التحالف يدك مواقع للميليشيات ومقتل 100 حوثي قرب الحديدة

TT

التحالف يدك مواقع للميليشيات ومقتل 100 حوثي قرب الحديدة

استهدفت مقاتلات ومدفعية التحالف العربي بقيادة السعودية مواقع وتجمعات الحوثيين في مناطق شرق المشرعي والمدمن وشمال حيس في جبهة الساحل الغربي من البلاد، ومناطق التحيتا والبرح والمدمن في اليمن، بمشاركة وإسناد من القوات المسلحة الإماراتية، وسط انهيارات كبيرة في صفوف الميليشيات، وفرار عناصرها من الجبهات، تاركين خلفهم عتادهم وأسلحتهم وجثث قتلاهم.
وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية «وام»، وصل عدد القتلى في صفوف ميليشيات الحوثي الموالية لإيران خلال اليومين الماضيين إلى أكثر من 100 قتيل في ضربات نوعية ضمن غارات مقاتلات التحالف العربي، ومواجهات مع قوات المقاومة اليمنية المشتركة في الساحل الغربي في ضربة لمسلحي الحوثي، مشيرة إلى أن الغارات أربكت صفوف مسلحي الحوثي، وأنهكت قدراتهم العسكرية، في ظل التقدم الميداني المتسارع لقوات المقاومة اليمنية باتجاه مطار الحديدة ومينائها الاستراتيجي.
وتمكنت قوات المقاومة اليمنية المشتركة من أسر 21 عنصراً من ميليشيات الحوثي، وتحطيم دفاعاتها وتحصيناتها في الساحل الغربي، والعثور على عدد من الآليات والأسلحة المتوسطة والثقيلة التابعة للحوثيين، بعد فرارهم من ساحات القتال، وخلال عمليات تمشيط واسعة في المناطق المتاخمة لمدينة الحديدة. ولفتت في تقرير لها إلى أن مقاتلات التحالف العربي تواصل اصطياد عناصر وتحركات ميليشيات الحوثي في ضواحي الحديدة، فيما هربت عناصرها إلى الجبال، تاركين خلفهم عتادهم.
وتشهد صفوف ميليشيات الحوثي الموالية لإيران تراجعاً ميدانياً كبيراً في مختلف الجبهات، بحسب المعلومات الصادرة في «الوكالة الإماراتية»، وذلك بالتزامن مع تقدم القوات باتجاه الحديدة لتطهيرها من مسلحي الحوثي، ودحر المخطط الانقلابي في اليمن، الذي باتت نهايته تقترب كثيراً مع توسع رقعة سيطرة الشرعية.
وكانت قوات المقاومة اليمنية المشتركة تمكنت من تمشيط مساحات واسعة في مديرية الدريهمي، تمهيداً لمعركة تحرير مدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي، وذلك بمشاركة وإسناد من القوات المسلحة الإماراتية، فيما فشلت ميليشيات الحوثي الموالية لإيران في تنفيذ ثاني محاولة تسلل خلال 24 ساعة إلى مناطق في الساحل الغربي لليمن، وتكبدت على أثرها خسائر فادحة في العتاد والأرواح.
وقال مصدر يمني وفقاً لـ«وام»، إن وحدات من قوات المقاومة اليمنية المشتركة قامت بتمشيط جيوب وأوكار ميليشيات الحوثي في المناطق المحررة، وذلك عقب محاولة الميليشيات تنفيذ عملية تسلل فاشلة إلى منطقة المشيرعي.
وأوضح المصدر أن عناصر من ميليشيات الحوثي حاولت التسلل من منطقة الحسينية لمهاجمة مواقع المقاومة المشتركة في منطقة المشيرعي، فيما قامت القوات بمحاصرتهم وتطويقهم، وأوقعت بينهم قتلى وجرحى، كما استعادت أسلحة وذخائر متنوعة نهبتها الميليشيات من مخازن البلاد.


مقالات ذات صلة

الانفلات الأمني في إب اليمنية لمعاقبة منتقدي الفساد

العالم العربي أجهزة الأمن الحوثية تتساهل في قضايا أمنية خطيرة تشهدها مدينة ومحافظة إب (إكس)

الانفلات الأمني في إب اليمنية لمعاقبة منتقدي الفساد

قُتل شخص بمدينة إب اليمنية بعد انتقاده فساد نافذين حوثيين، في حين تزداد الحوادث الأمنية التي يتهم السكان الجماعة الحوثية بالوقوف خلفها لترهيبهم وتعزيز الانقسام.

