محافظ الحديدة لـ {الشرق الأوسط}: اقتحام المدينة من جنوبها لتأمين المنشآت النفطية

الجيش اليمني خطط لترك منفذ شمالي لفرار عناصر الميليشيات

TT

محافظ الحديدة لـ {الشرق الأوسط}: اقتحام المدينة من جنوبها لتأمين المنشآت النفطية

وضع الجيش اليمني خطته العسكرية لاقتحام وتحرير الحديدة، التي أورد أنها تعتمد على 3 محاور رئيسية في الدخول السريع من الجهة الجنوبية للمدينة إلى المواقع الرئيسية، وذلك من خلال إغلاق «جنوبي شرق» الطريق المتجهة إلى باجل، كذلك فتح منفذ من الجهة الشمالية لفرار مقاتلي الميليشيات، وفتح جبهة جديدة باتجاه المطار الدولي، فيما رصدت الاستخبارات اليمنية مواقع وجود مقاتلي الميليشيات وعتادهم.
وقال الدكتور الحسن طاهر، محافظ الحديدة، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن قوات الجيش الوطني متقدمة وبشكل ملحوظ وأصبحت على مشارف الحديدة، ومن الجنوب الشرقي هناك تقدم نحو المطار الذي أصبح لا يفصل الجيش عنه سوى 6 كيلومترات، لافتا إلى أن المطار سيكون من أول المواقع التي سيتعامل الجيش معها ويحررها، وأنه أول المنشآت التي سيجري تفعيلها بعد التحرير مباشرة.
وأضاف الطاهر أن الخطة الموضوعة ستعتمد على حصار كامل للمدينة، وأن الجيش سيدخل بشكل مباشر من الجهة الجنوبية، مع إغلاق «جنوبي شرق» الطريق المتجهة إلى باجل (الكيلو 16)، وذلك بهدف منع قدوم أي مساعدات عسكرية من صنعاء باتجاه المدينة، كذلك القادمة من تعز، وستكون هناك طريق من الجهة الشمالية مفتوحة لخروج الفارين من عناصر الميليشيات الحوثية.
واستطرد محافظ الحديدة أن الدخول للمدينة سيكون وفق خطة عسكرية محكمة بعد وضع كل الترتيبات وتأمين مؤخرة الجيش أثناء التقدم، وهذا التحرك سيكون سريعا لتأمين المواقع الاستراتيجية من أي أعمال تخريبية قد تقدم عليها الميليشيات، ومن ذلك تفخيخ وتلغيم المواقع الرئيسية والمهمة في محاولة منها لنشر الدمار في المدينة، «خصوصا أن معلومات استخباراتية رصدت تلغيم الميليشيات الحوثية ساحات الميناء، لذلك سنعمل على التقدم الحذر الذي يضمن سلامة الميناء من أي أضرار».
ومن ضمن المعلومات التي جرى رصدها، بحسب الحسن، معلومات عسكرية عن نوعية السلاح والعتاد المتوفر لدى الميليشيات داخل المدينة، وعدد مقاتلي الحوثيين الذي يكون غير ثابت ومتحرك لدخول عناصر وخروج آخرين، كذلك مواقع تمركزهم وثكناتهم العسكرية، وهذه المعلومات سيجري التعامل معها بشكل كبير والاستفادة منها في حال التقدم نحو المدينة لخلخلة القدرة العسكرية لدى الميليشيات.
وشدد محافظ الحديدة على أن الجيش قادر وخلال ساعات على اقتحام المدينة وتحريرها بالكامل، «ولكن لأن الحديدة مدينة استراتيجية وبها مواقع رئيسية وتحتضن كثيرا من المنشآت النفطية، والمصانع الكبرى، وميناء الحديدة الاستراتيجي، فلا بد من أن يكون التحرك مدروسا وببطء لضمان سلامة المواطنين في المقام الأول وهذه المنشآت الحيوية، لذلك هناك ترتيبات خاصة لكيفية الدخول يصعب الإفصاح عنها».
واستطرد الطاهر بأن هناك تنسيقا كبيرا مع شخصيات اعتبارية وبارزة داخل المدينة، للقيام بدور محوري في عملية التحرير، وهذه الشخصيات لن تتحرك قبل إعطائها الإشارة للقيام بالمهام المنوط بها، خصوصا أن الجيش يعمل على حماية كل المواطنين من أعمال عدوانية تقوم بها الميليشيات كالقتل والنهب وسرقة الأموال وتهريبها إلى خارج المدينة.
ودمرت مقاتلات التحالف أمس الخميس، تعزيزات عسكرية لميليشيات الحوثي في منطقة مناخة بصنعاء، كانت في طريقها إلى الحديدة طبقا لما نقلته «سكاي نيوز عربية»، التي أوردت أن العملية أسفرت عن «سقوط قتلى وجرحى وتدمير مركبات عسكرية للميليشيات التي تعاني من انهيارات متسارعة جراء تقدم قوات المقاومة المشتركة على الأرض واقترابها من حسم معركة الساحل الغربي».
وفي تغريدة لها على صفحتها في «تويتر»، قالت ألوية حراس الجمهورية، التي يقودها العميد ركن طارق محمد عبد الله صالح (نجل شقيق الرئيس اليمني السابق صالح) إن «مجريات الأحداث تؤكد أن معركة تحرير الحديدة باتت محسومة وفقاً للمعايير العسكرية»، وإن «تحرير ميناء الحديدة ومطارها بات مسألة وقت قصير وباستكمال تحرير الحديدة تكون ميليشيا الحوثي الإيرانية قد تلقت صفعة قوية تمهد لعزلها بحريا وخسارتها لمحافظات أخرى».
وأوضحت أن «ألوية قوات حراس الجمهورية، تواصل تحقيق الانتصارات في محافظة الحديدة بالساحل الغربي».
واعتبرت الإمارات الخميس أن القوات اليمنية التي تدعمها في هذا البلد في مواجهة الحوثيين، أصبحت على أعتاب «نصر قريب» مع تقدمها نحو مدينة الحديدة، وفقا لما أورده تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي الدكتور أنور قرقاش في حسابه على «تويتر»: «ونحن نتابع التقدم الملحمي تجاه الحديدة لنا الحق أن نفخر بجيش الإمارات»، وأضاف: «نعم امتحان اليمن كان ويبقى عسيرا ولكنه الابتلاء الذي لا خيار دون مواجهته». وتابع: «أبشروا فالنصر قريب».
وبعد تطهير مواقع واسعة في معقل الانقلابيين، عادت عشرات الأسر في منطقة الفرع بمديرية كتاف شرق محافظة صعدة أمس، إلى منازلها بعد تطهيرها من ميليشيات الحوثي الانقلابية، التي دفعتهم إلى هجرها منذ 3 سنوات.
وأكد قائد اللواء 84 مشاة العميد رداد الهاشمي، خلال استقباله الأهالي العائدين، على أهمية «تطبيع الأوضاع في المنطقة ومختلف مناطق المحافظة المحررة وتهيئتها لعودة السكان لمساكنهم في أمن واستقرار، والعمل على توفير المساعدات الإنسانية للتخفيف من معاناتهم»، بحسب ما أورده موقع الجيش الوطني «سبتمبنرت»، مثمنا في الوقت ذاته «الجهود التي بذلتها قوات الجيش الوطني بإسناد من التحالف العربي في سبيل تحرير أجزاء واسعة من المحافظة ومنها كتاف». كما أكد «اهتمام القيادة السياسية بسلامة الأهالي وحرصها على حمايتهم من كل ما يزعزع أمنهم واستقرارهم».
وبالانتقال إلى محافظة حجة، تمكنت قوات الجيش الوطني اليمني الموالية للحكومة الشرعية، أمس الخميس، من تحرير مواقع جديدة من قبضة مسلحي الحوثيين في محافظة حجة الحدودية مع السعودية، والتي تبعد 123 كيلومترا شمال غربي صنعاء.
وقال بيان للمركز الإعلامي للقوات المسلحة نقلته وكالة الأنباء الألمانية إن قوات الجيش مسنودة بمقاتلات التحالف، تمكنت من تحرير مواقع جديدة كانت تتمركز فيها الميليشيات الحوثية بأطراف مديرية حيران بمحافظة حجة.
وأضاف البيان، أن ذلك جاء عقب تنفيذ هجوم مباغت على مواقع ميليشيا الحوثي في أطراف وادي حيران: «تمكن خلاله رجال الجيش من تحرير عدد من المواقع المهمة، مخلفين خسائر مادية وبشرية كبيرة في صفوف ميليشيات الحوثي».
وبحسب البيان، فقد تمكنت الفرق الهندسية التابعة للمنطقة العسكرية الخامسة (موالية للجيش الحكومي)، من انتزاع أكثر من 600 لغم - مختلفة الأنواع والأحجام والأهداف - من تلك المواقع الجديدة التي حررها الجيش.


مقالات ذات صلة

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

العالم العربي جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

تتزايد أعداد القتلى من قيادات الجماعة الحوثية الذين يجري تشييعهم دون الإشارة إلى أماكن سقوطهم، بالتوازي مع مقتل مشرفين حوثيين على أيدي السكان.

وضاح الجليل (عدن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مالكو الكسارات في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية يشتكون من الابتزاز والإتاوات (فيسبوك)

حملة ابتزاز حوثية تستهدف كسارات وناقلات الحجارة

فرضت الجماعة الحوثية إتاوات جديدة على الكسارات وناقلات حصى الخرسانة المسلحة، وأقدمت على ابتزاز ملاكها، واتخاذ إجراءات تعسفية؛ ما تَسَبَّب بالإضرار بقطاع البناء.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

تحليل إخباري ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.