في الهند... صلاة تراويح خاصة واستفسارات عبر الإنترنت

داخل مسجد بمدينة نيودلهي في الهند (أ.ب)
داخل مسجد بمدينة نيودلهي في الهند (أ.ب)
TT

في الهند... صلاة تراويح خاصة واستفسارات عبر الإنترنت

داخل مسجد بمدينة نيودلهي في الهند (أ.ب)
داخل مسجد بمدينة نيودلهي في الهند (أ.ب)

مع تأثير التقنية وأنماط الحياة المتغيرة على الشعائر الدينية في الجيل الجديد من الهنود المسلمين، فإنهم يغيرون من أنفسهم خلال شهر رمضان عن طريق أداء صلاة التراويح الخاصة ويطرحون الاستفسارات عبر الإنترنت.
يحاول الخبراء الدينيون استيعاب المسلمين الهنود البارعين في التكنولوجيا الحديثة للتكيّف مع المتطلبات الجديدة، وكذلك تصميم برامج خاصة لإدماج جيل الشباب في الدين الإسلامي خلال شهر رمضان. يؤم مولانا صابر أحمد صلاة التراويح الخاصة في عطلات نهاية الأسبوع للموظفين المسلمين المنشغلين بساعات عمل غير محدودة، وغير القادرين على الذهاب إلى المساجد لأداء صلاة التراويح خلال شهر رمضان حيث تقيدهم جداول أعمالهم لأن يلتزموا بصلاة التراويح كل ليلة.
ويقول مولانا أحمد، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية ويدرّس في جامعة ذات سمعة طيبة: «أتتني مجموعة من مهندسي تكنولوجيا المعلومات الشّبان الذين يعملون في نويدا لكي أصلي بهم في صلاة التراويح الخاصة التي يميلون إلى فقدان أوقاتها بسبب نوبات العمل المسائية. وتفهمت حاجاتهم للصلاة ونقيم الصلوات الخاصة الآن في عطلة نهاية الأسبوع لمدة 4 ساعات أحاول خلالها الانتهاء من أكبر قدر ممكن من أجزاء القرآن. ولقد استأجروا قاعة صغيرة تتسع لنحو 40 مصلياً بما في ذلك بعض النساء ممن يفضلن الانضمام إلينا. وهو أمر يبعث على الرّاحة لأن هؤلاء الباحثين المتعلمين والمطّلعين يسعون إلى الدين وإلى الراحة الروحية أيضا».
في الوقت نفسه، صمم مسجد صغير في نظام الدين دلهي برنامجاً فريداً لأداء صلاة التراويح لأولئك الذين لا يُسمح لهم بأن يكونوا جزءاً من صلاة التراويح العادية في كل ليلة. والمكان يتسع لنحو 60 شخصاً على الأكثر، وتتم تلاوة القرآن بالكامل خلال الصلاة في عطلات نهاية الأسبوع أو في غضون أسبوع.
ولا تُقام صلاة التراويح إلّا في شهر رمضان. ومع ذلك، وعلى خلال الفروض الإلزامية الأخرى خلال اليوم، فإنّ المشاركة في صلاة التراويح ليست من الفرائض في دين المسلمين. وفي الواقع، فإنّ صلوات شهر رمضان تُقام في أعقاب فريضة العشاء الإلزامية في نهاية اليوم.
وعلى نحو مماثل، ينظّم طبيب الأسنان أكبر علي صلاة التراويح الخاصة لجمع من الأطباء والمختصين في تكنولوجيا المعلومات والصحافيين، وغيرهم من الموظفين الذين يعملون لساعات.
وفي غضون ذلك، يحاول الأئمة المسلمون التكيف سريعا مع استخدام التكنولوجيا لمواصلة الاتصال الدائم مع الشبان الهنود، ويقول كثير من الجيل الأكبر سناً إنّه يتوجب عليهم الانتظام مع حركة الزمن، وأن يجهزوا أنفسهم للتغيير، ومع أنماط الاتصال السريعة لتوجيه الشباب.
وشرع مولانا صادق أحمد في تكوين مجموعة خاصة بشهر رمضان على تطبيق «واتساب»، حيث ينشر رسائل متكررة عن المعنى الحقيقي لشهر رمضان بخلاف قراءة القرآن: «إنني في سن الـ29 وأعرف تماما ما يجري مع الشباب داخل كثير من منصات الإنترنت بهدف تضليلهم. وعلاوة على ذلك، أدعوهم إلى صلاة التراويح، ونسمح للنساء بالانضمام إلى الصلاة معنا، وأريد أن أنقل رسالة مفادها ألا يميز بين الجنسين في العبادات».
ولا يتوقف هاتف مولانا محمد يعقوب، البالغ من العمر 67 سنة عن الطنين، ولكنّه يشعر بالسعادة لأجل ذلك. ويتابع إمام مسجد خليل الله في دلهي تطبيق واتسآب، وهو التطبيق الشهير للدردشة الفردية والجماعية على الهواتف المحمولة. وهو مليء بالرسائل النّصية التي تصل إليه طوال الوقت.
إنّ رمضان من الشهور المهمة بالنسبة للدعاة والعلماء الذين يتلقون كثيرا من الأسئلة المحيرة من مختلف المسلمين. ولا سيما الجيل الصغير من الشباب. وقد سأله طالب يبلغ من العمر 16 سنة، عمّا إذا كان بإمكانه أن يلعب لعبة «تشامبكاش» في رمضان. في حين أراد طالب آخر عمره 23 سنة، أن يعرف إن كانت قراءة النكات عبر «فيسبوك» و«واتساب» مسموحا بها في نهار رمضان، وإن كان ذلك يؤثر على الصيام. قد يكون الأمر غريبا بعض الشيء، ولكنّها الطريقة المثلى لجذب اهتمام الشباب في شهر رمضان. وللبقاء على اتصال بهم علينا استخدام الوسائل نفسها التي يستخدمونها في التواصل بين بعضهم، كما قال مولانا محمد يعقوب. وعلى غرار مولانا محمد يعقوب، فإنّ كثيرا من الأئمة الذين يصلون بالناس في المساجد يستخدمون مختلف وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى الشباب المسلم. وهم ينشطون على مختلف منصات الإنترنت مثل تطبيقات «واتساب» و«يوتيوب» و«تويتر» و«فيسبوك».


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

فعاليات ثقافية وتراثية تستقبل العيد في السعودية

تجمع ساحة قصر المصمك أهالي الرياض للاحتفالات في كل المناسبات (واس)
تجمع ساحة قصر المصمك أهالي الرياض للاحتفالات في كل المناسبات (واس)
TT

فعاليات ثقافية وتراثية تستقبل العيد في السعودية

تجمع ساحة قصر المصمك أهالي الرياض للاحتفالات في كل المناسبات (واس)
تجمع ساحة قصر المصمك أهالي الرياض للاحتفالات في كل المناسبات (واس)

احتفالات تحيي الموروث وتسترجع التاريخ وتعزز من الثقافة المحلية تقيمها وزارة الثقافة في عدد من المدن السعودية بمناسبة عيد الفطر، لإبراز ثقافة المجتمع السعودي، والعادات الاحتفالية الأصيلة المرتبطة به، وتجسيدها في قوالب إبداعية تستهدف جميع شرائح المجتمع.
«حي العيد» أحد هذا الاحتفالات التي تقيمها «الثقافة» في الرياض بدعمٍ من برنامج جودة الحياة - أحد برامج تحقيق «رؤية السعودية 2030» - حيث تقام في 3 مواقع بالمدينة، هي: ساحة المصمك، وسوق الزل، وشارع السويلم، وهي مناطق اعتاد سكان الرياض على التردد عليها؛ كونها تمثل جزءاً مهماً من تاريخ مدينتهم.
وأعدت الوزارة المهرجان بأسلوبٍ مميز يأخذ الزائر في رحلة ثقافية إبداعية تعكس عادات المجتمع السعودي بهذه المناسبة، تبدأ بمنطقة «عيدنا في البيت الكبير» التي تقدم طابع البيوت السعودية المفعمة بالحب والمودة، وممرات العيد التي تشهد «مسيرة العيد» لتُدخِل البهجة على قلوب الزوار، وتنشر الفرحة بينهم بأجوائها العائلية.

يهتم أهالي الطائف بوردهم بشكل كبير ويقيمون له مهرجاناً كل عام للاحتفال به  (واس)