«الشرق الأوسط» (إب)
خاص وكيل وزارة الأوقاف اليمنية الدكتور الرباش خلال جولاته للاطلاع على مخيمات الحجاج اليمنيين (الشرق الأوسط)

خاص بدء توافد الحجاج اليمنيين للأراضي المقدسة عبر 4 مطارات ومنفذ بري

بدأ توافد الحجاج اليمنيين البالغ عددهم نحو 24255 حاجاً للأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج وسط منظومة تسهيلات من مختلف الجهات.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
تحت مسمى إعادة تأهيل مطار صنعاء فرض الحوثيون جبايات واسعة على قطاعات مختلفة (أ.ف.ب)

جبايات حوثية لتعويض خسائر الضربات الأميركية والإسرائيلية

بدأت الجماعة الحوثية حملة جبايات جديدة على مختلف القطاعات والأنشطة التجارية والخدمية لتعويض خسائرها جراء الغارات الجوية، مستخدمة وسائل ضغط وابتزاز جديدة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي العميد طارق صالح نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني (المقاومة الوطنية)

طارق صالح: قرار وقف هجمات البحر الأحمر جاء من إيران

قال مسؤول يمني رفيع، إن الضربات الأميركية الأخيرة على جماعة الحوثيين كانت «موجعة» باعتراف زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، وأدت إلى مقتل أعداد كبيرة من الحوثيين.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي تكتم حوثي غداة ضربات إسرائيلية استهدفت ميناءي الحديدة والصليف

تكتم حوثي غداة ضربات إسرائيلية استهدفت ميناءي الحديدة والصليف

يستمر التصعيد بين الحوثيين وإسرائيل، مع وعيد متبادل؛ حيث توعد قادة إسرائيليون باغتيال عبد الملك الحوثي، في حين رد قيادي حوثي بالتهديد باستهداف منشآت نفطية عبرية

وضاح الجليل (عدن)

هجمات الحوثيين تجاه إسرائيل تتصاعد وسط مخاوف من ردّ انتقامي

صاروخ باليستي أطلقت الجماعة الحوثية الكثير من نوعه باتجاه إسرائيل (إعلام حوثي)
صاروخ باليستي أطلقت الجماعة الحوثية الكثير من نوعه باتجاه إسرائيل (إعلام حوثي)
TT

هجمات الحوثيين تجاه إسرائيل تتصاعد وسط مخاوف من ردّ انتقامي

صاروخ باليستي أطلقت الجماعة الحوثية الكثير من نوعه باتجاه إسرائيل (إعلام حوثي)
صاروخ باليستي أطلقت الجماعة الحوثية الكثير من نوعه باتجاه إسرائيل (إعلام حوثي)

وسط اتهامات للجماعة الحوثية بالتعتيم على مقتل وجرح عشرات المدنيين في صنعاء، إثر انفجار مستودع للصواريخ والمتفجرات؛ صعّدت الجماعة من هجماتها باتجاه إسرائيل، حيث أطلقت، الجمعة، ثالث صاروخ خلال 24 ساعة، وسط مخاوف يمنية من رد فعل أكثر عنفاً من قِبل تل أبيب.

وكانت الجماعة المدعومة من إيران استأنفت في 17 مارس (آذار) الماضي هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة تجاه إسرائيل عقب انهيار هدنة غزة، بحجة مساندة الفلسطينيين، كما أعلنت قبل أيام أنها ستعود إلى مهاجمة السفن المرتبطة بتل أبيب بغض النظر عن جنسيتها.

وبينما لا يستبعد مراقبون أن تعود واشنطن إلى ضرب الجماعة الحوثية في حال شنت هجمات على السفن، كان ترمب أنهى في السادس من مايو (أيار) الحالي حملة ضد الجماعة استمرت نحو 8 أسابيع، بعد أن تعهدت في اتفاق رعته سلطنة عمان بالتوقف عن مهاجمة السفن.

وتبنّى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع، الجمعة، في بيان متلفز، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، مدعياً أنه استهدف مطار «بن غوريون» في تل أبيب، وتسبّب في هروب ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ وتوقف حركة المطار.

وتوعّد المتحدث الحوثي بتصعيد الهجمات، رابطاً توقفها بانتهاء الحملة الإسرائيلية على غزة ورفع الحصار عنها. في حين أعلن الجيش الإسرائيلي من جهته، اعتراض الصاروخ، مؤكداً تفعيل صفارات الإنذار في مناطق عدة، دون ورود أي تقارير عن وقوع إصابات أو أضرار.

وكانت الدفاعات الإسرائيلية قد اعترضت، الخميس، صاروخَيْن باليستييْن دون أضرار، أطلقهما الحوثيون، الذين تبنّى زعيمهم عبد الملك الحوثي في خطبته الأسبوعية، إطلاق ثمانية صواريخ وعدداً من المسيّرات خلال أسبوع.

وحاول الحوثي أن يهوّل من أثر هجمات جماعته، زاعماً أن إسرائيل فشلت في ردعها، مع تأكيده عدم التراجع عن هذه العمليات، رغم الضربات الانتقامية الأخيرة على مواني الحديدة.

