«نحت» الكعكات (التورتات) المجسمة، هو أحد فنون صناعة الحلويات النادرة، التي تتطلب مهارات متعددة تجمع بين فن صناعة الحلوى، وموهبة نحت الأشكال المختلفة، وككل الفنون فهو أيضاً يتطلب رؤية وقدرة على الابتكار، فلم تعد «التورتة» تتخذ أشكالها التقليدية المعروفة، بل يمكنها أن تكون على شكل تمثال فرعوني، أو مجسم لشخصية ما، أو وردة متكاملة الأبعاد، وهو ما برعت فيه صانعة الحلويات دينا دياب، التي ستمثل بلدها في كأس العالم للحلويات ضمن فريق المنتخب المصري.
قبل نحو 9 سنوات، أرادت إحدى بناتها إهداء صديقتها «تورتة» في عيد ميلادها، لكن سعرها في متاجر الحلوى كان أكبر من مدخراتها، فقررت دينا دياب، أن تنقذ طفلتها من المأزق، وشرعت في صناعة أول «تورتة» منزلية في مسيرتها المهنية، لكن النتيجة لم تكن جيدة، واضطرت إلى شراء واحدة من المتجر لإنقاذ الموقف.
قضت العامين التاليين ما بين حضور دروس ودورات تدريبية وورش عمل وتجارب منزلية، إلى أن أتقنت صناعة «التورتة» بشكلها التقليدي، ورغم انتشار منتجاتها خارج محيط العائلة والأصدقاء، وتحولها إلى عمل احترافي يحقق دخلاً مادياً جيداً، فإن رغبتها في التجديد دفعتها بشكل عفوي إلى محاولات متعددة لصناعة أشكال مختلفة غير تقليدية، ومع البحث والقراءة أدركت أن ما تحاول فعله هو فن غير منتشر في مصر يتطلب مهارات أخرى، فشرعت أيضاً في حضور ورش العمل، لتصبح بعد فترة واحدة من رائدات «نحت» التورتات المجسمة.
تقول دينا دياب لـ«الشرق الأوسط»: «بعد أن أتقنت صناعة التورتة بشكلها التقليدي كنت دائماً أشعر برغبة في تغيير شكلها وصناعة أشكال مختلفة، وكلما تمكنت من صناعة شكل ما أواجه مشكلة في تماسك الشكل، حيث تنهار القطعة كلها قبل أن أنهيها، ومع البحث تأكدت أنني موهوبة في النحت، لكني أحتاج إلى تطوير مهارتي في الحفاظ على تماسك الشكل، ولم أكن وقتها أعرف أنه يوجد ما يسمى نحت التورتة».
وتضيف: «نحت التوتة فن ينقسم إلى شقين: الأول خاص بصناعتها كنوع من الحلويات المعروفة، والآخر هو فن النحت اليدوي، حيث نقوم بنحتها لصناعة الشكل المجسم الذي نريده، ويكون شكلاً متكامل الأبعاد، بمعنى أنه إذا صنعت واحدة عبارة عن وردة، فتشعر أنها وردة حقيقية سواء بالنسبة لشكلها وأبعادها أو ألوانها الطبيعية».
تسعى «دياب» إلى نشر فن «نحت» التورتات في مصر من خلال تنظيمها دورات تدريبية وورش عمل في معهد تدريبي افتتحته لصقل مهارات صناع الحلوى.
وتم اختيارها لتمثل مصر في فن «نحت» التورتات، ضمن فريق المنتخب الوطني المصري للحلوى، الذي يشارك في كأس العالم للحلويات في مدينة ميلانو الإيطالية العام المقبل 2019، وهي مسابقة ينظمها الاتحاد الدولي لصناع الحلوى كل عامين.
ترى دينا دياب، أن «نحت» التورتات فن يستلزم التدريب المستمر والتعلم وتطوير المهارات؛ إذ لا يجب أن يتوقف عند تمكن صاحبه من «نحت» أي شكل يريده أو يطلب منه، بل يحتاج إلى شغف الابتكار والخيال كأي فن آخر.
وتتابع: «كثيراً ما أقوم بنحت أشكال تعجبني دون أن يطلبها مني أحد، كالتماثيل الفرعونية، والحيوانات، وذات مرة رأيت في مجلة صورة لرجل من الهنود الحمر (سكان أميركا الأصليين) فقمت بنحته لأنه ألهمني، وأكثر الأشكال طلباً في الأفراح تتركز على مجسم كامل لفستان الزفاف، أو تمثال كامل للعروس، وفي أعياد الميلاد يطلب تمثال مجسم للشخص نفسه، والأطفال يطلبون مجسمات لشخصيات كرتونية مثل ميكي وبطوط وسندريلا».
كعكات مجسمة تمثل مصر في كأس العالم للحلويات
فن جديد ينهي حقبة الأشكال التقليدية
كعكات مجسمة تمثل مصر في كأس العالم للحلويات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة