مسؤول كوري شمالي بارز في طريقه إلى الولايات المتحدةhttps://aawsat.com/home/article/1284661/%D9%85%D8%B3%D8%A4%D9%88%D9%84-%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%8A-%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%B2-%D9%81%D9%8A-%D8%B7%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%87-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9
مسؤول كوري شمالي بارز في طريقه إلى الولايات المتحدة
لافروف يزور بيونغ يانغ الخميس
كيم يونغ تشول نائب رئيس اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية (أ.ب)
موسكو:«الشرق الأوسط»
سيول :«الشرق الأوسط»
TT
موسكو:«الشرق الأوسط»
سيول :«الشرق الأوسط»
TT
مسؤول كوري شمالي بارز في طريقه إلى الولايات المتحدة
كيم يونغ تشول نائب رئيس اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية (أ.ب)
ذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) أن مسؤولاً كورياً شمالياً بارزاً صعد على متن طائرة في بكين اليوم (الأربعاء) متجهة إلى مدينة نيويورك الأميركية لإجراء محادثات مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو. وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب في تغريدة أمس (الثلاثاء) أن كيم يونغ تشول نائب رئيس اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم في كوريا الشمالية في طريقه لما سيصبح أرفع اجتماع ضمن الأنشطة الدبلوماسية هذا الأسبوع التي تهدف إلى إنقاذ قمة تاريخية. ورأى شاهد من «رويترز» كيم يونغ تشول في مطار بكين الدولي لكنه لم يره وهو يصعد على متن الطائرة. وكيم يونغ تشول رئيس سابق للمخابرات في كوريا الشمالية ولعب دورا محوريا في الإعداد للقمة التاريخية بين ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. ولم يصل البيت الأبيض إلى حد القول إن القمة المقترحة في يونيو (حزيران) بين ترمب وكيم ستقام كما هو مقرر لها بعد أن ألغاها ترمب الأسبوع الماضي في رسالة لكيم معللا ذلك بالنبرة «العدائية» في تصريحات كوريا الشمالية. وقال مسؤول أميركي إن محادثات هذا الأسبوع تهدف إلى تحديد إن كانت كوريا الشمالية مستعدة لتقديم ما يكفي من الالتزامات بأنها ستتخلص من أسلحتها النووية رغم إصرار بيونغ يانغ على أنها لن تنزع السلاح النووي من جانب واحد. واجتمع مسؤولون أميركيون وكوريون شماليون في سنغافورة لمناقشة المسائل اللوجيستية لقمة محتملة، بينما اجتمع مفاوضون من الطرفين مرة أخرى اليوم في المنطقة المنزوعة السلاح على طول الحدود بين الكوريتين. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز إن ترمب يعتقد أن «المناقشات الجارية تمضي بشكل جيد جيدا». وذكر متحدث باسم البيت الأزرق الرئاسي في كوريا الجنوبية أنه ليست لديه معلومات محددة بشأن المحادثات الجارية في المنطقة المنزوعة السلاح ونيويورك، لكنه يأمل أن تتمخض عن نتائج طيبة. وقال للصحافيين اليوم: «يبدو أن المحادثات تمضي بسلاسة. نأمل أن تتمخض عن نتائج مثمرة». من جهة أخرى، يتوجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى كوريا الشمالية غدا (الخميس) للبحث مع المسؤولين الكوريين الشماليين في موضوع البرنامج النووي في بلادهم والتعاون الثنائي بين البلدين، بحسب ما أعلنت وزارته الأربعاء. وجاء في بيان للوزارة: «ستتم الزيارة الرسمية لوزير الخارجية سيرغي لافروف إلى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في 31 مايو (أيار)». وأوضح البيان أن «محادثات مقررة بين وزيري الخارجية ستشمل مسائل ثنائية والوضع في شبه الجزيرة الكورية والقضايا الدولية والإقليمية». وكانت موسكو أعلنت الأسبوع الماضي عن الزيارة من دون أن تحدد موعدا لها.
2025... عام ملء الفراغات؟https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/5098475-2025-%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D9%85%D9%84%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%BA%D8%A7%D8%AA%D8%9F
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.
يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟
بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.
دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.
بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».
حال العالم
في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.
في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.
وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.
يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟
إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.
شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.
التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ
مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.
تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.
في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