28 صاروخاً

منذ انهيار الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس»، عادت الجماعة إلى الهجمات الجوية، وأطلقت ابتداء من 17 مارس (آذار) الماضي نحو 28 صاروخاً باتجاه إسرائيل والكثير من الطائرات المسيرة.

وكان أخطر هذه الهجمات الأخيرة انفجار أحد الصواريخ قرب مطار «بن غوريون» في 4 مايو (أيار) الحالي، محدثاً حفرة ضخمة، بعد أن فشلت الدفاعات الجوية في اعتراضه.

وفتح هذا الهجوم المجال لإسرائيل لشن مزيد من الضربات الانتقامية التي دمّرت بها ميناء الحديدة ومطار صنعاء ومصنعي إسمنت ومحطات كهرباء، قبل أن تشن في 16 مايو الحالي، الموجة الثامنة من هذه الضربات الانتقامية على ميناءي الحديدة والصليف.

حريق ضخم إثر ضربات إسرائيلية دمّرت مستودعات الوقود في ميناء الحديدة الخاضع للحوثيين (أ.ف.ب)

وسبق أن هاجمت الجماعة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 نحو 100 سفينة، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتَيْن وقرصنة ثالثة، كما أطلقت أكثر من 200 صاروخ ومسيّرة باتجاه إسرائيل حتى 19 يناير (كانون الثاني) الماضي.

ولم تحقق هجمات الحوثيين أي نتائج مؤثرة على إسرائيل، باستثناء مقتل شخص بطائرة مسيّرة ضربت شقة في تل أبيب في 19 يوليو (تموز) 2024.

وتوعّدت إسرائيل باستمرار ضرباتها الانتقامية، وهدّدت على لسان وزير دفاعها بتصفية زعيم الجماعة الحوثية أسوة بما حدث مع زعيم «حزب الله» اللبناني حسن نصر الله، وقادة حركة «حماس».

ومن المرجح أن تستمر تل أبيب من وقت إلى آخر في ضرب المنشآت الخاضعة للحوثيين، رداً على الهجمات، لكن يستبعد المراقبون للشأن اليمني أن تكون الضربات ذات تأثير حاسم على بنية الجماعة وقادتها وأسلحتها بسبب البعد الجغرافي.

تكتم على الضحايا

على وقع التصعيد الحوثي باتجاه إسرائيل، اتهمت مصادر يمنية حكومية وحقوقية الجماعة بالتكتم على سقوط عشرات الضحايا من المدنيين قتلى وجرحى في انفجارات غامضة شهدتها صنعاء، الخميس، يُرجح أنها ناجمة عن تفجير مستودع للصواريخ والمواد العسكرية الأخرى شديدة الانفجار، بالتزامن مع انفجار صاروخ باليستي فشلت الجماعة في إطلاقه.

وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية معمر الإرياني (سبأ)

وبحسب تصريحات لوزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني، أثار انفجار الصاروخ الحوثي قرب مطار صنعاء حالة من الهلع والرعب في صفوف السكان.

واتهم الوزير اليمني الجماعة بـ«عسكرة المدن، وتحويل المنشآت الحيوية والمناطق السكنية إلى منصات لإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة، متخذة من المدنيين دروعاً بشرية في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني».

وأشار الإرياني إلى أن صنعاء ومناطق أخرى خاضعة للحوثيين شهدت حوادث مشابهة أسفرت عن مئات القتلى والجرحى من المدنيين الأبرياء، كان آخرها سقوط صاروخ دفاع جوي في سوق فروة، إلى جانب حوادث مماثلة في محافظتي المحويت ومديرية همدان، جراء الإطلاق العشوائي أو الفاشل للصواريخ.

من جهته، كشف المركز الأميركي للعدالة، في بيان، الجمعة، عن مقتل وجرح عشرات المدنيين جراء انفجار عرضي في مستودع أسلحة حوثي تحت الأرض في منطقة «خشم البكرة» شرق صنعاء.

طائرة مسيّرة أطلقها الحوثيون من مكان غير معروف (إعلام حوثي)

وبحسب بيان المركز الحقوقي، كان المستودع يحتوي على صواريخ للدفاع الجوي ومواد متفجرة مثل نترات الصوديوم ونترات البوتاسيوم ومادة «سي فور».

ونقل بيان المركز عن شهود تأكيدهم مقتل وإصابة أكثر من 60 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، نقل معظمهم إلى مستشفيات زايد والمؤيد والسعودي الألماني والعسكري والشرطة، في حين لا يزال العشرات تحت الأنقاض جراء تدمير الانفجار عشرة منازل على الأقل بشكل كامل.

وأوضح المركز الحقوقي أن انفجار المستودع الحوثي المحصن تزامن مع انفجار صاروخ في أثناء محاولة إطلاقه قرب مطار صنعاء الدولي، مشدداً على ضرورة إخلاء الأحياء السكنية من مخازن السلاح، وتمكين المنظمات من الوصول الفوري لتوثيق الأضرار ومساعدة السكان.