ.ب)

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مكسيم ساموروكوف، الخبير الروسي في مؤسسة «كارنيغي» قوله، إن «روسيا قللت من قيمة خطوطها الحمراء مرات عديدة، وقالت إن أشياء معينة ستكون غير مقبولة ثم لا تفعل شيئا عندما تحدث». لكنه أضاف أن «المشكلة هي أننا لا نعرف الخط الأحمر الفعلي. إنه في رأس شخص واحد (بوتين)، ويمكن أن يتغير من يوم إلى آخر».

4 عوامل لاتخاذ القرار

ويقول المسؤولون الأميركيون إن إدارة أخطار التصعيد تظل واحدة من أصعب جوانب الحرب بالنسبة لبايدن ومستشاريه في السياسة الخارجية. وعند اتخاذ قرار بشأن أنظمة الأسلحة الجديدة التي سيتم توفيرها لأوكرانيا، فإنهم يركزون على أربعة عوامل رئيسية: «هل هم في حاجة إليها؟ هل يمكنهم استخدامها؟ هل لدينا؟ ماذا سيكون الرد الروسي؟».

وبحسب مسؤول كبير في الخارجية الأميركية، فإن إحجام روسيا عن الانتقام قد أثر على حسابات الأخطار لوزير الخارجية أنتوني بلينكن، الذي كان صوتا مؤثرا يشجع الإدارة وحلفاء الولايات المتحدة على بذل المزيد لدعم أوكرانيا. وقال «نحن نزن باستمرار هذه العوامل ويصبح اتخاذ القرار الأمر الأصعب الذي ينبغي علينا القيام به». وقال مسؤول في البيت الأبيض إن مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، يرى مثل بلينكن، أن فوائد إمداد أوكرانيا بمزيد من الأسلحة الفتاكة، تفوق أخطار التصعيد، وعمل على نطاق واسع مع الحلفاء الأوروبيين على تزويد أوكرانيا بطائرات «إف - 16».

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي أصر على تزويد أوكرانيا بكل ما يلزمها من أسلحة دفاعية (أ.ب)

رد روسيا متوقع رغم الخسائر

في بداية الغزو الروسي في فبراير (شباط) من العام الماضي، حذر بوتين من أن أي دولة حاولت إعاقة قواته «يجب أن تعلم أن الرد الروسي سيكون فوريا ويؤدي إلى عواقب لم ترها في التاريخ».

ومع استمرار الحرب، أصبحت تحذيرات بوتين ومعاونيه أكثر هجومية، وهددوا بحدوث محرقة نووية إذا واجهت روسيا انتكاسات في ساحة المعركة. وقال بوتين في سبتمبر (أيلول) الماضي: «إذا شعرت روسيا أن وحدة أراضيها مهددة، فسنستخدم جميع وسائل الدفاع المتاحة لنا، وهذه ليست خدعة».

قوات أوكرانية تتلقى التدريبات على أسلحة أميركية (أ.ب)

وكان ديمتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن القومي، أكثر وضوحا، وقال إن «هزيمة قوة نووية في حرب تقليدية، قد تؤدي إلى حرب نووية».

وبينما رد بوتين على الولايات المتحدة، بتعليق المشاركة في معاهدة الحد من الأسلحة النووية، وسجنه مراسل صحيفة وول ستريت جورنال، والإشراف على قرار المحكمة بحق نجمة كرة سلة أميركية ثم إطلاقها في عملية تبادل سجناء، لم يهاجم واشنطن أو حلفاءها عسكريا.

لكن المسؤولين الغربيين يدركون أن هذا لا يعني أنه لن يفعل أبدا، خصوصا مع تصاعد الصراع، وأحد التفسيرات المحتملة لإحجام بوتين عن ضرب الغرب، هو تدهور حالة الجيش الروسي. وقال مسؤول أميركي: «لا يبدو أنه من مصلحتهم الدخول في مواجهة مباشرة مع الناتو في الوقت الحالي». «إنهم ليسوا في وضع جيد للقيام بذلك».

وقدر الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة، في مقابلة مع مجلة «فورين أفيرز»، أن روسيا عانت ما يصل إلى 250 ألف قتيل وجريح منذ بدء غزوها الشامل، وهي خسائر فادحة في أي صراع. وقال ميلي إن بوتين استبدل بهم في ساحة المعركة، جنود احتياط «غير مدربين جيدا، مع سوء تجهيز غير مستدام بشكل جيد، وضعف في القيادة».

قائد القوات المشتركة الأميركية الجنرال مارك ميلي (رويترز)

ومع تصاعد عدد القتلى الروس، أعاد بوتين ضبط أهدافه الحربية، من السيطرة على كييف وقطع رأس حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى السيطرة وضم رقعة من الأراضي عبر شرق وجنوب أوكرانيا. ومع ذلك، لا يزال المسؤولون الأميركيون، قلقين من أن روسيا، صاحبة أكبر ترسانة نووية في العالم، يمكن أن تصعد في أوكرانيا أو في أي مكان آخر.

لكن حذر إدارة بايدن في إدارة الصراع مع روسيا، أدى لتصاعد الانتقادات، داخل الولايات المتحدة وخارجها، وخصوصا من الرئيس الأوكراني زيلينسكي، من أن التأخير والتردد في تسليم الأسلحة، يساهمان في إطالة الحرب، وإعاقة قدرة أوكرانيا على هزيمة الجيش الروسي وفرض إنهاء الحرب.

وقال الصقور الجمهوريون في الكونغرس، إن التهديد بالتصعيد الروسي لا ينبغي أن يكون حتى في الاعتبار.

ووصف النائب مايكل ماكول، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، الإدارة بأنها «جبانة» لعدم إرسالها أنظمة صواريخ بعيدة المدى تعرف باسم «إيه تي إيه سي إم إس»، التي لا تزال على رأس قائمة الطلبات الأوكرانية. وقال في وقت سابق، «في كل مرة أخرت فيها الإدارة إرسال الأسلحة لأوكرانيا، بسبب مخاوف من التصعيد الروسي، ثبت أنها مخطئة تماما وبشكل مطلق».