لتنتقل الرحلة بعدها إلى منطقة «عيدنا في جمعتنا»، وهي عبارة عن ساحة خارجية تحتوي على جلسات مميزة بطابع المهرجان متضمنة عدة أنشطة، وهي حوامة العيد التي تقام في شارع السويلم 3 مرات باليوم وتوزع خلالها الحلوى؛ لتُحاكي في مشهدٍ تمثيلي عادة الحوامة القديمة في نجد، بحيث كان الأطفال يحومون انطلاقاً من مسجد الحي، ومروراً بالبيوت، منشدين خلالها أهازيج مختلفة مرتبطة بهذه المناسبة السعيدة.
وفي شمال السعودية، تقيم الوزارة مهرجان «أرض الخزامى» في نسخته الأولى بالتزامن مع العيد ولمدة 15 يوماً في مدينتي سكاكا، ودومة الجندل في منطقة الجوف، لإبراز التاريخ العريق للمنطقة والاحتفاء بعادات وتقاليد سكانها.
وسيتم إحياء المناطق المفتوحة حول قلعة زعبل بمعارض فنية مفتوحة بمشاركة فنانين من المنطقة ومن مختلف مناطق المملكة، إلى جانب إحياء شوارع القلعة بالألعاب الشعبية التي تُقدَّم بمشاركة أطفال المنطقة، كما ستوضع منصات لكبار السن لرواية قصص عن قلعة زعبل على المستوى الاجتماعي والنهضة التي تمت خلال المائة عام السابقة، التي أثرت بشكل عام على المنطقة.
كما سيوفر المهرجان فرصة التخييم للزوار ضمن أنشطة ثقافية مختلفة تتضمن السرد القصصي، والفنون الأدائية، والطهي الحي، في الوقت الذي سيقدم فيه شارع الفنون الشعبية كرنفالاً من الخزامى، يحوي مناطق لصناعة الزيتون وصناعات السدو.
وتحتضن بحيرة دومة الجندل عدة فعاليات، تشمل مقهى حديقة اللافندر، ومنطقة نزهة الخزامى، وسوق الخزامى لبيع مختلف المنتجات المستخلصة من نبتة الخزامى، وكذلك منطقة مخصصة لورش العمل التي تتناول صناعة مختلف منتجات الخزامى، والتعريف بها، وكيفية زراعتها.
كما يستضيف المسرح في مناطق المهرجان عروضاً موسيقية وأدائية لاستعراض تراث الخزامى في منطقة الجوف، والمعزوفات المختلفة باستخدام الناي والطبول والدفوف، إضافة إلى العديد من الأمسيات الشعرية التي ستستضيف نخبة من الشعراء.
وتسعى وزارة الثقافة إلى جعل مهرجان «أرض الخزامى» واحداً من أهم 10 مهرجانات ثقافية، عبر تقديم فعاليات بقوالب مبتكرة ومستوى عالمي، مع تأصيل التراث المادي وغير المادي، بما يضمن تغطية جميع الجوانب الثقافية، والتراثية، والإبداعية للمنطقة، مع إشراك الأهالي من ممارسين، ومثقفين، ومهتمين، في أنشطة المهرجان الرامية إلى إبراز نبتة الخزامى بوصفها هوية حضارية تمتاز بها المنطقة.
وفي غرب السعودية، تبدأ الوزارة بمهرجان «طائف الورد» الذي يهدف إلى تعزيز الهوية الثقافية للمدينة وإبراز مكتسباتها الطبيعية والتاريخية ونشر ثقافة أهاليها وتسليط الضوء على الورد الطائفي وأهميته.
ويصاحب المهرجان مسيرة استعراضية للورد، تضم مؤدِّين، ومركبات مزينة بالورود، ومجسمات ضخمة تعكس هوية المهرجان بالورود تجوب شوارع مدينة الطائف، وصولاً إلى متنزه الردف حيث تقام هناك فعاليات «جبل الورد»، ومعرض «ترانيم الورد»، و«سوق الورد».
وسيكون رواد الأعمال، والشركات المحلية والعالمية، والمنتجون المحليون والمزارعون، على موعد مع ملتقى «مهرجان طائف الورد» الذي يمثل منصة تجمع المزارعين مع رواد العلامات التجارية العالمية، مما يوجِد فرصاً استثمارية، واتفاقيات تعاون كُبرى مع العلامات التجارية العالمية؛ ليكون ورد الطائف ضمن أعمالهم المعتمدة.
وتأتي في مقدمة أنشطة متنزه الردف فعالية جبل الورد التي تعكس قصة ساحرة عبر عرض ضوئي على الجبل وممر الانطباعية الذي يعيد إحياء أعمال فنية بمشاركة فنانين محليين، كما يضم متنزه الردف، سوق الورد المتضمنة مجموعة من الأكشاك المصممة بطريقة عصرية تتلاءم مع طبيعة المهرجان؛ دعماً للعلامات التجارية المحلية والأسر المنتجة التي تحوي منتجاتهم مواد مصنوعة من الورد الطائفي، فيما يستضيف المسرح مجموعة من الفنانين، محليين وعالميين، وتقام عليه عدة عروض فنية وموسيقية ومسرحية تستهدف الأطفال والعائلات وأيضاً الشباب.
وعلى جانب آخر من متنزه الردف، تقام فعالية «الطعام والورد»، بمشاركة نخبة من الطهاة المحليين في أنشطة متخصصة للطهي، بهدف تعزيز المنتجات المستخلصة من الورد الطائفي في الطبخ وتعريفها للعالم، كما خصص مهرجان «ورد الطائف» منطقة للأطفال في متنزه الردف، صُمّمت بناءً على مبادئ التعليم بالترفيه، حيث يشارك المعهد الملكي للفنون التقليدية بمتنزه الردف بورشتي عمل، من خلال حفر نقوش الورد على الجبس، وتشكيل الورد بالخوص في الوقت الذي يقدم «شارع النور» رحلة ثقافية وعروضاً فنية حية تقام على امتداد الشارع بمشاركة فنانين محليين.
وتسعى وزارة الثقافة من خلال تنظيم مهرجان «طائف الورد» إلى إبراز مقومات الطائف الثقافية، والترويج لمنتجاتها الزراعية، وأبرزها الورد الطائفي، والاحتفاء بتاريخها وتراثها بشكلٍ عام، مما يعزز من قيمتها بوصفها وجهة ثقافية جاذبة.